اليمنيون يجددون العهد بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى النصر
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
الثورة نت/ ماهر الخولاني
انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ورفضاً لجريمة الإبادة الجماعية والتجويع في غزة، خرج الشعب اليمني بمسيرات مليونية غاضبة ومستنفرة تأكيدا على ثبات موقفه المساند للأشقاء في فلسطين، وتأييده لعمليات القوات المسلحة المستمرة ضد الكيان الصهيوني المجرم.
وفي اليوم اليمني المشهود، احتشدت الجماهير المليونية في ميادين وساحات العزة والكرامة والحرية والجهاد في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، حاملة رايات النصر والثبات مع غزة، معبرة عن غضبها العارم إزاء الإجرام الصهيوني المتصاعد بحق الأشقاء في فلسطين.
خرجت الحشود اليمنية، لتؤكد للعالم الأصم والأعمى، بأن شعب الإيمان والحكمة لن يترك الشعب الفلسطيني وحده مهما تخاذل المتخاذلون، وتواطأ الخونة والمطبعين، وأنه سيمضي قدماً بعزيمة إيمانية لا تنكسر، لمواجهة تصعيد العدو الصهيوني، ونصرة غزة وفلسطين بكل الوسائل والخيارات مهما بلغت التحديات.
“يا غزة لستم وحدكم، ويا فلسطين معكم كل اليمنيين”، بهذه العبارات رفعت الحشود صوتها عاليا لتسمع العالم موقفها المشرف، والمجسد للهوية الإيمانية اليمنية، والارتباط التاريخي والجهادي مع الشعب والقضية الفلسطينية، مجددة الوفاء والعهد والثبات في جبهة الإسناد لغزة وفلسطين حتى النصر.
كما صدحت الحشود الجماهيرية عزة وشموخاً، معبرة عن صدق الانتماء والوفاء المتجدد لقضية الأمة الأولى فلسطين.
الخروج المهيب في العاصمة والمحافظات، أعلن التأييد والمباركة للعمليات البطولية المتصاعدة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الأهداف الحيوية للعدو الصهيوني في عمق الأراضي المحتلة، وما تفرضه من حظر بحري وجوي على المطارات والموانئ الإسرائيلية.
وبكل فخر واعتزاز، أعلنت الحشود دعمها الكامل لكل خيارات القوات المسلحة، والوقوف إلى جانبها في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، لردع غطرسة العدو الإسرائيلي حتى إيقاف عدوانه على غزة ورفع الحصار عنها.
وجددت الحشود، العهد والولاء لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والتأكيد على أن الشعب اليمني على أهبة الاستعداد والجهوزية لتنفيذ كل الخيارات الكفيلة بمواجهة تصعيد العدو الصهيوني، وإفشال المؤامرات والمخططات الإجرامية التي تستهدف اليمن ومقدراته، والتصدي لكل الخونة والعملاء.
بهذه المواقف الإيمانية يخوض الشعب اليمني أقدس المعارك وأشرفها دعماً ومساندة للمظلومين في غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية وتجويع من قبل العدو الصهيوني، وجرائم لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ.
جسدت الحشود التي تدفقت من كل حدب وصوب نحو ميادين الحرية والإباء، رافعة العلمين اليمني والفلسطيني، قوة حضور ورسوخ فلسطين في وجدان الشعب اليمني، مجددة التأكيد على الاستمرار في النفير العام والتعبئة وتعزيز الجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني.
مثلت المسيرات المليونية، لوحة مشرقة لشعب الإيمان والحكمة، الذي وقف بكل قوة إلى جانب المظلومين والمستضعفين في فلسطين والدفاع عن مقدسات وقضايا الأمة، رغم معاناته المستمرة بعد عشر سنوات من العدوان والحصار، إلا أن ذلك لم يمنعه من القيام بواجبه الإيماني والإنساني والأخلاقي تجاه فلسطين، باعتبارها القضية الأولى لكل أحرار الأمة والعالم.
بلا منافس يستمر الشعب اليمني بحضوره المهيب والأكبر، في تصدر الشعوب على مستوى المنطقة والعالم في نصرة ومساندة غزة، والوقوف بصلابة وشجاعة منقطعة النظير في مواجهة العدو الصهيوني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الصهیونی الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
التصعيد اليمني يضيف تحدياً جديداً على العدو الصهيوني .. تفاصيل التحوّل الاستراتيجي في معادلة الصراع
يمانيون /
عمليات عسكرية نوعية نفذتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية استهدفت مطار اللد ومناطق أخرى في يافا، ألا أن اللافت في بيانات القوات المسلحة إعلان فرض حظر على ميناء حيفا.
لم يأخذ إعلان القوات المسلحة بفرضِ حظرٍ بحريٍّ على ميناءِ حيفا شمال فلسطين المحتلة وقتا طويلا حتى تلقفته المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية داخل أمريكا والكيان الصهيوني وعديد الدول باهتمام استثنائي. غلب على هذا الاهتمام اعتباره واحدة من أهم المفاجآت التي يعزز من خلالها اليمن المعادلة التي فرضها في مواجهة قوى الاستكبار.
لم تتجاهل طروحات المراقبين والمتابعين للفوضى التي خلقتها “إسرائيل” وأمريكا في المنطقة ما جاء في بيان القوات المسلحة، ولم تتعامل معه باعتباره مغامرة أو ضربا من الأحلام، وإنما وقفت عنده بجدية وذهبت إلى تحليل التوقعات وما يمكن أن يرتد عنه من انعكاسات على الكيان، وما يمكن أن تؤول إليه المواجهة بعد هذا الإشعار اليمني. فيما حذرت مراكز أبحاث وشبكات بحرية من ارتفاع المخاطر الأمنية على الشحن البحري في المنطقة.
كان واضحا يقين الجميع بأن الأمر جاد، وأن اليمن بمقدوره ذلك، والأهم أن الحدث أعاد الجميع للتركيز على ما يجري في غزة، وعلى الجرائم الإسرائيلية التي ارتفعت وتيرتها وعُنفها، وصار عارا إنسانيا وأخلاقيا على كل سكان الأرض تجاهلها.
وصف البعض الخطوة اليمنية بالتحوّل الاستراتيجي في معادلة الصراع، وتُقدِم الجيش اليمني كفاعل إقليمي، ما يعزز مكانته في رسم موازين جديدة للمنطقة، تمتد من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط. وتؤكد مجلة “ذا ماري تايم إكسكيوتف” البحرية الأمريكية “أن القوات اليمنية تمتلك القدرة الكاملة على تنفيذ هذا التهديد رغم الحملة الجوية الأمريكية التي حاولت الحد من قدراتها خلال الأسابيع الماضية.”، واعتبرت المجلة أن إعلان صنعاء فرض حصار عن بُعد على ميناء حيفا يضع “إسرائيل” في مأزق بحري حقيقي.. يقول القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأمريكية “جيمس كيلبي” إن “فهم سلوك (اليمنيين) وعدم الاستخفاف بهم هو ما يجب أن يتم التركيز عليه”، مؤكدًا أن اليمن ورغم أنه ليس بقوة الصين، إلا أنه يشكل تهديدًا، حسب قوله.
التصعيد اليمني يضيف تحديا جديدا على الكيانولأن هذا الضغط يأتي بعد نجاح اليمن في فرض حظر جوي أربك حركة الملاحة الجوية في الكيان، وتسبب بخسائر كبيرة، فإنه لم يشكك أحد في إمكانية ترجمة إعلان حصار ميناء حيفا إلى فعل ملموس ومشهود، وهو ما يمكن اعتباره انجازا يمنيا، أن يتم التعامل مع بيانات القوات المسلحة اليمنية بهذا المستوى من الثقة والتسليم.
