عربي21:
2025-06-13@09:48:42 GMT

خبراء الحركات الإسلامية بين الباحث والمباحث

تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT

الحركات الإسلامية تحظى باهتمام كبير من الدراسة، سواء منذ ظهورها وبزوغها، وحتى في فترات ضعفها لم تفقد الاهتمام بمسيرتها وما يحدث لها من تطور سواء كان سلبيا أو إيجابيا، وتختلف الأقلام والأصوات التي تتناول الحركة الإسلامية، ورغم أن أكثر هذه الاهتمامات كان على الإخوان، إلا أن بقية الحركات نالت قسطا كبيرا أيضا.



ومسيرة دراسة الإخوان وغيرها من الحركات الإسلامية، مرت بمراحل عدة، وكذلك انقسم من تناولوها إلى فئات ثلاث: فئة الباحث، وفئة الباحث المباحث، وفئة المباحث.

الباحث المنصف المتجرد

ونقصد بالباحث هنا من يتناول الإخوان أو الحركات الإسلامية من دوافع بحثية، تحكمه فيها قواعد البحث العلمي، من افتراضات وإشكالات، ومعلومات، يبذل جهدا في جمعها، سواء من خلال أدبيات الحركة، أو من خلال رصد لمسيرتها وأدائها الفعلي، محللا ما يقع تحت يده من أدبيات، ووثائق، يسعى للبحث عنها، وربما يكلفه ذلك الجهد والوقت والمال، لكنه لا يألو جهدا في السعي وراء بحثه، وهذه الفئة برز فيها شخصيات عربية وغربية.

وسواء من تناول الإخوان والحركة بالبحث، كان مؤيدا لها أو ناقدا، لكنه كان في بحثه وتحليلاته منصفا، وعند أخطائه العلمية التي يقع فيها، تكون نتيجة قصور بشري وهو ما يقع للكثيرين، ولا يسلم منه أحد، لأنها طبيعة بشرية، ولكنه سرعان ما يكتشف خطأه، فيعود ويصوب، ومن هؤلاء: المستشار طارق البشري رحمه الله، فعندما كتب كتابه: الحركة السياسية في مصر (1945-1953م)، كان في طبعته الأولى منه، قد قصر في البحث، ونتج عن ذلك قصور في نتائجه فيما يتعلق بالإخوان، ثم استدرك ذلك في الطبعات التالية، واعترف بما وقع فيه من قصور.

الحركات الإسلامية تحظى باهتمام كبير من الدراسة، سواء منذ ظهورها وبزوغها، وحتى في فترات ضعفها لم تفقد الاهتمام بمسيرتها وما يحدث لها من تطور سواء كان سلبيا أو إيجابيا، وتختلف الأقلام والأصوات التي تتناول الحركة الإسلامية، ورغم أن أكثر هذه الاهتمامات كان على الإخوان، إلا أن بقية الحركات نالت قسطا كبيرا أيضا.ومنهم: المفكر الكبير الأستاذ خالد محمد خالد، فقد كان أول كتبه: من هنا نبدأ، وقد نشره دون فصل منه، ولما سئل عن ذلك، أجاب: إنني كتبته منتقدا للإخوان المسلمين، وقد كانوا وقت نشر الكتاب في السجون، ولم أجد من المروءة أن أكتب ما كتبت وهم لا يملكون حق الدفاع عن أنفسهم، فلما خرجوا من السجن، نشر الفصل المحذوف، وبعد ما يقرب من ثلاثين عاما، نشر خالد كتابا آخر يتراجع فيه عن كتابه الأول، بعنوان: الدولة في الإسلام، بين في مقدمته الخطأ الذي وقع فيه، وأنه أخطأ حين جعل بعض الأحداث التي وقعت من الإخوان مصدر تفكير، لا موضع تفكير، وشتان بين المنهجين، وهو خطأ منهجي وقع فيه، اعترف به، واعتذر عنه، وقد امتلك شجاعة نادرة، فاعتذر بكتاب كامل، ينسف فيه فكرته القديمة.

