تنتقل مجلة "تريبيون" التاريخية إلى عهد جديد تحت إشراف الإعلامي البريطاني من أصول تونسية محمد علي حراث، والذي أسس سابقاً قناة الإسلام البريطانية، أول قناة ناطقة بالإنجليزية تعكس صوت المسلمين في المملكة المتحدة وأوروبا.

وقالت المجلة إن انتقالها يمثل نقلة نوعية في مضمونها واتجاهها.

وأضافت: "تأتي تريبيون اليوم، بعد 88 عامًا من النضال التحريري، لتجدد عهدها بقضايا العدالة الاجتماعية، لكن بروح أممية أوضح، وصوت أكثر شجاعة في مواجهة الإمبريالية، والعنصرية، والاستعمار الحديث".



نحو خطاب واضح بشأن فلسطين والعدالة المناخية

محمد علي حراث، يعتزم تحويل "تريبيون" إلى صوت صريح في الدفاع عن الحق الفلسطيني، منتقدًا تواطؤ الإعلام الرسمي في طمس الرواية الفلسطينية. ويؤكد: "فلسطين ليست قضية خارجية، بل اختبار أخلاقي داخلي لوسائل الإعلام في الغرب. كل ما يحدث هناك يعكس صمتًا ممنهجًا هنا. وتريبيون لن تكون شريكة في هذا الصمت."

كما يربط حراث بين النضال المناخي والنضال الاجتماعي، قائلاً: "أزمة المناخ ليست طبيعية، بل سياسية. من يدفع الثمن هم الفقراء، واللاجئون، وسكان الجنوب العالمي. العدالة المناخية تبدأ من إسقاط خطاب الربح على حساب البشر."

مجلة يسارية بهوية متعددة

"تريبيون"، منذ نشأتها، كانت صوتًا للاشتراكيين والنقابيين والعمال. ومع قيادة حراث، تضيف الإدارة الجديدة بعدًا ثقافيًا وأمميًا يتجاوز حدود الجغرافيا البريطانية. يقول: "نريد مجلة تعكس قضايا العامل الإنجليزي كما تعكس وجع اللاجئ السوداني، وأن تكون مساحة حقيقية لتقاطع النضالات. ليس المطلوب تليين خطاب اليسار، بل إعادة جذريته."

كما يشير إلى تجربته الشخصية كجزء من الأقلية المسلمة في الإعلام البريطاني: "كنا، ولعقود، خارج المعادلة التحريرية. اليوم، نحن في موقع القيادة لا التمثيل الرمزي، وسنعمل على أن تعود الكلمة لمن لا صوت لهم."

حضور جديد.. وصوت مختلف

يأتي هذا التوجه التحريري في ظل دعم مجلس استشاري قوي يضم شخصيات بارزة كالنائب العمالي جون تريكت، ومؤسس جاكوبين بهسكار سونكارا. أما المحرر أليكس نيفن وفريقه، فيواصلون مهمتهم ضمن الرؤية الجديدة التي تسعى لإنتاج محتوى متنوع يشمل المجلة الورقية، والبودكاست، والمقاطع المصورة، والنشرات الرقمية.

وتسعى تريبيون، التي تصل حاليًا إلى أكثر من 10,000 قارئ مطبوع ومئات الآلاف عبر الإنترنت، إلى التوسع نحو جمهور لا يكتفي بتحليلات رمادية، بل يتعطش لخطاب تقدمي جريء.

نحو يسار أكثر عمقًا واتساعًا

يختم حراث رؤيته بقوله: "اليسار الحقيقي لا يكتفي بالحديث عن الأجور والضرائب، بل يتحدث عن الاستعمار، والهوية، والتمييز، وعن غزة، وكشمير، ومينمار، كما يتحدث عن لندن وليفربول ومانشستر. هذه هي تريبيون التي نحلم بها، وسنصنعها."

بيان قناة الإسلام تشانل

وأعلنت قناة "الإسلام" أنها تفخر بالإعلان عن استحواذ شركتنا الأم، مجموعة إي ميديا، على صحيفة تريبيون - أقدم صحيفة اشتراكية ديمقراطية في بريطانيا، والتي تعمل منذ 88 عامًا.

وقالت في بيان لها نشرته على صفحتها: "سيتولى رئيس مجلس إدارة القناة، محمد علي حراث، إدارة هذه الصحيفة التاريخية - التي قدمت وجهات نظر يسارية في السياسة والاقتصاد والثقافة منذ عام 1937 - من خلال مجموعة تريبيون ميديا المُشكّلة حديثًا".

وأشارت إلى أن هذه الصفقة التاريخية تضمن استمرار تراث تريبيون العريق في مناهضة الفاشية والإمبريالية والدعوة إلى السلام والمساواة - مع فتح فصول جديدة للتوسع والنمو.

