لماذا تُهمل المؤسسات الحكومية رأي "الغرفة"؟
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
يدور اليوم نقاش عن القرارات التي تتخذها المؤسسات الحكومية والمعنية بمؤسسات وشركات القطاع الخاص دون التنسيق والمشورة مع مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان واللجان القطاعية بالغرفة.
وهذا ما دفع بالدكتورة المهندسة سهام بنت أحمد الحارثية عضو مجلس إدارة الغرفة للتحدث طويلا حول أهمية التنسيق مع المؤسسات الحكومية بشأن القرارات التي تنعكس أحيانًا بالسلب على أصحاب المؤسسات الخاصة والذين يحملّون الغرفة تبعاتها، واتهام أعضاء المجلس بالتقصير في مُواجهة التحديات التي يتعرضون لها، خاصةً من قبل أصحاب المؤسسات الصغيرة الذين بدأ بعضهم في التخلي عن ممارسة الأعمال التجارية الصغيرة بسبب تلك القرارات التي تؤدي إلى تحملهم المزيد من الإشكالات والصعوبات في العمل التجاري اليومي، في الوقت الذي نعرف أن هؤلاء الشباب توجهوا للعمل التجاري، نتيجة عدم وجود فرص عمل كافية في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص؛ الأمر الذي دفعهم للتوجه لتأسيس مؤسسات تجارية صغيرة للحصول على فرص عمل وجني بعض الأرباح لسد الالتزامات المالية عليهم تجاه الآخرين.
غرفة تجارة وصناعة عُمان تعمل ما في وسعها، لكنها لا تستطيع مخالفة قرارات المؤسسات الحكومية التي بعضها غير مُنصف في حق المؤسسات التجارية التي يجب أن تعمل بالفكر الاقتصادي الحُر، كما هو معمول به في الدول الأخرى، خاصةً وأن أكثر من 80% من المواطنين في دول عديدة يعملون في المؤسسات التجارية، وهذا ما نطمح إليه في سلطنة عُمان بأن يبقى العدد الأكبر من أبناء الوطن يعملون في هذه المؤسسات التجارية. وهذا لا يتحقق إلّا بوجود سياسات مرنة وإجراءات سهلة في الحصول على الرخص التجارية واستقطاب العمالة سواء الوطنية أو الوافدة إليها، خاصة في المراحل الأولى للعمل التجاري، بحيث لا يتحملون تبعات الإجراءات المعقدة والقرارات الفجائية التي تؤدي إلى تدهور أعمال هذه المؤسسات.
ويرى البعض أن إهمال المؤسسات الحكومية لآراء ومقترحات الغرفة عند اتخاذ القرارات بشأنها والتي تهم القطاع الخاص تعزى إلى عدة أسباب منها ما يتعلق بعدم التنسيق الكافي أو عدم تضمين القطاع الخاص في عمليات صنع القرار بشكل فعّال. وهذا يحصل نتيجة لسياسات إدارية غير متكاملة، أو نقص في فهم احتياجات القطاع الخاص، أو تركيز السياسات على الجوانب الحكومية والتنظيمية فقط.
وبشكل عام.. فإنَّ عدم إشراك غرفة تجارة وصناعة عُمان وأصحاب الأعمال الصغيرة في صُنع القرار قد يحد من قدرتها على توجيه السياسات بشكل يلائم احتياجاتها. فغياب الحوار والتشاور يمكن أن يؤدي إلى قرارات لا تركز على دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة، مما يبطئ من وتيرة التطور ويحد من الفرص المُتاحة لها للنمو والتنافس.
وهذا ما يجب التركيز عليه؛ حيث إنِّه من أجل تحقيق تقدم حقيقي في هذا الشأن، من المهم أن تتبنى المؤسسات الحكومية نهجاً أكثر شمولية، يضمن مشاركة الغرفة وأصحاب الأعمال الصغيرة في وضع السياسات؛ مما يُعزز من فهم التحديات ويخلق بيئة أكثر دعماً ومرونة لهذه المؤسسات.
وبهدف تعزيز الارتباطات بين مسؤولي غرفة تجارة وصناعة عُمان والمؤسسات الحكومية مثل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووزارة العمل، وجهاز الضرائب، وشرطة عُمان السلطانية، وغيرها من الجهات المعنية الأخرى، يُمكن اتباع عدة استراتيجيات فعّالة، مثل: تشكيل لجان مشتركة أو فرق عمل مشتركة تضم ممثلين من الغرفة والمؤسسات الحكومية المعنية؛ لمناقشة التحديات ووضع الحلول بشكل دوري، إضافة إلى عقد مُنتديات وورش عمل دورية وتنظيم لقاءات وندوات تجمع بين مسؤولي الغرفة والجهات الحكومية لتبادل المعلومات، ومناقشة السياسات، وتحديد الأولويات المشتركة. ويقترحون كذلك تطوير قنوات اتصال فعّالة وإنشاء منصات إلكترونية أو أنظمة تواصل مُباشرة لتسهل عملية التواصل السريع والمستمر بين الطرفين، مثل تطبيقات أو بوابات مخصصة لذلك. ومن المهم إشراك الغرفة في مراحل مبكرة من إعداد السياسات والتشريعات التي تؤثر على القطاع الخاص، لضمان مراعاة احتياجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الفهم المتبادل والتعاون الفعَّال، ووضع مؤشرات واضحة لقياس فعالية التعاون بين الغرفة والجهات الحكومية وتحديث الاستراتيجيات بناءً على النتائج المترتبة على هذا الأثر.
