صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحار
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
أوردت صحيفة روسية أن حاملة الطائرات "إتش إم إس برينس أوف ويلز"، التابعة للأسطول الملكي البريطاني، دخلت مياه البحر الأحمر بعد عبورها قناة السويس المصرية في 30 مايو/أيار المنصرم متجهة إلى البحر في مغامرة غير مسبوقة.
ونشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" تقريرا أعده فيتالي أورلوف قال فيه إن هذه الخطوة تمثل محطة بارزة في إطار عملية "هايمست"، التي تُعد أضخم عملية انتشار بحري لبريطانيا منذ إرسال حاملة الطائرات "إتش إم إس كوين إليزابيث" إلى المنطقة ذاتها عام 2021.
ويضيف الكاتب أن مدة عملية (هايمست) تُقدّر بثمانية أشهر ما لم تطرأ معوّقات؛ إلا أن الثقة بأن الأمور ستسير بسلاسة لا تبدو مؤكدة حتى لدى البريطانيين أنفسهم.
مغامرة غير مسبوقةوأضاف أن هذه العملية تعد مغامرة غير مسبوقة. فحاملة الطائرات البريطانية التي تُوصف بأنها "الأقل حظا" في سجل البحرية الملكية، والتي لم تُفلح حتى الآن في الابتعاد لمسافات عن موانئها المحلية، أقدمت أخيرا على الإبحار نحو البحر الأحمر، في خطوة تهدف إلى استعراض إرادة "الأسد البريطاني" الحديدية أمام الحوثيين، بل وأمام العالم بأسره.
تأتي هذه الخطوة، حسب التقرير، دعما لمجموعة القتال البحرية التابعة للبحرية الملكية البريطانية، العالقة في البحر الأبيض المتوسط، والتي تُركت لمصيرها بعد انسحاب المجموعة الأميركية المرافقة لحاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" التابعة للبحرية الأميركية.
إعلانتأخر انطلاق حاملة الطائرات البريطانية "برينس أوف ويلز" من ميناء بورتسموث لفترة مطولة، في ظل سلسلة من الإخفاقات التقنية واللوجستية، ما دفع وسائل الإعلام البريطانية إلى انتقاد المشروع بشكل لافت.
حفلة زمن الطاعون
وتقول البيانات الرسمية الصادرة عن لندن: "نحن أمام أول عملية متعددة الجنسيات واسعة النطاق تُنفَّذ تحت قيادة أحدث حاملة طائرات في أسطول جلالة الملك تشارلز الثالث، حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز"، وذلك بهدف تعزيز التعاون الدفاعي وإبراز قدرة بريطانيا على الانخراط في العمليات البحرية العالمية".
ويتساءل الكاتب عن الطرف الذي تُوجَّه إليه هذه الاستعراضات العسكرية تحديدا، مجيبا أنها، في المقام الأول، موجهة إلى الصين، التي تمتلك -على سبيل المثال -عددا من المدمرات مثل الفرقاطة "طراز 054" المزوّدة بصواريخ موجهة، يفوق إجمالي عدد قطع الأسطول الملكي البريطاني بأكمله.
ولهذا السبب، وصفت بعض الأصوات البريطانية هذه المهمة بأنها "حفلة في زمن الطاعون"، في إشارة إلى مليارات الإسترليني التي أُنفقت على العملية، رغم الأزمة المالية والاقتصادية العنيفة التي تعصف بالبلاد.
ومع ذلك، الأمر الأكثر إثارة في هذه العملية هو تردد الإدارة البحرية البريطانية حتى اللحظة الأخيرة بشأن القرار النهائي لدخول الأسطول إلى قناة السويس، ثم إلى البحر الأحمر، المنطقة التي يسعى فيها الأميركيون بناء على توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفترة طويلة وبشكل مؤلم إلى "معاقبة" الحوثيين.
وأبلغت لندن قيادة "أنصار الله" بشكل واضح ومسبق بأنها لن تتدخل في الصراع الجاري في المنطقة. لكن تأثير هذه الرسائل كان محدودا، إذ يعرف العالم جيدا مدى مصداقية البريطانيين، بينما لدى الحوثيين سجل طويل من الخلافات التي لا زالت قائمة.
إعلانولم يتراجع الحوثيون أيضا عن تحذيراتهم المتعلقة بمحاولة حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز" عبور مياه البحر الأحمر.
وذكر الكاتب أنه في إطار تطورات الأوضاع الإقليمية، وبعد التوصل إلى صيغة تهدئة مع جماعة "أنصار الله"، قررت الولايات المتحدة سحب مجموعة الهجوم البحرية التابعة لها بقيادة حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" من منطقة العمليات، وإعادتها إلى قواعدها.
