صحيفة الاتحاد:
2025-05-28@01:00:57 GMT

شيخة الجابري تكتب: للغد نتشارك

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

«نتشارك للغد» هو شعار يوم المرأة الإماراتية الذي تحتفل به الدولة اليوم تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، حفظهم الله، هذه القيادة التي أخذت بيد ابنة الوطن وآمنت بقدرتها على أن تكون القوة الناعمة الداعمة لمسيرة البناء، المتكئة في مسيرتها على إرثٍ من المبادئ والقيم والخبرات الطويلة، والمحبة الصادقة للأرض والقيادة، فالمرأة الإماراتية إحدى الجواهر الثمينة التي تزيّن هذا الوطن بريقاً وحضوراً وفعلاً حقيقياً يلمس الجميع أهميته، وفاعليته في مختلف المواقع.


«نتشارك للغد» هذا الشعار الذي حين اختارته «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، لم يأتِ من فراغ، بل جاء من إيمان سموها، بدور المرأة الإماراتية الشريك الرئيس لشقيقها الرجل في البناء والتنمية والتطوير ورفعة وإعلاء شأن الوطن في المحافل كافة، فقد حملت سموها منذ البدء راية العمل الذي جعل من المرأة الإماراتية اليوم مضرب المثل، ومصدر الفخر، تثير إعجاب العالم بما حققته من إنجازات، وما حصدته من مكاسب لأنها استطاعت إثبات جدارتها، وقدرتها على المواءمة في حضورها بين مهامها الأسرية ودورها الكبير في المجتمع.
إن دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، حفظها الله، وقفت مع المرأة الإماراتية منذ ما قبل تأسيس الاتحاد، وكان لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ولا يزال، الدور الكبير للدفع بجهود تمكين المرأة إلى الأمام، حيث وجدت الاستجابة الفورية من المؤسس والدنا الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأمر الذي أهلها في عهد قائد التمكين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، لأن تحصل على 50 بالمائة من مقاعد المجلس الوطني، وتم إنشاء مجلس التوازن بين الجنسين ليحقق المعادلة المطلوبة والشراكة المأمولة بين النساء والذكور في الإسهام في جهود التطوير التي تشهدها الدولة.
إن الشعار الذي حمله يوم المرأة هذا العام يعني التّشارك في جهود التنمية، وتعزيز مفاهيم الاستدامة وأهميتها في استمرار المسيرة، ويعني كذلك المشاركة في تحمل المسؤوليات لبناء أسرٍ مستقرة ومُلهمة وحاضنة لأفرادها محبة ومتسامحة، قادرة على رعاية الأبناء وحمايتهم واحتوائهم، فهذا الوطن العظيم يستحق منّا كل الحب بنسائه ورجاله، كل عامٍ والإمارات ظلّنا وأمننا وأماننا ووطننا المُلهم الذاهب نحو الضوء بكفاءة واقتدار.

أخبار ذات صلة سالم القاسمي: أثبتت جدارتها وحضورها عبد الرحمن العور: شريك فاعل

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أحوال المرأة الإماراتية يوم المرأة الإماراتية المرأة الإماراتیة

إقرأ أيضاً:

