لم يترك ترامب العرب يحلمون كثيرًا بوجود خلافات بينه وبين حليفه رئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وأعلن مع وسيطه ستيف ويتكوف عن خطة خداع بديلة عما اتفقت عليه الإدارة الأمريكية مع حماس تتضمن إجبار المقاومة الفلسطينية على رفض ورقة هدنة مقترحة بين حماس وإسرائيل لتكون بديلًا عما تم الاتفاق عليه بين حماس والإدارة الأمريكية في الدوحة.

وبينما وصفت الورقة الجديدة بأنها انقلاب على الاتفاق مع حماس ذهب كثيرون إلى أنها لعبة خداع أمريكية نجحت من خلالها في استرداد أسيرها عيدان اسكندر دون أي مقابل لحماس، وجاءت الورقة الأخيرة بغية الحصول على عشرة أسرى إسرائيليين دون تقديم أي شيء لحماس أيضًا.

وتقول لعبة الخداع على أبناء حماس، إن التفاوض المباشر الأمريكي معها هو اعتراف مباشر بشرعيتها في غزة مما يجعل الحركة تعتبره إنجازًا كبيرًا، حيث أخرجتها القوة العظمى من دائرة التصنيف الإرهابي إلى مفاوض يجلس رأسًا برأس مع ممثلي القوى العظمى الأولى في العالم، ولكن تم استدراج حركة المقاومة منفردة دون غطاء عربي أو إسلامي أو حتى من السلطة الفلسطينية لتقف وحيدة أمام أخطر وأشرس تحالف استعماري في العالم ليمارس عليها أقذر الألعاب الخداعية التي تستهدف بالأساس تهجير الشعب الفلسطيني وإلغاء القضية الفلسطينية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومن التاريخ أيضًا.

خداع ترامب ـ نتنياهو

ولمعرفة خطورة مقترح ويتكوف الجديد، وتأثيره على الشعب الفلسطيني ومستقبله، يجب المقارنة بين الخطتين الأولى التي وافقت عليها حماس مع ويتكوف في الدوحة، وكان المطلوب موافقة إسرائيل عليها، والورقة الثانية التي عدلها ويتكوف، ووافقت عليها إسرائيل، وكانت بمثابة انقلاب تام على الورقة الأولى.

وهناك عدة فروق بين الورقتين، يمكن إجمالها في الآتي:

أولًا: الانسحاب من غزة

- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي قبل تسليم جميع الأسرى، من كل المناطق التي عاد واحتلها بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.

- ورقة ويتكوف ـ نتنياهو تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي بعد تسليم جميع الأسرى، من بعض المناطق التي عاد واحتلها بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي.

ثانيًا: عدد الأسرى

- ورقة حماس ـ ويتكوف تتضمن الإفراج عن 10 أسرى أحياء على دفعتين، الأولى 5 أسرى في اليوم الأول للاتفاق، مع ثماني جثث، والدفعة الثانية 5 أسرى في اليوم الأخير للاتفاق مع ثماني جثث أيضًا في نهاية مدة الهدنة المتفق عليها وهي 60 يومًا.

- الورقة الجديدة تقترح إتمام صفقة تبادل أسرى خلال أسبوع، تبدأ بالإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول، و5 آخرين في اليوم السابع، بالإضافة إلى تسليم 18 جثة.

ثالثًا: المساعدات الإنسانية

- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وفقًا للبروتوكول الإنساني الموقع في 17 يناير الماضي.

- الورقة الجديدة تركت لإسرائيل عملية الإشراف والتدخل في المساعدات بما يضمن سيطرتها عليها واستخدامها وتوظيفها أمنيًا وسياسيًا.

رابعًا: تحليق طائرات الكيان على قطاع غزة

- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على توقف كامل لتحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي فوق قطاع غزة طيلة فترة وقف إطلاق النار (60 يوما).

- الورقة الجديدة تنص على توقف تحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي فوق قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا وخلال 12 ساعة في أيام تسليم الأسرى فقط.

