"نعيش نكبة أكبر من أي نكبة".. غالية أبو مطير تروي مأساة لاجئة فلسطينية على مدى 77 عاما
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
في الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية، يواجه سكان قطاع غزة أصعب محطات حياتهم منذ عام 1948. غالية أبو مطير، إحدى سكان القطاع الذي يعاني حربا طاحنة منذ 19 شهرا، تهجرت طفلة من قريتها قرب تل أبيب، واليوم تخشى أن تتعرض لتهجير جديد يعيدها إلى تجربة العيش في خيام اللجوء التي عايشتها من قبل. اعلان
حين كانت في الرابعة من عمرها، اضطرت غالية أبو مطير للعيش في خيمة بخان يونس بعد أن هربت عائلتها من منزلها قرب تل أبيب، هربا من تقدم القوات الإسرائيلية في ما يعرف اليوم بدولة إسرائيل.
واليوم، وبعد 77 عاما، تجد نفسها تعيش مجددا في خيمة، يتعرض مكان وجودها للقصف الإسرائيلي وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وفي الذكرى السابعة والسبعين للنكبة التي شهدها الفلسطينيون عام 1948، والتي شهدت تهجير نحو 700 ألف فلسطيني أو فرارهم من منازلهم أثناء الحرب التي انتهت بإعلان قيام إسرائيل، تروي قصة حياة غالية مأساة الشتات الفلسطيني المستمرة حتى اليوم.
فخلال 19 شهرا من الحرب، دمر الجيش الإسرائيلي معظم قطاع غزة، وقتل أكثر من 51,000 شخص بحسب وزارة الصحة في غزة، بالإضافة إلى نزوح نحو 2.3 مليون نسمة، وتفاقم أزمة المجاعة ونقص الإمدادات الطبية.
تقول غالية، التي تبلغ من العمر 81 عاما، أمام خيمتها التي تشاركها مع أبنائها وبناتها و45 حفيدا: "نحن نواجه اليوم نكبة أكبر من تلك التي شهدناها سابقا. حياتنا أصبحت مليئة بالخوف المستمر، ليلا ونهارا، مع الصواريخ والطائرات الحربية التي تحلق فوقنا. نحن لا نعيش، وحتى الموت سيكون أرحم من هذا الوضع".
Relatedشاهد لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى في جباليا شمال غزةخطة المساعدات الأمريكية لغزة: ماذا نعرف عنها؟ ومن يتولى تنفيذها؟تصاعد الجدل داخل إسرائيل حول غزة: بين إعادة الاحتلال وإنهاء العمليات العسكريةارتفاع حصيلة قتلى الحرب على غزة إلى 52 ألفا و928 فلسطينياويخشى الفلسطينيون أن يكون الهدف النهائي لإسرائيل هو تهجير سكان القطاع المنكوب بالكامل.
وفي المقابل، تؤكد الدولة العبرية أن حملتها العسكرية تهدف إلى تدمير حركة حماس، ردا على هجوم الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص في جنوب إسرائيل، واختطاف حوالي 250 آخرين.
وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه بعد هزيمة حماس، ستواصل إسرائيل السيطرة على غزة وستشجع الفلسطينيين على "المغادرة طوعًا".
وقد وُلد قطاع غزة من رحم النكبة، حيث تم دفع نحو 200,000 من لاجئي عام 1948 إلى هذه المنطقة الساحلية الصغيرة.
وتم ترسيم حدود غزة بموجب اتفاق هدنة بين إسرائيل ومصر، التي كانت قد شاركت في الحرب إلى جانب دول عربية أخرى بعد إعلان قيام إسرائيل.
ويقدر أن أكثر من 70% من سكان غزة اليوم هم من نسل الفلسطينيين الذين هجر آباؤهم وأجدادهم من مدنهم وقراهم الأصلية خلال نكبة عام 1948، وليسوا من السكان الأصليين للقطاع.
ولا تتذكر أبو مطير الكثير عن قريتها الأصلية وادي حنين، وهي قرية صغيرة تكثر فيها بساتين الحمضيات، وتقع جنوب شرق تل أبيب اليوم.
