السودان.. الجدل يعود حول "الرصاصة الأولى"
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
تتصاعد الأصوات الداعية لمحاسبة الجهة التي أشعلت الرصاصة الأولى في الحرب المدمرة المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023.
وكتب الإخواني محمد السر مساعد، في منشور عبر "فيسبوك"، إن خوف قيادة الجيش من الحديث صراحة عن إطلاق الرصاصة الأولى أوصل البلاد إلى ما هي عليه، مشيرا إلى أن الحرب الاستباقية مشروعة، وأن القانون الدولي لا يعاقب من أطلق الرصاصة الأولى للدفاع عن نفسه.
ويدحض نزار عبدالقادر، المدير التنفيذي لمعهد جنيف لحقوق الإنسان، الادعاء بأن القانون الدولي لا يحاسب الجهة التي أطلقت الرصاصة الأولى، مشيرا إلى أن القانون يحتوي على العديد من النصوص الواضحة التي تعاقب مشعلي الحروب ومرتكبي جرائمها.
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "صدر قرار من مجلس حقوق الإنسان بتشكيل بعثة دولية للتحقيق في الأمر، لكن لم يتم منحهم تأشيرات دخول للسودان".
ووفقا لعبلة كرار، القيادية في حزب المؤتمر السوداني والتحالف المدني المناهض للحرب، "فإن رصاصات الحرب الطائشة رسمت واقعا بالغ القتامة، ألقت بالسودان في بئر أسود عميق".
شهادات من داخل الجيش
وفي حديث موثق نقله تلفزيون السودان، قبل أيام من مقتله، أكد العقيد في الجيش السوداني، عوض موسى أن قوة تحركت من معسكر "الباقير" هي التي أطلقت الرصاصة الأولى في الحرب في العاصمة السودانية الخرطوم عند حدود التاسعة صباحا، بعد محاصرتها معسكر لقوات الدعم السريع في منطقة "المدينة الرياضية" قبل نحو 6 ساعات من اندلاع القتال.
وأشار موسى، إلى أنه وبعد انطلاق شرارة الحرب في المدينة الرياضية هاجمت قوات من الدعم السريع معسكر الباقير وسيطرت عليه.
وأوضح أحد عناصر الجيش ويدعى، عثمان محمد عبدالله أن أوامر صدرت لهم بالتحرك إلى معسكر الدعم السريع في المدينة الرياضية لضربه، وأشار إلى وضعهم في حالة استعداد قبل شهرين من موعد الضربة التي لم يعلموا بها إلا في صبيحة يوم التحرك.
ويعزز العقيد الركن مصطفى محمد عثمان الضابط في "الفرقة الأولى مشاة" بالجيش، روايتي زميله موسى والمقاتل الآخر، ويؤكد أن القوة التي أطلقت الرصاصة الأولى تحركت من "الباقير" إلى المدينة الرياضية بأوامر من عناصر من خارج الجيش ومن دون اتباع الترتيبات العسكرية المعروفة من إسناد وغيره.
وأضاف أن مجموعات من عناصر النظام السابق استخدمت الجيش كمطية لها لإشعال الحرب من أجل العودة إلى السلطة.
وتابع: "منذ بداية الحرب، لم أكن مقتنعا بها حيث لم تكن هنالك خطة موزعة بدليل أن معظم الضباط لم يكونوا على علم بها بما في ذلك المفتش العام".
ويقول الباحث السياسي الأمين بلال، إن العديد من مقاطع الفيديو التي شاهدها تؤكد أن عناصر من تنظيم الإخوان شاركوا في إطلاق الرصاصة الأولي في المدينة الرياضية.
ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "بعد ثورة 2019، كان واضحا أن العسكر لا يرغبون في تسليم السلطة بحسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية، وذلك بسبب الجرائم الكبيرة التي ارتكبوها، وفي الجانب الآخر كانت الحرب فرصة لتنظيم الإخوان الذي رفض الجهود التي رمت لاستعادة مسار التحول المدني".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات جنيف القانون الدولي مجلس حقوق الإنسان حزب المؤتمر السوداني الجيش السوداني الخرطوم تنظيم الإخوان السودان الجيش الدعم السريع الحرب في السودان جنيف القانون الدولي مجلس حقوق الإنسان حزب المؤتمر السوداني الجيش السوداني الخرطوم تنظيم الإخوان أخبار السودان المدینة الریاضیة الرصاصة الأولى
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: الجيش عاش يوما صعبا في الشجاعية أمس
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية العمليات التي نفذتها المقاومة ضد قوات الاحتلال التي وصلت إلى مدينة الشجاعية شمال قطاع غزة أمس الأربعاء، في حين تحدثت أخرى عن العدد الهائل من المدنيين الذين قتلتهم إسرائيل خلال الحرب.