خامسًا: إدارة القطاع

- ورقة حماس ـ ويتكوف تنص على أن جهة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط ستتولى مسؤولية إدارة قطاع غزة وتشمل مهامها الإشراف على عملية إعادة الإعمار.

- الورقة الجديدة تتكلم عن ترتيبات أمنية طويلة المدى في قطاع غزة، وهو ما يعني موافقة أمريكية على بقاء قوات الاحتلال في القطاع دون انسحابها.

سادسًا: الضمانات الأمريكية

- ورقة حماس ـ ويتكوف تتضمن التزاما أمريكيا يعلنه الرئيس دونالد ترامب شخصيًا بضمان استمرار وقف إطلاق النار حتى التوصل لاتفاق دائم.

- الورقة الجديدة خلت تمامًا من أية ضمانات أمريكية بوقف إطلاق النار وهو ما يعني أن إدارة ترامب منحت إسرائيل الحق في الرجوع إلى الحرب مرة أخرى في أي وقت تحدده هي.

الواشنطن بوست: خطة إسرائيل للمساعدات فاشلة وخطيرة

انتقدت صحيفة الواشنطن بوست المساعدات وفق المعايير الإسرائيلية، وقالت إن الخطة لا تخفف من الجوع والمعاناة، بل تعمّقها وتخدم أهدافًا سياسية وأمنية إسرائيلية، وقد تؤدي إلى تهجير جماعي لأبناء قطاع غزة، والحل الوحيد هو وقف الحرب فورًا.

وأبرزت الصحيفة تقريرها حول الخطة في الآتي:

- الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات لم تنجح، والمساعدات لا تصل فعليًا للمحتاجين.

- توزيع المساعدات يتم ضمن شروط أمنية إسرائيلية مشددة، مع عسكرة المساعدات وتدخل شركات أمنية أمريكية.

- ولفتت الصحيفة إلى استقالة جيك وود مدير مؤسسة غزة المسؤولة عن توزيع المساعدات، وكشفت أن المؤسسة تشكلت من أفراد أمن تابعين للولايات المتحدة وإسرائيل، وقالت إن مدير المؤسسة برر استقالته بأن عملها لا يتناسب مع مبادئ العمل الإنساني والحيادية والاستقلالية وعدم التحيز، إضافة إلى استقالة مدير العمليات اعتراضًا على تسييس العمل الإنساني وتخليه عن المبادئ.

- أربعة مراكز فقط مخصصة لتوزيع المساعدات على أكثر من مليوني نسمة، بينما كانت الأمم المتحدة توزع 500 شاحنة يوميًا قبل الحرب من خلال 450 مركزا للمساعدة.

- وبالفعل فشلت إسرائيل في مراكزها الأربعة ولم يعثر الصحفيون إلا على مركز واحد يعمل فعليًا.

- الخطة تهدف فعليًا لتهجير سكان الشمال نحو الجنوب، عبر حرمانهم من المساعدات.

- رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يدعم فكرة نقل جميع السكان إلى الجنوب بحجة "سلامتهم".

- إجبار الناس على عبور نقاط تفتيش إسرائيلية وتقديم أوراقهم يعرّضهم للخطر، ويؤدي إلى عسكرة المساعدات.

- قد تؤدي الخطة إلى مزيد من الفوضى وقتل وجرح الجوعى الذين يتدافعون على مراكز التوزيع، وهو ما حدث بالفعل في يومها الأول عندما أطلق المرتزقة الذين تستخدمهم إسرائيل النار على الجائعين مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة 48 آخرين.

هل انتهت المقاومة؟

ويتساءل المراقبون، ما هو الدافع الذي مكن ترامب ـ نتنياهو من التسلط والعودة عن الاتفاق مع حماس، وتقديم ورقة جديدة يجمع المراقبون في إسرائيل نفسها أن حماس لن تقبل بها لأنها أقرب ما تكون من خطة استسلام وليس توقيع سلام أو هدنة؟

ويأتي انهيار المقاومة على رأس الأسباب التي تجعل من نتنياهو وترامب يتصرفان في المطلق بفرض شروط واستسلام وليس ورقة هدنة.