الباحث المباحث الغربي

وبرز فصيل آخر من الباحثين في الحركة الإسلامية، جمعوا بين أمرين معا، وهؤلاء يمكن تقسيمهم لقسمين، قسم باحث مباحث لكنه يبحث وينتهي بالبحث الذي يسعى فيه، ويعمل على رصد الحقائق، لكنه لأهداف استخباراتية، فهو يكتب ويبحث ليمد بمادته جهة تجمع معلومات، وتجمع أبحاث عن الحركة الإسلامية، وهؤلاء كان أكثرهم من الغربيين، ورأينا منهم نموذجين في نهايات النصف الأول من القرن العشرين، فكان أولهم: هيوارث دن، وقد نزل إلى مصر لدراسة الإخوان، بتكليف من المخابرات البريطانية، وادعى الإسلام، وتزوج بفنانة مصرية وهي روحية خالد.

ولكن بدا من المعلومات التي توافرت بعد ذلك أنها كشفته، وكشفت تحركه المريب، ونبهت لذلك الجهات الأمنية في مصر، واكتشفه أيضا الشيخ حسن البنا، والأستاذ سيد قطب، وقد التقى بكل منهما على حدة، وكتب كتابا بعنوان: (الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر)، وبدا فيه واضحا أن البنا اكتشفه، ولذا كان يمده بمعلومات مغلوطة عن دور الإخوان في فلسطين، وكانت صدمته وصدمة المخابرات البريطانية أنه أوهمهم أنهم لن يشاركوا في حرب فلسطين، ثم اشتركوا بقوة، وكان لاشتراكهم أثر ملموس.

والشخصية الثانية: كانت ريتشارد ميشيل، وله كتاب بعنوان: الإخوان المسلمون، ونزل مصر والتقى عددا من الشخصيات، وعثر على عدد من الوثائق، وكانت جهوده وكتاباته من الواضح أنها لنقل الحراك السياسي في مصر، وبخاصة صدام الإخوان مع عبد الناصر، ثم بعد ذلك انتقل لبحث آخر، حيث لقيه أحد المفكرين الإسلاميين في الكويت منذ سنوات، وسأله: فيم تبحث هذه الأيام يا مستر ريتشارد، فقال له: أدرس الخلافات التي بين الجماعات الإسلامية. فهذه النماذج هي تبحث بحثا جادا، رغم أنه موظف لجهة أمنية أو استخباراتية، ويحاول الوصول لأن المستهدف المعلومات عن الدراسة، سواء اتقفت معه فيما انتهى إليه من تحليلات أم اختلفت.

الباحث المباحث العربي

أما القسم الثاني من هذا القسم، فهم باحثون مباحث، لكنهم يحملون تحاملا ضد الحركة، ولذا فهو يضع نتيجة يريد أن يصل إليها، سواء وجد عليها أدلة أم لم يجد، وإن لم يجد فلا بأس من القص واللصق والفبركة للوصول إلى مستهدفه، وسواء كان ما كتبه بطلب رسمي من جهات أمنية، أم كتبه متطوعا، ليدفع هذه الجهات لاتخاذ مواقف تصادمية مع الحركة، ومن أبرز هؤلاء: د. رفعت السعيد، فقد كان يدفعه التعصب الأعمى للحركة الإسلامية، لكتابة بحوثه وكتاباته عنهم، ويسعى لتتبناها السلطة، وتطبع في مطابعها، ويتم تبنيها في دوائرها البحثية.

ومنهم من نشأ باحثا، ثم تحول لباحث مباحث، وهو ما نجده واضحا في شخصية كضياء رشوان، فقد كانت سنوات بروزه الإعلامي والبحثي الأولى، يبدو منصفا في تناوله للإخوان، وغيرهم من الحركات الإسلامية، ويواجه من يدعون عليهم كذبا، لكنه تحول بعد ذلك، إلى عكس ما قال تماما، ليس عن مراجعات علمية، بل عن مراجعات أمنية بحتة، لا تمت للبحث العلمي بصلة، فتحالف مع السلطة، ولو كانت تقترف كل الموبقات التي يرفضها هذا الباحث من قبل، باسم العلم والبحث النزيه، فصار متبرعا ومتطوعا لكل كذبة على الحركة.

