بعد مايكروسوفت.. مؤتمر آبل يشهد احتجاجا خلال الكلمة الافتتاحية
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
شهد مؤتمر آبل العالمي للمطورين WWDC 2025، حادثة لافتة، حيث صعد أحد المتظاهرين إلى المسرح خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها كريج فيديريجي، رئيس قسم البرمجيات في الشركة، زاعما أنه موظف في آبل.
وقام الشخص، الذي لم تسمع كلماته بوضوح للحضور، بفتح سترته ليظهر كوفية فلسطينية، بينما كان يرفع ما بدا وكأنه بطاقة تعريف موظف ويصرخ: "أنا أعمل في آبل".
واستمرت الواقعة لنحو 30 ثانية قبل أن يتدخل رجال الأمن ويقتادوه خارج المسرح، بينما واصل فيديريجي العرض دون توقف.
يأتي هذا الحادث في سياق سلسلة من الاحتجاجات التي باتت تستهدف مؤتمرات كبرى لشركات التكنولوجيا.
ففي الشهر الماضي، شهد مؤتمر "مايكروسوفت بيلد" احتجاجات مشابهة، حيث قاطع موظفون كلمة الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا، بالإضافة إلى عرض آخر، وهم يرفعون شعارات داعمة لفلسطين.
ويبدو أن هذا النمط المتكرر يشير إلى تصاعد حدة الاعتراضات داخل كبرى شركات التكنولوجيا، لا سيما فيما يتعلق بعلاقاتها التجارية والتزاماتها الأخلاقية.
وقد انتشر مقطع الفيديو الذي يوثق الواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة، ووصفه البعض بأنه "أحد أكثر الاحتجاجات جرأة في تاريخ WWDC".
وقد وقع الحادث في توقيت محسوب، إذ جاء بعد دقائق فقط من بدء فيديريجي عرضه للميزات البرمجية الجديدة أمام آلاف المطورين والإعلاميين الحاضرين في القاعة.
حتى الآن، لم تصدر شركة آبل أي بيان رسمي بشأن الحادث، لكن من المرجح أن يؤدي هذا الاختراق إلى مراجعة إجراءات الأمن المعتمدة في مؤتمرها السنوي الذي يعرف عادة بانضباطه الصارم.
جدير بالذكر أن شركة “مايكروسوفت” الأمريكية تواجه انتقادات واتهامات بتعزيز دعمها التكنولوجي للجيش الإسرائيلي، خاصة في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، خلال حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023.
وسلط احتجاج موظفين في الشركة، في الأيام الماضية، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيسها، ضد الخدمات المقدمة لتل أبيب، الضوء على أبعاد التعاون القائم بين الشركة والجيش الإسرائيلي.
وشارك في هذا الاحتجاج موظفون بارزون، على رأسهم الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي في “مايكروسوفت”، مصطفى سليمان، ما أثار ردود فعل واسعة حول العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: آبل مؤتمر آبل للمطورين موظف في آبل شركات التكنولوجيا مايكروسوفت
إقرأ أيضاً:
أنس يُسلِّم الكلمة للأحرار.. "الوصية الأخيرة"
سعيد بن حميد الهطالي
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران: 169).
في حياة الشعوب المقهورة ثمة لحظات تكتب التاريخ بدمها لا بحبرها، ولحظة أنس جمال الشريف كانت واحدة من تلك اللحظات الخالدة مراسل الجزيرة في قطاع غزة الذي حمل قضيته على كتفيه، وكتب وصيته الأخيرة قبل ساعات من استشهاده وكأنه كان يهيئ العالم لسماع صدى رحليه!
لم تمر ساعات حتى استهدف الغدر الإسرائيلي الغاشم خيمة الصحفيين بجوار مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة ليسقط أنس شهيدًا إلى جوار زميله محمد قريقع، وآخرين -رحمهم الله- في جريمة مروعة من جرائم الطغاة هزت الضمير الإنساني المتبقي في بعض الأمة، وأثارت موجة تنديد عربية ودولية واسعة.
كان أنس في الميدان لا يعرف للخوف طريقًا، يقف ثابتًا مرتديًا درعه الأزرق وخوذته التي لم تحمه من الموت؛ مُمسِكًا بميكروفونه كما يمسك المقاتل سلاحه، خلفه كانت تعصف أصوات القصف والصراخ، وأمامه عدسات العالم التي أراد أن يرى من خلالها الحقيقة كما هي بلا تزييف ولا خوف.. كل كلمة كان ينطقها كانت أشبه برصاصة أشد وقعًا من قنابل المجرمين.. في آخر أيامه جلس ليكتب وصيته وهو يعلم أن القصف يقترب، وأن الموت قد يطرق بابه في أي لحظة.
لم يكن ينقل الأخبار كأي مراسل، كان ينقل وجع غزة النابض في دمائه، وكان صوته شاهدًا على أن الكلمة الحرة قد تكون أثقل من القنابل، وأقوى من جدران الحصار، وعندما أسكتته رصاصة الغدر بقي صوته يتردد في أزقة جباليا ليقول للعالم: " هنا شعب لا ينكسر، وهنا الحقيقة لا تموت".
اللهم ارحم أنس الشريف وزملاءه الشهداء الأبطال، واجعل دماءهم الطاهرة شرفًا ونورًا لأمتهم، واغفر لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر، واربط على قلوب أهليهم وأحبتهم، وألهمهم الصبر والسلوان، واجعل دماءهم الشريفة لعنة على الظالمين حتى تشرق شمس الحرية على فلسطين، وحسبنا الله ونعم الوكيل و"إنا لله وإنا إليه راجعون".
رابط مختصر