سواليف:
2025-07-04@08:49:24 GMT

قمة الورق والحبر… وباقي الحكاية في غزة

تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT

#سواليف

#قمة #الورق و #الحبر… وباقي الحكاية في #غزة
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة

في بغداد… حضرت الوفود وغابت الفاعلية. جاؤوا بالبذلات الرسمية وربطات العنق، وأعدّوا الكلمات المنمّقة بعناية، صاغوها بعين الدبلوماسية التي لا تزعج أحدًا، ثم وقّعوها بأقلام قد لا تساوي ثمن الحبر الذي نزف منها.

قمة عربية جديدة، تضاف إلى أرشيف القمم المنسية، التي تتلو بيانات الشجب والإدانة، وتطويها الرياح قبل أن تجف طباعة نسختها الأخيرة.

في الوقت الذي كان فيه القادة يتبادلون عبارات التضامن والتمنّي، كانت “مركبات جدعون” – الاسم الذي اختارته إسرائيل لعمليتها الجديدة – تمزّق لحم أطفال غزة، وتحيل ليلها إلى جحيم متواصل. وبينما يُقرأ البيان الختامي على وقع التصفيق، كانت النساء يودعن أبناءهن في أكفان صغيرة، وكان الشيوخ يمسحون الغبار عن جدران بيوتهم المهدّمة، وكان العالم ينظر… ويتنهد، ثم يواصل حياته.

مقالات ذات صلة 4 شهداء في قصف منزل وسط دير البلح 2025/05/18

ما جدوى قمة لا يسمع فيها أحدٌ صوت الميدان؟ ما قيمة كلمات لا تنبت شيئًا في أرض المقاومة، ولا تُطفئ نارًا، ولا تحمي طفلًا من قصفٍ أو خيمة من سقوط؟

القمة العربية الرابعة والثلاثون في بغداد، كسابقاتها، تكرّر السيناريو ذاته: حضور ثقيل، خطابات رتيبة، صور تذكارية، ووداع رسمي. لا قرارات حقيقية، ولا تحرّك استراتيجي، ولا خطة طوارئ لمجزرة تُرتكب على الهواء مباشرة. مجرد بيانات لا تشبع جائعًا، ولا تؤمّن نازحًا، ولا تردع محتلًا، لكنها ترضي الضمير الدبلوماسي، وتُرضي بروتوكولات المجاملة.

لقد أصبحت القمم العربية مناسبات شكلية لا ينتظرها الناس، بل لم يعودوا يتابعونها أصلاً. من ذا الذي يعلّق آماله على اجتماع لم يغيّر شيئًا منذ سنوات؟ من يؤمن بأن الحكام الذين لا يملكون قرارًا في أوطانهم سيملكون القرار حين يتعلّق الأمر بفلسطين؟

مأساة غزة ليست فقط في عدد الضحايا أو الأنقاض المتراكمة، بل في هذا الصمت العربي الثقيل الذي يقتل مرتين: مرة حين يتفرّج، ومرة حين يتظاهر بأنه يتحرّك.

الصفحة تطوى، نعم، لكنها ليست صفحة نصر أو عزّة، بل صفحة جديدة من صفحات الهوان والخذلان. صفحات متتالية من “القمم المهانة”، كما اعتدنا تسميتها، حيث يُخذل الأبطال وتُخذل الأمة، وتُخذل حتى الكلمات.

أيّ هوان هذا الذي نعيشه؟ أحقًا هؤلاء أحفاد عمر وخالد والمعتصم؟ معاذ الله أن يكونوا كذلك! أولئك كانوا يغضبون لصيحة امرأة، وهؤلاء… لا تهزّهم صرخات الشهداء ولا دموع الأمهات.

وفي كل مرة، كأنما يرسل نتنياهو برسالة شخصية إلى الزعماء العرب: “أنتم لا تساوون شيئًا”… ولا أحد يرد. الكرامة ماتت بصمت، والضمير العربي مشغول بتجهيز البيان القادم لقمة أخرى، لا نعرف اسمها ولا موعدها، لكنها ستكون بالتأكيد على “ورق”… ومعها حبر كثير، بلا أثر.

اللهم عجل بفرجك، فلم يبق فينا شيء لم يُخذل.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الورق الحبر غزة

إقرأ أيضاً:

محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية

في مثل هذا التوقيت من كل عام، يستحضر الوسط الفني والجمهور العربي ذكرى رحيل أحد أعظم الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، الموسيقار محمد الموجي، الذي رحل عن عالمنا في 1 يوليو عام 1995. ورغم مرور 29 عامًا على وفاته، لا تزال ألحانه حيّة، تملأ الفضاءات بالمشاعر وتُرددها الأجيال، فقد كان بحق "مهندس الألحان" وصاحب البصمة الذهبية في مسيرة عمالقة الطرب.

 

 

 

نشأة موسيقار من طراز خاص

وُلد محمد أمين محمد الموجي في 4 مارس عام 1923 بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ. نشأ في أسرة متذوقة للفن، وكان والده يعزف على العود والكمان، مما جعله يكتشف شغفه بالموسيقى منذ الصغر، ليبدأ تعلم العزف على العود في سن مبكرة.

