ويناقش الحوار عواقب استمرار الصمت العربي والإسلامي تجاه مجازر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتي يشنها العدو الصهيوني ضد شعب عربي مسلم في فلسطين المحتلة. كما يناقش الحوار انعكاسات الموقف اليمني التاريخي على صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة. ويتطرق الحوار إلى أهمية الحراك الشعبي المغربي الرافض لكل أشكال التطبيع الرسمي مع الكيان المحتل، بالإضافة إلى أهمية الموقف الإفريقي عموماً المساند لفلسطين كقضية إنسانية عالمية.

لقد سجل محور المقاومة بمختلف جبهاته دوراً مهماً في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة معنوياً ومادياً، وقدم التضحيات الجسام من الشهداء  

تقف المقاومة اليمنية على حد السيف، وعلى خطوط النار والتماس بكل جرأة وثبات، لكي تسجل بمداد الفخر والاعتزاز، دعمها الميداني لغزة وفلسطين، في أوج حرب الإبادة التي تتعرض لها

الجبهة اليمنية حققت ضربات اقتصادية وعسكرية موجعة للكيان الصهيوني وللإمبريالية الغربية وعلى رأسها أمريكا زعيمة الحروب 

"طوفان اليمن" أربك حسابات العدو في وقت اعتبر فيه أنه أضعف دول المقاومة وجبهات الإسناد، فطلع اليمن كطائر الفينيق لكي يقدم دروساً لدول المنطقة العربية لما ينبغي أن يكون عليه التضامن الميداني والدعم العملي العسكري  

استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة أدى إلى عرقلة استكمال مخططات العدو التوسعية في المنطقة العربية، وأحدث شرخاً داخل الكيان، وكشف عن ضعفه سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً 

شكلت المقاومة اليمنية المستمرة دعماً معنوياً للشعب الفلسطيني، وخففت عنه جزءا من  معاناته اليومية وسط الإبادة الجماعية، والتجويع والتشريد والتهجير،وأعادت المقاومة اليمنية، الاعتبار للمقاومة الفلسطينية كخيار لا محيد عنه، ولا بديل له، رغم كل المؤامرات، ومحاولات التبخيس من دورها التاريخي والآني 

اليمن في موقع بارز وقوي اليوم، مما سوف يعرضه للمؤامرات المفتوحة على جبهات متعددة، وهذا يستدعي حماية مكتسبات المقاومة اليمنية، وتقوية الجبهة الداخلية والخارجية، حتى يظل "اليمن السعيد" منتصراً وقوياً وسعيداً 

نعتز بالصمود الفلسطيني، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب لا يمكنه إلا أن يكون مع المقاومة الفلسطينية، ومع كل مقاومة تناضل من أجل التحرر من الاستعمار والاستغلال والاضطهاد  

التخاذل والتواطئ والخيانة للأنظمة العربية سواء المطبعة سراً أو علانية؛ يؤخر انتصارها ويخدم أهداف الكيان الصهيوني المحتل، ويهدد الأمن والسلم في المنطقة العربية بأكملها 

احتجاجات الشعب المغربي تساند غزة وتضغط للتراجع عن التطبيع المشؤوم، الذي يتحول على أرض الواقع إلى استيطان واستعمار جديد صهيوني وإمبريالي 

قرار الاتحاد الافريقي بطرد سفير الكيان الصهيوني بإثيوبيا من مؤتمر الاتحاد الإفريقي الذي انعقد في بداية الشهر الجاري، قرار شجاع، وجاء في لحظة تاريخية مهمة، وهي رسالة واضحة للكيان الصهيوني وللعالم، وللأنظمة العربية المتخاذلة

النظام الرأسمالي الإمبريالي المتوحش يتهاوى بشكل عام، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لكي يقوم على أنقاضه نظاماً عالمياً جديداً منصفاً وعادلاً وإنسانياً