"لا حرب مثل الحرب التي نعيشها الآن"وكانت غالية أبو مطير في الرابعة من عمرها فقط عندما اضطرت عائلتها للفرار بها وبإخوتها الثلاثة، مع تقدم القوات الإسرائيلية التي كانت تخوض معارك لتهجير السكان الفلسطينيين من قراهم.
وتتذكر أبو مطير السير على طول الساحل المتوسطيّ وسط أصوات الرصاص، وتقول إن والدها وضع الأطفال خلفه، محاولًا حمايتهم. ساروا لمسافة 75 كيلومترًا (45 ميلًا) إلى خان يونس، حيث استقروا في مدينة من الخيام أُقيمت لإيواء آلاف اللاجئين هناك.
وقدمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) الغذاء والإمدادات، فيما خضعت غزة للحكم المصري.
وعندما اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة في طريقها لغزو سيناء المصرية عام 1956، فرّت عائلة أبو مطير مجددًا إلى الشيخ زويد وسط غزة، قبل أن تعود إلى رفح.
وفي السنوات التي أعقبت حرب عام 1967، عندما احتلت إسرائيل غزة والضفة الغربية، غادرت والدتها وإخوتها إلى الأردن.
أما أبو مطير، التي كانت قد تزوجت وأنجبت أطفالًا حينها، فبقيت في غزة. وتقول: "لقد عشت جميع الحروب الأخيرة، لكن لا حرب مثل الحرب التي نعيشها الآن".
قبل عام، فرت عائلتها من رفح عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية المدينة، وهم يعيشون الآن في مدينة خيام مترامية الأطراف في المواصي، على الساحل خارج خان يونس. وقد قتل أحد أبنائها في غارة جوية إسرائيلية، تاركًا ثلاث بنات، وطفلًا، وزوجة حامل أنجبت لاحقًا. كما قُتل ثلاثة من أحفاد أبو مطير في الحرب.
وخلال الحرب، قادت الأونروا جهود إغاثة إنسانية ضخمة بالتعاون مع منظمات دولية لإبقاء الفلسطينيين على قيد الحياة.
لكن منذ عشرة أسابيع، منعت إسرائيل دخول جميع المواد الغذائية والوقود والأدوية والإمدادات الأخرى إلى غزة، قائلة إنها تهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وقد تصاعدت معدلات الجوع وسوء التغذية في القطاع، بحسب منظمات الإغاثة، مع نفاد مخزون الطعام.
وتقول أبو مطير: "هنا في المواصي، لا يوجد طعام أو ماء. الطائرات تقصفنا. أطفالنا يُرمون (قتلى) أمام أعيننا".
وتتذكر المرات القليلة التي تمكّنت فيها من مغادرة غزة خلال عقود الاحتلال الإسرائيلي.
في إحدى المرات، شاركت في زيارة جماعية إلى القدس، وعندما مرّت بهم الحافلة داخل إسرائيل، بدأ السائق ينادي بأسماء البلدات الفلسطينية التي اختفت: إسدود، بالقرب من مدينة أشدود الحالية؛ المجدل، التي أصبحت أشكلون.
مرّوا بالقرب من المكان الذي كانت فيه وادي حنين، وتقول إنها تعرف فلسطينيين عملوا في بلدة نس تسيونا الإسرائيلية، المقامة على أنقاض قريتها الأصليّة. وقد بلغها سابقا ألا شيء تبقّى من البلدة سوى بيت أو بيتين، ومسجد تم تحويله إلى كنيس يهودي.
"كنت أحلم بالعودة إلى وادي حنين، أما الآن فكل ما أريده هو العودة إلى رفح".
لكن معظم رفح قد سُويت بالأرض، بما في ذلك منزل عائلتها، كما تقول، "إلى أين نعود؟ إلى الحجارة؟ أم إلى الركام؟".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة قطاع غزة إسبانيا قطر دونالد ترامب إسرائيل غزة قطاع غزة إسبانيا قطر قطاع غزة ذكرى النكبة إسرائيل الضفة الغربية فلسطين دونالد ترامب إسرائيل غزة قطاع غزة إسبانيا قطر روسيا الضفة الغربية أوكرانيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محادثات مفاوضات القوات الإسرائیلیة قطاع غزة عام 1948
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب يزور إسرائيل لبحث المرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب في غزة
قال مصدر أمريكي، السبت 13 ديسمبر 2025، إن مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، توماس باراك، يعتزم زيارة إسرائيل يوم الاثنين المقبل لإجراء مباحثات سياسية وأمنية سرية، في إطار التحضير للمرحلة الثانية من الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في قطاع غزة ، وفقًا لإعلام عبري.
