صحيفة الاتحاد:
2025-06-08@00:19:50 GMT

تهاني العيد.. بين الأصالة والحداثة

تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي)

تشهد الساعات الأولى من صباح عيد الأضحى المبارك تدفقاً كثيفاً لرسائل التهاني والمباركات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، في مشهد يعكس التحول الرقمي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من طقوس العيد. وبين مقاطع الفيديو المصورة، والبطاقات المصممة رقمياً، والمكالمات المرئية التي تعبر القارات، تبدو التكنولوجيا اليوم حاضرة بقوة في تفاصيل العلاقات العائلية، لاسيما بين مَن فرّقتهم المسافات وجمعتهم الروابط.

وفي ظل هذه التغيرات المتسارعة، تبرز الحاجة إلى فهم أعمق لدور هذه الوسائل الحديثة في الحفاظ على روح العيد ومكانته الاجتماعية والوجدانية، المتمثلة في الزيارات ودفء اللقاء. 

أخبار ذات صلة «أفلام العيد».. أكشن وكوميديا محمد بن راشد يستقبل المهنئين بعيد الأضحى المبارك


فضاءات
ولم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد أدوات ترفيهية، بل تحولت إلى فضاءات حيوية تعيد تشكيل علاقاتنا الإنسانية، وعلى رأسها الروابط العائلية، لاسيما في المناسبات ذات الطابع الوجداني كالأعياد. وترى الخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني خلود الحبسي أن التكنولوجيا الرقمية أتاحت للأسرة العربية سبلاً جديدة للتواصل، لاسيما بين الأقارب الذين فرقتهم الجغرافيا أو ظروف العمل والغربة. إذ أصبح بإمكانهم، عبر تطبيقات مثل «واتساب» و«سناب شات» و«إنستجرام»، مشاركة لحظات العيد بالصوت والصورة، وإرسال التهاني والبطاقات المصممة شخصياً، في لحظات تلامس الوجدان وتبعث في النفس شعوراً بالانتماء والاحتواء.
وتشير الحبسي إلى أن هذه المنصات الرقمية، وإن كانت قد فتحت نوافذ جديدة للتواصل، فهي لا تغني بالكامل عن اللقاء الواقعي الذي يحمل في تفاصيله دفء المصافحة، وحرارة اللقاء، وبهجة الضيافة، ما لا يمكن تقليده عبر شاشة. وبالرغم من ذلك، فإن القيمة الرمزية للتواصل الرقمي تظل بالغة، لاسيما حين يصبح الخيار الوحيد الممكن، كما هو الحال لدى المغتربين أو كبار السن الذين لا يستطيعون التنقل.
وتتحدث الحبسي كذلك عن الآثار المتباينة للتكنولوجيا على العادات الاجتماعية، حيث أسهمت في نشر روح العيد وتوسيع دائرة المشاركة، لكنها في المقابل أدت إلى تراجع بعض الطقوس التقليدية، مثل الزيارات العائلية وتبادل المجالس. فالمعايدة باتت أحياناً مجرد رسالة موحدة ترسل جماعياً، تفقد شيئاً من الروح الشخصية والعاطفية.
وتؤكد الحبسي أن الحل لا يكمن في الانفصال عن التكنولوجيا، بل في تبني وعي اجتماعي يجعل منها أداة داعمة للروابط الإنسانية، لا بديل عنها. فالعيد في جوهره، ليس لحظة رقمية، بل مناسبة إنسانية تستحق أن تعاش بكل تفاصيلها الحية. ولعل التحدي الأبرز في هذا العصر هو الحفاظ على حرارة العلاقات في زمنٍ يبرد فيه الوجدان أمام شاشات مضيئة.

بالصوت والصورة
يرى المتخصص الاجتماعي خالد الكعبي أن التواصل الرقمي، بالرغم ما يوفره من حلول مؤقتة، لا يمكن أن يعوض اللقاءات الشخصية والوجدانية التي تميز العيد، لاسيما أن طقوس العيد مليئة بالتفاصيل الحسية التي لا يمكن للشاشات أن تنقلها، كالعناق وتبادل العيديات والجلوس الجماعي حول السفرة. ويشير الكعبي إلى أن بعض فئات المجتمع، ما زالوا يجدون فرحة العيد الحقيقية في اللقاء الواقعي وليس في تهنئة مكتوبة أو مكالمة عابرة.
أما فيما يخص أثر التكنولوجيا على العادات والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بالأعياد، يقول الكعبي: الصورة تحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية. فمن جهة، ساعدت التكنولوجيا في تعزيز التواصل مع الأقارب البعيدين، وتوثيق لحظات العيد بالصوت والصورة، ونشر التقاليد وتعزيز الهوية الثقافية، بل وساهمت أيضاً في نشر المحتوى الديني والتوعوي الذي يضفي على العيد بعداً روحياً. ومن جهة أخرى، فإن الإفراط في استخدام الوسائل الرقمية قد أدى إلى ضعف صلة الرحم، وسطحية المشاعر، والانشغال بالتصوير على حساب التفاعل الحقيقي، فضلاً عن فقدان الخصوصية والتأثير السلبي للشاشات على الأطفال، الذين قد ينشغلون بالألعاب الرقمية بدلاً من مشاركة الأقارب فرحة العيد.
وفي خضم هذه التحولات، يبقى التوازن هو الحل الأمثل، كما يؤكد المتخصص خالد الكعبي، حيث يفترض أن تكون التكنولوجيا وسيلة داعمة ومساندة، وألا تكون بديلاً عن اللقاءات الإنسانية الحقيقية التي تبني الذاكرة العاطفية وترسخ القيم الاجتماعية الأصيلة.

