كاتبة أمريكية: هكذا يبدو الاستبداد في عهد ترامب الثاني
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفية ميشيل غولدبرغ تناولت فيه قرارات ترامب الأخيرة وتأثيراتها على المشهد السياسي في الولايات المتحدة.
وقالت الكاتبة، إنها منذ انتخاب دونالد ترامب مجددا، خشيت سيناريو واحدا أكثر من أي سيناريو آخر: أن يستدعي الجيش لمواجهة المحتجين على عمليات الترحيل الجماعي التي ينفذها، مما يضع أمريكا على طريق الأحكام العرفية.
وأضافت أنه في بيئة ما بعد الواقع، اتضح أن الرئيس لم يكن بحاجة إلى انتظار أزمة لشن حملة قمع استبدادية. بل إنه يستطيع ببساطة اختلاق واحدة.
وتابعت غولدبرغ، أنه صحيح أن بعض المحتجين على مداهمات إدارة الهجرة والجمارك في لوس أنجلس اتسموا بالعنف؛ ففي يوم الأحد، أُلقي القبض على رجل بتهمة إلقاء زجاجة مولوتوف على ضابط شرطة، واتهم آخر بقيادة دراجة نارية ودهس صفا من رجال الشرطة. وإنه يجب إدانة مثل هذا العنف لأنه غير أخلاقي ولأنه يؤدي إلى نتائج عكسية بشكل كبير؛ فكل حرق لـ Waymo [محطة التاكسي ذاتية القيادة] أو تحطيم واجهة متجر هو هدية عينية للإدارة.
كما أكدت الكاتبة أن فكرة احتياج ترامب إلى نشر جنود في شوارع المدينة لأن أعمال الشغب كانت تخرج عن نطاق السيطرة هي محض خيال.
وجاء في بيان صادر عن إدارة شرطة لوس أنجلس مساء السبت: "اليوم، ظلت المظاهرات في جميع أنحاء مدينة لوس أنجلس سلمية، ونحن نشيد بكل أولئك الذين مارسوا حقوقهم التي يكفلها لهم التعديل الأول بمسؤولية". وكان ذلك في نفس اليوم الذي تجاوز فيه ترامب حاكم ولاية جافين نيوسوم وجعل الحرس الوطني في كاليفورنيا فدراليا، بموجب قانون نادر الاستخدام يهدف إلى التعامل مع "التمرد أو خطر التمرد ضد سلطة حكومة الولايات المتحدة".
وأوضحت أنه بالرغم من نشر آلاف من قوات الحرس الوطني بالفعل في المدينة يوم الاثنين، قالت الإدارة إنها سترسل أيضا 700 من مشاة البحرية، ويبدو أن شرطة لوس أنجلس لا تريد وجود مشاة البحرية هناك.
وفي بيان، قال رئيس الشرطة، جيم ماكدونيل: "إن وصول القوات العسكرية الفيدرالية إلى لوس أنجلس - في غياب تنسيق واضح، يمثل تحديا لوجستيا وعمليا كبيرا لنا نحن المسؤولين عن حماية هذه المدينة". لكن بالنسبة لترامب، لم تكن حماية المدينة هي الهدف أبدا.
وقالت إنه من المهم أن نفهم أنه بالنسبة لهذه الإدارة، لا يشترط أن تكون الاحتجاجات عنيفة لتعتبر انتفاضة غير شرعية. وتشير المذكرة الرئاسية التي تستدعي الحرس الوطني إلى كل من أعمال العنف وأي احتجاجات "تعيق" إنفاذ القانون.
وأشارت غولدبرغ إلى أن هذا التعريف يبدو أنه يشمل المظاهرات السلمية حول موقع مداهمات دائرة الهجرة والجمارك، ففي أيار/ مايو، على سبيل المثال، اقتحم عملاء فدراليون مسلحون مطعمين إيطاليين شهيرين في سان دييغو بحثا عن عمال غير موثقين؛ وقاموا بتقييد أيدي الموظفين واعتقلوا أربعة أشخاص.
وأثناء قيامهم بذلك، تجمع حشد غاضب في الخارج، وهم يهتفون "عار" ومنعوا العملاء من المغادرة لفترة من الوقت. وبموجب أمر ترامب، يمكن للجيش استهداف هؤلاء الأشخاص باعتبارهم متمردين، وفق الكاتبة.
وبينت الكاتبة أن الإدارة، في نهاية المطاف، لديها كل الأسباب لترهيب من قد يشاركون في العصيان المدني. الاحتجاجات العنيفة تخدم مصالحها، أما الاحتجاجات السلمية فتهدد الرواية السخيفة التي تحاول فرضها على أمريكا. انظروا فقط إلى المدى الذي ستصل إليه لإسكات ديفيد هويرتا، رئيس الاتحاد الدولي لموظفي الخدمات في كاليفورنيا.
