يلقي أول خطاب أممي لرئيس سوري منذ ستة عقود.. زيارة تاريخية مرتقبة للشرع إلى الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
البلاد – دمشق
أفادت مصادر إعلامية مطلعة، أن الرئيس السوري أحمد الشرع يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة في شهر سبتمبر المقبل، في خطوة تاريخية من المتوقع أن تمثل تحولًا نوعيًا في العلاقات السورية الأميركية، وتعيد دمشق إلى الواجهة السياسية الدولية بعد عقود من العزلة.
ووفقًا للمصادر -نقلًا عن قناة “سوريا تي في”- فإن الشرع سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال زيارته، ليكون بذلك أول رئيس سوري يخاطب الهيئة الأممية منذ ستين عامًا، في مؤشر على عودة تدريجية لسوريا إلى المسرح الدبلوماسي الدولي بعد سنوات من العقوبات والعزلة السياسية.
وتأتي هذه الزيارة المرتقبة بعد أسابيع من اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بنظيره الأمريكي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض، في 14 مايو الماضي. ووصِف اللقاء، الذي يعد الأول من نوعه بين زعيمي البلدين منذ ربع قرن، بأنه مقدمة لتفاهمات أوسع قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
وخلال الاجتماع، أعلن ترمب أن الولايات المتحدة ستبدأ رفع العقوبات التي فرضتها على دمشق منذ عقود، إبان حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، واستمرّت خلال عهد ابنه بشار الأسد.
وبعد اللقاء، اتخذت الإدارة الأمريكية سلسلة من الإجراءات اللافتة، كان أبرزها إصدار وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا عامًا يسمح بتنفيذ معاملات اقتصادية كانت محظورة سابقًا مع كيانات سورية. وشملت قائمة المؤسسات التي رُفعت عنها العقوبات كلاً من شركة “الطيران السورية”، وشركة النفط “سيترول”، والمصرف المركزي السوري، وعددًا من شركات النفط والغاز وهيئات اقتصادية أخرى.
وفي السياق ذاته، وقّع وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، وثيقةً رسمية تعلّق العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 180 يومًا، بهدف “تهيئة الأجواء لاستعادة الاستقرار وإعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي والدولي”.
من جانبه، أكد الرئيس أحمد الشرع في تصريحات سابقة أن “سوريا ستبقى دائمًا منفتحة على أشقائها العرب”، مشددًا على أهمية الانفتاح السياسي والاقتصادي في المرحلة المقبلة. وتُفهم هذه التصريحات في سياق تحركات دمشق لإعادة ترميم علاقاتها العربية والدولية، بعد أن بدأت بعض العواصم الخليجية والعربية بإعادة فتح سفاراتها في دمشق خلال العامين الماضيين.
ويرى مراقبون أن خطاب الشرع في الأمم المتحدة، إذا تم بالفعل، سيشكل علامة فارقة في السياسة السورية، ويعزز من موقع الرئيس الجديد كواجهة لإعادة سوريا إلى النظام الدولي، وسط تحديات إقليمية ودولية متشابكة. كما قد يمهّد الطريق أمام تسويات سياسية واقتصادية أوسع تشمل إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، وإعادة دمج سوريا في مؤسسات العمل العربي المشترك.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
عاجل. طهران بعد اللقاء مع الترويكا الأوروبية: المحادثات كانت جادة وصريحة
في أجواء من الترقب الإقليمي والدولي، استؤنفت اليوم جولة جديدة من المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وذلك بين الترويكا الأوروبية، المكوّنة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وإيران، في مقر القنصلية العامة الإيرانية بمدينة إسطنبول التركية. اعلان
وترأس الوفد الإيراني في هذه الجولة نائبا وزير الخارجية مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي، حيث شدد الأخير في تصريحات له عقب اللقاء على أن المحادثات مع الوفد الأوروبي كانت "جادة وصريحة ومفصلة"، موضحًا أنه تم التباحث بأفكار محددة تم تبادلها خلال الجلسة.
وأكد آبادي التوصل إلى اتفاق على "استمرار المشاورات حول الملف النووي"، مشيرًا إلى أن الوفد الإيراني أوضح للترويكا مواقفه "المبدئية" بشأن الآلية السريعة لإعادة فرض العقوبات.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب تعليق المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت أراضي إيرانية في 13 حزيران/يونيو، ما تسبب بجمود سياسي في مسار التفاوض النووي.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد جدّد التأكيد، أمس الخميس، على تمسك بلاده بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، خصوصًا في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. وقال في بيان صدر الخميس إن "موقف طهران لا يزال قويًا، وسيستمر التخصيب"، مشددًا على أن الجمهورية الإسلامية "ستدافع عن حقوقها النووية بكل وضوح".
"سناب باك" يعود إلى الطاولة الدوليةكانت إيران قد وقعت الاتفاق النووي في تموز/يوليو 2015 مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين) بالإضافة إلى ألمانيا، قبل أن تنسحب الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي في 8 أيار/مايو 2018، وتُعيد فرض عقوبات اقتصادية شاملة على طهران، ما أعاد الملف النووي إلى واجهة التوترات الدولية.
وفي الوقت الذي تصر فيه إيران على أن برنامجها النووي "سلمي بالكامل" ويتم تحت مظلة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، تواصل الترويكا الأوروبية المطالبة بتقييد عمليات تخصيب اليورانيوم خشية استخدامها في إنتاج أسلحة نووية.
Related "أشبه بأفلام التجسس".. كيف وصلت طائرات بوينغ إلى إيران رغم العقوبات الأمريكية؟باستخدام صاروخ روسي.. إيران تطلق قمر "ناهيد 2" المخصص للاتصالات إلى الفضاءإيران والترويكا الأوروبية تناقشان البرنامج النووي في اسطنبول.. أي أفق للتسوية والاتفاق؟ويُذكر أن الدول الأوروبية كانت قد هدّدت سابقًا باستخدام آلية "سناب باك"، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2231، لإعادة فرض العقوبات الدولية، في حال عدم التوصل إلى تسوية للملف النووي الإيراني بحلول 18 تشرين الأول/أكتوبر 2025.
وتسمح هذه الآلية لأي طرف من أطراف الاتفاق بتقديم شكوى لمجلس الأمن بشأن انتهاكات جوهرية، وإذا لم تُحلّ الشكوى خلال 30 يومًا، يُعاد تلقائيًا فرض العقوبات الأممية السابقة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة