أطياف -
المتابع لمؤشر حركة الإعلام المصري أمس فيما يتعلق بردود الأفعال على تحركات قائد الجيش رئيس المجلس الإنقلابي الفريق عبد الفتاح البرهان
يجد أن الأعلام تحدث عن نية مصر لطرح مبادرة مصرية جديدة تضم كل الأطياف السياسية السودانية عدا المؤتمر الوطني ، وأكد أن مصر ستقوم بهذه المبادرة من أجل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية ، و المبادرة ستأتي بجانب الدور الذي تقوم به العواصم العربية الأخرى لحل القضية السودانية ، هذا بجانب تصريحات اماني الطويل التي قالت إن زيارة البرهان الي مصر غير مؤكده حتى الآن ومصر لن تسطيع أن تقدم حلا نهائيا لوقف الحرب لكن يمكنها أن تعمل على وقف إطلاق النار
وخاطب الأعلام المصري ( لسان الحكومة ) الجيش والدعم السريع بطرفي الصراع كقوتين متحاربتين وقال إن مصر بصدد التواصل معهما واقناعهما للجلوس الي الحل وبالرغم ان مصر لم تخف (ميلها القلبي) للجيش الذي تقع عليه مسئولية أمن البلاد والتي تعتبرها من امنها القومي لكن رغم ذلك لم تستطع أن تسمي الدعم السريع بالمليشيا وانها وحسب إعلامها تواصلت مع قائد الدعم السريع وتنتظر رده، وهذا يؤكد أن ماقاله السفير الأمريكي لايمثل الرأي الأمريكي فقط وإنما يعكس وجهة نظر الدول المؤمنة بالتغيير والداعمة للحل السياسي عبر منبر التفاوض والتي أصبحت (مصر الجديدة) جزءاً منها
ومن دفتر الإعلام المصري الذي يعكس وجهة نظر الحكومة المصرية بلاشك ، تقرأ أن مصر تسعى لمبادرة لم الشمل الوطني لإقناع أكبر قاعدة سياسية بالحلول السياسية المطروحة فعندما يتحدث الأعلام أن مصر ستعمل بجانب عواصم عربية أخرى لايمكن تجاوزها فهو يقصد منبر جده لاغيره فليس هناك منبرا رسميا لحل الأزمة سواه ومعلوم أن أديس أبابا تعمل لدعمه وإزالة العقبات لنجاحه
وكتبنا من قبل أن مصر لن تستطيع أن ترسم طريقا جديدا او بديلا لحل الأزمة بدليل سعيها لطرح مبادرة ولم تقل أنها تطرح إتفاقا فمبادرة مصر لن تكون مختلفة عن كل المبادرات الداخلية والخارجية التي تدعم المنبر
كما أن عدم علم اماني الطويل بزيارة البرهان لمصر يؤكد أن ليس هناك ماهو مطبوخ وجاهز ومختلف في المطبخ المصري وإن مصر ستكون صالونا للاستقبال ينتقل منه البرهان الي جغرافيا أخرى
وتلعب مصر الآن دورا يتمثل في تقديم الدعم المعنوي لقائد الجيش إعلاميا، ذات الدور الذي تدفعه الوساطة بشدة ، وهو عملية ( نفض ) غبار البيدروم وإظهار قائد الجيش بمظهر يليق بالمؤسسة العسكرية رحلة تبدأ بزيارة المواقع العسكرية يستقبل فيها البرهان بالسلام الجمهوري ويجدد قبضته على المؤسسة ، ويزور عواصم مختلفه في السودان تعكس قدرته على التنقل داخل السودان حتى بورتسودان يزورها ليؤكد أنه صاحب القرار السياسي والإداري للدولة ولهزيمة الخطة الانفصالية لإقامة دولة الكيزان على ساحل البحر الأحمر ، بعد ذلك سيذهب البرهان الي التفاوض بروح معنوية عالية
فهو لن يتوجه الي منبر جدة مباشرة حتى لايظهر وكأنه مرغما على التفاوض لابد من محطة أولى اما مصر او أديس أبابا ومن ثم تكون جدة قبلته الأخيرة .
فالإعلام المصري رفع الستار وزال الغموض الذي كان يكتنف وجهة القائد ، كما أنه أكد ماهو أكثر أهمية وهي أن مصر ليست لها القدرة على لعب دور سياسي منفرد وذلك أكده في جملتين ( ان مصر لن تستطيع وقف الحرب في السودان ) والثاني ( أنها ستعمل مع عواصم عربية للحل ) ، لكنها في ذات الوقت تحرص على أن تكون على المسرح ولو بدور ثانوي للحفاظ على تاريخها السياسي في المنطقة العربية .
طيف أخير:
#لا_للحرب
عشم الكيزان عشم إبليس في الجنة يعيش
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أخطاء شائعة وحلول عملية.. كيف تفاوض بنجاح؟
مع نجاح المفاوضات في إعلان وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، يفرض سؤال جوهري نفسه: إذا كان التفاوض قادرا على إخماد حرب ومأساة إنسانية، فكيف يمكن أن نستخدمه في إدارة مشاكلنا اليومية؟
فمن داخل الأسرة، إلى المقايضة في السوق، واجتماعات فرق العمل، وصولا إلى عقود الشراكات، ندخل يوميا عمليات مفاوضات مختلفة، ننجح تارة ونفشل تارة أخرى، فهل هناك أسرار مشتركة لإدارة ناجحة لعمليات التفاوض المختلفة، أم أن لكل مجال وشخص طريقته؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فويتشيك تشيزني.. عندما تساعد منافسك على النجاحlist 2 of 2رفضوها موظفة فنجحت كرائدة أعمال.. كيف حولت إثيوبية الفشل لمشروع مزدهر؟end of listفي هذا التقرير نحاول تفكيك دروس طاولة المفاوضات الكبرى إلى أدوات عملية، وبالتالي ترجمة فن التفاوض إلى عادات نجاح يومية يمكن لأي منا تطبيقها بسلاسة.