وداخل الكيان ارتفع منسوب القلق والتوتر والشعور بالإحباط، فاليمن بهذه الخطوة يضيف تحديا جديدا، وهو الذي عجزت الغطرسة الأمريكية والصهيونية عن إيقاف عملياته الإسنادية لغزة، وكحال الآخرين لم يجد الكيان متسعا للتشكيك بقدرة اليمن على ذلك، خصوصا وقد حاصرته القراءات والتحليلات التي تجاوزت اللحظة، وذهبت إلى وضع السيناريوهات المحتملة بما فيها كيفية تعاطي الكيان مع التصعيد اليمني البحري الجديد. ما فرض على الإعلام الصهيوني عموما مغادرة الأُطر المحددة له في تناول عدوانهم ضد الفلسطينيين ومحور المقاومة بتكتم وتحفّظ، فظهر إعلام العدو مؤكدا على أن اليمن أصبح يمثل بالفعل خطرا يتعزز مع مرور الوقت، ويؤكد موقع “كيباه” الصهيوني بأن إعلان القوات اليمنية ضم ميناء حيفا إلى قائمة أهدافهم يشكل تهديدا غير مسبوق لحركة الملاحة البحرية في البحر المتوسط.. ويقول موقع “جي دي إن” العبري إن “اليمنيين يشكلون تهديدًا جديدًا، ويعلنون فرض حصار بحري على ميناء حيفا”. ويقر موقع “ذي ماريتايم إكزكيوتيف” الأمريكي المتخصص بشؤون الملاحة البحرية بأن “التهديد الصاروخي الذي يشكّله اليمنيون على عمق “إسرائيل”، حقيقي.
أهمية عسكرية اقتصاديةيُعد ميناء حيفا المطل على البحر المتوسط، الأكبر بين موانئ الكيان الصهيوني، ويتمتع بموقع استراتيجي في شمال فلسطين المحتلة “إسرائيل”، لقربه من الأسواق الأوروبية والمتوسطية.
ويلعب دورًا كبيرا في حركة الاستيراد والتصدير إلى الأراضي المحتلة، حيث يمر عبره سنويًّا ملايين الأطنان من البضائع، ويأتي البترول، والمواد الخام، والمنتجات الصناعية والحبوب على رأس الواردات، أما الصادرات فتشمل المنتجات الكيميائية، الأدوية، والتقنيات المتقدمة وغيرها.
وكانت طائرة “الهدهد” المسيّرة التابعة لحزب الله والتي اخترقت عدة مناطق استراتيجية للعدو الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، كشفت أن ميناء حيفا عبارة على قاعدة بحرية ومنشأة اقتصادية مهمة للعدو، بالإضافة إلى أنه يضم مراكز صيانة السفن، وتتمركز فيه معظم سفنه الحربية. إلى جانب بُنى وحدة مهمات الأعماق “يسلتام”، و”وحدة الغواصات” بما فيها من رصيف ومرسى، ناهيك عن مبنى قيادة “وحدة الغواصات” المعروفة بـ”أشييطيت7″.
أصوات عالمية فيما لا صوت للعربيأتي التحدي اليمني الجديد ونتنياهو وباقي جوقته المتطرفة في ذروة الجُرم الدموي والأخلاقي والإنساني، وفي وقت تعالت فيه الأصوات الدولية الرافضة لما صار عليه الوضع في غزة من قتل كـ”هواية”، وحصار الناس من الطعام والشراب والدواء. أبرز هذه الأصوات تمثلت في المسيرات التي خرجت في بلدان غربية، فيما أصدرت بعض بلدان أوروبا بيانات عدة تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة واستمرار الحصار الخانق وهذه المواقف – وإن جاءت فوق المعتاد – لكنها لا ترقى إلى مستوى الجرائم الإسرائيلية الفظيعة جدا فعلى الدول الأوروبية وقف تسليح العدو الإسرائيلي واتخاذ قرارات حاسمة وعقوبات حقيقية وقطع للعلاقات الاقتصادية؛ لأنه لا يكفي ما تقدمه بعض الحكومات الأوروبية من تصريحات استنكار واستهجان واحتجاج، فالدول الأوروبية قدمت للعدو الإسرائيلي الشيء الكثير من الأموال والدعم السياسي والتسليح.
في الأثناء يغيب الصوت العربي بشكل حرفي، وهم الذين زعموا عقد قمة عربية قبل ايام لمناقشة الوضع في غزة، في انفصال مثير للأسف عن الشعور الإنساني على الأقل بما يتعرض له الأهالي في غزة، ما يجعل أنظمتنا خارج أي حسابات دولية ولو في التنسيق.