وفي هذا الاتجاه تحدثت أوساط أمريكية عن انهيار شبه كامل لقوة حماس، وبالتالي عدم وجود أي مبرر لمنحها مزايا على الأرض، وربما أيضًا توصلت إسرائيل وأمريكا عبر الرقابة الجوية والأرضية المستمرة في القطاع إلى أماكن الأسرى وهي قامت بفرض تلك الشروط على المقاومة حتى ترفضها وتكون مبررا كافيا لتدمير ما تبقى في القطاع وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني، وتحرير الأسرى، ولكن عمليات بثتها حركة المقاومة نهاية الأسبوع الماضي تكشف عن وجود قدرات حقيقية للمقاومة الفلسطينية ربما أكبر بكثير من الوهم الأمريكي الإسرائيلي، ومن أبرز هذه العمليات:

المقاومة تلاحق جنود العدو

بثت كتائب القسام مشاهد مصوَّرة لكمين نفذ ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة القرارة شرق خانيونس، ضمن عملياتها التي أطلقت عليها "حجارة داوود".

وأوضحت الكتائب أنها استدرجت قوات الاحتلال إلى مدخل نفقٍ مُفخَّخ، ثم فجَّرته بعد دخول عددٍ من الجنود، لتباشر بعدها باستهداف قوة الاحتياط التي هرعت إلى موقع الانفجار.

وأظهرت اللقطات المصوَّرة التي نشرتها القسام عمليات المراقبة والرصد المكثفة التي سبقت الكمين، بما في ذلك تتبع تقدم قوات الاحتلال في المنطقة ومراقبة جنودها أثناء اقتحامهم منازل تمت تهيئتها كمصائد متفجرة قبل تفجيرها بهم.

كما أبرزت المشاهد دقة الرصد لتواجد الجنود ومسارات تحركهم وتمركز آلياتهم العسكرية من مسافات قريبة جداً، إضافة إلى ذلك، ظهر مقاتلان من القسام خلال تقدمهما لضرب آليات الاحتلال والاشتباك المباشر مع جنوده.

نشرت كتائب القسام الجمعة الماضية تسجيلاً مصوراً يوثق استهداف قوة من المستعربين التابعين لجيش الاحتلال أثناء قيامهم بعمليات تمشيط شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأظهر التسجيل عناصر الاحتلال وهم يداهمون المنازل في المنطقة، قبل أن يفجر مقاتلو القسام عبوة ناسفة في القوة، ما أسفر عن إصابات مباشرة في صفوفها.

في سياق متصل، بثَّت سرايا القدس مشاهد منفصلة تُظهر عملية تفخيخ منزل في حي الشجاعية بمدينة غزة، وتفجيره بقوة من قوات الاحتلال بعد توغلها في المنطقة.

ووثَّقت لقطات السرايا مقاتليها وهم يُحضرون عبوات ناسفة من مخلفات قوات الاحتلال، ويُجهِّزونها لتفخيخ المنزل، ثم يُموِّهون المصيدة بأشكال مختلفة قبل وصول القوات المستهدفة.

واختتمت المشاهد بعرض لحظة تفجير المنزل فور وصول قوات الاحتلال إليه.