توثيق اللحظات
وتشير شيخة النقبي (ولية أمر) بأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دوراً محورياً في حياتنا اليومية، حيث سهلت العديد من جوانب الحياة، لاسيما في المناسبات الاجتماعية المهمة كالأعياد. وتقول: أصبحت هذه الوسائل جسراً يصل بيني وبين أحبتي، لاسيما أولئك الذين يعيشون خارج الدولة للعلاج أو الدراسة. وبات بإمكاننا أن نرى وجوههم، ونسمع أصواتهم، ونتبادل التهاني عبر مكالمات الفيديو، فنشعر بأن المسافات قد تقلصت، وأن العيد يجمعنا على الرغم من بعد المسافات. وتوضح أن هذه الوسائل، على الرغم من فوائدها العديدة، لا يمكنها أبداً أن تعوض اللقاءات الشخصية، فهناك فرق شاسع بين السلام عبر الشاشة والسلام باليد، بين أن تسمع صوتاً وبين أن تحضن شخصاً عزيزاً عليك. والتكنولوجيا تخفف من مشاعر الغربة، لكنها لا تنقل دفء اللقاء الحقيقي، ولا تضاهي جمعة العائلة حول مائدة واحدة، ومشاعر الفرح التي تتسلل إلى القلوب في لحظات اللقاء الواقعي. وتقول: التكنولوجيا يسّرت نشر الأخبار السعيدة داخل العائلة، وساعدت في توثيق أجمل اللحظات، بل وحتى في تعريف المجتمعات الأخرى بعاداتنا وتقاليدنا. ولكن للأسف، لوحظ أن البعض بات يكتفي برسالة أو مكالمة قصيرة بدلاً من الزيارة. 
وتشير بدرية عبدالله ولية أمر لا يمكن أن أعّبر عن مدى فرحتي عندما تصلني رسالة تهنئة بالعيد على هاتفي عابرة الحدود والمسافات من شخص تربطني به ذكريات الطفولة، وبالرغم من انقطاع التواصل بيننا لسنوات طويلة، فقد أنعشت هذه الرسالة علاقتنا من جديد.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العيد عيد الأضحى الإمارات العيدية الذكاء الاصطناعي لا یمکن

إقرأ أيضاً:

هي العيد.. وئام مجدي تشارك فيديو مع جدتها الراحلة

شاركت الفنانة وئام مجدي مقطع فيديو يجمعها بجدتها الراحلة، وعبرت عن حزنها الشديد عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

مكنش ينفع تتعبي أكتر من كدة.. وئام مجدي تنعى جدتها برسالة مؤثرةعلشانك هقدر أكمل.. وئام مجدي تتحدث عن تيتة نوال بعد وفاتهاأول تعليق من وئام مجدي بعد عزاء جدتها تيتة نوالهيدي كرم ولمى كتكت وياسمين أحمد كمال في عزاء تيتا نوال جدة وئام مجدي


 

وظهرت وئام في الفيديو وهي تحتضن جدتها وتعلق :"هي العيد".


 

وفاة جدة وئام مجدي 

تصدرت وفاة تيتة نوال، محرك البحث جوجل ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة  وذلك بالتزامن مع رحيلها بعد صراع مع المرض.

جدير بالذكر أن تيتة نوال هي والدة المخرج خالد الحجر وجدة الفنانة وئام مجدي، حيث ظهرت معها في العديد من الفيديوهات عبر منصات السوشيال ميديا.

أعلنت وئام مجدي، وفاة جدتها «تيتة نوال»، والتي تظهر معها في الفيديوهات دائما على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتبت وئام مجدي أول أمس عبر حسابها الرسمي على فيس بوك: “توفيت إلى رحمة الله تيتة نوال حبيبتي ادعولها”.

طباعة شارك وفاة جدة وئام مجدي وئام مجدي والدة المخرج خالد الحجر اخبار الفن إنستجرام

مقالات مشابهة

  • أوروبا تريد الحدّ من استخدام الأطفال الشبكات الاجتماعية
  • صبا مبارك تستمتع بإجازة العيد وسيلفي يورطها مع الجمهور
  • تهاني العيد من قلب القيادة إلى قلب الجبهات .. المجاهدون يتعهدون بمواصلة الثبات والصمود حتى زوال العدوان والاحتلال (تفاصيل)
  • العيد الكبير بالمغرب دون نحر.. حرص على روحانيات العيد ومظاهره الاجتماعية
  • رئيس الجمهورية يتلقى تهاني العيد
  • لأول مرة في التاريخ ..صلاة العيد في عدن تتحول الى مظاهرة
  • هي العيد.. وئام مجدي تشارك فيديو مع جدتها الراحلة
  • خادم الحرمين وولي العهد يتبادلان تهاني العيد مع قادة الدول الإسلامية
  • عروس الدلتا تتزين لاستقبال عيد الأضحى.. تهاني الرئيس السيسي وأجواء العيد تملأ شوارع الغربية