نيويورك تايمز: واشنطن تدعم بديلا لـأونروا في غزة وسط مجاعة وشيكة
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة، استعدادها لبدء توزيع المساعدات داخل القطاع المحاصر، بعد التوصل إلى تفاهمات مع السلطات الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المؤسسة التي تدعمها الولايات المتحدة جاهزة للعمل وتريد بناء نموذج بديل لمساعدة سكان المحاصر بشكل تام منذ أكثر من شهرين، في وقت تشكك منظمات الإغاثة المخضرمة بجدوى الخطة وإمكانية نجاحها.
وفي التقرير الذي أعده مراسلوها ناتان أودينهايمر ورونين بيرغمان وإيفرات ليفني قالوا فيه إن المؤسسة المدعومة من إدارة ترامب أعلنت الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق مع "إسرائيل" لبداية عملياتها وقبل نهاية الشهر الحالي، واقترحت أن إسرائيل ستسمح بدخول المواد الإنسانية حيث أقامت المؤسسة نظام عملياتها.
وأضاف التقرير أن “مؤسسة غزة الإنسانية" تطمح لأن تكون بديلا عن المؤسسات الإنسانية وبخاصة بعد منع "إسرائيل" عمليات "الأونروا" في غزة والضفة الغربية وشرق القدس.
وقالت الصحيفة إن المنظمات الإنسانية حذرت من مخاطر الحصار الإسرائيلي المستمر وقالت إنه يهدد بانتشار المجاعة بين السكان المدنيين الذين يعانون من الحرب والتشريد والحرمان منذ 19 شهرا.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤولين إسرائيليين حذروا في تصريحاتهم الخاصة من انتشار المجاعة بين السكان في حالة عدم توزيع المواد الإنسانية عليهم وبشكل عاجل، ولكن المنظمات الإنسانية وتلك التابعة للأمم المتحدة رفضت التعاون في الخطة الجديدة وشككوا بنهج مؤسسة غزة الإنسانية وجدوى خططها.
وكانت الخطة العامة للمؤسسة، بحسب مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي في الأمم المتحدة، تتمثل في إنشاء عدد قليل من مراكز التوزيع، حيث ستقدم كل منها الغذاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين، وقد أدى ذلك إلى مخاوف من أن المدنيين المعرضين للخطر سيضطرون إلى السير لمسافات أطول للوصول إلى مراكز التوزيع القليلة، مما يزيد من صعوبة في بيان صدر يوم الأربعاء، قدمت المؤسسة لأول مرة مؤشرا على موعد بدء عملها، وقالت إنها توصلت إلى عدة اتفاقيات رئيسية مع مسؤولين إسرائيليين.
وتشمل هذه الاتفاقيات السماح بتدفق المساعدات إلى غزة بينما تقوم المؤسسة بإنشاء مراكز التوزيع، والسماح لها بإنشاء مواقع في المزيد من الأماكن في القطاع، ووضع ترتيبات بديلة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى مواقعها. وقال جيك وود، المدير التنفيذي للمؤسسة: "ليس لدينا وقت لنضيعه" و "علينا مسؤولية لكي نتحرك".
وتعلق الصحيفة أن الإعلان الأربعاء مهم ويقترح أن "إسرائيل" قد تسمح بتوزيع المساعدات داخل غزة وقبل أن يتم وضع النظام الجديد في مكانه، مع أن بعض المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الحرب يسرائيل كاتس، تعهدوا بعدم السماح بتدفق المساعدات طالما أن حماس تستطيع الاستفادة منها، ولكن وفقا لمسؤولين إسرائيليين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، فإن "الجيش الإسرائيلي" قد يضطر لأن يسمح بدخول المساعدات إلى غزة نظرا للوضع المتدهور هناك.
وأضاف التقرير أنه في حين أن أي استئناف لتوزيع المواد الغذائية من شأنه أن يساعد في معالجة الجوع المتزايد في غزة، إلا أن الأمم المتحدة قالت إن لديها الكثير من التحفظات للمشاركة، بما في ذلك أن عددا أقل من مراكز التوزيع قد يعني ترك العديد من سكان غزة بدون طعام وإمدادات أساسية أخرى.
وأشار إلى أن ورقة إحاطة وزعت هذا الشهر على الشركاء في عمليات الإغاثة، بمن فيهم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن المشروع قد يكون أيضا وسيلة لتهجير المدنيين قسرا في شمال غزة، مع احتمال بناء مراكز المساعدات في جنوب غزة.
وتابع التقرير أن كما حذر عمال الإغاثة من أن النظام الجديد قد يجعل المدنيين الذين يعيشون بعيدا عن نقاط التوزيع أكثر عرضة للنهب واللصوص.
وأشار إلى أن الاتفاقيات التي قالت المؤسسة إنها أبرمتها مع إسرائيل تعالج بعض هذه المخاوف، كما ذكرت المؤسسة في بيانها أنها في "المراحل النهائية لتأمين كميات كبيرة من المساعدات الغذائية لتكملة التعهدات الحالية من المنظمات الإنسانية العاملة في غزة"، وأنها تتوقع أن يتجاوز إجمالي الالتزام في أول 90 يوما 300 مليون وجبة "مما يمثل واحدة من أكبر عمليات توزيع الأغذية الطارئة في تاريخ المنطقة الحديث".