فقد وصلت الفرقة 98 إلى الشجاعية لتجد نفسها أمام 3 عمليات أوقعت قتيلا و8 مصابين من وحدة "إيغوز" النخبوية، بينهم 3 في حالة خطرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وثائقي عن أطباء غزة يفجّر أزمة داخل بي بي سي حول "الحياد والانحياز"list 2 of 2ضابطا "سي آي إيه" سابقان: ترامب يدمر الاستخبارات الأميركيةend of listوهذه ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها قوات الاحتلال ضربات موجعة في الشجاعية التي نفذت فيها عمليات واسعة خلال الحرب وألحقت بها دمارا هائلا، لكنها أيضا فقدت عددا كبيرا من الجنود والضباط فيها.
3 عمليات في 3 ساعاتووفقا لمراسل الشؤون العسكرية في قناة "كان" الرسمية إيتاي بلومنتال، فقد نفذت المقاومة 3 عمليات خلال 3 ساعات ضد القوة التي وصلت لتوها إلى المنطقة، حيث استهدفت قوة من "إيغوز" كانت متحصنة داخل أحد البيوت بصاروخ مضاد للدروع فأصابت جنديين بجروح متوسطة وخفيفة.
ووقعت هذه العملية بين الـ8 والـ8:30 صباحا، وقد طارد الجنود الإسرائيليون المنفذين الذين أطلقوا عليهم صاروخا آخر فأصابوا دبابة تعمل مع "إيغوز"، حسب مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ14 هيلل روزين.
وقتل هذا الصاروخ الرقيب يانيف ميخائيلوفيتش الذي يعمل في الكتيبة 82 التابعة للواء السابع، وأصاب اثنين آخرين بجروح خطيرة وآخر بجروح طفيفة، وفق بلومنتال.
بعد ذلك أطلق قناص من مسافة بعيدة، فأصاب جنديا من الكوماندوز التابع لإيغوز فأصابه إصابة خطيرة، وفي حدود الـ12 ظهرا انفجرت عبوة في جرافة "دي 9″، فأصيب جنديان آخران بجروح متوسطة وطفيفة، وفق ما أكده بلومنتال.
وتظهر هذه الاشتباكات التي جرت في منطقة سبق للجيش العمل فيها أكثر من مرة وجود جيوب للمقاومة، كما أنها تنفي مزاعم القضاء على حركة حماس، برأي محلل الشؤون العسكرية في قناة "24 نيوز" يوسي يهوشوع.
إعلانكما تظهر هذه العمليات -حسب يهوشوع- وجود مشكلة لدى الجيش في مواجهة الصواريخ المضادة للدروع والقنص والعبوات الناسفة، وتؤكد أن من يتحدث عن القضاء على حماس إنما يحاول تبرير وقف الحرب.
أما مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 أور هيلر فقال إن القوات عاشت يوما قاسيا في القطاع قبل وقت قصير من صفقة محتملة، وإن حماس أثبتت قدرتها على قصف غلاف غزة بعدما أطلقت صاروخين على سديروت.
متى نتوقف عن قتل المدنيين؟
وفي جانب آخر، انتقد الكاتب الصحفي أمنون ليفي إصرار إسرائيل على قتل المدنيين في غزة وتبرير سلوكها الذي وصفه بالوحشي والأحمق بأنه لا أحد بريء في القطاع.
وتحدث ليفي عن 100 مدني قتلوا في غزة أمس الأربعاء، وعن 100 ألف -بينهم نساء وأطفال ومدنيون كثيرون- منذ بدء الحرب، وقال "إن وجود مخربين (مقاومون) يستحقون الموت لا يعني قتل هذا الكم الهائل من الناس".
ويساوي عدد الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل في القطاع سكان مدينة هرتسليا وفق ليفي الذي تساءل: "كيف سيكون موقفنا لو قتل كل سكان هرتسليا؟".
وتساءل الكاتب الصحفي أيضا عن اللحظة التي ستقرر فيها إسرائيل أنها انتقمت بما يكفي، وتتوقف عن وصف كل سكان القطاع بالمخربين، بمن فيهم التوأمان اللذان قتلا بعد 4 أيام من ولادتهما.