واعتبر عدد من كبار الضباط في قيادة البحرية الأميركية هذا القرار بمثابة انفراجة، خاصة في ظل ما وُصف بأنه واحدة من أقل العمليات العسكرية الأميركية نجاحا في العقود الأخيرة، رغم محدودية حجمها.
بعد انسحاب الأميركيينورغم محاولات استعراض القوة المتكررة، ورغم إعلانات "الانتصار" المتكررة ضدهم، تمكّن "أنصار الله" من فرض واقع جديد على الأرض، انتهى بإجبار القوات الأميركية على الانسحاب من نطاق سيطرتها.
وهكذا، غادرت الولايات المتحدة المنطقة، تاركة خلفها كلا من البريطانيين والإسرائيليين في مواجهة المجهول.
وأورد الكاتب أن المجموعة البحرية البريطانية المتواضعة، بقيادة حاملة الطائرات "برينس أوف ويلز"، كانت تخطط في البداية للعبور بهدوء عبر البحر الأحمر، على أمل أن انشغال الحوثيين بالمواجهة مع مجموعة "هاري إس. ترومان" الأمريكية سيصرف انتباههم عنها.
أهلا بريطانيا
بيد أن الانسحاب الأميركي المفاجئ قلب الحسابات رأسا على عقب، ووجد البريطانيون أنفسهم مضطرين لعبور واحدة من أخطر المناطق البحرية بمفردهم، معتمدين فقط على مدمرة واحدة من طراز "تايب 45" متخصصة في الدفاع الجوي والصاروخي.
وللمقارنة، كانت المجموعة الأميركية تضم أربع مدمرات مماثلة تفوق نظيرتها البريطانية من حيث التسليح والإمكانيات ورغم ذلك، واجهت صعوبات كبيرة في التصدي لهجمات الحوثيين، ما يجعل مهمة البريطانيين أكثر خطورة وتعقيدا.
إعلانوفي ضوء هذه المعطيات، يمكن فهم السبب وراء تردد الأسطول البريطاني في التقدم وفقا للجدول الزمني المعلن، والذي كان من المفترض أن يعبر فيه البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من أسبوع.
وفي ختام التقرير أشار الكاتب إلى أن البحّارة البريطانيون تلقّوا عبر منصات التواصل الاجتماعي، رسالة مقتضبة لكنها شديدة الوضوح من جماعة "أنصار الله" حملت عبارة: "أهلا بريطانيا!"، وقد فُهمت بأنها تحذير مباشر من الجماعة، مفاده أن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الجانب الأميركي لا تشمل بأي شكل من الأشكال البحرية البريطانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات حاملة الطائرات البحر الأحمر أنصار الله التی ت
إقرأ أيضاً:
صور الأقمار الصناعية تكشف: الهجوم الأوكراني دمّر قاذفات روسية إستراتيجية
أظهرت صور أقمار صناعية دماراً واسعاً في قاعدة "بيلايا" الجوية الروسية بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة استهدف أربع قواعد داخل روسيا، ما أدى إلى تدمير وإصابة عدد من القاذفات الاستراتيجية من طرازي Tu-95 وTu-22. اعلان
أظهرت صور أقمار صناعية أُخذت عقب هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة في عمق الأراضي الروسية خلال عطلة نهاية الأسبوع، تدمير وإصابة عدد من القاذفات الاستراتيجية الروسية، وفقاً لما أكّده ثلاثة محللين متخصصين في تحليل المصادر المفتوحة.
واستهدفت أوكرانيا ما لا يقل عن أربعة قواعد جوية في روسيا مستخدمةً 117 طائرة مسيّرة أُطلقت من حاويات قريبة من المواقع المستهدفة. وأكدت لقطات التُقطت بطائرات من دون طيار، وتم التحقق منها من قبل وكالة "رويترز"، إصابة عدة طائرات في موقعين على الأقل.
شركة "كابيلا سبيس" الأميركية زوّدت "رويترز" بصورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية لإحدى تلك القواعد الجوية، وتحديداً قاعدة "بيلايا" العسكرية في منطقة إيركوتسك السيبيرية، وذلك بتاريخ 2 يونيو، أي بعد يوم من تنفيذ العملية، التي اعتُبرت من أكثر العمليات الأوكرانية تعقيداً وفعالية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
ورغم أن الغيوم تحجب الرؤية في الصور التقليدية، إلا أن هذه الصور التُقطت باستخدام تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR)، والتي تعتمد على إرسال موجات طاقة نحو سطح الأرض ورصد صداها، ما يتيح الكشف عن تفاصيل دقيقة رغم العوامل الجوية.
