اتفاقية تعاون بين «دبي الإنسانية» و«المساعدات الأوروبية»
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
دبي (وام)
أخبار ذات صلةوقعت دبي الإنسانية والمديرية العامة لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية /DG ECHO/ التابعة للمفوضية الأوروبية اتفاقية الترتيب الإداري الجديد، لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات سلسلة الإمداد والجاهزية والاستجابة للأزمات الإنسانية الطارئة.
وقع الاتفاقية كل من ماسيج بوبوسكي المدير العام للمديرية العامة لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية وجوسيبي سابا المدير التنفيذي، وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية على هامش المنتدى الإنساني الأوروبي الذي عقد في بروكسل، وذلك بحضور سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية الدولية من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومحمد السهلاوي سفير دولة الإمارات لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ الكبرى والاتحاد الأوروبي.
ويهدف هذا الترتيب إلى توسيع آفاق التعاون من خلال تبادل المعلومات والمعرفة، وتعزيز التنسيق والاستدامة والابتكار مما يعكس الالتزام المشترك بتعزيز سرعة وكفاءة وتأثير الاستجابة الإنسانية حول العالم.
وقال جوسيبي سابا المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة دبي الإنسانية، إن طموحنا المشترك يتمثل بتعزيز مرونة الاستجابة الإنسانية للطوارئ وتنسيقها واستدامتها، من خلال الشراكة ومن موقعنا الاستراتيجي كأكبر مركز إنساني في العالم تؤدي دبي الإنسانية دوراً ممكناً واستباقياً في تمكين المجتمع الإنساني من إيصال المساعدات بسرعة وكفاءة وتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع المديرية العامة لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية، وذلك بهدف تقوية الجاهزية التشغيلية والدعم للعمل الإنساني فيصبح أكثر فاعلية على مستوى العالم
من جهته، صرح ماسيج بوبوسكي المدير العام للمديرية العامة لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية أن هذه الإتفاقية تعكس التزامنا المشترك بعمل إنساني أكثر فاعلية وسرعة من خلال تعزيز تعاوننا مع دبي الإنسانية فإننا نستثمر في استجابات أكثر تنسيقا وسرعة للأزمات تقوم على الابتكار وتبادل المعرفة والاستعداد الاستراتيجي. معاً نطمح إلى خدمة الأكثر احتياجاً أينما كانوا بشكل أفضل.
وستتعاون دبي الإنسانية والمديرية العامة لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية من خلال هذا الترتيب الإداري في التنسيق بتنفيذ عمليات الإغاثة وتبادل البيانات اللوجستية الحيوية واستكشاف حلول مبتكرة ومستدامة لتحسين الاستجابة للطوارئ على امتداد سلسلة الإمداد والتوريد الإنسانية.
ويتيح الترتيب الإداري أيضاً فرصاً لتبادل أفضل الممارسات في مجالات الجودة والاستدامة والتميّز في العمليات. كما سيتعاون الطرفان في تنسيق جهود الاتصال والتواصل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دبي الإنسانية دبي الإمارات المساعدات الإنسانية المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي دبی الإنسانیة من خلال
إقرأ أيضاً:
«فريق الإمارات» يمهد الطريق لعمليات البحث والإنقاذ في سريلانكا
صالح البحار (سريلانكا)
في مشهدٍ تختلط فيه قسوةُ الطبيعة بصلابة الإرادة الإنسانية، واصلت عناصر فريق البحث والإنقاذ الإماراتي عملها في عمق جبال كاندي السريلانكية، حيث وقع أحد أعنف الانهيارات الأرضية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، مُخلِّفاً دماراً واسعاً وقرى مفقودة تحت الركام. فمنذ ساعات الصباح الأولى، تحرك فريق الإمارات التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني نحو منطقة أنكومبورا التي أصبحت اليوم عنواناً لمأساة إنسانية تتكشف تفاصيلها لحظةً بعد أخرى.
لم يكن الوصول إلى موقع الكارثة مهمةً عاديةً، بل أشبه برحلة في قلب التضاريس الجبلية الأكثر خطورة في البلاد. فالطرق المؤدية إلى المنطقة انهارت أجزاء كبيرة منها، وتحولت مساراتها إلى ممرات زلقة تتهاوى حوافّها عند كل خطوة. الانحدارات الحادة التي تقطع سفوح الجبال فرضت على الفريق تقدماً حذراً ودقيقاً، في وقتٍ كانت فيه الانهيارات الجزئية تتواصل في الموقع، مما جعل المهمة اختباراً مضاعفاً للشجاعة والخبرة.