_ ما موقفكم من معركة طوفان الأقصى بعد مرور أكثر من 18 شهراً على انطلاق شرارتها الأولى؟ وبماذا تصفون صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ؟ وما عواقب الإستمرار العربي الإسلامي في سياسة الصمت المطبق تجاه هذه الإبادة وهذا العدوان الذي يتهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها خصوصاً بعد أن تحول هذا الصمت إلى تواطؤ وخذلان بحق الدم الفلسطيني المسفوك ظلماً وعدواناً؟ 

إن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب لا يمكنه إلا أن يكون مع المقاومة الفلسطينية، ومع كل مقاومة تناضل من أجل التحرر من الاستعمار والاستغلال والاضطهاد.

فحزب الطليعة هو استمرار لحركة التحرير الشعبية منذ الإستعمار الغاصب للمغرب إلى الإستعمار الجديد الذي بدأ اليوم مع التطبيع الصهيوني. وحزبنا هو استمرار أيضا للحركة الاتحادية الأصيلة المناضلة، وهو حزب شهداء المقاومة، وحزب شهداء التحرير الوطني. وحزب شهداء القضية فلسطين.. إلخ.

ولهذا ، منذ 18 شهر من انطلاق الشرارة الأولى لطوفان الأقصى ، الذي اعتبرناه محطة تاريخية متطورة من محطات للمقاومة الفلسطينية، وأعلنا عن موقفنا المساند والمشيد بطوفان الأقصى، وبحق المقاومة الفلسطينية في الكفاح بكل الوسائل المشروعة ضد الإستعمار الصهيوني الإمبريالي الغاصب للانسان والأرض.

وتابعنا عن كثب كل المستجدات والتطورات في الوضع العربي والدولي، ودور محور المقاومة،ومحور الإسناد العالمي الذي كان يتوسع تدريجيا.

وتلقينا بألم وحزن استشهاد قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

وعبرنا عن اعتزازنا بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، وجسدنا تضامننا معه في بكل الأشكال المتاحة من بيانات، ووقفات واحتجاجات وندوات، وبواسطة وسائلنا الإعلامية الحزبية.

والمؤلم حقاً وسط هذا الدمار والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، هو هذا الصمت المريب، والخيانة المكشوفة، لبعض الدول العربية والإسلامية، التي لها تاريخ في الخذلان كلما كانت المقاومة في أوج عطائها وكفاحها ، وأصبحت على مرمى حجر من تحقيق أهدافها في النصر.

مع الأسف هذا التخاذل والتواطئ والخيانة للأنظمة العربية سواء المطبعة سراً أو علانية؛ يؤخر انتصارها، ويخدم أهداف الكيان الصهيوني المحتل، ويهدد الأمن والسلم في  المنطقة العربية بأكملها.

 

_ في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية في المغرب الرافضة للتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في خضم الإبادة الجماعية التي يشنّها الأخير في غزة.. ما موقفكم في حزب الطليعة من هذه الاحتجاجات التي تأتي تعبيراً عن حالة الرفض الشعبي في الأوساط الشعبية المغربية لكل أشكال التطبيع الرسمي مع الكيان المحتل؟ وهل تعتقدون أن الحراك الشعبي من شأنه أن وقف أو يقويض هذه العلاقات؟ وكيف سينعكس ذلك إن تحقق الأمر، على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من وجهة نظركم؟ 

 

إن اتفاقية التطبيع التي أبرمها وأعلنها المغرب مع الكيان الصهيوني في 10 دجنبر 2020 ، لم تكن سوى تعبيراً واضحاً عن التطبيع التاريخي السري مع هذا الكيان منذ حكم الحسن الثاني، والدور الذي لعبته المخابرات المغربية في توفير كل وسائل التنصت لهذا العدو لمتابعة اللقاءات والمؤتمرات العربية التي كانت تنعقد خلال مرحلة الستينات والسبعينات بحضور زعماء وقادة الدول العربية آنذاك ، لمناقشة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في مرحلة أوج الصراع العربي الصهيوني.