وفي الأسبوع الماضي، أُلقي القبض على هويرتا بعد جلوسه على الرصيف وسده بوابة أثناء احتجاجه على مداهمة لدائرة الهجرة في موقع عمل في لوس أنجلس. وأثناء عملية اعتقاله، طُرح أرضا، مما أدى إلى دخوله المستشفى. يوم الاثنين، وجهت إليه وزارة العدل تهمة "التآمر لعرقلة ضابط"، وهي جناية تصل عقوبتها القصوى إلى السجن ست سنوات.
وقالت: "إن ترامب دعا أيضا، يوم الاثنين، إلى اعتقال نيوسوم. لو شاهدتم كل هذا في أي بلد آخر، إرسال جنود لقمع المعارضة، واعتقال قادة نقابيين، وتهديد سياسيين معارضين - لَأدركتم بوضوح أن الاستبداد قد وصل. السؤال الآن هو: هل يمكن حث الأمريكيين الكارهين للاستبداد على الرد؟".
وأشارت الكاتبة إلى أن كثيرين تكهنوا بأن المواجهة في لوس أنجلس ستصبّ في مصلحة ترامب، مما يسمح له بالتظاهر بأنه بطل القانون والنظام، وهو من أخضع العصابات الإجرامية. وعلقت قائلة إنه ربما يكونون محقين. فترامب ديماغوجي بارع، موهوب في خلق مشاهد الصراع التي يتوق إليها أنصاره. نعلم الآن أن الدكتور فيل كان موجودا على الأرض مع إدارة الهجرة والجمارك خلال المداهمات التي أشعلت اضطرابات لوس أنجلس، مصورا حلقة خاصة في وقت الذروة. بدا أن الإدارة تُريد مشهدا مثيرا.
وبينت أنه مع ذلك، فإن الرأي العام ليس ثابتا، ولذلك من المهم لكل من لديه منبر - سياسيون، ومحاربون قدامى، وقادة ثقافيون ودينيون - أن يدينوا تجاوزات الإدارة الاستبدادية. ويروج مسؤولون في الإدارة، مثل ستيفن ميلر، لفكرة أن لوس أنجلس "أرض محتلة"، كما يتضح من الأعلام الأجنبية التي يحملها بعض المتظاهرين.
وقالت إن على الأمريكيين الذين ما زالوا يأملون في الديمقراطية أن يرددوا، بأعلى صوت وبقدر استطاعتهم، أن هذه كذبة غبية ومهينة لتبرير استيلاء ديكتاتوري على السلطة. ربما يتبين أن الحقيقة لا تستطيع التغلب على الدعاية اليمينية، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أننا ضللنا الطريق بالفعل.
وأردفت غولدبرغ، أنه في عام 2020، عندما ذهب ترامب إلى كنيسة القديس يوحنا لالتقاط صورة بعد أن أطلق ضباط شرطة الحدائق الأمريكية والخدمة السرية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، أُدين على نطاق واسع من قِبل الزعماء الدينيين وضباط عسكريين سابقين رفيعي المستوى، مما أجبر الإدارة على اتخاذ موقف دفاعي.
كما أظهر استطلاع للرأي أُجري بعد ذلك بقليل أن ثلثي الأمريكيين يحملونه مسؤولية زيادة التوترات العرقية. لذلك ليس من المسلم به أن الفوضى تصب في مصلحة ترامب، خاصة عندما يكون من الواضح أنه هو من يحرض عليها. ولكن يجب أن تكون هناك أصوات قوية تواجه أكاذيبه الصريحة.
وأوضحت أنه بالرغم من أن أمريكا انحرفت نحو اليمين منذ ولاية ترامب الأولى، ويمكنه الآن الإفلات من العقاب على انتهاكاته التي كانت ستثير غضبا جماهيريا آنذاك، فإن كثيرا من الديمقراطيين، الذين تضرروا بشدة من ردود الفعل العنيفة ضد حركة "حياة السود مهمة" والهجرة غير الشرعية واسعة النطاق، يفضلون عدم خوض معركة بشأن الفوضى في لوس أنجلس.
وذكرت مجلة بوليتيكو: "لشهور، سعى الديمقراطيون، الذين تأثروا بسياسات هذه القضية، إلى تجاهل حروب الرئيس دونالد ترامب على الهجرة - مركزين بدلا من ذلك على الاقتصاد أو التعريفات الجمركية أو في حالة الترحيل، مخاوف الإجراءات القانونية الواجبة".
