لجريدة عمان:
2025-05-17@23:27:13 GMT

عندما تغفل عين الرقيب

تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT

1- نُسيء إلى اللغة العربية والذوق العام عندما نسمح بتمرير مسمّيات «غير وقورة» لمقاهٍ ومطاعم هدفها التفرد ولفت الانتباه بما يرفع نسب التسويق؛ لأنّ ذلك التساهل يعطي انطباعًا صريحا أنّ هذه اللغة، أو حتى لهجاتنا المحلية، فقيرة بمسمّيات قادرة على إيصال الفكرة التي يرغب صاحب النشاط التجاري في توصيلها.

مسمّيات غريبة ومستهجَنة تُؤشّر إلى ضعف علاقة الشخص الموكَل إليه تدقيق اللغة العربية بلغته، وتدني مستوى وعيه بما قد يقف خلف تلك المسمّيات من إسقاطات، كما تدلّ على انخفاض معرفة صاحب العلاقة بالانطباعات السلبية التي قد تطبعها في ذهن المستهلك أو عابر الطريق أو حتى الزائر الخارجي.

2 - لا أعرف ما الفكرة التي كانت تدور في مخيّلة المستثمر الوطني حين قرر إطلاق علامته التجارية المحلية تحت اسم أجنبي لا يمتّ إلى اللغة العربية ولا إلى التراث العُماني بصلة. كثير من العلامات التجارية التي نكتشف مصادفة أنها عُمانية تحمل مسمّيات أجنبية، ما يثير علامات استفهام كبيرة حول الأسباب التي تقف وراء سماح الجهات المختصة باعتماد هذه المسمّيات، ولماذا النفور من تلك المرتبطة بروح اللغة العربية والثقافة العُمانية.

3 - أتذكّر أنه منذ سنوات بلغ الحرص على سلامة اللغة العربية في لوحات الأنشطة التجارية -خاصة محالّ البناء والنجارة والسمكرة والحدادة والكهرباء وبيع الفواكه والخضروات- أشُدّه؛ نظرًا إلى التجاوزات والأخطاء الفادحة التي كان يرتكبها غالبًا وافد آسيوي غير متحدث بالعربية يتولى طباعة هذه اللوحات.

التشديد آنذاك على ضرورة أن تخرج تلك اللوحات بلغة صحيحة أسهم فعليًّا في تقليص نسبة الأخطاء «غير المقصودة» ربما، لكن -وهذا مؤسف- بدأت هذه التجاوزات تطلّ برأسها من جديد، وكأنّ الجهات المسؤولة لا يعنيها سلامة لغة تلك اللوحات وما قد يترتب على ذلك.

في «الصناعية» على سبيل المثال؛ أصبح من المعتاد أن ترى لوحات مكتوبة بلغة عربية مكسّرة أو ركيكة أو لا تمتّ إلى العربية بصلة، منها على سبيل المثال: «محل بيع أثاث المستعمل»، أو «بيع مواد الغذائية»، أو «تركيب الأبواب ألفولاذية».

ولم يقتصر وجود هذه الأخطاء اللغوية القاتلة التي تغفل عنها عين الرقيب على لوحات محالّ الأنشطة التجارية؛ بل امتد إلى الأشرطة التي تُمدّ لتوعية المارة وسائقي المركبات بوجود أخطار محتملة لحفريات بسبب شق طريق أو إصلاح مسار مياه، وتلك التي تُنبه إلى خطورة وجود خطوط كهرباء أو هواتف ثابتة أو شبكات اتصالات.

ويمكن العثور على هذه التجاوزات المؤذية للذائقة والعين معًا بسهولة على أبواب وهياكل سيارات نقل الغاز وسيارات الأجرة وسيارات نقل المياه الصالحة وغير الصالحة للشرب، وفي الأماكن التي توجد فيها القوى العاملة الوافدة بكثافة.

النقطة الأخيرة ...

يقول المؤرخ والباحث الفرنسي أرنست رينان، وهو يشيد بعظمة اللغة العربية: «من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية؛ فقد كانت غير معروفة، فبدأت فجأة في غاية الكمال، سلسلة غنية كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة».

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للغة العربية»: 31 عملاً إلى القوائم الطويلة لبرنامج المنح البحثية

أعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن وصول 31 عملاً إلى القائمة الطويلة للدورة الخامسة من برنامج المنح البحثية للعام 2025، بعد إغلاق باب الترشح في 21 مارس الماضي، على أن يتم تشكيل لجنة علمية متخصّصة لاختيار القائمة القصيرة والفائزين.

وشهد البرنامج هذا العام إقبالاً غير مسبوق، إذ بلغ عدد الطلبات المقدمة 516 طلباً من 36 دولة، مقارنة بـ270 طلباً من 31 دولة في الدورة السابقة، محققاً نمواً بنسبة 91% في عدد الطلبات، وتوسعاً جغرافياً بنسبة 16% ما يجسّد تنامي الثقة بجهود المركز في دعم البحث العلمي باللغة العربية، وترسيخ مكانتها دولياً.
ويأتي هذا الإقبال المتزايد ترجمة لالتزام المركز باستراتيجيته الرامية إلى تعزيز مكانة اللغة العربية بوصفها لغة قادرة على إنتاج المعرفة ومواكبة التحولات العلمية والثقافية في العالم، كما يعكس حرصه على توفير بيئة محفزة للإبداع الأكاديمي، وتشجيع الباحثين على تطوير مشاريع علمية نوعية وملهمة، تسهم في إثراء اللغة العربية وتعزّز مكانة أبوظبي بوصفها منصة حاضنة للإبداع العربي.
وضمّت القائمة الطويلة 31 عملاً موزعة على خمسة مجالات معرفية رئيسة، هي: الأدب والنقد (12 مشاركة)، واللسانيات التطبيقية والحاسوبية (مشاركتان)، والمعجم العربي (5 مشاركات)، وتحقيق المخطوطات (9 مشاركات)، وتعليم العربية للناطقين بغيرها (3 مشاركات).
وتنوعت هذه المشاريع من حيث القضايا المطروحة والمنهجيات العلمية المعتمدة، ما يعكس عمق الحراك البحثي المرتبط باللغة العربية وتنوعه.
وتشكّل الأعمال المتأهلة إضافة نوعية للمحتوى المعرفي العربي، لما تحمله من رؤى بحثية مبتكرة تواكب التطورات العلمية والمعرفية، وتعزز حضور اللغة العربية في الأوساط الأكاديمية العالمية، بما ينسجم مع رؤية دولة الإمارات لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للابتكار والإنتاج المعرفي.

أخبار ذات صلة شما بنت محمد تطلق مشروع «إتقان القراءة باللغة العربية» «أبوظبي للغة العربية» يصدر «عين تصطاد اللحظة» المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • مجمع اللغة العربية يستعرض مبادرات الشارقة في دعم «الضاد»
  • ميلان تحتفي بـ«مهرجان اللغة والثقافة العربية»
  • الإعلامي الفلسطيني عارف حجاوي: اللغة العربية الطريق الأصيل إلى عالم المعرفة
  • «أبوظبي للغة العربية»: 31 عملاً إلى القوائم الطويلة لبرنامج المنح البحثية
  • ختام البرنامج التدريبي لمعلمي العربية للناطقين بغيرها بمنح
  • 168 خريجًا من 43 دولة يحتفلون بإتقان العربية في مركز أبجد بالرياض .. فيديو
  • مراجعة نهائية الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2025 مادة اللغة العربية
  • ختام الدورة الرابعة للأئمة والواعظات في اللغة العربية والإعلام والعلوم البينية بجامعة القاهرة
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يحتفل بتخريج طلاب "أبجد"