المباحث

بقي صنف أصبح هو الغالب في هذه الأيام، وهو قسم أخفى تماما شريحة الباحث، والباحث المباحث، فلم يعد يوجد في هذا المعسكر السلطوي ودوائره، سوى مجموعة من الأشخاص لا علاقة لهم بالبحث، بل هم مباحث صرف فقط، تحركه الأهواء والأوامر الأمنية، وهو في جل من نراهم يبرزون على منصات الإعلام المصري والإماراتي وبعض المنصات الخليجية والأجنبية، وبخاصة المتهصينة منها.

فهؤلاء أدواتهم ومعلواتهم أمنية فقط، وليست أمنية من حيث صحتها، بل من حيث هدفها، ولا توجد أي ملكة بحثية لديهم، سوى أنهم مخبرون فقط، بل إن منهم من يقدم على أنه خبير في الحركات الإسلامية، وكل تاريخه من السمعة لدى الحركات، أنه عندما اعتقل معهم في السجون، كان مشهورا بأنه يسرق ملابسهم الداخلية داخل المعتقلات والسجون.

مسيرة دراسة الإخوان وغيرها من الحركات الإسلامية، مرت بمراحل عدة، وكذلك انقسم من تناولوها إلى فئات ثلاث: فئة الباحث، وفئة الباحث المباحث، وفئة المباحث.ولأن الإمارات أصبحت مركزا لإيواء هذه الشريحة، فأصبحت منصاتها تتبنى هذه الشخصيات، ولا تجد فيما يقدمونه منهجا علميا، ولا صدقا في معلومة، وأذكر أن أحد هذه المصادر نشر خبرا عن اجتماع لإحدى الحركات الإسلامية، وفيه تفاصيل غريبة، فأرسل لي باحث رسالة يسألني: السلام عليكم، هل ما ورد في هذه الرسالة صحيح؟ فأجبته: لا يوجد أي كلام صحيح في رسالة حضرتك إلي سوى جملة: السلام عليكم!! فرد ضاحكا: معقولة؟ قلت له: نعم، لأن هذه المنصات تعتمد مخبرين يمدونها بالأكاذيب، ولأنهم لا معلومات لديهم، ويريدون استمرار تمويلهم، فيلجأون للكذب لاستمرار السبوبة، وهكذا.

وهؤلاء شخصيات تجدها منثورة في عدة أماكن، وليس شرطا أن يكونوا في مصر أو الإمارات، بل تجد لهم أعوانا من نفس صنفهم، يتواجدون بأي شكل، ولو كانوا بين بعض شخصيات المعارضة المصرية في الخارج، معتمدين على عدم معرفة الناس بآخر تطوراتهم في صلاتهم بهذه المنصات، لكن كثيرا منهم يكشفه ما يكتب، وطريقة كتابته، ومستوى الكذبة التي يرسلها لهذه المنصات، وتقوم بنشرها، وهو ما نلاحظه في عدد من الشائعات التي تبث على منصات تعادي الحركة الإسلامية، وكلما قرأت خبرا، استطعت عن طريق ما يذكر فيه، معرفة من وراء الخبر، ومن مصدره الذي يمده، فهؤلاء أصبحوا الأبرز، وغابت مساحة البحث، ولو كان في مساحة البحث الموجه، لكنها اختفت تماما، ولم تبقى سوى المادة التي أصبحت أشبه ببلاغات المخبرين لضباط المباحث.

وفي هذه الشريحة من ليس مرتبطا بجهة، لكنه متطلع للارتباط، فهو يعرض خدماته، ويعرض مواهبه، فهو لديه سلعة يبحث عمن يشتريها، ويكاد يكتب على صفحته، بعد عرض أفكاره: مخبر للبيع.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء باحثون باحثون رأي تجارب اسلاميون أهداف قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرکات الإسلامیة الحرکة الإسلامیة سواء من فی مصر

إقرأ أيضاً:

خبراء أمميون: إسرائيل ترتكب أعمال "إبادة" بقتلها مدنيين لجأوا إلى المدارس

اتهم خبراء أمميون إسرائيل بارتكاب جريمة ضد الإنسانية تنطوي على "إبادة جماعية"، من خلال قتل مدنيين فلسطينيين احتموا بالمدارس ودور العبادة في قطاع غزة، في سياق ما وصفوه بـ"حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية". اعلان

وجاء ذلك في تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، من المقرر عرضه أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف في 17 يونيو الجاري.

