أثار قرار رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة إعلان عملية عسكرية ثانية ضد قوات جهاز "الردع" بعض الأسئلة عن مدى نجاحه في هزيمة هذه القوات المنظمة والمسيطرة على أغلب مؤسسات الدولة في طرابلس، مقابل قدرة هذا الجهاز على هزيمة الحكومة وإنهاء وجودها.

وأعلن الدبيبة خلال بيان متلفز أن حكومته "ستضرب بيد من حديد أي قوة خارجة عن شرعية الدولة، وأنه لا مكان إلا لقوات الجيش والشرطة وأي مجموعة خارجة عنهما سيتم استهدافها".



"قرارات حل وتسريح"
ولم يكتف الدبيبة بتهديد قوات الردع؛ بل أصدر حزمة من القرارات بصفته وزيرا للدفاع يحل فيها جميع الأجهزة التابعة لهاز ويسرح جنودها، بل أعلن رسميا انطلاق عملية عسكرية للهجوم على مقرات الردع والاستيلاء عليها واعتقال قادة الجهاز.

لكن المفاجأة أن "هذه القوات كانت متوقعة للخطوة ومستعدة لها، فقامت بالاشتباك مع القوات التابعة للحكومة وقتل عددا منها واعتقال آخرين، بل نجحت قوات الردع أيضا في حشد متظاهرين في أغلب أحياء طرابلس ضد حكومة الدبيبة متهمة الأخير بأنه يريد تمكين قوات مصراتة" (مسقط رأسه).


"تراجع ووقف العمليات"
وبالفعل خرجت مظاهرات عدة مازالت تهتف بإسقاط الدبيبة وحكومته ومحاكمته على ما حدث في طرابلس وطرد قوات "مصراتة" من العاصمة، ما أجبر الدبيبة على وقف إطلاق النار ووقف العمليات.
وتسارعت الأحداث في العاصمة الليبية طرابلس بعد إطلاق حكومة الوحدة هناك عملية عسكرية لإنهاء الميليشيات الخارجة عن القانون لإعادة هيبة الدولة وردع المخالفين.

وانتهت الأحداث بمقتل رئيس جهاز الدعم والاستقرار، التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبدالغني الككلي المشهور بـ"غنيوة" وسط حالة ذهول من الجميع كونه الرجل الأقوى في غرب ليبيا وكان يسيطر حتى على الحكومة ورئيسها، ما طرح تساؤلات حول دلالة الخطوة ورمزيتها.

فهل أجبرت قوات "الردع" الدبيبة على التراجع ووقف عملياته؟ أم هو الهدوء الذي يسبق العاطفة؟

"قائمة أمريكية للتصفية"
من جهته، أكد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "استمرار سيطرة الميليشيات المسلحة غير النظامية على الوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري في غرب ليبيا يمثل ظاهرة خطيرة خاصة أن هذه المجموعات تحولت إلى قوة مهيمنة تعيق تحرير العاصمة طرابلس واستعادة الاستقرار فيها.

وقال في تصريحات لـ"عربي21": "الحكومة متورطة في صناعة وتقوية هذه الميليشيات خاصة حكومة الدبيبة فهي مثلا خصصت لميليشيات غنيوة الككلي ميزانية سنوية تصل إلى 180 مليون دينار ليبي، ومكنته من السيطرة على منطقة بوسليم ثم مؤخرا قتلته".

وتابع: "تصفية قادة هذه الميليشيات ليست أمرا حكوميا من الدبيبة بل توجد قوائم بأسماء عناصر ميليشياوية مطلوبين للعدالة، إما بالاعتقال أو التصفية، حيث تسلم وكيل وزارة الدفاع بحكومة الدبيبة "عبد السلام زوبي هذه القوائم من الإدارة الأمريكية خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، فما يتم هو بضوء أخضر أمريكي"، بحسب معلوماته.


