يوم في حياة 3 غزيين.. همسات الصمود في ظل الجوع
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
"ما زلنا على قيد الحياة من خلال تبادلات صغيرة، فبالأمس، ناضلنا من أجل السكر، وغدا سنقايضه بالخبز، فلا شيء يدوم"، هكذا تصف خلود، وهي زوج أحد الغزيين الثلاثة، جزءا من المعاناة الناجمة عن هذه الحرب.
بكلماتهم الجريئة والمؤثرة، يقدّم ظاهر وإسراء وسارة لمحة عن معاناة البقاء اليومية في غزة في ظل حصار خانق للمساعدات، وترسم يومياتهم صورة نابضة بالحياة للصمود الذي يختبر بالجوع والنزوح وظلال الصراع المستمر، ويكشفون عن التدابير الاستثنائية التي يتخذها الناس العاديون عندما تصبح أبسط مقومات الحياة ترفا بعيد المنال.
هذا ما يمكن أن يمثل مقدمة لتقرير أعدته صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول حياة 3 غزيين في ظل الحصار والحرب والجوع:
أولا ظاهر (33 عاما) نازح إلى خان يونس جنوب غزة:حياة ظاهر عبارة عن بحث شاقّ عن القوت وسط ارتفاع حادّ في الأسعار وندرة في المواد الغذائية، فبعد أن كان قادرا على إعالة أسرته بكرامة، يقضي الآن ساعات في المساومة حتى على الخضروات الفاسدة.
ويشعر بالعجز الشديد وهو يرى التحليق المستمر للمسيرات الإسرائيلية في السماء، ويحمل في نفسه حزنا عميقا لفقدان جنينه، ولمشهد إصابة زوجته الحامل خلود أثناء قصف بعد فرارهما من منزلهما في الشمال بحثا عن الأمان.
إعلانولا تزال خلود منهكة نفسيا وجسديا، وتشكّل نحافة ابنهم يوسف، البالغ من العمر 4 سنوات، مصدر قلق دائم، فالضروريات البسيطة، مثل استخدام حمام مشترك، تتطلب انتظارا طويلا وتولد شعورا بالذنب.
ويعتمد البقاء على تبادلات صغيرة ومقايضة بين أشياء أساسية كالملح والسكر ويظل يتابع أخبار خلود بالهاتف، وتنتهي أيامه وهو في هم وغم من استمرار أزيز المسيرات والبحث اليائس عن أي شيء لتأمين وجبة اليوم التالي، مما يبرز هشاشة الوضع المعيشي، فحتى الحصول على الطعام الفاسد يعتبر الآن انتصارا في كفاحه اليومي للحفاظ على حياة عائلته.
ثانيا إسراء (33 عاما) نازحة في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة:
تتميز حياة إسراء بصراع لا هوادة فيه من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف النزوح القاسية، إنها لاجئة فلسطينية قدمت من مصر إلى غزة عام 2005 فاستمتعت بالشعور بالانتماء لأرض الأجداد، لكن ها هي الآن تعاني من صدمة الغارات الجوية المستمرة، في تناقض صارخ مع أحلامها السابقة بدراسة تكنولوجيا المعلومات.
تقضي سارة أيامها في مهام شاقة كجلب الماء المالح للتنظيف والانتظار في طوابير طويلة للحصول على مياه الشرب الشحيحة، يعتصر الحزن قلبها وهي تتحدث عن فقدان زوجها لوظيفته وما كانت توفره لهم من كريم العيش.
يعدّ الطبخ تحديا يوميا، حيث تعتمد على الحطب المتناثر، وغالبا ما تكون الوجبات هزيلة من المعكرونة المسلوقة أو العدس لها ولأطفالها الثلاثة.
وتتحمل إسراء عبء إعالة أطفالها، وتطاردها ذكريات حروب الماضي والحرمان الحالي، ورغم جهودها لطلب المساعدة عبر الإنترنت، إلا أنها تشعر أن العالم قد سئم من محنتهم.
وتكشف ذكرياتها عن حبها العميق لأطفالها وخوفها الشديد من مستقبل لا يبدو أنه يقدم سوى المزيد من المعاناة اليائسة، وتبرز أن أملها في أبسط وسائل الراحة، كوجبة كاملة، يبرز مدى صعوبة وضعهم.
إعلان
ثالثا، سارة (27 عاما) نازحة إلى جنوب غزة:
تعيش سارة في مدرسة مكتظة تابعة للأونروا مع عائلتها الكبيرة، بمن فيهم أبناء إخوتها الأيتام الذين ترعاهم، لقد انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد تدمير منزل عائلتها في شمال غزة، مما أجبرها على النزوح مرات عديدة.
يدور كفاحها اليومي للبقاء على قيد الحياة حول تأمين الطعام من مطبخ مشترك، وهي مهمة غالبا ما يقوم بها إخوتها الأصغر سنا الذين يواجهون منافسة شديدة ويعودون أحيانا خالي الوفاض.