 

 

 

ورغم أنه التحق بكلية الزراعة وحصل على الدبلوم عام 1944، إلا أن شغفه بالموسيقى كان أقوى، فعمل في البداية في وظائف زراعية، قبل أن يلتحق بفرق موسيقية صغيرة ويبدأ رحلته الفنية من بوابة الغناء، التي لم تحقق له ما أراد، فتحول إلى التلحين، وهو القرار الذي غيّر مسيرة الموسيقى العربية.

 

 

 

البدايات الفنية والانطلاقة الحقيقية

في عام 1951، قُبل محمد الموجي كملحن في الإذاعة المصرية، بعد أن رُفض كمطرب، وكانت تلك نقطة تحول حقيقية، كانت انطلاقته القوية من خلال التعاون مع عبد الحليم حافظ في أولى أغنياته "صافيني مرة"، التي شكلت بداية صعود "العندليب" وصعود الموجي كأحد أبرز ملحني الجيل.

 

 

 

 

محمد الموجي وعبد الحليم حافظ.. ثنائي غيّر الطرب

شكّل محمد الموجي مع عبد الحليم حافظ ثنائيًا فنيًا استثنائيًا، حيث لحّن له ما يزيد عن 88 أغنية، أبرزها: "حُبك نار"، "قارئة الفنجان"، "أنا من تراب"، و"اسبقني يا قلبي"، وكان لحن "قارئة الفنجان" الذي غناه عبد الحليم عام 1976 آخر تعاون بينهما قبل وفاة العندليب، واعتُبر تتويجًا لمسيرة طويلة من النجاح المشترك.

 

 

 

تعاون مع الكبار من أم كلثوم لفايزة أحمد

لم يقتصر إبداع محمد الموجي على عبد الحليم، بل امتد ليشمل عمالقة الطرب، على رأسهم أم كلثوم، التي لحن لها أعمالًا خالدة مثل "للصبر حدود"، و"اسأل روحك"، و"حانة الأقدار".

كما قدّم ألحانًا خالدة للمطربة فايزة أحمد مثل "أنا قلبي إليك ميال"، و"تمر حنة"، إلى جانب ألحانه لنجوم آخرين مثل شادية، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، سميرة سعيد، وغيرهم من رموز الغناء في مصر والعالم العربي.

بصمة لا تُنسى في الأغنية الوطنية

كان لمحمد الموجي دور كبير في الأغنية الوطنية، إذ لحن عددًا من الأعمال الخالدة التي عبّرت عن روح مصر وقضاياها، مثل "يا صوت بلدنا" و"أنشودة الجلاء". وكانت ألحانه الوطنية تحمل دومًا مزيجًا من الحماس والشجن، بتوقيع موسيقي خاص لا يُخطئه المستمع.

أسلوبه الفني.. هندسة اللحن وروح الشرق

تميّز أسلوب محمد الموجي بالمزج بين المقامات الشرقية الأصيلة والتقنيات الغربية الحديثة، وابتكار فواصل موسيقية غير مسبوقة، لم يكن الموجي مجرد ملحن تقليدي، بل كان يجيد التعبير عن الكلمات بألحان نابضة بالحياة، تبكي، وتفرح، وتُشعل الحنين في آنٍ واحد، مما جعله يُلقب عن جدارة بـ "مهندس الألحان".

رحيله واحتفاء لا ينتهي

في الأول من يوليو عام 1995، رحل الموسيقار محمد الموجي عن عالمنا عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد أن قدّم للموسيقى العربية أكثر من 1800 لحن، ورغم رحيله الجسدي، لا يزال صوته حاضرًا في كل نغمة، وأثره باقيًا في ذاكرة كل من عشقوا الطرب العربي الأصيل.

وتُحيي وسائل الإعلام ووزارة الثقافة المصرية ذكراه سنويًا، من خلال التقارير والبرامج، وتُعرض أعماله في المناسبات الفنية، لتُذكر الأجيال الجديدة بإرث موسيقي لا يُقدّر بثمن.
 

مقالات مشابهة

  • حماس: نجري مشاورات مع الفصائل بشأن العرض الذي تسلمناه من الوسطاء
  • تفاصيل جديدة حول المقترح الذي تدرسه حماس
  • شجون الهاجري بعد خروجها: الحمد لله الذي نجّانا دون أن نعلم
  • أول شهداء الواجب الذي استهدفته عصابة حنتوس صورة
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • أمل حجازي تتصدر المشهد من جديد بسبب خلع الحجاب.. إيه الحكاية؟
  • هكذا يبدو منزل المغنية التركية غوكتشه كيرغيز في أوسكودار الذي تصدّر الترند! (صور)
  • محمد الموجي.. مهندس الألحان الذي غيّر وجه الموسيقى العربية
  • السيدة ذات الخواتم.. شاهد صامت على كارثة فيزوف المدمرة| إيه الحكاية؟
  • تألق المونديال.. هذا المبلغ الذي حصل عليه الهلال حتى الآن