تكحيل الأضحية والغناء وصبغ الفروة.. عادات تراثية تسبق الأضحية
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
تُعد الأضحية واحدة من أبرز الشعائر الدينية التي تُحيي في وجدان المسلمين معاني الطاعة والتضحية، مستحضرة قصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. وبين قدسية المعنى وروح الجماعة، تحوّلت الأضحية إلى طقس يجمع بين العبادة والفرح، يحتفل به المسلمون حول العالم بعادات وتقاليد متوارثة تضفي على المناسبة طابعا خاصا من البهجة والرمزية يحتفي بها المسلمون حول العالم، بتسمية وكحل وزفة وحلبة مصارعة.
يبدأ الاحتفال بالأضحية، وخصوصا بالكبش، لدى المصريين منذ لحظة شرائه، حيث يعد هذا اليوم طقسا سنويا متجذرا في الريف والمدن على حد سواء. إذ يصحب الأب أبناءه وأحفاده إلى السوق، وسط أجواء تمتلئ بالعائلات التي تختار أضحيتها كما لو كانت تختار "لبس العيد". والفرحة لا تقتصر على الشراء، بل تمتد لعلاقة خاصة بين الأطفال والخروف، حيث يُمنح اسم بشري، أشهرها "الشيخ سيد"، المرتبط بالأغنية الفلكلورية الشهيرة "بكره العيد ونعيد وندبحك يا شيخ سيد".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تحوّل الشواء من طعام العبيد المخبأ إلى طقس اجتماعي ترفيهي؟list 2 of 2"سياحة الخبز".. هكذا تكتشف ثقافات العالم من قلب الأفرانend of listويشير الدكتور مصطفى جاد، أستاذ الفلكلور والتراث الشعبي، إلى أن هذه الأغنية، التي ظهرت في فيلم "حياة أو موت" عام 1954، تنفي الشائعات التي تربطها بحوادث سياسية، مؤكدا أنها تعكس الحس الشعبي المصري الذي يمزج بين البُعد الديني والفرح، حيث يُمنح الخروف اسما و"كنية"، في دلالة على احترام الشعيرة وقدسيتها، بطابع احتفالي فريد.
إعلانلا يتوقف الاحتفاء بالأضحية في مصر فقط عند الشراء والتسمية، بل -بحسب جاد- هناك كذلك طقس "حنة الخروف" في الريف المصري، وهو احتفالية تتم في يوم التروية، أو صباح يوم عرفة، حيث يجتمع أهل البيت، كباره وصغاره، بصينية الحنة، التي يحنى بها الخروف، وربما يجتمع ذبائح أكثر من بيت للاحتفال بصينية حنة واحدة في الحي كله، ويتباهى كل بأضحيته، ويفرح الأطفال بقربان أهاليهم.
حرصا على عدم اندثار العادات، نجح أهل البحرين في إحياء موروثاتهم الشعبية وغرسها في نفوس الأطفال، احتفالا بالأعياد والشعائر الإسلامية في عيد الأضحى. ومن أبرز هذه التقاليد عادة "الحية بيه"، التي لا تزال حاضرة كل عام. إذ يزرع الأطفال قبل يوم عرفة أصيصا من القمح أو الشعير أو العدس، ويعتنون به من حيث الري والتعرض للشمس. وفي مساء ليلة العيد، يرتدي الأطفال أزياءهم البحرينية التقليدية، ويجتمعون مع ذويهم حاملين مزروعاتهم، مرددين أنشودة: "يا حيتي يا بيتي، راحت حية وجت حية، على درب الحينية"، قبل أن يلقوا "الحية" في البحر، تعبيرا عن وداع عام مضى واستقبال عام جديد بالأمل والبركة.