هذه الخطوات كفيلة بأن تُسهم في بناء علاقة أكثر تكاملًا وتنسيقًا، مما يدعم بيئة أعمال أكثر مرونة وتوافقًا مع متطلبات القطاع الخاص، وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويشجع على النمو والتطوير المستدام الذي نرمي إليه.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية المصرية تعقد أول مائدة مستديرة لدعم القطاع الخاص وزيادة الصادرات المصرية بالتعاون مع MSK Partners
القاهرة - الرؤية
في إطار توجه الدولة المصرية نحو تعظيم دور القطاع الخاص في دعم الاقتصاد الوطني، عقدت وزارة الخارجية المصرية، أول مائدة مستديرة لدعم القطاع الخاص وزيادة الصادرات والاستثمارات المصرية، وذلك بالتعاون مع شركة MSK Partners، المتخصصة في العلاقات الحكومية. وجمع اللقاء عددًا من كبار رجال الأعمال ورؤساء المجالس التصديرية، إلى جانب السفراء المرشحين للعمل في عدد من السفارات والبعثات المصرية بالخارج.
وقد تولت شركة MSK Partners مسؤولية تنظيم الفعالية لدعم الدبلوماسية الاقتصادية، حيث لاقى التنظيم إشادة واسعة من الحضور ووزارة الخارجية. وفي كلمته، أشار رجل الأعمال أيمن عباس إلى الدور الذي لعبته MSK في بناء جسور التواصل بين الوزارة وقيادات القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يُعد الأول من نوعه من حيث مستوى التنسيق والمحتوى.
وخلال كلمته، أكد الوزير عبد العاطي على الدور المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص باعتباره شريكًا رئيسيًا في تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية للدولة، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية تعمل على توظيف إمكانات بعثاتها الدبلوماسية حول العالم في خدمة الاقتصاد المصري، ودعم الصادرات والاستثمارات الوطنية. كما شدد على أن الملفات الاقتصادية باتت تحتل أولوية متقدمة ضمن استراتيجية الوزارة، خاصة في ظل التحديات العالمية والفرص المتاحة في الأسواق الناشئة.
وفي تعليقه على الحدث، صرّح النائب سامح السادات، مؤسس شركة MSK Partners وعضو مجلس الشيوخ المصري:
"نؤمن في MSK Partners بأن القطاع الخاص يمثل قاطرة حقيقية للنمو الاقتصادي، وأن تمكينه محليًا وعالميًا ضرورة وطنية. تنظيمنا لهذه المائدة المستديرة يأتي في إطار دورنا الاستراتيجي لدعم بيئة الاستثمار المصرية وتعزيز التواصل البنّاء بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص. نحن فخورون بثقة وزارة الخارجية، وبأن يكون لنا دور ملموس في صياغة حوار مؤثر يُسهم في دعم الصادرات وتوسيع حضور الشركات المصرية عالميًا، في إطار السعي المستمر لتعزيز آليات الحوار وفتح آفاق جديدة أمام الصادرات والاستثمارات المصرية في الأسواق الدولية."
ومن جانبه، أكد هشام موسى، رئيس مجلس إدارة MSK Partners:
"نحن في MSK Partners نعتز بشراكتنا مع وزارة الخارجية المصرية في تنظيم هذا الحدث المهم، الذي يجسد التوجه الجديد نحو تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية. لقد حرصنا على تقديم تنظيم احترافي يليق بمكانة الدولة المصرية، ويعكس التزامنا بدورنا كمحفز ووسيط فعال بين القطاع الخاص والجهات الرسمية. نعمل باستمرار على تمكين الشركات من الوصول إلى الأسواق الدولية، وتوفير منصات حوار حقيقية تدعم الصادرات وتحفّز الاستثمار."
وتُعد MSK Partners من أبرز الشركات المتخصصة في العلاقات الحكومية، حيث تلعب دورًا محوريًا في دعم الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وتمكين الشركات المحلية من التوسع عالميًا، إلى جانب تيسير دخول الشركات الدولية إلى الأسواق الناشئة. ومن خلال خبرتها الواسعة وشبكة علاقاتها المؤسسية، تسهم MSK Partners في بناء جسور فعالة بين القطاع الخاص والجهات الحكومية، وتقدم حلولًا استراتيجية شاملة تعزز بيئة الأعمال وتدعم النمو الاقتصادي في مصر والمنطقة.
وفي ختام اللقاء، أعرب رجال الأعمال ورؤساء المجالس التصديرية عن تقديرهم لهذه المبادرة، مشيدين بالتعاون المثمر بين وزارة الخارجية وشركة MSK Partners، والذي شكّل نموذجًا فعّالًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الصادرات المصرية عالميًا.