وأكد أنه لم يتضح بعد متى ستبدأ المساعدات في التدفق إلى القطاع مجددًا بموجب الخطة المدعومة من الولايات المتحدة، من بين العديد من التفاصيل الأخرى غير المعروفة. وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، أقر مايك هاكابي، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، بأن النظام الجديد سيواجه تحديات، على الأقل في البداية، لكنه قال: "الخطر يكمن في عدم القيام بأي شيء".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة امريكا غزة مساعدات إنسانية غزة الانسانية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة مراکز التوزیع فی غزة
إقرأ أيضاً:
طائرة بـ400 مليون دولار تفتح نار الانتقادات.. نيويورك تايمز: "قصر ترامب الطائر" تجاوز للحدود الأخلاقية
في خطوة وُصفت بأنها "تجاوز غير مسبوق لحدود اللياقة السياسية"، فجّرت صحيفة نيويورك تايمز موجة انتقادات جديدة تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن قبل طائرة فاخرة من قطر تبلغ قيمتها نحو 400 مليون دولار، ضمن ترتيبات يُقال إنها تأتي في إطار دعم لوجستي غير رسمي خلال ولايته الثانية.
ووصفت الصحيفة العريقة هذه الخطوة بأنها تمثل تجسيدًا صريحًا لما أسمته "مناخ الانفلات الأخلاقي والسياسي" في العاصمة واشنطن، حيث لم يعد هناك ما يردع الرئيس عن قبول "الهدايا الفارهة" أو تحويل رئاسته إلى منصة استثمار شخصي.
هدية تتخطى البروتوكول.. وتتحدى الأعرافالطائرة التي تُعرف داخل الأوساط المقربة من ترامب بـ "القصر الطائر"، ليست مجرد وسيلة تنقل، بل قصر جوي فاره مزود بأجنحة خاصة، وغرف اجتماعات مطلية بالذهب، ومرافق ترفيهية تفوق طائرات الرؤساء السابقين بسنوات ضوئية.
ووفقًا للصحيفة، فإن الطائرة ستكون تحت تصرف ترامب خلال رئاسته، على أن تُضم لاحقًا إلى "مؤسسته الرئاسية" بعد مغادرته البيت الأبيض، ما يعيد إلى الأذهان أسئلة جوهرية حول حدود النفوذ الشخصي للرئيس، والفاصل بين المال العام والمصالح الخاصة.
حماية قانونية... لا مساءلة سياسية
وترى نيويورك تايمز أن تصرفات ترامب باتت أكثر جرأة في ولايته الثانية، خصوصًا بعد قرار المحكمة العليا الأميركية العام الماضي بمنح الرؤساء حصانة من الأفعال المرتبطة بمناصبهم الرسمية، وهي سابقة قانونية وفّرت مظلة منيعة لأي مساءلة محتملة.
وتُضاف إلى ذلك حقيقة أن ترامب يحكم قبضته على الحزب الجمهوري بشكل شبه مطلق، مما يجعل مناخ المحاسبة الحزبية أو الرقابة الداخلية شبه منعدم، ويتيح له تجاوز الأعراف الدستورية بقدر غير مسبوق.
لجنة التنصيب.. نفقات بلا سقف وشفافية غائبةوأعادت الصحيفة التذكير بما وصفته بـ "فضيحة غير مباشرة" تمثّلت في أن لجنة تنصيب ترامب جمعت 239 مليون دولار من رجال أعمال ومصالح تجارية أثناء فترة التحضير لتنصيبه، وهو ما يزيد بأكثر من الضعف عن الرقم القياسي السابق (107 ملايين دولار في 2017).
تلك الأموال الضخمة، حسب الصحيفة، لم يُعرف أين ذهبت فعليًا، إذ لا توجد طريقة مشروعة لإنفاق ربع مليار دولار على فعاليات بروتوكولية وحفلات عشاء، فيما لا تزال اللجنة ترفض الإفصاح عن مصير الفائض من المبلغ.
العملة المشفرة TRUMP$.. الرئاسة تتحول إلى استثمار رقميولم تتوقف الانتقادات عند الطائرة الفاخرة. فقد كشفت الصحيفة عن أن ترامب أطلق عملة رقمية باسمه ($TRUMP) قبيل استعادة ولايته، مستهدفًا مستثمري العملات المشفرة حول العالم كوسيلة لجمع تمويل شخصي.
وبحسب التقرير، حقق ترامب وعائلته ملايين الدولارات من رسوم المعاملات، بينما تشير تقديرات أولية إلى أن ما يمتلكونه من العملة الرقمية يصل إلى مليارات الدولارات على الورق.
وتجاوزت الحملة حدود التمويلالافتراضي حين أعلن الرئيس عن مزاد رمزي يمنح كبار مشتري العملة عشاءً خاصًا معه في أحد ملاعب الجولف التي يملكها، بل ذهب أبعد من ذلك حين وعد أكبر حاملي العملة بجولة في البيت الأبيض.
