كيف تستفيد مجموعة "بريكس" من انضمام السعودية ومصر والإمارات؟
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
دعت دول الأسواق الناشئة الكبرى، الأسبوع الماضي، المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإثيوبيا وإيران، للانضمام إلى تكتلها "بريكس" الأسبوع الماضي في مسعى لتوسيع نفوذها العالمي.
وقال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، الخميس الماضي، إن زعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا اتفقوا على توسيع أعضاء مجموعة "بريكس" اعتبارا من الأول من يناير 2024 في قمة عقدت في جوهانسبرغ، ليكون هذا التوسع هو الأول منذ عام 2010.
وبحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" واطلعت عليه "العربية.نت"، فإن انضمام السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، إلى جانب روسيا والإمارات وإيران والبرازيل، يجمع أكبر منتجي الطاقة مع أكبر المستهلكين في الدول الناشئة، مما يمنح التكتل نفوذاً اقتصادياً هائلاً.
وأضافت "بما أن معظم تجارة الطاقة في العالم تتم بالدولار، فإن التوسع يمكن أن يعزز أيضًا قدرتها على دفع المزيد من التجارة إلى عملات بديلة".
وقال رامافوزا في مؤتمر صحافي مشترك مع زعماء المجموعة الآخرين: "لدينا إجماع على المرحلة الأولى من عملية التوسع هذه وستتبعها مراحل أخرى". وأضاف أنه تم التوصل أيضا إلى اتفاق بشأن الحاجة إلى إصلاح الهيكل المالي العالمي والمؤسسات الرئيسية لجعل العالم أكثر إنصافا وشمولا وتمثيلا.
ويعني توسيع "بريكس" أيضًا مزيدًا من التأثير للتحالف في الشؤون العالمية وقد يؤدي إلى نوع مختلف من الاقتصاد العالمي، وذلك لأنه بالمقارنة مع مجموعة السبع، فإن دول "بريكس" أقل توجهاً نحو السوق.
وقال الخبير الاستراتيجي في شركة "تيليمر" حسنين مالك، "إن توسيع مجموعة "بريكس" مدفوع بالرغبة في بناء بديل لنظام دولي يتمحور حول الهيمنة الأميركي. ينبغي التمييز بين استخدام الدولار الأميركي كعملة تجارية، والتي قد تتآكل مع بحث الكثيرين عن بديل، وكعملة احتياطية، لا تتمتع أي دولة أو مجموعة دول أخرى تقريبًا بالحجم والمصداقية المؤسسية".
وكان الدافع وراء التوسع إلى حد كبير هو الصين، لكنه حظي بدعم روسيا وجنوب أفريقيا. وكانت الهند تشعر بالقلق من أن مجموعة "بريكس" الأكبر قد تحول المجموعة إلى ناطق بلسان الصين، في حين كانت البرازيل قلقة بشأن تنفير دول الغرب.
وقال رئيس الاستراتيجية الكلية في شركة الاستثمار في الأسواق الناشئة "FIM Partners" تشارلي روبرتسون إن مجموعة "بريكس" لم تفعل الكثير منذ تأسيسها في الفترة 2009-2010، ولا يتوقع أن يتغير ذلك بشكل ملحوظ.
"تستهدف مجموعة "بريكس" تقوية بنك التنمية الجديد. وتوسيع "بريكس"، يعني زيادة عضوية البنك، وهو أمر مهم. "سواء كان الأمر يتعلق بضخ رأس المال السعودي أو الإماراتي، أو اعتماد مصر والأرجنتين وإثيوبيا وربما إيران على رأس المال الذي سيتم ضخه، فإن البنك كان إضافة مرحب بها إلى الهيكل المالي العالمي".
ووصف الرئيس الصيني شي جين بينغ توسع "بريكس" بأنه حدث تاريخي ونقطة انطلاق جديدة للتعاون بين الدول النامية، في حين قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن بلاده ستعمل مع الأعضاء الطامحين للانضمام إلى المجموعة.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News الإمارات الصين الهند أميركا بريكس اقتصاد بريكس السعوديةالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الإمارات الصين الهند أميركا بريكس اقتصاد بريكس السعودية
إقرأ أيضاً:
في ظل اتهامات لحفتر والإمارات.. الجيش السوداني ينسحب من المثلث الحدودي
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2025، عن تنفيذ قواتها عملية إخلاء لمنطقة المثلث الحدودي المحاذي لكل من مصر وليبيا، وذلك في إطار ما وصفته بـ"الترتيبات الدفاعية لصد العدوان".
وقالت القوات المسلحة، في تعميم صحفي مقتضب، نشرته على صفحتها على منصة "فيسبوك": إن "قواتنا أخلت اليوم منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا"، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة الإخلاء، أو ما إذا كان مؤقتاً أو نهائياً، مكتفية بختام التعميم بعبارة: "نصر من الله وفتح قريب".
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من اتهام الجيش السوداني لقوات اللواء الليبي خليفة حفتر بدعم هجوم شنته قوات الدعم السريع على نقاط حدودية في ذات المنطقة، وهو ما اعتبره "اعتداءً سافراً على السيادة السودانية"، واتهم فيه أيضاً دولة الإمارات بتقديم دعم لوجستي وعسكري للمهاجمين.
وليس معروفا إن كانت عملية الإخلاء مرتبطة بتغيرات ميدانية حساسة أو تحركات عسكرية محتملة في المنطقة، في وقت يشهد فيه السودان تصعيداً متزايداً بين الجيش والدعم السريع، وسط اتهامات متبادلة وتدخلات إقليمية تُعقد المشهد أكثر فأكثر.
وتعتبر منطقة المثلث الحدودي من أكثر النقاط الجغرافية حساسية في الإقليم، كونها تمثل بوابة محتملة للتهريب أو الإمداد أو الاختراق عبر الصحراء المفتوحة.
ليست المرة الأولى
ويُشار إلى أن الاتهامات السودانية لحفتر بدعم قوات "الدعم السريع" ليست وليدة اليوم؛ ففي يونيو/حزيران 2024، وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، اتهم مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، قوات تابعة لحفتر ـ وعلى رأسها كتيبة "سبل السلام" السلفية المتمركزة في مدينة الكفرة ـ بإيصال شحنات ذخيرة ومدافع هاون إلى قوات "الدعم السريع"، في عمليات توريد قال إنها تمت بإشراف مباشر من اللواء 106، الذي يقوده خالد حفتر، نجل خليفة حفتر.
ورغم هذه الاتهامات، خرج حفتر حينها في كلمة مصورة لينفي أي تدخل في الحرب الدائرة بالسودان، معتبراً تلك المزاعم "أكاذيب مغرضة"، مؤكداً التزامه بما سماه "عقيدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة"، ومجدداً حرصه على "علاقات حسن الجوار" مع الخرطوم.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة حميدتي حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.