"بقاء قوة الحكومة"
في حين قال عضو المجلس الأعلى للدولة، أحمد لنقي إنه "أصبح من المؤكد أن قرار إنهاء الميليشيات المسلحة ودمج أفرادها منفردين في مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية للراغبين أمرا واقعا، وذلك من أجل عودة هيبة الدولة والحفاظ على وحدتها واستقلالها".

وأوضح في تصريح لـ"عربي21" أن "الخطة والبداية تكون بإنهاء المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس ثم تتبعها باقي المليشيات في باقي المدن، وإحالة مرتكبي جرائم يعاقب عليها القانون إلى القضاء، فلن تكن هناك قوة فوق قوة القانون الممثلة في السلطة التنفيذية"، وفق قوله.

وأضاف: "المجتمع الدولي والإقليمي يبحث عن سلطة تنفيذية جديدة للبلاد قادرة على تحقيق التنمية والاستقرار وتوحيد مؤسسات الحكم الأمنية والعسكرية والتنفيذية ووجود رأس للدولة يمكن التفاوض معه، ولن يتأتى ذلك في ظل وجود مليشيات مسلحة تهدد استقرار الأمن وتخل بكيان الدولة وتقسيمها إلى متنازعة، ولعل هذه المواقف الدولية والإقليمية كان لها تأثير كبير على الاستمرار في تنفيذ خطط الحكومة للتخلص من المليشيات المسلحة"، كما رأى.

"حسابات خاطئة للدبيبة"
الناشط السياسي المقيم في طرابلس، موسى تيهو ساي قال من جانبه إن "الدبيبة أخطأ في الحسابات بشكل كبير وتحمس عقب مقتل زعيم جهاز الاستقرار غنيوة، وظن أن تطبيق نفس السيناريو ممكن في منطقة سوق الجمعة، وذلك لأن جهاز الردع وضعه يختلف تماما عن دعم الاستقرار، كون على جهوزية، ولديه حاضنة اجتماعية كبيرة في طرابلس ومشهود بانضباطه لدى عامة الناس، وهو ما يجعل الإطاحة به أمر صعب للغاية ثم ماذا سيكون البديل هل لدى الدبيبة أجهزة أخرى منضبطة؟.

وأضاف: "إذا نظرنا إلى الأجهزة الأمنية التي نراها الآن مثل الأمن العام وغيره، فهي أجهزة غير منضبطة أبدا بل وقبلية أيضا ولن يسمح أهالي سوق الجمعة لها بأن تكون بديلا للأجهزة التي عرفها الناس منذ سنوات بغض النظر عن التجاوزات والخروقات التي تحصل منها أحيانا"، وفق قوله.

وختم حديثه: "إنهاء وجود التشكيلات المسلحة ليس بهذه الطريقة التي انتهجها الدبيبة بل يحتاج إلى حكمة وتدرج وإرادة وليس تحركا غير مدروس ومدفوع بتوظيف سياسي ضيق"، وفق تعبيره وتصريحه لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الدبيبة عملية عسكرية الحكومة الككلي ليبيا ليبيا الحكومة عملية عسكرية الدبيبة الككلي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی طرابلس

إقرأ أيضاً:

هل ينجح يزن النعيمات في صناعة المعجزة ويشارك بكأس العالم ؟

#سواليف

تعرض #مهاجم #الأردن #يزن_النعيمات لإصابة بالغة في #مباراة منتخب الأردن أمام العراق في ربع نهائي مسابقة #كأس_العرب في كرة القدم على ملعب المدينة التعليمية في الريان، تهدد مشاركته في مونديال 2026 الصيف المقبل.

وأصيب النعيمات في الدقيقة السابعة وتحامل على نفسه وعاد إلى الميدان بعدما تلقى العلاج خارجه، لكنه اضطر إلى ترك مكانه إلى عودة الفاخوري في الدقيقة 13 بعدما شعر بآلام عقب ارتقائه خلال وقوفه في الحائط البشري إثر ركلة حرة للعراق. وكتب الاتحاد الأردني في تقريره على موقعه الرسمي أن «الفحوصات الطبية والصور الشعاعية التي خضع لها اللاعب يزن النعيمات عقب انتهاء اللقاء، أظهرت تعرضه لقطع بالرباط الصليبي الأمامي».

