سواليف:
2025-05-18@10:21:56 GMT

قمة الورق والحبر… وباقي الحكاية في غزة

تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT

#سواليف

#قمة #الورق و #الحبر… وباقي الحكاية في #غزة
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة

في بغداد… حضرت الوفود وغابت الفاعلية. جاؤوا بالبذلات الرسمية وربطات العنق، وأعدّوا الكلمات المنمّقة بعناية، صاغوها بعين الدبلوماسية التي لا تزعج أحدًا، ثم وقّعوها بأقلام قد لا تساوي ثمن الحبر الذي نزف منها.

قمة عربية جديدة، تضاف إلى أرشيف القمم المنسية، التي تتلو بيانات الشجب والإدانة، وتطويها الرياح قبل أن تجف طباعة نسختها الأخيرة.

في الوقت الذي كان فيه القادة يتبادلون عبارات التضامن والتمنّي، كانت “مركبات جدعون” – الاسم الذي اختارته إسرائيل لعمليتها الجديدة – تمزّق لحم أطفال غزة، وتحيل ليلها إلى جحيم متواصل. وبينما يُقرأ البيان الختامي على وقع التصفيق، كانت النساء يودعن أبناءهن في أكفان صغيرة، وكان الشيوخ يمسحون الغبار عن جدران بيوتهم المهدّمة، وكان العالم ينظر… ويتنهد، ثم يواصل حياته.

مقالات ذات صلة 4 شهداء في قصف منزل وسط دير البلح 2025/05/18

ما جدوى قمة لا يسمع فيها أحدٌ صوت الميدان؟ ما قيمة كلمات لا تنبت شيئًا في أرض المقاومة، ولا تُطفئ نارًا، ولا تحمي طفلًا من قصفٍ أو خيمة من سقوط؟

القمة العربية الرابعة والثلاثون في بغداد، كسابقاتها، تكرّر السيناريو ذاته: حضور ثقيل، خطابات رتيبة، صور تذكارية، ووداع رسمي. لا قرارات حقيقية، ولا تحرّك استراتيجي، ولا خطة طوارئ لمجزرة تُرتكب على الهواء مباشرة. مجرد بيانات لا تشبع جائعًا، ولا تؤمّن نازحًا، ولا تردع محتلًا، لكنها ترضي الضمير الدبلوماسي، وتُرضي بروتوكولات المجاملة.

لقد أصبحت القمم العربية مناسبات شكلية لا ينتظرها الناس، بل لم يعودوا يتابعونها أصلاً. من ذا الذي يعلّق آماله على اجتماع لم يغيّر شيئًا منذ سنوات؟ من يؤمن بأن الحكام الذين لا يملكون قرارًا في أوطانهم سيملكون القرار حين يتعلّق الأمر بفلسطين؟

مأساة غزة ليست فقط في عدد الضحايا أو الأنقاض المتراكمة، بل في هذا الصمت العربي الثقيل الذي يقتل مرتين: مرة حين يتفرّج، ومرة حين يتظاهر بأنه يتحرّك.

الصفحة تطوى، نعم، لكنها ليست صفحة نصر أو عزّة، بل صفحة جديدة من صفحات الهوان والخذلان. صفحات متتالية من “القمم المهانة”، كما اعتدنا تسميتها، حيث يُخذل الأبطال وتُخذل الأمة، وتُخذل حتى الكلمات.

أيّ هوان هذا الذي نعيشه؟ أحقًا هؤلاء أحفاد عمر وخالد والمعتصم؟ معاذ الله أن يكونوا كذلك! أولئك كانوا يغضبون لصيحة امرأة، وهؤلاء… لا تهزّهم صرخات الشهداء ولا دموع الأمهات.

وفي كل مرة، كأنما يرسل نتنياهو برسالة شخصية إلى الزعماء العرب: “أنتم لا تساوون شيئًا”… ولا أحد يرد. الكرامة ماتت بصمت، والضمير العربي مشغول بتجهيز البيان القادم لقمة أخرى، لا نعرف اسمها ولا موعدها، لكنها ستكون بالتأكيد على “ورق”… ومعها حبر كثير، بلا أثر.

اللهم عجل بفرجك، فلم يبق فينا شيء لم يُخذل.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الورق الحبر غزة

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: هذا هو الحد الأدنى للوضوء الذي تصح به الصلاة

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الحد الأدنى من الوضوء الذي تصح به الصلاة شرعًا هو غسل الأعضاء الأربعة مرة واحدة فقط، مشيرًا إلى أن هذا هو القدر "المجزئ" الذي يجزئ شرعًا وتصح به الصلاة.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن الأركان الأربعة التي لا يصح الوضوء بدونها هي: غسل الوجه، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين، مستدلًا بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين".

حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة.. الإفتاء تجيبحكم التوبة من معصية فعلتها وأنا صغير.. دار الإفتاء ترد

وأضاف: "ثلاثة أعضاء فيها غسل، والرأس فيها مسح فقط، ولو عملت الأربعة دول مرة واحدة بس، يبقى توضيت وتصح صلاتك"، مؤكدًا أن المضمضة والاستنشاق والاستنثار وغسل الأذنين من السنن، وليست من أركان الوضوء.

وأشار إلى وجود ثلاث روايات في عدد مرات غسل الأعضاء: الأولى أن النبي ﷺ توضأ مرة مرة، كما في حديث عبد الله بن عباس، والثانية مرتين مرتين، كما في حديث عبد الله بن زيد، والثالثة ثلاثًا ثلاثًا، كما ورد في حديث عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعًا.

وأكد أن الوضوء يصح بأي من هذه الكيفيات الثلاث، مضيفًا: "اللي عايز يغسل مرة فله ذلك، واللي عايز يغسل ثلاث مرات فله ذلك، لكن أقل من مرة لا يصح، وأكثر من ثلاث مخالف للسنة".

طباعة شارك خالد الجندي الحد الأدنى للوضوء الوضوء

مقالات مشابهة

  • «العمل» تعلن عن وظائف بشركة لإنتاج الورق بالعبور.. اعرف التخصصات المطلوبة
  • المشاريع نصف المنجزة: الخرائط على الورق.. والواقع ينتظر
  • هدد الشرطة التركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فما الذي حصل؟!
  • العراق: القمم العربية أصبحت منصة لتقريب وجهات النظر ومواجهة الانقسامات
  • عادل إمام.. الزعيم الذي كتب تاريخ الفن بضحك ودهاء
  • الوحدة .. سر النجاح الذي غاب عن البقية
  • «مصطفى بكري»: السيسي هو الرئيس الوحيد الذي قال «لا » لـ ترامب
  • حماتها سخرت منها فدفعتها للهروب والبحث عن الانفصال خلعا.. تفاصيل الحكاية
  • خالد الجندي: هذا هو الحد الأدنى للوضوء الذي تصح به الصلاة