الدين والوطن

#الدين_والوطن
مقال الإثنين: 26 /5 /2025

بقلم: د. #هاشم_غرايبه


هنالك مقولة خاطئة خبيثة يرددها معادو الدين تقول: الدين لله والوطن للجميع، فالحقيقة أن كل شيء لله: الأرض والناس والكائنات، وهي ملكية مطلقة: قدرة عليها وتصرفا بها وتقريرا لمصيرها، لكنه فضلا منه فوض البشر بتملك الأرض خلال الحياة الدنيا، وسخر الكائنات لنفعهم خلالها، وبعد انتهائها يرث الله الأرض وماعليها: “إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ” [مريم:40].
إذاً تملك البشر هو منحة إلهية واستحقاق لاستخلاف الله لهم في الأرض، لكنها ملكية تصرف بالانتفاع فقط، وليست ملكية تتيح إمكانية تغيير أو تعديل القوانين المتحكمة بها، ولا القدرة على تحديد مصيرها ومآلها، لذلك فهي حالة مؤقتة وعرض زائل، فقد ينزع الله الملكية نزعا ظرفيا من قوم في أي وقت ويفوض بها قوما آخرين: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ” [آل عمران:40]، وهنالك نزع ملكية حتمي ولكل شخص حين موته، فيجرد من كل ما يملك، وتنتقل ملكيته الى ورثته.
الوطن في أبسط تعريف هو مساحة من الأرض يقيم عليها جماعة من البشر، وملكية هؤلاء جماعية وتمثل مفهوم الملكية العامة، التي تعني حق الاقامة فيه واستثمار مرافقه، لكنهم لا جماعيا ولا فرديا يملكون حق بيعه أو تفويضه للغير.
من هنا جاءت قدسية الوطن.
الدين هو منهج إلهي المصدر يحتوي على تشريعات ناظمة للعلاقات والسلوكات البشرية، باتباعها يتحقق صلاح المجتمعات، بمعنى أنه مصلحة خالصة للبشر.
نتوصل الى أنه بما أن الوطن والدين كلاهما منحة من الله للإنسان، الأول لإيوائه وإعالته، والثاني لتحقيق أمنه ومنع الخلافات بين الأفراد والمجتمعات وبالتالي جب النزاعات والتقاتل، فكلاهما لنفع الإنسان، لذلك فلا صحة لمقولة ان الدين لله والوطن للجميع، فكل شيء لله أساسا وانتهاء، لكنه أنعام على البشر منتجا.
لذا فمن يقول بذلك هو يقصد تحييد الدين عن التأثير في حياة الناس، لمنع الوسيلة الوحيدة الضابطة لصلاحهم واستقامتهم، لأنه أحد ثلاث فئات من البشر: الأولى الطامع بالحصول على أكثر من حقه المشروع فيما قسمه الله له من أملاك وأرزاق، فهو منتفع من تغييب تشريعات الدين العادلة، لأنه يريدها عوجا لتحقيق مصالحه على حساب مصالح الآخرين.
والثانية: هم المعرضون عن الدين تكاسلا من أداء العبادات التي فرضها الدين لضبط النفوس.
والثالثة: هم من الرافضين لاتباعه حسدا من عند أنفسهم، لأن الرسالة الخاتمة التي اعتبرها الله هي الدين النهائي قد أنزلها الله على قوم غيرهم، لذلك هم يناصبونه العداء بل ويصدون عنه.
وبما أن حب الوطن والتعلق به أمر فطري في النفوس، لذلك انصبت جهودهم على ايجاد تناقض بين الانتماء للوطن والولاء للعقيدة الدينية، فرأينا كل معادي منهج الله منذ القدم يخوفون الناس بأن الرسل جاءوا ليخرجوهم من أوطانهم: فهذا فرعون اتهم موسى عليه السلام بأنه: “يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ۖ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ” [الأعراف:110]، وفي العصر الحديث يتهمون من يدعو الى قيام دولة اسلامية بانها سوف تحرم غير المسلمين من مواطنتهم.
صحيح أن الإيمان بالله وطاعته واتباع الدين الذي أنزله أعظم النعم التي ينالها المرء، وهو ما ينيله الفلاح في الدنيا، والتمسك بذلك لأجل أن لا يموت المرء إلا وهو مسلم طائع هو ما ينيله خير الآخرة، لذلك فالولاء للعقيدة والانتماء للإسلام مقدم على أي ولاء أو انتماء.
لكن ذلك لا يعني أن يتناقض الانتماء الوطني مع الانتماء العقدي، بل اعتبر الشرع الدفاع عن الوطن أول أبواب جهاد الدفع، وجعله فريضة عين حينما يتعرض الوطن للعدوان، ومن يقتل دفاعا عنه فهو شهيد.
لذلك من يحاولون أن يضعوا الدين في تصادم مع الوطنية هم مفلسون فكريا، كمثل افلاس فرعون، فإذا كان الله تعالى لم يميز في أرزاقه وأنعمه بين المؤمن به والكافر، فالأولى أن لا يجعل الانتفاع بمقدرات الوطن مقتصرا على المؤمنين به دون الكافرين.
الدين بتشريعاته العادلة يحمي الضعفاء من جور الأقوياء، وتشريعاته تعاملت مع البشر جميعا بسواسية، بغض النظر عمن اهتدى أو ضل: “يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” [الحجرات:13].

مقالات ذات صلة الحياة مدرسة 2025/05/25

مقالات مشابهة

  • الشيخ خالد الجندي: يوم عرفة الوحيد الذي له ليلتان
  • الاستقلال؛ كيف يكون مكتملاً بعد 79 عاماً..؟؟
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • الدين والوطن
  • كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي
  • شيخة الجابري تكتب: التنشئة والذكاء الاصطناعي
  • مجلس عزاء بمأرب في فقيد الوطن الشيخ ناجي جمعان
  • يوم الاستقلال عز وفخر
  • الفكرة لا تموت: تأملات في تشظي الدولة واستدعاء الوطن
  • الشيخ سيد سعيد.. معلومات لا تعرفها عن صوت القرآن العذب الذي أسر قلوب الملايين