مأزق حماس

وعلى الرغم من هذه العمليات إلا أن خطة الخداع الأمريكية الإسرائيلية قد وضعت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في مأزق حقيقي، حيث خيرتها بين أمرين كليهما مر، الأول هو رفض الخطة لأنها لا تتضمن انسحابًا ولا توزيعا عادلا للمساعدات ولا وقفا نهائيا لإطلاق النار، وفي هذه الحالة يقوم التحالف الامريكي الإسرائيلي بتوجيه ضربة أخيرة لقطاع غزة والبدء في عملية تهجير أبناء القطاع بحجة أن حماس إرهابية، وهي من رفضت إنقاذ شعبها، والخيار الثاني وهو قبول الخطة والوقوع في فخ تسليم الأسرى أولا مما يسمح للقوات الإسرائيلية بتنفيذ خطتها لتدمير قطاع غزة تدميرا شاملا ومن ثم إجبار أبناء القطاع على الهجرة وفقًا لخطة تجويعهم وحشرهم على الحدود مع مصر، وعدم السماح لهم مرة أخرى بالعودة إلى ديارهم في الوسط والشمال، وهي عملية تهجير قسري حتمية، بالتالي سوف تتهم حركة المقاومة بالخيانة لأنها قبلت بخطة العدو.

وأمام هذا المأزق التاريخي لم تظهر الحركة في بيانها موافقتها أو رفضها للخطة ولكنها أشارت إلى أنها تقوم بدراسة المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبها وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية الفرنسي: نتمسك بالحل السياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني

جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء في خان يونس جنوبي قطاع غزة

عاجل | مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين في استهداف قوة عسكرية شمالي غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية الهدنة بين إسرائيل وحماس تحالف ترامب نتنياهو ترامب حماس نتنياهو الاحتلال الإسرائیلی وقف إطلاق النار الورقة الجدیدة قوات الاحتلال فی القطاع فی الیوم قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، مقالا، للزميلة الأولى في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، زها حسن، قالت فيه: "إنه وفي أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية وما تلاها من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بدا أن اتفاقا آخر بات وشيكا، هذه المرة في غزة".

وأضافت حسن، في المقال الذي ترجمته "عربي21": "مع ذلك، في أواخر الأسبوع الماضي، أوقفت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مشاركتهما في المفاوضات، متهمتين حماس بنقص التنسيق وحسن النية".

وتابعت: "إن استمرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في احترام إسرائيل وانسحابه من المحادثات خطأ فادح. فما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن رغبة ترامب في قيادة سلام إقليمي أوسع يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية ستُصبح من الماضي".

وأردفت: "مع ذلك، لم يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم القومي المتطرف، أي مؤشرات على استعدادهم لإعطاء الأولوية لسلام دائم. حتى لو تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، فقد أكد نتنياهو أن إنهاء الحرب في غزة مستحيل حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل ونفي قادتها". 

وأوردت: "حتى في هذه الحالة، يريد أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية إلى أجل غير مسمى"، مضيفة: "في أيار/ مايو، قال نتنياهو عن سكان غزة: نحن ندمّر المزيد والمزيد من المنازل، وليس لديهم مكان يعودون إليه. والنتيجة الحتمية الوحيدة هي رغبة سكان غزة في الهجرة خارج قطاع غزة".

واسترسلت: "لكن صيغة نتنياهو لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط غير مناسبة. لن تقبل أي حكومة عربية بالتهجير القسري للفلسطينيين. علاوة على ذلك، أوضحت الدول العربية بشكل متزايد أنها لم تعد مستعدة لتعميق علاقاتها أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى تقبل إسرائيل بدولة فلسطينية ذات سيادة".

"شكّل نتنياهو عقبة أمام أهداف ترامب في الشرق الأوسط منذ ولايته الأولى في البيت الأبيض. آنذاك، كان ترامب يأمل في أن يجعل من اتفاق سلام كبير في الشرق الأوسط إنجازه الأبرز. لكن بسماحه لنتنياهو بالمشاركة في صياغة خطته لعام 2020 للسلام الإقليمي الشامل، قضى ترامب على أي فرصة كانت لديه للنجاح" وفقا للمقال نفسه.


وأوضح: "إذا كان لأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تلاها من أحداث أثر بالغ على الدول العربية الرئيسية، فهو أن الحاجة إلى السلام والأمن الإقليميين مُلحّة، وأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا ينفصل عن هذا الهدف. لقد أصبح غياب الحل بمثابة حبل مشنقة للأمن القومي يلفّ عنق كل دولة في الشرق الأوسط".