تكحيل الخروف.. طقوس ليبية مستمرةفي اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يبدأ الليبيون الاستعداد لشعيرة ذبح الأضحية بطقوس خاصة متوارثة عبر الأجيال. من أبرزها أن تقوم النساء بتكحيل الأضحية بالكحل العربي، مع الحرص على سقيها قبل الذبح، حتى لا تُذبح وهي عطشى. كما تُغسل رقبة الأضحية بالماء والملح، في طقس رمزي للنقاء. ومن التقاليد اللافتة أيضا، تعليق مرارة الخروف على أبواب المنازل اعتقادا بأنها تجلب الخير وتبعد الحسد.
ولا تزال بعض العائلات الليبية متمسكة بعادة ذبح الأضحية في اليوم الأول وترك التقطيع لليوم التالي. وتقول أنسام منصور (30 عاما) إن عائلتها تلتزم بهذه العادة بعد أن شهدوا وفاة أحد أفراد الأسرة 3 مرات متتالية عندما كانوا يقطعون الذبيحة في يوم الذبح نفسه، مما دفعهم إلى العودة للتقليد الليبي القديم، تجنبا لتكرار الأمر، واحتراما لما يعتبرونه "فألا" يرتبط بقدسية الشعيرة.
إعلان مصارعة الكباش في الجزائر وتزيينها في باكستانفي اليوم التاسع من ذي الحجة، تبدأ الاحتفالات في الجزائر بعيد الأضحى، حيث يلتقي سكان الأحياء في "الحوش"، وهي الساحة التي يتم تجهيزها في كل حي، لتبدأ مصارعة الكباش، وهو التقليد الجزائري المتفرد، الذي يتم على نطاق محلي في الأحياء والبلدات الصغيرة، وكذلك على نطاق وطني على مستوى المحافظات، ويتجمع فيه الجزائريون يتباهون بقوة كباشهم التي يحرص كثيرون منهم على تربيتها وعلفها على مدار العام.
وفي باكستان، يعتبر تزيين الأضحية من أهم العادات التي يحرص عليها المسلمون، حيث يبدأ الاستعداد للأضحية قبل شهر كامل من العيد، وفيه يتم تزيين الأضحية بالألوان، ويحرص الشعب الباكستاني على تقديم الأضحية لله حتى الفقراء منهم يربونها على مدار العام تجهيزا ليوم الفداء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج التی ت
إقرأ أيضاً:
احذروا الإفراط في تناول اللية .. ماذا يحدث لجسمك؟
تكثر العادات الغذائية الخاطئة خلال الاحتفال بعيد الأضحى المبارك ، حيث يتناول البعض بإفراط اجزاء معينة من الخروف يؤدي الإفراط بها في التسبب بمشاكل صحية خطيرة للغاية ، من أبرز هذه الأجزاء لية الخروف .
أضرار الإفراط في تناول اللية :
الإصابة بأمراض القلب :
تحتوي لية الخروف على نسبة عالية من الدهون المشبعة ، مما يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب ومن الممكن أن تسبب تناول مرضى الكوليسارول للية في إصابتهم بتصلب الشرايين .
مشكلات الهضم وزيادة الوزن :
اللية تحتوي على سعرات حرارية عالية ، والإفراط في تناولها يؤدي للإصابة بالسمنة كما يؤكد الأطباء أنها تسبب الإصابة بمرض الكبد الدهني .
ورغم أضرار اللية والتحذير من تناولها إلا أن لها بعض الفوائد الصحية ومنها :
- تعزيز صحة الدماغ والأعصاب تحتوي شحوم المواشي على الأحماض الدهنية مثل حمض الدوكوساهكساينويك DHA وحمض الأراكيدونيك المعروفة بأحماض أوميجا 3 و6 الضرورية لنمو الدماغ ووظيفة الخلايا العصبية.
- تمد الجسم بالطاقة حيث تحتوي الشحوم ودهون المواشي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية التي تجعلها مصدرًا مناسبًا للطاقة.
- المحافظة على ترطيب البشرة قد يُساعد تناول شحوم المواشي في تعزيز صحة الجلد بشكل عام نظرًا لمحتواه من الأحماض الدهنية .