1- نُسيء إلى اللغة العربية والذوق العام عندما نسمح بتمرير مسمّيات «غير وقورة» لمقاهٍ ومطاعم هدفها التفرد ولفت الانتباه بما يرفع نسب التسويق؛ لأنّ ذلك التساهل يعطي انطباعًا صريحا أنّ هذه اللغة، أو حتى لهجاتنا المحلية، فقيرة بمسمّيات قادرة على إيصال الفكرة التي يرغب صاحب النشاط التجاري في توصيلها.
مسمّيات غريبة ومستهجَنة تُؤشّر إلى ضعف علاقة الشخص الموكَل إليه تدقيق اللغة العربية بلغته، وتدني مستوى وعيه بما قد يقف خلف تلك المسمّيات من إسقاطات، كما تدلّ على انخفاض معرفة صاحب العلاقة بالانطباعات السلبية التي قد تطبعها في ذهن المستهلك أو عابر الطريق أو حتى الزائر الخارجي.
2 - لا أعرف ما الفكرة التي كانت تدور في مخيّلة المستثمر الوطني حين قرر إطلاق علامته التجارية المحلية تحت اسم أجنبي لا يمتّ إلى اللغة العربية ولا إلى التراث العُماني بصلة. كثير من العلامات التجارية التي نكتشف مصادفة أنها عُمانية تحمل مسمّيات أجنبية، ما يثير علامات استفهام كبيرة حول الأسباب التي تقف وراء سماح الجهات المختصة باعتماد هذه المسمّيات، ولماذا النفور من تلك المرتبطة بروح اللغة العربية والثقافة العُمانية.
3 - أتذكّر أنه منذ سنوات بلغ الحرص على سلامة اللغة العربية في لوحات الأنشطة التجارية -خاصة محالّ البناء والنجارة والسمكرة والحدادة والكهرباء وبيع الفواكه والخضروات- أشُدّه؛ نظرًا إلى التجاوزات والأخطاء الفادحة التي كان يرتكبها غالبًا وافد آسيوي غير متحدث بالعربية يتولى طباعة هذه اللوحات.
التشديد آنذاك على ضرورة أن تخرج تلك اللوحات بلغة صحيحة أسهم فعليًّا في تقليص نسبة الأخطاء «غير المقصودة» ربما، لكن -وهذا مؤسف- بدأت هذه التجاوزات تطلّ برأسها من جديد، وكأنّ الجهات المسؤولة لا يعنيها سلامة لغة تلك اللوحات وما قد يترتب على ذلك.
في «الصناعية» على سبيل المثال؛ أصبح من المعتاد أن ترى لوحات مكتوبة بلغة عربية مكسّرة أو ركيكة أو لا تمتّ إلى العربية بصلة، منها على سبيل المثال: «محل بيع أثاث المستعمل»، أو «بيع مواد الغذائية»، أو «تركيب الأبواب ألفولاذية».
ولم يقتصر وجود هذه الأخطاء اللغوية القاتلة التي تغفل عنها عين الرقيب على لوحات محالّ الأنشطة التجارية؛ بل امتد إلى الأشرطة التي تُمدّ لتوعية المارة وسائقي المركبات بوجود أخطار محتملة لحفريات بسبب شق طريق أو إصلاح مسار مياه، وتلك التي تُنبه إلى خطورة وجود خطوط كهرباء أو هواتف ثابتة أو شبكات اتصالات.
ويمكن العثور على هذه التجاوزات المؤذية للذائقة والعين معًا بسهولة على أبواب وهياكل سيارات نقل الغاز وسيارات الأجرة وسيارات نقل المياه الصالحة وغير الصالحة للشرب، وفي الأماكن التي توجد فيها القوى العاملة الوافدة بكثافة.
النقطة الأخيرة ...
يقول المؤرخ والباحث الفرنسي أرنست رينان، وهو يشيد بعظمة اللغة العربية: «من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية؛ فقد كانت غير معروفة، فبدأت فجأة في غاية الكمال، سلسلة غنية كاملة، فليس لها طفولة ولا شيخوخة».
عُمر العبري كاتب عُماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
ماجد السيحاني: افحص منزلك قبل السكن ولا تغفل عن هذه التفاصيل .. فيديو
الرياض
وجّه المهندس ماجد السيحاني نصيحة مهمة للراغبين في بناء منازلهم، شدد فيها على أهمية “الاختيار بعناية” عند التعاقد مع المهندس أو المقاول، مؤكدًا أن حسن الاختيار يجب أن يتناسب مع الإمكانيات المتوفرة، لكن دون الإخلال بجودة التنفيذ.
وأوضح السيحاني أن بعض العيوب في البناء لا تظهر إلا بعد مرور سنوات، ولهذا من الضروري الاستعانة بجهات مختصة لفحص الهيكل الخرساني في مراحل مبكرة من المشروع.
وأشار إلى وجود شركات متخصصة في هذا النوع من الفحوصات، يمكنها إجراء اختبارات دقيقة تشمل تحليل الخرسانة، ومطابقة التسليح، والكشف عن أي خلل إنشائي غير مرئي.
كما لفت إلى أن هناك عناصر يمكن تقييمها بالعين المجردة، خصوصًا في مرحلة التسليم النهائي، مثل ميول الأرضيات للتصريف السليم، وجودة التشطيبات، وسلامة التركيبات الكهربائية والسباكة.
وبيّن أن هذه التفاصيل – على بساطتها – قد تعكس مستوى الاحترافية في التنفيذ، وقد تكشف عن خلل يحتاج إلى معالجة فورية قبل إغلاق المشروع.
السيحاني دعا أيضًا إلى ضرورة مراجعة كافة الوثائق الفنية، من المخططات المعتمدة إلى تقارير المختبرات، مشددًا على أهمية توثيق كل ما يتم إنجازه لضمان الشفافية والمحاسبة.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/vhdk5tsd1lUfrcsv.mp4