وأضاف المصدر لموقع واللا العبري أن زيارة باراك، الذي يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا ويتولى أيضًا الملف السوري، تأتي في ظل تسارع النقاشات حول "اليوم التالي" في غزة، وسط تباينات متزايدة بين واشنطن وتل أبيب بشأن وتيرة تنفيذ الخطة الأمريكية.
ويشير مصطلح "اليوم التالي" إلى الترتيبات السياسية والأمنية والمدنية التي تلي انتهاء الحرب في غزة، بما في ذلك إدارة القطاع، ضبط الأمن، إعادة الإعمار، ودور الأطراف المحلية والدولية.
وأكد المصدر أن الزيارة تتزامن مع توتر في العلاقات بين الجانبين بعد قيام إسرائيل باغتيال القيادي في حركة حماس رائد سعد صباح السبت، دون إبلاغ الولايات المتحدة مسبقًا، إضافة إلى الضغوط الأمريكية لتسريع المرحلة الثانية من الخطة، مقابل موقف إسرائيلي يربط أي تقدم باستعادة جثمان أحد المحتجزين الإسرائيليين.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن تنفيذ غارة جوية غرب مدينة غزة أسفرت عن استشهاد رائد سعد، واصفًا إياه بـ"قائد ركن التصنيع في حماس وأحد مهندسي هجوم 7 أكتوبر 2023".
وأشار المصدر إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت التنسيق مع أطراف إقليمية ودولية لبحث ترتيبات المرحلة المقبلة، بما في ذلك إمكانية إنشاء قوة دولية لتثبيت الأوضاع في غزة، رغم عدم صدور أي إعلان رسمي بهذا الشأن حتى الآن.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي اعتمد في 18 نوفمبر الماضي مشروع قرار أمريكي يسمح بإنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة حتى نهاية عام 2027، وتدار غزة خلالها عبر حكومة فلسطينية انتقالية تعمل تحت إشراف "مجلس سلام" بقيادة ترامب وفق خطة مكونة من 21 بندًا.
وكان ترامب أعلن في 9 أكتوبر الماضي موافقة إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بمفاوضات مصرية، لتدخل حيز التنفيذ في اليوم التالي، بينما تشمل المرحلة الثانية وضع خطة اقتصادية لإعادة إعمار القطاع.
وفي سياق متصل، أفاد موقع واللا بأن قمة تنسيقية ستعقد في الدوحة الثلاثاء المقبل، بمشاركة أكثر من 25 دولة وبرعاية القيادة المركزية الأمريكية، لمناقشة تفاصيل إنشاء قوة التثبيت الدولية، بما في ذلك هيكلها، صلاحياتها، وآليات انتشارها، على أن تركز القوة على حفظ الأمن وبناء نظام مدني جديد دون الانخراط في قتال مباشر مع حماس، على أن يبدأ انتشارها مطلع 2026 بموجب تفويض مجلس الأمن الدولي.
وتشير تقديرات أمريكية إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح الترتيبات السياسية والأمنية لما بعد الحرب، في ظل فجوة واضحة بين النهج الأمريكي المتسارع والحذر الإسرائيلي المتزايد.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل أبلغت واشنطن باغتيال رائد سعد بعد 20 دقيقة هآرتس: إيطاليا تعهّدت لواشنطن بإرسال قوات إلى غزة بالفيديو: إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال القيادي في القسام رائد سعد الأكثر قراءة أسعار العملات اليوم – الدولار والدينار مقابل الشيكل جنوب أفريقيا تسحب إعفاء التأشيرة لحاملي الجواز الفلسطيني نتنياهو يوجّه بإخلاء 14 بؤرة استيطانية الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025