ووفقا للاتحاد الأردني لكرة القدم وهو ما يعني غياب اللاعب عن الملاعب لفترة قد تتراوح بين 6 إلى 8 أشهر حسب استجابة اللاعب للعلاج والتزامه بالخطة العلاجية.

مقالات ذات صلة توثيق جديدة يكشف: حماس خططت لاختطاف بن غفير إلى غزة 2025/12/14

وتُعد #إصابة #الرباط_الصليبي_الأمامي من أخطر إصابات الملاعب، وتحتاج عادة إلى جراحة يتبعها برنامج تأهيل طويل قبل العودة للمشاركة.

المدرب المغربي جمال السلامي، الذي قاد الأردن للفوز على العراق بهدف نظيف والتأهل إلى نصف نهائي كأس العرب، بدا متأثراً بشدة عقب المباراة. وقال في تصريحات صحافية: “إنها ليست دموع فرحة بالتأهل، إنها دموع فوز بلا طعم”، في إشارة إلى إصابة النعيمات المبكرة.

النعيمات الذي خاض 70 مباراة دولية وسجل خلالها 26 هدفاً ،كان له دور بارز في قيادة النشامى نحو كأس العالم 2026 لأول مرة في تاريخه ، عليه أن يشحذ هممه وأن يستعيد قوته وصلابته ليقهر الإصابة قبل بدء كأس العالم في حزيران 2026، حتى لو كان زمن المعجزات قد انتهى لكن التحدي والإصرار والهمة الكبيرة قد تصنع معجزة جديدة للحاق بصفوف المنتخب وتحقيق حلم المشاركة في البطولة الكروية الأغلى في العالم.

الشارع الرياضي لا يتحدث فقط عن مدة الغياب، بل عن ” #المعجزة ” التي سيحتاجها النعيمات ليعود سريعا إلى الملاعب، ويستعيد جاهزيته البدنية والفنية الكاملة، في سباق قاسٍ للتعافي قبل انطلاق مونديال 2026.

هذا يعني أن مشاركة يزن النعيمات في كأس العالم 2026 تبدو معقدة للغاية، لكن ليست مستحيلة، فإذا خضع اللاعب للجراحة سريعًا وبدأ برنامج التأهيل بشكل مثالي، فقد تكون أمامه فرصة للعودة قبل بداية البطولة أو في مراحلها المبكرة، رغم أن المخاطر تبقى عالية، خصوصًا أن العودة من إصابة كهذه تتطلب استعادة القوة، السرعة، والجاهزية الذهنية قبل الجاهزية البدنية.

ويبقى السؤال مفتوحا: هل ينجح يزن النعيمات في صناعة واحدة من أجمل قصص النجاح والتعافي ، ويلتحق بركب النشامى في كأس العالم؟

مقالات مشابهة

  • “فرج” و”المنفي” يبحثان مستجدات الأوضاع السياسية وتعزيز التنسيق الوطني
  • هل ينجح يزن النعيمات في صناعة المعجزة ويشارك بكأس العالم ؟
  • كرامي من جامعة المدينة في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: حمايتها أساس الاستقرار وبناء الدولة
  • عاجل. سانا عن مصدر أمني: إطلاق نار يستهدف قوات سورية وأميركية قرب تدمر خلال جولة ميدانية مشتركة
  • الجيش الروسي يستهدف مواقع للصناعة العسكرية والطاقة في أوكرانيا بصواريخ “كينجال”
  • الجيش الروسي يستهدف مواقع للصناعة العسكرية والطاقة في أوكرانيا
  • الخلافات الداخلية والرسائل الخارجية تعيد تشكيل مشهد اختيار رئيس الوزراء
  • القوات الروسية تنفذ 6 هجمات ضد المؤسسات العسكرية الأوكرانية
  • أوكرانيا: استهدفنا سفينتي أسلحة روسيتين في بحر قزوين
  • سبعة أسئلة لكاميرون هدسون حول السودان والدبلوماسية وترامب