من تقاسم الكعكة إلى توسعتهاينظر البعض للتفاوض على أنه لعبة المكسب الصفري، وكأننا "نتقاسم كعكة" ذات حجم ثابت، وبالتالي ما تربحه أنت بالضرورة هو خسارة لي. لكن مع تطور الفكر الإداري، بات المنظور الأكثر نجاحا هو "توسيع الكعكة"، أي صناعة قيمة مشتركة جديدة، ليصبح التفاوض ليس مجرد جدال أو محاولة لإخضاع الطرف الآخر، وإنما هو اختصار ذكي للطريق نحو حل قابل للاستمرار.
يكمن جوهر هذا التحول في طرح السؤال الصحيح: ما الذي يهم الطرف الآخر حقا؟ هل هي سرعة تسليم المنتج، ومرونة الدفع، وضمان أطول، أم جودة الأداء؟ وبالمقابل، ما هي أولوياتك أنت؟
القواعد الذهبيةثمة مبادئ أساسية لا تتغير، سواء كنت تجلس على طاولة مفاوضات دولية أو تتفاوض على مهام المنزل. فالمفاوض الناجح هو ذاك الذي يتقن هذه الأدوات ويملك مرونة تكييفها مع السياق:
الخطة البديلة: من الضروري أن تعرف قبل الدخول في أي نقاش ما الذي ستفعله إن لم يتم الاتفاق. هذا الوضوح يمنحك ثباتا نفسيا ويحميك من قبول حل سيئ لمجرد الخوف من الفشل. منطقة التلاقي: هي النطاق الذي يلتقي فيه حدّك الأدنى المقبول مع حدّ الطرف الآخر الأقصى. وكلما عرفت هذه المنطقة مسبقا، قلت المفاجآت واختصرت مدة التفاوض بشكل كبير. المصالح لا المواقف: القاعدة الأهم هي فصل الأشخاص عن المشكلة. لا تجعل نقاشك يقتصر على المطالب الظاهرة أو المواقف المعلنة. بدلا من ذلك، وجه تركيزك نحو المصالح الكامنة، وابدأ بطرح سؤال "لماذا؟" فبمجرد أن تفهم السبب الحقيقي، يصبح إيجاد حلول مرضية أسهل بكثير من المجادلة بشأن الكم. الخيارات والمعايير الموضوعية: لضمان نزاهة الاتفاق وعدالته، احرص على تقديم أكثر من خيار بدلا من رقم واحد. واستند دائما إلى معايير موضوعية يمكن الاتفاق عليها، مثل القانون، أو سوابق السوق، أو الأداء المقاس. هذا النهج يكشف أولويات الطرف الآخر ويساعد في بناء حلول مشتركة. البيئة تحدد الأولويةرغم أن أدوات التفاوض الأساسية واحدة، فإن قيمتها وأولويتها تتغير بشكل جذري حسب البيئة التي تتفاوض فيها. على سبيل المثال، تكتيكات الضغط القاسية التي قد تنجح في إنهاء أزمة دولية، قد تدمّر تماما علاقاتك الشخصية أو المهنية.
إعلان السياسة والدبلوماسية: يتم اللجوء إلى تكتيكات قاسية لأن المخاطر عالية جدا وتتعلق بالوجود والمصير. الأعمال والشركات: العملة الأساسية هي المنفعة، والهدف ليس هزيمة الشريك، بل تكييف الاتفاق ليشمل ضمانات وعناية واجبة وشروط دفع مرحلية، لضمان نجاح الصفقة واستمراريتها. الأسرة والعلاقات: العملة الأغلى هي جودة العلاقة والاحترام، لذلك يجب أن يتقدم التعاطف، والاستماع، والتعبير الهادئ عن الاحتياجات على أي فوز مؤقت، لأن الخسارة الأكبر هنا ليست مادية، بل هي شرخ عاطفي طويل الأمد. خمس محطات عمليةإن نجاح الاتفاق يُقاس بقابليته للتنفيذ والمتابعة، أكثر مما يقاس بجمال صياغته. ويمكن تطبيق هذه الطريقة في مواقف حياتية يومية، مثل طلب ترقية أو وضع ميزانية شهرية، وذلك من خلال الخطوات التالية:
اهدأ وحدد موضوعا واحدا: تجنّب خلط كل الخلافات المتراكمة في جلسة واحدة، وابدأ بنقطة محددة. حدد هدفك وحدّك الأدنى: كن واضحا بشأن ما تريد، وما هي النقاط التي يمكنك التنازل عنها دون ضرر. اسأل قبل أن تقترح: ابدأ بسؤال استكشافي مثل "ما الأهم لكم الوقت أم التكلفة أم الجودة؟" فالسؤال الذكي يختصر الكثير من الوقت. اعرض بدائل: لا تقتصر على رقم واحد، لأن الخيارات المتعددة تكشف أولوية الطرف الآخر دون الحاجة لشدّ أعصاب. التوثيق والمراجعة: اكتب الاتفاق النهائي، وحدد تاريخا للمراجعة والمتابعة، لتقييم مدى نجاحه على أرض الواقع وضمان استمراريته.