ولهذا فإن احتجاجات الشعب المغربي من وجهة نظر حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، تضرب بجذورها في التاريخ النضالي التحرري للشعب المغربي منذ الإستعمار والاستغلال الطبقي، مع الربط الجدلي بين التحرر الوطني، والتحرر القومي العربي ، وتحرر كل الشعوب المستعمرة والمضطهدة في العالم. وهو ما نعبر عنه بالمصير العربي المشترك.

واليوم، فإن الشعب المغربي يجد نفسه أمام وضع خطير ومتطور يهدد وجوده وهويته، من خلال التطبيع الاستيطاني الصهيوني الإمبريالي، الذي سمح له بنهب خيرات بلدنا الاقتصادية، والإرتماء على الأراضي الفلاحية، وعلى مساكن المواطنين، تحت ذريعة أنها في ملكية لليهود الصهاينة الذين غادروا المغرب، ثم عادوا إليه اليوم.

إنه نفس السيناريو والمخطط الذي حُيك لفلسطين، يعاد تكراره في المغرب اليوم.

لهذا نجد أنفسنا أمام احتجاجات شعبية نوعية وقوية، من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالإبادة الجماعية، في غزة وكل فلسطين ، وثانياً من أجل الضغط للتراجع عن التطبيع المشؤوم، الذي يتحول على أرض الواقع إلى استيطان واستعمار جديد صهيوني وإمبريالي .. 

وهذا يشكل خطراً محدقاً ليس فقط على المغرب، بل على الدول المغاربية ككل، ومنها على القارة الإفريقية.

 

_ ما تعليقكم على قرار الاتحاد الإفريقي بطرد السفير الصهيوني في إثيوبيا من مقر الاتحاد قبيل انعقاد قمة للدول الإفريقية خلال الأسابيع الماضية؟ وأي أهمية إستراتيجية لمواقف الاتحاد الأفريقي الداعمة لفلسطين والرافضة للإبادة الجماعية التي يشنّها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ وأي انعكاسات إيجابية لهذه المواقف في تقويض المحاولات الإسرائيلية الغربية لتوسيع دائرة التوغل في القارة الإفريقية بهدف تقسيم شعوبها واستنزاف ثرواتها؟ 

 

إن قرار الاتحاد الافريقي بطرد سفير الكيان الصهيوني بإثيوبيا من مؤتمر الاتحاد الإفريقي الذي انعقد في بداية الشهر الجاري، قرار شجاع، وجاء في لحظة تاريخية مهمة، وهي رسالة واضحة للكيان الصهيوني وللعالم، وللأنظمة العربية المتخاذلة.

وهو قرار يعبر بالفعل عن مبادئ وقيم وأهداف الاتحاد الإفريقي الداعمة تاريخيا للقضية الفلسطينية، خاصة وأن القارة الإفريقية كانت ولا زالت هدفا لنهب خيراتها ومواردها الطبيعية والبشرية، وعانت هي أيضا ولازالت من الإستعمار التقليدي والإستعمار الإمبريالي الجديد.

وهي اليوم مستهدفة أكثر من أي وقت مضى، من طرف الكيان الصهيوني أيضا، من خلال محاولة اخضاع دول المغرب العربي للتطبيع.

ولابد من الإشارة هنا إلى الزعيم المغربي المعارض الشهيد المهدي بنبركة شهيد حزبنا وشهيد حركة التحرير الشعبية الذي سبق أن نبه إلى دور الصهيونية في إفريقيا في "ندوة فلسطين العالمية" والتي تم تنظيمها في القاهرة سنة 1965، بشهور فقط قبل اختطافه بفرنسا واغتياله بمشاركة الإمبريالية الفرنسية والأمريكية، والموساد الصهيوني، والنظام المغربي.