ومضى بالقول: "كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واضحا: فبعد ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، لا يمكن لبلاده قبول سوى عملية تطبيع تُشبه تلك التي اقترحتها مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي اعتُمدت في قمة جامعة الدول العربية: يجب على إسرائيل أولا قبول دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وعندها فقط ستُطبّع السعودية العلاقات".

وتابع: "ينبغي على ترامب أن يسعى إلى اتفاق يحظى بدعم مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي أوروبا. سيحتاج إلى العديد من الحكومات في تلك المناطق إلى جانبه للمساعدة في توفير مليارات الدولارات اللازمة لتمويل إعادة إعمار غزة".

واسترسل: "فقط عندما تخضع غزة والضفة الغربية لسلطة واحدة، يمكن أن تبدأ المهمة الهائلة المتمثلة في تعافي غزة وإعادة إعمارها. ولا يمكن إلا لقيادة فلسطينية موحدة وشرعية أن تضمن الالتزام بشروط أي اتفاق سياسي مستقبلي مع إسرائيل".

وأبرز: "في نهاية المطاف، وللتوصل إلى سلام حقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سيحتاج ترامب إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهة المعترف بها دوليا والتي تمتلك الأهلية القانونية لتوقيع اتفاق نيابة عن جميع الفلسطينيين. وبدعمه ضم حماس تحت مظلة المنظمة، سيخفف من احتمالية وجود مفسدين".

واستدرك: "كان ترامب مستعدا بشكل فريد للانفصال عن إسرائيل في العديد من القضايا - على سبيل المثال، من خلال عقد صفقات مع جماعة الحوثي في اليمن وفتح حوار دبلوماسي مع الزعيم السوري الجديد، أحمد الشرع، على الرغم من تحالفه السابق مع تنظيم القاعدة". 


وبحسب المقال نفسه، "سيُضطر ترامب إلى الانفصال عن نتنياهو مجددا، بغض النظر عن تداعيات ذلك على مستقبله السياسي. عليه التراجع عن تصريحه السابق الداعم لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، وأن يُوجّه رسالة مباشرة للإسرائيليين مفادها أن أمنهم مرتبط بأمن الفلسطينيين وسائر المنطقة".

واختتم بالقول: "فيما يتعلق بإسرائيل والفلسطينيين، أبدت إدارة ترامب مرونة بالفعل بخروجها عن تقليد واشنطن التقليدي بفتح قنوات اتصال مع حماس لضمان إطلاق سراح مواطن أمريكي محتجز في غزة. والآن، يتطلب وضع المصالح الأمريكية في المقام الأول التوسط لوقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة. إذا مضى ترامب قدما، فقد يُحقق إنجازا يُستحق جائزة السلام - ولكن ليس إذا ماتت غزة جوعا".

مقالات مشابهة

  • حماس: زيارة ويتكوف لمراكز توزيع المساعدات مسرحية لتجميل صورة الاحتلال
  • "حماس": زيارة ويتكوف إلى مراكز توزيع المساعدات مسرحية لتلميع صورة الاحتلال
  • خمس ساعات في غزة.. تفاصيل زيارة ستيف ويتكوف إلى القطاع
  • ورقة علمية: إسرائيل تستخدم التجويع والمساعدات كسلاح حرب في غزة بغطاء دولي
  • تدمير دبابة إسرائيلية من طراز ميركافا في عملية نوعية شمال مدينة جباليا
  • عاجل. ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وتلميحات إسرائيلية بتوسيع نطاق العملية العسكرية
  • بعد اجتماعهما مع نتنياهو.. ويتكوف وسفير واشنطن يزوران غزة لتقييم الأوضاع ميدانيا
  • صور غزة غيّرت موقفه.. هل يتّجه ترامب لإعادة رسم العلاقة مع نتنياهو؟
  • نتنياهو يلتقي ويتكوف في القدس.. المفاوضات والمجاعة أعلى جدول المباحثات
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