ورغم هذه التحديات، تمكن فريق الإمارات من دخول المنطقة المنعزلة والوصول إلى النقطة التي جرف فيها الانهيار الأرضي ستة عشر منزلاً دفعة واحدة، في مشهدٍ حوّل الوادي إلى كتلة هائلة من الطين والصخور والأشجار المقتَلعة.
بوصوله إلى الموقع قبل أي فريق إنقاذ آخر، فتح فريق الإمارات الطريق أمام عمليات البحث التي كانت متوقفة بسبب صعوبة الدخول إلى المنطقة.
وشكّل هذا السبق نقطة تحول في سير العمليات، إذ بدأ الفريق فوراً في تحديد النقاط الأكثر احتمالاً لوجود ناجين أو ضحايا، معتمداً على خبرات ميدانية واسعة في التعامل مع الكوارث الطبيعية المعقدة.
خلال ساعات العمل الأولى لليوم الثاني، تمكنت فرق البحث من انتشال عشر جثث من تحت الركام ومن مجرى الوادي، في عملية استغرقت جهداً كبيراً بسبب الكثافة البالغة للترسبات التي دفنت المنازل بالكامل. وتستخدم الفرق معدات متخصصة في الحفر الدقيق، إلى جانب كلاب وحدة K9، للبحث عن أي مؤشرات على وجود مفقودين.
ورغم الانهيارات المتكررة التي تهدد بإغلاق الممرات التي فُتحت بشق الأنفس، يواصل أفراد الفريق تمشيط المنطقة متراً بعد متر، وسط درجات رطوبة عالية وتربة غير مستقرة تزيد من صعوبة العمل.
وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أكد العميد مظفر محمد العامري، قائد فريق الإمارات للبحث والإنقاذ، التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني، أن ما نشهده هنا في منطقة كاندي بسريلانكا هو واحدة من أكثر الكوارث تعقيداً التي تعاملنا معها في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن الوصول إلى الموقع كان تحدياً كبيراً نتيجة الانحدارات الحادة وعدم استقرار التربة، ومع ذلك تمكّن فريقنا من دخول المنطقة المنعزلة ليكون أول فريق إنقاذ يصل إلى موقع الكارثة منذ وقوعها.
وأضاف: «إن مشاركتنا هنا تعكس التزام دولة الإمارات بدعم الشعوب المتضررة حول العالم، وتأكيد دورنا في الاستجابة للكوارث الطبيعية أينما وُجدت. رسالتنا واضحة: التعاون الدولي في مثل هذه الظروف ليس خياراً، بل ضرورة لإنقاذ الأرواح وتقليل آثار الكارثة على المجتمعات المحلية».
وتابع: «سنواصل عملنا بلا توقف، حتى نكمل مهمتنا الإنسانية بالشكل الذي يليق بثقة الدولة وبحجم المعاناة التي نراها على الأرض».
وأوضح العامري، على أطراف موقع الكارثة، يقف عشرات من سكان المنطقة، بعضهم فقد منزله، وبعضهم ينتظر خبراً عن فردٍ من عائلته. ورغم حجم الفاجعة، يظل الأمل بينهم حاضراً، يتشبثون به مع كل حركة يقوم بها أفراد الفريق، ومع كل توقف لكلاب البحث، ومع كل أداة تُرفع من فوق الركام. مشاهد الانتظار تختلط بالدموع والدعاء، في لحظة إنسانية تختزل كل ما يمكن أن تفعله الطبيعة حين تنقلب، وكل ما يمكن أن يفعله الإنسان حين يواجهها.
وأكد العامري أن فريق الإمارات يعمل بشكل وثيق مع الجهات السريلانكية المختصة، ضمن غرفة عمليات مشتركة تتابع آخر المستجدات وتحدد الأولويات وفقاً لطبيعة الموقع وصعوبة تضاريسه.
وتأتي مشاركة الإمارات امتداداً لنهجها الدائم في الاستجابة للكوارث الإنسانية حول العالم، ووقوفها إلى جانب الدول الصديقة في اللحظات الحرجة، عبر تقديم الدعم العاجل لعمليات الإنقاذ والإغاثة.