والد سارة، الذي غمره الحزن في البداية بعد فقدان ابنه الأكبر، استأنف مهمة البحث عن الطعام الصعبة، فالطبخ عمل أساسي يتطلب مهارة، مثل إشعال قطع من خراطيم المياه لإشعال النار، كما أن جلب الماء مهمة شاقة هي الأخرى.
ومع تناقص الإمدادات غدت النظافة الأساسية أمرا صعبا، وما يزيد قلق سارة هو التهديد المستمر بالضربات الإسرائيلية، أما ألمها فيتجلى في عجزها عن مواساة أبناء أخيها الصغار الأيتام.
لقد أصبح مفهوم شراء الطعام غريبا عليها، وحل محله استهلاك يائس لمواد دون المستوى المطلوب، ويكمن أملها في الحصول على مساعدات لتخفيف جوعهم.
ورغم المشقة الهائلة، تجد سارة إحساسا غير متوقع بالقدرة على أداء مهام لم تتخيلها يوما، في تناقض صارخ مع حياتها السابقة كمصففة شعر.
والواقع أن هذه الروايات الثلاث من غزة تقدم شهادة قوية ومؤلمة حول التكلفة الإنسانية والحرمان الناجم عن استمرار الحرب، وتشكّل مذكرات هذه المجموعة نداء صارخا بالحاجة الملحّة إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإيجاد حّ دائم لتخفيف معاناة الناس العاديين العالقين في براثن الأزمة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سارة تطلب الخلع أمام محكمة الأسرة: جوزي معندوش نخوة
سارة زوجة عشرينية وقفت أمام محكمة الأسرة في الشيخ زايد، طالبة الخلع من زوجها بسبب عدم غيرته عليها ومطالبته لها بتغير طريقة لبسها وطريقتها إلى الملابس العارية والشفافة، حيث طلب منها مرارا وتكرار إرتداء المايوه القطعتين في السفريات إلى المناطق الساحلية، إلا أنها وبعد عامين من الزواج رفضت إستكمال المعيشة معه وتوجهت إلى محكمة الأسرة تطلب الخلع منه.
سردت سارة مأساتها مع زوجها الشاب قائلة «أنا مش مكسوفة على فكرة، هو اللي مفروض يتكسف على دمه من اللي بيعمله ده، معندهوش نخوة خالص، وعايزني البس عريان وشفاف وضيق عادي، ويقولي ليه مش بتلبسي كدة، أقوله أنت مش بتغير عليا يقولي أغير عليكي في حاجات تانية مش في اللبس إنما شكلك وهيئتك مهمين عندي جدا».
وقالت سارة «أنا عندي 24 سنة وممكن الناس تقول إني لسه صغيرة وفيها إيه لما ألبس شفاف وضيق، بس أنا لبسي شيك جدا ومن بيت ملتزم ومكنتش بلبس ضيق ولا الهدوم دي خالص، وأنا عندي 21 سنة علاء أتقدم لوالدي عشان يخطبني وأهلي وافقوا ومكنش بيعترض على حاجة ساعتها ولا إنتي تخرجي ولا بتدخلي ولا لابسة إيه ولا أي إعتراضات».
وتابعت سارة «أتجوزنا بعد 11 شهرا، بعد ما جهزنا الشقة وخلصنا كل حاجة، وفي شهر العسل بدأت مشكلتي معاه، قبل ما نسافر لقيته بيشوف الهدوم اللي بحطها في شنطة السفر وقالي أمال فين المايوهات والحاجات بتاعت البنات العرايس دي، قولتله أهو البوركيني قالي إيه ده شكله وحش، هاتي التاني المايوه القطعتين وقالي لما نروح هناك نشتريهم، قولتله بس أنا مش هلبس كدة وأتخانقنا ساعتها».
وأضافت سارة في شكواها ضد زوجها «سافرنا وكانت أيام سوداء في شهر العسل وخناقات وهو مصمم وأنا مصممة إني ملبسش الكلام ده، ولما رجعنا بدأ يقولي هدومك دي مش نافعة وننزل وأشتريلك عادي، ونزلت معاه لقيت كل اللي عايزة قصير وضيق وشفاف، وأنا كنت برفض لحد ما قالي طيب هاتيهم إلبسيهم في البيت حتى، ووافقت وبقيت البس الهدوم دي في البيت، وكنت أطلع البلكونة يقولي مفيش حد قدمنا ما تطلعي عادي إيه المشكلة يعني في لبسك وشعرك».
وأختتمت سارة قائلة «حاولت كتير معاه لمدة سنتين وعرفت أهلي وأهله وهو بردو نفس الكلام معايا، وفي الأخر زهقت منه قعدت معاه قولت له ننفصل أحسن في هدوء وبلاش شوشرة، قالي معنديش طلاق وأضربي دماغك في حيطة، روحت محكمة الأسرة رفعت عليه قضية خلع».