كما أكدت الكاتبة، أنه لا مجال لتجاهل رئيس ينشر الجيش في مدينة أمريكية بناء على أكاذيب سخيفة حول غزو أجنبي. في الواقع، من الصعب التفكير في علامة أوضح على طريق الديكتاتورية، مشيرة إلى أنه يوم السبت القادم، في عيد ميلاد ترامب، يخطط لعرض عسكري ضخم في واشنطن، ظاهريا للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 250 لتأسيس الجيش.
والتقطت صور للدبابات وهي في طريقها إلى المدينة، ونصب لنكولن التذكاري يقف في الخلفية بشكل مأساوي، كصورة من فيلم كابوسي من أفلام هوليوود.
وختمت غولدبرغ قائلة، إنه في ذلك اليوم، ستنظم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد تحت شعار "لا ملوك". مبينة أنها تأمل بشدة أن تؤجج محاولة ترامب قمع الاحتجاجات تلك المظاهرات. قد يخاف من يريدون العيش في بلد حر، لكن لا ينبغي أن يجبُنوا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب الولايات المتحدة لوس أنجلوس الاستبداد الولايات المتحدة الاستبداد لوس أنجلوس ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لوس أنجلس
إقرأ أيضاً:
مؤشرات أمريكية تغلق على خسائر طفيفة.. والأسواق تتراجع وسط التوترات الجيوسياسية
مؤشر S&P500 يتنازل عن أعلى مستوياته في 3 أشهررهانات خفض الفائدة تصل إلى 70% في سبتمبر المقبلأغلقت المؤشرات الأمريكية الرئيسية على خسائر طفيفة في جلسة الأربعاء مع قلق المستثمرين من التوترات في الشرق الأوسط، بينما هدأ تقرير التضخم المعتدل المخاوف بشأن ضغوط الأسعار الناجمة عن الرسوم الجمركية.
إذ فقدت وول ستريت مكاسبها المتواضعة بعد أن أفادت مصادر بأن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء جزئي لسفارتها في العراق بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.
وكان مسؤول إيراني كبير قد صرّح في وقت سابق بأن طهران ستضرب القواعد الأمريكية في المنطقة إذا فشلت المفاوضات النووية ونشأ صراع مع الولايات المتحدة.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، بلغ معدل التضخم العام 2.4%، وهو أقل من توقعات الاقتصاديين 2.5%، بينما يتوقع الاقتصاديون تسارع التضخم في الأشهر المقبلة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الواردات.
ويتوقع المتداولون احتمالًا بنسبة 70% أن يخفض الاحتياطي الفدرالي معدلات الفائدة بحلول اجتماعه للسياسة النقدية في سبتمبر، وفقًا لأداة FedWatch.
كما يترقب المستثمرون المزيد من التفاصيل حول محادثات التجارة بين الصين والولايات المتحدة بعد أن أعلن ترامب عن إتمام الصفقة الأميركية مع الصين. حيث ستزودها بكين بالمغناطيس والمعادن الأرضية النادرة.
أداء المؤشرات الأمريكية الرئيسية
أغلق مؤشر الداو جونز مستقراً عند مستويات 42,865 في يوم الأربعاء بعد أن استطاع خلال الجلسة اختراق مستويات 43000 لأول مرة في نحو 3 أشهر.
بينما تراجع مؤشر S&P500 بنسبة 0.3% ليتنازل عن أعلى مستوياته منذ أكثر من 3 أشهر.
كما تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.5% لينهي سلسلة مكاسب من 3 جلسات متتالية.
قفز سهم Exxon Mobil بنحو 2% في جلسة الأربعاء إلى أعلى مستوياته في نحو شهر، لتضيف الشركة 9 مليارات دولار إلى قيمتها السوقية في يوم واحد.
كما ارتفعت أسهم Chevron بنسبة 1% إلى أعلى مستوياتها في شهرين.
وجاءت مكاسب أسهم شركات النفط بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياته في شهرين نتيجة تصاعد تزايد المخاوف الأمنية في الشرق الأوسط.
إذ أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط بعد أن قال وزير الدفاع الإيراني إن طهران ستضرب قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية ونشأ صراع مع واشنطن.
أسهم GameStop
تراجع سهم GameStop بنسبة 5% في جلسة الأربعاء إلى أدنى مستوياته في 3 أسابيع بعد إعلان الشركة عن إيرادات دون التوقعات.
إذ أعلنت بائعة ألعاب الفيديو عن إيرادات بقيمة 732.4 مليون دولار بالربع الأول مقابل متوسط التوقعات البالغة 754 مليون دولار.