نقد لاذع وتحدٍ صريح للمعايير الديمقراطيةالصحيفة اعتبرت أن ما يحدث هو تحويل مباشر للرئاسة إلى مشروع شخصي للربح، مشيرة إلى أن هذا السلوك يعبّر عن تهرّب واضح من القيم التي حكمت المؤسسة الرئاسية الأميركية لعقود.
وترى أن التشابك بين السياسة والمال بلغ ذروته في عهد ترامب، حيث لم تعد هناك محاولة للفصل بين الرئاسة كشرف دستوري، والمصالح كسلعة قابلة للمزاد.
إدارة بلا خطوط حمراء؟قبول ترامب لـ "القصر الطائر"، وتوسيع إمبراطوريته الرمزية من البيت الأبيض إلى الأثير الرقمي، يدفع بالمشهد السياسي الأميركي إلى مرحلة غير مسبوقة من التسييل المؤسسي، حيث تتحول مفاهيم الحكم والمحاسبة إلى شعارات تجميلية أمام مشهد واقعي عنوانه "الرئيس المستثمر".
وبينما يواصل ترامب تحدي المعايير، تبقى الأسئلة الكبرى معلّقة: من يراقب الرئيس؟ وهل تكفي حصانة المحكمة العليا لتبرير ما وصفته الصحيفة بـ "خروج على اللياقة العامة"؟ وهل تتحمل الديمقراطية الأميركية هذا القدر من المزيج بين السلطة والثروة دون أن تُصاب بتشقق داخلي؟
الهدايا السياسية: من التقدير الرمزي إلى النفوذ المغلفالهدايا السياسية: من التقدير الرمزي إلى النفوذ المغلف
400 مليون دولار تفتح النار: هدية قطر تثير الجدل
لم تمرّ أنباء استعداد إدارة ترامب لقبول طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار من قطر مرور الكرام. فهذه "الهدية"، التي توصف بأنها قصر جوي متنقل، أثارت موجة استنكار واسعة، نظرًا لما تحمله من شبهات انتهاك لـ "بند المكافآت" في الدستور الأميركي (Emoluments Clause)، والذي يمنع المسؤولين من قبول هدايا من حكومات أجنبية دون موافقة الكونغرس. وفي حالة الرئيس، فإن أي هدية تُمنح له تعد من ممتلكات الدولة، لا الملكية الخاصة، وتخضع لإجراءات تسجيل دقيقة.
ترامب ومراوغة القانون: المكتبة الرئاسية كغطاء؟
في محاولة لتبرير قبول الطائرة، أشارت مصادر مقربة من ترامب إلى إمكانية تحويلها لاحقًا إلى "مكتبة رئاسية"، في تلاعب قانوني يثير الدهشة. استخدام هذا النوع من الحيل القانونية يعكس منهجًا مألوفًا في سلوك ترامب تجاه المؤسسات: الإبحار بين الثغرات، لا مواجهتها. ويُعيد هذا السلوك الجدل حول مدى قابلية القوانين الأخلاقية والدستورية للصمود أمام إرادة سياسية مصممة على تجاوزها.
تاريخ الهدايا: بين الرمزية والتسجيل الرسمي
تلقي رؤساء أمريكا للهدايا ليس جديدًا، بل له جذور تاريخية. فقد تسلم الرئيس بوش الابن كلبًا من رئيس بلغاريا، بينما أهدى رئيس أذربيجان لبيل كلينتون سجادة تحمل صورته وصورة زوجته. أوباما بدوره جمع تشكيلة متنوعة من الهدايا، من أزرار أكمام إلى ألعاب أطفال. لكن جميع هذه الهدايا تم توثيقها رسميًا، وكثير منها أُرسل إلى الأرشيف الوطني أو خضع لتقييم أخلاقي، مما يعكس التزامًا نسبيًا بالقواعد.
اختفاء الهدايا وغياب الشفافية في عهد ترامب
في عام 2023، كشفت لجنة الرقابة في الكونغرس عن اختفاء أكثر من 100 هدية من فترتي حكم ترامب، من بينها لوحة بالحجم الطبيعي وهدية جولف بقيمة ربع مليون دولار. هذا الانفلات في التوثيق والشفافية يفتح الباب أمام تساؤلات حول استغلال النفوذ، وتحوّل الهدايا من رموز دبلوماسية إلى رشى مموهة أو أدوات ولاء سياسي.
الهدية أداة ضغط: الاقتصاد السياسي خلف "القصر الطائر"
قيمة الهدية ليست هي المعضلة الوحيدة، بل السياق الذي تأتي فيه. عندما تمنح دولة مثل قطر طائرة فارهة لرئيس دولة عظمى مثل الولايات المتحدة، لا يمكن فصل الأمر عن الحسابات السياسية والاقتصادية. فقد تكون الطائرة وسيلة لتعزيز النفوذ، أو تمرير تفاهمات في ملفات إقليمية حساسة. وبذلك تصبح الهدية أداة في لعبة القوة الناعمة، حيث لا يُقال الكثير، لكن يُفهم الكثير.