 

_ جسدت الجبهة اليمنية ولا زالت موقفاً عملياً غير مسبوقاً في دعم غزة خصوصاً بعد فرض اليمن حصاراً بحرياً خانقاً على الملاحة الإسرائيلية، ولاحقاً حصاراً جوياً على مطارات الاحتلال، ودخوله في اشتباك عسكري مباشر مع كبرى الأساطيل الأمريكية والأوروبية.. أي انعكاسات إستراتيجية جسدها هذا الموقف في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة، والذي يأتي في ظل استمرار انبطاح النظام الرسمي العربي للمؤامرة الصهيونية الأمريكية؟ وهل تعتقدون أن الموقف اليمني قد جسد حقيقة إنتصار الشعوب على أعتى وأقوى الجيوش إذا ما توفرت الإرادة الحقّة؟ وأين بات اليمن اليوم في خضم هذا الموقف الذي عصف بتوازنات الردع في المنطقة والإقليم خصوصاً بعد إجباره واشنطن لوقف عدوانها على اليمن؟ 

 

لقد سجل محور المقاومة بمختلف جبهاته، دوراً مهماً في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة معنوياً ومادياً، وقدم التضحيات الجسام من الشهداء ، ونذكر منه المقاومة اللبنانية.

واليوم تقف المقاومة اليمنية على حد السيف، وعلى خطوط النار والتماس بكل جرأة وثبات، لكي تسجل بمداد الفخر والاعتزاز، دعمها الميداني لغزة وفلسطين، في أوج حرب الإبادة التي تتعرض لها.

وقد حققت بذلك ضربات اقتصادية وعسكرية موجعة للكيان الصهيوني وللإمبريالية الغربية وعلى رأسها أمريكا زعيمة الحروب.

وبذلك يحق للمقاومة اليمنية أن نسميها "طوفان اليمن" بعد "طوفان الأقصى" الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

حدثان مهمان في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، محوره القضية الفلسطينية.

إن"طوفان اليمن" أربك حسابات العدو في وقت اعتبر فيه أنه أضعف دول المقاومة وجبهات الإسناد، فطلع اليمن كطائر الفينيق لكي يقدم دروساً لدول المنطقة العربية لما ينبغي أن يكون عليه التضامن الميداني والدعم العملي العسكري.

فقد أدى ذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة إلى عرقلة استكمال مخططات العدو التوسعية في المنطقة العربية، وأحدث شرخاً داخل الكيان الصهيوني، وكشف عن ضعفه سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً. 

وبذلك شكلت المقاومة اليمنية المستمرة دعماً معنوياً للشعب الفلسطيني، وخففت عنه جزءا من  معاناته اليومية وسط الإبادة الجماعية، والتجويع والتشريد والتهجير.

كما أعادت المقاومة اليمنية، الاعتبار للمقاومة الفلسطينية كخيار لا محيد عنه، ولا بديل له، رغم كل المؤامرات، ومحاولات التبخيس من دورها التاريخي والآني.

إن الوضع الحالي للمنطقة العربية، وخاصة الدور التخاذلي لبعض الدول العربية المطبعة والمتصهينة، يجعل المقاومة اليمنية في موقع بارز وقوي، مما سوف يعرضها لا شك للمؤامرات المفتوحة على جبهات متعددة، وهذا يستدعي حماية مكتسبات المقاومة اليمنية، وتقوية الجبهة الداخلية والخارجية، حتى يظل "اليمن السعيد" منتصراً وقوياً وسعيداً.

 

_ أي رسالة توجهونها في هذه اللحظة المصيرية التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية؟ ولمن توجهونها؟

 

إن الرسالة التي نوجهها باسم حزب الطليعة في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية التي تجتازها الدول العربية والإسلامية هي : 

 

أولاً : رسالة إلى الضمير الإنساني العالمي، شعوباً ودولاً وأفراداً، الذين جسدوا بالفعل التعبير الحر عن الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية.

وهي رسالة من أجل الإستمرار في التضامن وتوسيع الجبهة العالمية للاحتجاج، ورفض ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة وفي كل فلسطين، والضغط من أجل إيقافه. 