وتتمتع تريبيون بإرث عريق. من بين محرريها السابقين البارزين أنورين بيفان، الذي يُشار إليه غالبًا باسم مؤسس هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، والزعيم العمالي السابق مايكل فوت.

في الوقت نفسه، تضم قائمة كتابها البارزين جورج أورويل، وباربرا كاسل، وأبتون سنكلير، وهربرت جورج ويلز، ودوريس ليسينج، وجورج برنارد شو.

لمن لا صوت لهم في السياسة

قال محمد علي حراث: "إن مستقبلًا جديدًا لصحيفة تريبيون ينبغي أن يُلهم كل من يسعى إلى تغيير حقيقي، ومستقبل أفضل وأكثر إشراقًا للجميع".

وأضاف: "استقلالية التحرير وتقاليد تريبيون مضمونة، وأنا واثق من أنها ستصبح صوتًا أقوى لليسار التقدمي بأكمله، سواء داخل حزب العمال أو خارجه، وكذلك للعدد الهائل ممن يشعرون بأنهم بلا صوت في السياسة والحياة العامة".

ستحظى المجموعة بدعم مجلس استشاري تحريري برئاسة النائب العمالي جون تريكت. وسيضم المجلس أيضًا باسكار سونكارا، مؤسس مجلة جاكوبين الاشتراكية الأمريكية، التي كانت تملك تريبيون سابقًا.

وسيواصل محرر تريبيون، أليكس نيفن، وفريق التحرير الحالي، تقديم الدعم لإدارة المجلة.

ناقش محمد علي حراث خططه الطموحة لصحيفة "تريبيون"، وقال إنها ستزيد، في ظل الإدارة الجديدة، وتيرة نشرها وتستثمر في منصات جديدة - بما في ذلك محتوى الفيديو والبودكاست والنشرات الإخبارية - للوصول إلى جمهور أوسع في المملكة المتحدة وخارجها.

تحدي المؤسسة

وصرح آشر دوبوي ـ سبنسر، ناشر دار نشر "جاكوبين": "يسعدنا أن تظل تريبيون في أيدٍ أمينة. يتمتع محمد علي حراث بتاريخ طويل من الاستقلالية في الإعلام، وتنظيم الحملات الانتخابية، وتوفير منصة لمن يُهمَلون في المشهد الإعلامي والسياسي المعاصر".

وتصل الصحيفة إلى أكثر من 10,000 قارئ كل ثلاثة أشهر من خلال مجلتها، ومئات الآلاف عبر الإنترنت شهريًا.

وقال جون تريكت، رئيس المجلس الاستشاري لصحيفة تريبيون: "إن المملكة المتحدة في أمسّ الحاجة إلى بديل لإعلام المؤسسة. ينبغي أن تكون آفة الفقر المتزايد إلى جانب الثراء الفاحش على رأس أجندة الأخبار. يجب أن تُسمع أصوات الاشتراكيين والنقابيين ومناهضي العنصرية ونشطاء السلام والمناهضين للإمبريالية بصوت أعلى ووضوح أكبر".

وأضاف: "تهدف تريبيون إلى البناء على إرثها الاشتراكي والأممي التاريخي، والتحدث مع جيل جديد ولصالحه".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية صحيفة بريطانيا بريطانيا صحيفة اعلام ملكية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

جامعة قناة السويس تُنظم مهرجان سباق الطريق بمشاركة 500 طالب وطالبة احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر

نظمت جامعة قناة السويس، مهرجان الكليات لسباق الطريق، بمشاركة 500 طالب وطالبة يمثلون كليات الجامعة المختلفة، بواقع 300 طالب و200 طالبة، في فعالية رياضية مميزة جمعت بين التنافس الشريف والاحتفاء بالذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر، في أجواء وطنية احتفالية تجسد روح الانتماء والفخر ببطولات حرب أكتوبر المجيدة.

أقيم المهرجان تحت رعاية  الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، الذي أكد في كلمته أن الجامعة تحرص دائمًا على مشاركة أبنائها الطلاب في الفعاليات الوطنية التي تُجسّد معاني الفخر والانتماء للوطن، وتُعزز من روح الولاء والعزيمة لدى شبابها، مشيرًا إلى أن تنظيم سباق الطريق في ذكرى انتصارات أكتوبر هو تجديد للعهد مع قيم التضحية والإصرار والعطاء التي جسدها أبطال القوات المسلحة المصرية في ملحمة النصر.

وأضاف أن هذه الأنشطة تأتي ضمن خطة الجامعة الشاملة لدعم الأنشطة الطلابية، وتنمية الوعي الوطني لدى الشباب، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة باعتبارها أسلوب حياة وصحة وإبداع.

وأُقيم السباق بإشراف عام من الدكتور محمد عبد النعيم نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، الذي قام بإطلاق إشارة بدء السباق، مؤكداً أن الأنشطة الرياضية تمثل محوراً أساسياً في بناء الشخصية الجامعية المتكاملة، لما تحققه من توازن بين التحصيل العلمي واللياقة البدنية والروح الجماعية. وأشار إلى أن مهرجان سباق الطريق هذا العام يأتي في إطار احتفالات الجامعة بانتصارات أكتوبر المجيدة، حيث تجسدت خلاله روح التحدي والتعاون بين طلاب الجامعة.

انطلق السباق من أمام مبنى الإدارة العامة لرعاية الشباب، مرورًا بكلية التربية ومدينة الطلاب، وصولًا إلى ملاعب كلية طب الأسنان، ثم العودة عبر الطريق الخلفي حتى المسرح الجامعي، حيث كانت نقطة النهاية أمام مبنى رعاية الشباب.

وأُقيم المهرجان تحت إشراف تنفيذي من الدكتور أحمد كمال، منسق عام الأنشطة الطلابية بالجامعة، وتنظيم الإدارة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الأستاذ عبد الله عامر مدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب، والأستاذ محمد إمام مدير إدارة النشاط الرياضي، الذين أشرفوا على تنظيم الحدث وتوفير الأجواء المناسبة لخروج السباق بالصورة اللائقة باسم الجامعة.

وفي ختام السباق، شهد الدكتور محمد عبد النعيم مراسم تكريم الطلاب الفائزين، بمشاركة الدكتور تامر شوقي وكيل كلية العلاج الطبيعي، حيث تم توزيع الجوائز على الفائزين من الطلاب والطالبات في أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والفخر الوطني.

وفي سباق الطالبات، جاءت النتائج على النحو التالي:

المركز الأول: الطالبة هبة سمير غريب – كلية العلاج الطبيعي

المركز الثاني: الطالبة أسماء نصار محمد – كلية التربية الرياضية

المركز الثالث: الطالبة هاجر إبراهيم عبد السلام – كلية التربية الرياضية

المركز الرابع: الطالبة نرمين أمين عباس – كلية التربية الرياضية

المركز الخامس: الطالبة شرين حسن محمد – كلية التربية الرياضية

المركز السادس: الطالبة مروة طه حسين – كلية التربية الرياضية

المركز السابع: الطالبة آية فتحي أحمد – كلية التربية الرياضية


وفي سباق الطلاب ضمن مهرجان التميز الرياضي (الماراثون)، كانت النتائج كالتالي:

المركز الأول: الطالب يوسف محمد عبد العظيم – كلية السياحة والفنادق

المركز الثاني: الطالب يوسف عماد الدين أحمد – كلية التربية الرياضية

المركز الثالث: الطالب علي محمد علي – كلية التربية الرياضية

المركز الرابع: الطالب محمد قنديل – كلية السياحة والفنادق

المركز الخامس: الطالب أيمن السيد حمدي – كلية العلوم

المركز السادس: الطالب يوسف سمير أحمد – كلية التجارة

المركز السابع: الطالب محمد إبراهيم طه – كلية الزراعة

المركز الثامن: الطالب عبد الله سلام سليمان – كلية العلاج الطبيعي

المركز التاسع: الطالب علاء إبراهيم صابر – كلية الزراعة

المركز العاشر: الطالب محمد إسماعيل حسان – كلية العلوم


واختُتمت الفعالية بالتقاط الصور التذكارية وترديد الهتافات الوطنية التي عبّرت عن حب الطلاب لوطنهم وفخرهم بجامعتهم، في مشهد جسّد وحدة الأسرة الجامعية واعتزازها بانتمائها لمصر وجامعة قناة السويس.

طباعة شارك جامعة قناة السويس اخبار الاسماعيلية محافظة الاسماعيلية

مقالات مشابهة

  • من آمال ماهر إلى صابر الرباعي.. قناة الحياة تنفرد بمهرجان الموسيقى العربية الـ33
  • جامعة قناة السويس تُنظم مهرجان سباق الطريق بمشاركة 500 طالب وطالبة احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر وحتى الحظه
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • سخرية على الانترنت وانطباعات قاسية عن ألبوم تايلور سويفت الجديد
  • محمد رمضان يحتفل بذكرى نصر أكتوبر «أفتخر إني عشت في مكان الأساطير وحدات الصاعقة المصرية»
  • وفاة الكاتبة البريطانية جيلي كوبر عن 88 عاماً
  • أمير الشرقية: التقنية جزءاً أساسياً من الحياة ويجب التوعية باستخداماتها الآمنة
  • جاسم تحتفي بيوم المعلم
  • ضمن استعدادات انطلاق دورتها الأولى..”بريدج” و”ميتا” تتعاونان لخلق فرص جديدة أمام صناع المحتوى والمبتكرين