وقالت نافي بيلاي، المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان ورئيسة اللجنة، في بيان: "نشهد مزيدا من الأدلة على أن إسرائيل تنفذ حملة ممنهجة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة"، مضيفة: "استهداف التعليم والثقافة والدين لا يؤذي الجيل الحالي فقط، بل يقوض أيضاً مستقبل الأجيال القادمة وحقها في تقرير المصير".

وأوضحت اللجنة أنها أجرت تحليلاً للهجمات التي طالت المرافق التعليمية والدينية والثقافية في القطاع، لتقييم مدى اتساقها مع القانون الدولي. وكشفت عن تدمير أكثر من 90% من المدارس والجامعات، وتضرر أكثر من نصف دور العبادة والمراكز الثقافية في غزة.

Related300 كاتب فرنكوفوني ينددون بـ"الإبادة الجماعية" في غزة ويدعون لفرض عقوبات على إسرائيل"تصميم" فرنسي على الاعتراف بدولة فلسطينية... وشكوى ضدّ إسرائيل بتهمة ارتكاب "إبادة" جدة فرنسية تلاحق إسرائيل قضائيًا وتتّهمها بارتكاب "جرائم إبادة" بعد مقتل حفيديها في غزة

وأكد التقرير أن القوات الإسرائيلية ارتكبت "جرائم حرب"، من بينها "القتل العمد وتوجيه هجمات مباشرة ضد المدنيين"، مشيراً إلى أن قتل مدنيين احتموا بمؤسسات تعليمية ودينية يرتقي إلى "جريمة إبادة جماعية".

يُذكر أن إسرائيل كانت قد انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في فبراير الماضي، بدعوى انحيازه ضدها، وعقب تقرير اللجنة في مارس، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية عبر استهداف مرافق صحة المرأة في غزة، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلك النتائج بأنها "متحيزة ومعادية للسامية".

وفي تقريرها الأحدث، قالت اللجنة إن إسرائيل دمَّرت أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات وأكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في غزة.

 وأشار التقرير أيضاً إلى أن الضرر لم يقتصر على غزة، بل امتد إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث رُصدت زيادة في العمليات العسكرية ومضايقات بحق الطلاب، إلى جانب تصاعد عنف المستوطنين.

كما وثّق التقرير تعرض طلاب وأكاديميين داخل إسرائيل -من عرب ويهود– لانتهاكات نتيجة تعبيرهم عن تضامنهم مع ضحايا غزة، شملت الفصل من العمل أو الدراسة، والإيقاف، بل والاعتقال في بعض الحالات بطرق "مهينة ومذلة".

وأضافت اللجنة أن "السلطات الإسرائيلية استهدفت بشكل خاص المعلمات والطالبات بهدف ترهيب النساء والفتيات وثنيهن عن أي نشاط في الفضاء العام".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مشكلات الأداء التنفيذي لدى المصابين بفرط الحركة والتوحد.. كيف نتعامل معها؟
  • باحث: خسائر مؤشر سوق الأسهم تجاوزت الـ9% منذ بداية العام رغم متانة الاقتصاد 
  • الحركة الوطنية: مصر لن تسمح بعبث الهواة ولا فوضى الشعارات على حدودها
  • خبراء التغذية:الزنجبيل يسرع من عملية الهضم
  • خبراء: أطعمة تغذي المرض الخبيث في صمت
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور محمد عبد الحليم الباحث بمرصد الأزهر
  • مات غدرا.. مرصد الأزهر ينعى الدكتور محمد عبد الحليم الباحث بوحدة الدراسات
  • خبراء أمميون: إسرائيل ترتكب أعمال "إبادة" بقتلها مدنيين لجأوا إلى المدارس
  • من اليابان إلى الأردن.. 7 وجهات سفر للرجل الباحث عن إجازة بعيدة عن الصخب