27 مايو، 2025

بغداد/المسلة: تواصل الحكومة العراقية مراجعة خططها العسكرية وسط تحولات أمنية غير مستقرة في المنطقة، وتهديدات متصاعدة على الحدود الغربية.

ويأتي الاجتماع الأخير الذي عقدته الحكومة لمناقشة خطة تسليح الجيش في سياق تعقيدات متشابكة، أبرزها استمرار وجود القوات الأمريكية، وتزايد المخاوف من انفلات الأوضاع الأمنية في سوريا، واحتمالات تسلل الفوضى إلى العراق مجددًا.

وتسارع الحكومة في تنفيذ خطة إعادة ترتيب أولويات التسليح، موجهةً بضرورة التطبيق خلال عامين، فيما تحاول الموازنة بين الإمكانات المحدودة والضغوط الأمنية المتزايدة.

وتبدو هذه الخطوات وكأنها استجابة متأخرة لهواجس داخلية تلمح إلى هشاشة الحدود، وإلى اضطرار بغداد للاحتفاظ بالوجود الأمريكي رغم التوافق المعلن على الانسحاب التدريجي حتى نهاية 2026.

وتتخذ تصريحات نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، طابعًا مزدوجًا، فهي تعكس من جهة مخاوف حقيقية من تحركات “داعش” انطلاقًا من الأراضي السورية، ومن جهة أخرى توحي بتسويغ سياسي لتمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق.

وقال المالكي، إنه “تم التريّث بشأن موعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق بسبب أحداث سوريا”.
وأضاف المالكي في لقاء متلفز أن الأحداث الأخيرة في سوريا أثارت مخاوف بشأن “مخيم الهول وبعض التهديدات الإرهابية داخل سوريا تجاه العراق”.
وتابع: “ستُعطى فرصة لوجود القوات الأمريكية في العراق للمساهمة في دعم القوات العراقية في الاحتياط لاحتمالات التطور الأمني، إذا ما أُطلق سراح الإرهابيين في مخيم الهول وسجون قسد، فالمنطقة ربما تكون فيها تحركات أمنية خطيرة وسنكون بحاجة إلى قوات التحالف”.

وقال المالكي إن الحكومة العراقية “إذا ما وجدت نفسها بحاجة إلى القوات الأمريكية، فيجب أن تتفق معها على البقاء وفق شروط محددة، وهذا يجب أن يكون وفق قرار ودراسة وتقدير الأجهزة الأمنية المعنية”.

ويبدو أن ورقة “مخيم الهول” أصبحت ذريعة استراتيجية لتبرير التباطؤ في تنفيذ خطة الانسحاب، في ظل توتر ملفت بين بعض الفصائل الشيعية وقيادة الحكومة، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات.

وتتخذ واشنطن موقفًا حذرًا، مستندة إلى خطوط تعاون أمني لا تزال قائمة، بل ويُعاد التأكيد عليها دوريًا، كما في مكالمة رئيس الوزراء السوداني مع وزير الدفاع الأمريكي. ويعيد هذا التذكير بأولوية التعاون لمواجهة أي تهديدات مفاجئة، في وقت تشهد فيه المنطقة محاولات جدية من “داعش” لإعادة التموضع في أماكن رخوة أمنيًا.

وتنأى الحكومة العراقية بنفسها عن التصريحات التي تشير إلى تمديد أو تقليص الوجود الأمريكي، في ظل جدل داخلي لا يتوقف. بينما يرى مراقبون أن صمت الفصائل المسلحة مؤقت، ويتعلق بانشغالها الحالي بالتحضير للانتخابات ودخولها تحالفات سياسية جديدة، مما يمنح الحكومة فسحة زمنية لإعادة ترتيب أوراقها دون تهديد مباشر.

وتشير التحليلات إلى أن العراق ما زال في قلب معادلة أمريكية أكبر، حيث يُنظر إليه كنقطة مراقبة استراتيجية تطل على إيران وسوريا وتركيا، ويصعب فك هذا الارتباط الأمني بسهولة. ويؤكد ذلك غياب أي خطوة قانونية أو عسكرية فعلية من الحكومات العراقية المتعاقبة تطالب فعليًا بمغادرة القوات الأجنبية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: القوات الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

الحكومة العراقية تندد بسياسة التجويع بحق الشعب الفلسطيني

الحكومة العراقية تندد بسياسة التجويع بحق الشعب الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • الحكومة العراقية ترفع حظر استيراد السجائر والأراكيل الإلكترونية
  • الخارجية العراقية: "داعش" نقل معظم المختطفات الإيزيديات إلى سوريا
  • الحكومة العراقية تندد بسياسة التجويع بحق الشعب الفلسطيني
  • من التصعيد إلى التهدئة.. ماذا وراء الانسحاب الأمريكي من اليمن؟
  • المالكي يقرر الدخول في المنافسة الانتخابية عن العاصمة بغداد
  • وزارة النفط العراقية تقاضي حكومة إقليم كردستان
  • في شرق أوسط ترامب: بعد سوريا .. جاء الدور على العراق
  • ائتلاف المالكي:حزب بارزاني مستمراً في تأمره على وحدة البلاد
  • العزوف الانتخابي يهدد شرعية الديمقراطية العراقية