 

ثانياً : رسالة إلى الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني لكي تستفيق، وتتحرر من التبعية للكيان الصهيوني، وتنهض، وتتوحد في جبهة عربية ضد مخططات الإمبريالية والصهيونية، ومخاطرهما على المنطقة العربية ككل، الممتدة من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا، والتي تواجه مصيراً مشتركاً واحداً. 

 

ثالثاً : رسالة إلى المقاومة الباسلة، وإلى الشعب الفلسطيني المنتصر ، وما قدمه من شهداء، وتضحيات جسام، والتي تتطلب حماية مكتسبات المقاومة، والاستمرار والصمود؛ 

لأن الكيان الصهيوني يتهاوى، ويسير نحو نهايته، وهو ينفث الدم من مسامه.

والنظام الرأسمالي الإمبريالي المتوحش يتهاوى بشكل عام، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لكي يقوم على أنقاضه نظاماً عالمياً جديداً منصفاً وعادلاً وإنسانياً.

وعاشت فلسطين حرة ومنتصرة.. 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی ومقاومته الباسلة صمود الشعب الفلسطینی المقاومة الفلسطینیة المقاومة الیمنیة الإبادة الجماعیة الاتحاد الإفریقی للکیان الصهیونی المنطقة العربیة الکیان الصهیونی الدول العربیة طوفان الأقصى طوفان الیمن فی قطاع غزة مع الکیان أن یکون فی دعم من أجل

إقرأ أيضاً:

على صفيح ساخن .. تطورات العدوان الصهيوني على غزة واستهداف محور المقاومة

في ظل اشتداد حدة العدوان الصهيوني على قطاع غزة واستمراره لأكثر من تسعة أشهر بلا توقف، تتصاعد الأسئلة حول مستقبل الإقليم، واتجاهات الصراع، وحدود قدرة الاحتلال على الاستمرار في حرب الإبادة المفتوحة،  لم يعد ما يجري في غزة شأناً محليًا أو فلسطينيًا بحتًا، بل تحوّل إلى بوصلة تحدد طبيعة النظام الإقليمي الجديد، وسط تصاعد ملحوظ في استهداف “إسرائيل” لدول محور المقاومة، وعلى رأسها إيران ولبنان وسوريا، في محاولة واضحة لتوسيع دائرة المواجهة، وتطويق نتائج فشلها المتراكم في القطاع المحاصر.

يمانيون / تحليل/ خاص

هذا التحليل يقدم قراءة للمتغيرات الإقليمية المتسارعة، من زاوية استراتيجية وأمنية، ويتناول الترابط الواضح بين استمرار العدوان على غزة، والضربات الصاروخية الإيرانية غير المسبوقة التي هزت نظرية الأمن الإسرائيلي، كما يرصد التحليل مظاهر التحول في ميزان الردع، وتكمن أهمية هذا التحليل في كونه يقدم إطارًا تفسيريًا شاملًا لفهم ما يحدث اليوم من تصعيد متبادل ليس بوصفه تطورات متفرقة، بل كجزء من تحول بنيوي في الصراع العربي–الصهيوني، حيث يتصدّع الردع الإسرائيلي، وتتكرّس معادلات جديدة في الرد والمواجهة على مستوى الإقليم.

العدوان الصهيوني على غزة… جريمة مستمرة ومعطيات متغيرة

رغم مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء العدوان الصهيوني على غزة، لا تزال آلة الحرب الصهيونية تمعن في ارتكاب جرائم الإبادة بحق المدنيين، في مشهد وصفه مراقبون بأنه “تطهير عرقي ممنهج”. عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير شامل للبنية التحتية، يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تحل بغزة.

لكن هذه الجرائم لم تعد تجري في فراغ استراتيجي،  فإصرار المقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة حماس وسرايا القدس، على الصمود والرد، عزز موقعها السياسي والإقليمي، وأربك حسابات الاحتلال الذي دخل في حرب استنزاف غير محسوبة التكاليف.

استهداف محور المقاومة.. محاولة بائسة لتطويق الخسائر

الكيان الصهيوني، وفي سياق محاولاته لتوسيع دائرة الصراع، صعّد من استهدافه لمحور المقاومة، في محاولة للضغط على بيئة المقاومة وداعميها الإقليميين، فقد نفذ هجمات متكررة على مواقع في سوريا، وتورط في عمليات اغتيال لقيادات بالحرس الثوري الإيراني داخل دمشق وبغداد، وقيادات حزب الله.

كما شملت الاعتداءات الصهيونية مناطق جنوب لبنان، ما رفع منسوب التوتر على الجبهة الشمالية، التي باتت قاب قوسين من الانفجار الكامل.

الضربات الإيرانية… معادلات ردع جديدة

في سابقة هي الأولى منذ عقود، نفذت إيران في أبريل الماضي هجومًا صاروخيًا وجويًا مباشرًا على أهداف عسكرية داخل الكيان الصهيوني، ردًا على العدوان الصهيوني واستهداف منشأتها النووية واغتيال العلماء والقادة ، المئات من الصواريخ المتطورة والطائرات المسيرة عبرت الأجواء، واستهدفت منظومات دفاعية ومطارات ومنشآت حساسة.

ورغم محاولة العدو الإسرائيلي وإعلامه تقليل حجم الخسائر، إلا أن تقارير استخباراتية غربية أشارت إلى إخفاقات كبيرة في أنظمة الدفاع، وخلل في القيادة الصهيونية، الأمر الذي عدّه مراقبون “هزيمة استراتيجية” للردع الصهيوني.

الرأي العام الإقليمي والدولي .. الكفة تنقلب

أدى استمرار جرائم العدو الإسرائيلي إلى تراجع التأييد الدولي للسياسات الصهيونية، حتى بين حلفائه التقليديين. موجات التعاطف مع غزة في الشارع الغربي، والاحتجاجات في الشوارع الأمريكية والأوروبية، بدأت تشكّل ورقة ضغط مهمة. في المقابل، اكتسبت المقاومة شرعية شعبية أوسع، باعتباره المدافع عن الكرامة العربية في مواجهة العدوان.

المنطقة أمام لحظة تاريخية فارقة

لم يعد الصراع الأبرز في الشرق الأوسط مجرد معركة بين “العدو الإسرائيلي” وفصائل المقاومة الفلسطينية،  بل أصبح صراعًا بين مشروعين ،  مشروع مقاومة يحظى بغطاء شعبي وإقليمي متصاعد، ومشروع احتلال بات يترنح تحت ضربات الميدان وسقوط أوراق الدعم الدولي ، المعادلات تتغير، وأي قراءة سطحية للمشهد الحالي لا تدرك أن ما بعد غزة ليس كما قبلها، وأن الشرق الأوسط بات على أعتاب مرحلة جديدة، عنوانها “الردع المتبادل” و”نهاية التفرد الصهيوني”.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد بلديات بلجيكية قرارات تدعم حقوق الشعب الفلسطيني
  • المقاومة الفلسطينية في الضفة تنفذ 14 عملاً مقاوماً للعدو الصهيوني
  • قيادي بفتح: اقتراب الإعلان عن هدنة محتملة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي
  • على صفيح ساخن .. تطورات العدوان الصهيوني على غزة واستهداف محور المقاومة
  • “الأورومتوسطي”: الكيان الصهيوني حوّل غالبية مناطق غزة إلى أراضٍ مدمّرة غير قابلة للحياة
  • ‏الرئاسة الفلسطينية: وقف حرب غزة والاعتداءات على الضفة الغربية هو الذي يحقق الأمن والاستقرار
  • إحصائيا: هل انهيار الكيان الصهيوني مسألة وقت؟
  • مباركة فلسطينية للعملية اليمنية بعمق الكيان
  • ترامب: الكيان الصهيوني وافق على هدنة لـ60 يوما في انتظار موافقة حماس
  • ترامب: الكيان الصهيوني وافق على هدنة 60 يوما بانتظار موافقة حماس