شبكة انباء العراق:
2025-05-19@20:28:30 GMT

مدن ولدت من رماد معارك شط العرب

تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT

بقلم : كمال فتاح حيدر ..

في خضم المواجهات التي شهدتها الحرب العالمية الأولى في البصرة، تسببت بعض السفن الحربية البريطانية ليلا عبر منعطفات شط العرب قادمة من الفاو، وقطعت مسافة طويلة حتى ألقت مراسيها عند مقتربات جزيرة (أم الخصاصيف) الواقعة قبالة ميناء المحمرة (خرمشهر)، ثم تخندقت شمال الجزيرة، وحفرت مواقعها هناك، فنقلت جنودها ومدافعها إلى اليابسة، وشيدت ملاجئ حصينة لحفظ ذخيرتها ومعداتها.

في الوقت الذي كانت فيه سرايا الجيش العثماني التابع لولاية البصرة تتمترس داخل البساتين الواقعة بين مدينة (أبو الخصيب) وجزيرة (البلجانية). فحفرت خنادقها على ضفاف الأنهار، وشيدت ملاجئها ومخازنها بين بساتين النخيل. لكنها كانت واقعة تحت مرمى المدفعية البريطانية، بينما لم تكن المواقع البريطانية بمنأى عن القذائف العثمانية، فالمسافة بينهما لا تزيد على اربعة كيلومترات. .
وقد شهدت الاشتباكات قيام الفرقاطات البريطانية المدرعة بمناورات وغارات مباغتة لضرب المواقع العثمانية، فألحقت بها الخسائر الفادحة. الأمر الذي اضطر القوات العثمانية إلى الانسحاب والتراجع، والانتقال براً إلى منطقة (الشعيبة) الواقعة شمال غرب البصرة. عندئذ اصبحت الفرصة مؤاتية للانجليز والمرتزقة الهنود فتوغلوا بسفنهم في شط العرب، تاركين مواقعهم في جزيرة (أم الخصاصيف)، وكانت وجهتهم صوب مدينة المعقل التي كانت تدعى وقتذاك (كوت الإفرنجي)، وهكذا تحركت السفن البريطانية مخلفة وراءها ذخيرتها التالفة، وخراطيش قنابلها، ومعداتها المعطوبة، وكميات كبيرة من البارود. فهرع الأهالي إلى الجزيرة بحثا عن مخلفات الذخيرة (الرصاص). .
كان الناس يتناقلون الاخبار فيما بينهم عن المواد التي عثروا عليها في الجزيرة التي صار اسمها (ام الرصاص)، وكانت مجاميع اخرى من سكان المنطقة ينبشون الارض في المكان الذي كانت تتجحفل فيه القوت العثمانية، بحثا عن الاموال (الفلوس) التي قيل ان العثمانيين خبئوها ودفنوها في باطن الارض. .
وهكذا جاء الاسم البديل (أم الرصاص) ليحل محل أسم الجزيرة القديم (أم الخصاصيف) والتي ظلت حتى يومنا هذا ملكا صرفا لعائلة بصرية (بيت البچاري). وظهرت لنا تسمية جديدة للمنطقة المحصورة بين ابي الخصيب والبلجانية، حيث صار اسمها (ابو فلوس). .
فالقاعدة اللغوية الدارجة عند اهل البصرة تبدأ في الغالب بسابقة (الأم) أو (الأب)، فيقولون: أم قصر، وأم الحوالي، وأم الدجاج، وأم الرمان، وأم النعاج، وأم المرادم، وأم الرصاص. .
ويقولون: أبو الخصيب، وأبو مغيرة، وأبو الجوزي (اليوزي)، وأبو فلوس. ومنها أيضا في المحيط الجغرافي: أبو غريب، وأبو دشير، وأبو ظبي، وأبو الدنانير. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

دعوات إلى وقف تواطؤ الحكومة البريطانية في جرائم إسرائيل

جاء ذلك خلال مسيرة دعا إليها تحالف المنظمات الداعمة لفلسطين في لندن، وتزامنت مع إحياء الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية.

تقرير: مينة حربلو

18/5/2025

مقالات مشابهة

  • الاستحقاقات والملفات سالكة ولا معارك صلاحيات
  • بين رماد غزة وصفقة ترامب: هل آن أوان الخديعة الكبرى؟
  • باسم الجمل: مصر كانت ولا تزال قلعة العرب الحصينة
  • بعد معارك طرابلس.. الدبيبة يدعو الجماعات المسلحة إلى الوقوف بجانب الدولة
  • دعوات إلى وقف تواطؤ الحكومة البريطانية في جرائم إسرائيل
  • أطعمة يُعتقد أنها صحية لكنها تحتوي على مكونات ضارة بالصحة
  • تحذير عاجل من الأطعمة الصحية الشهيرة المليئة بالسموم المرتبطة بالتوحد والسرطان
  • أنوشكا وأبو عميرة ولاشين في ندوة الجامعة العربية المفتوحة
  • اجتماع ثلاثي بين رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأبو الغيط وجوتيرش بشأن السودان