Relatedبعد هجوم شبكة العنكبوت أو "بيرل هاربر روسيا".. ترقب ومفاوضات في اسطنبول بين موسكو وكييفروسيا: غارات المسيرات الأوكرانية على محطات الطاقة في زابوريجيا تركت 600 ألف مدني دون كهرباء روسيا تحقق في "أعمال إرهابية" بعد تفجير جسرين قرب الحدود الأوكرانيةالصورة، وهي بالأبيض والأسود وتقلّ دقّتها عن الصور البصرية التقليدية، أظهرت حطام طائرات عدة منتشرة على مدرج القاعدة أو داخل حواجز إسمنتية واقية.
وقال جون فورد، الباحث في "مركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار" في كاليفورنيا: "بالمقارنة مع صور الأقمار الصناعية السابقة ولقطات الطائرات المسيّرة التي نُشرت عبر تليغرام وتويتر، يمكنني تأكيد تدمير عدد من الطائرات". وأشار إلى أن الصور تُظهر بقايا طائرتين من طراز Tu-22 "باكفاير"، وهي قاذفات استراتيجية بعيدة المدى تُستخدم في ضربات صاروخية ضد أوكرانيا.
وأضاف أن الصور ولقطات الطائرات المسيّرة المنشورة على وسائل التواصل تشير أيضاً إلى تدمير أو تضرر أربع قاذفات استراتيجية ثقيلة من طراز Tu-95.
من جانبه، أكد برادي أفرِك، محلل استخبارات المصادر المفتوحة، أن الصور تُظهر بالفعل تدمير وإصابة عدد من قاذفات Tu-95 وTu-22 في قاعدة إيركوتسك، لكنه أشار إلى الحاجة لمزيد من الصور لتقدير حجم الأضرار بدقة. ومع ذلك، اعتبر أفرِك أن "الهجوم كان ناجحاً جداً"، لافتاً إلى أن القاعدة تضم أيضاً نماذج مزيّفة لطائرات، يبدو أنها فشلت في تضليل الطائرات المسيّرة الأوكرانية.
ولم تحصل "رويترز" بعد على صور رادارية لقاعدة "أولينيا" الجوية في منطقة مورمانسك شمال غربي روسيا، التي كانت أيضاً هدفاً للهجوم. لكن لقطات فيديو قدمتها السلطات الأوكرانية وتحققت منها الوكالة، أظهرت اشتعال النيران في قاذفتين يُعتقد أنهما من طراز Tu-95، بالإضافة إلى ثالثة أُصيبت بانفجار ضخم.
وزارة الدفاع الروسية من جهتها أكدت أن أوكرانيا استهدفت قواعد جوية عسكرية في مناطق مورمانسك، إيركوتسك، إيفانوفو، ريازان، وآمور. وأضافت أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت للهجمات في ثلاث مناطق، لكنها لم تتمكن من منع الأضرار في مورمانسك وإيركوتسك، حيث اندلعت النيران في عدد من الطائرات.
جهاز الأمن الأوكراني (SBU) تبنّى العملية التي أطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت"، مشيراً إلى أن 41 طائرة حربية روسية أُصيبت، بينها 13 تم تدميرها بالكامل. وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالعملية واصفاً إياها بأنها "عبقرية بكل معنى الكلمة"، بعدما وصلت الضربات إلى أهداف تبعد نحو 4,300 كيلومتر عن خطوط القتال.
وفيما لم تكشف القوات الأوكرانية عن تفاصيل إضافية، أعلنت أنها أضافت 12 طائرة إلى سجل خسائر روسيا الجوية. وقدّر جهاز الأمن الأوكراني أن حجم الخسائر التي تسببت بها العملية بلغ نحو 7 مليارات دولار، مشيراً إلى أن 34% من القاذفات الحاملة لصواريخ كروز الاستراتيجية في القواعد الروسية الأساسية قد تضررت.
ورغم عدم قدرة "رويترز" على التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، إلا أن محللين أشاروا إلى أن الخسائر ستؤثر على القدرة الروسية، خصوصاً أن بعض الطائرات المستهدفة لم تعد تُنتج، ما يجعل تعويضها أمراً بالغ الصعوبة.
ويرجّح "معهد دراسات الحرب" (ISW) أن يجبر هذا الهجوم موسكو على إعادة توزيع أنظمتها الدفاعية الجوية لحماية نطاقات أوسع، وربما اللجوء إلى نشر منظومات متنقلة قادرة على الاستجابة السريعة لهجمات مماثلة مستقبلاً.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة