فورتينت تكشف.. هل يثق العملاء في القطاع المصرفي
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
أكد المهندس خالد فوزي المدير الإقليمى لشركة فورتينت مصر وليبيا والسودان، أن القطاع المصرفي الذي يتبنى استراتيجية العميل أولًا يقدم تجارب سلسة على الثقة اعتمادًا أساسيًا، فالبنوك لا تحافظ على استثمارات العملاء ومدخراتهم فحسب، بل تؤمن أيضًا الأصول الغاية في الأهمية مثل المعلومات والبيانات الشخصية .
أضاف أن أمن المعلومات يلعب دورًا جوهريًا في الحفاظ على ثقة العملاء من خلال تعزيز استراتيجيات العميل أولًا، فمن الصعب كسب ثقة العملاء في الخدمات المصرفية ومن السهل جدًا خسارتها، حيث يعد كسب ثقة العملاء والحفاظ عليهم أمرًا غاية في الصعوبة ،ففقدان العملاء أمر مثير للقلق لجميع المؤسسات.
أشار إلى أن كسب العملاء والحفاظ على ثقتهم يعد عملية مُكلفة أكثر من تقنيات التكنولوجيا المالية بالنسبة للبنوك. كما أن ثمن فقدان العملاء باهظ للغاية. وهنا نتساءل: هل يثق العملاء في البنوك؟ وهل أثرت الشركات الرقمية على تلك الثقة وأضعفتها؟
وهنا نطرح الإجابة للنقاش. فوجد تقرير Ernst & Young أن 17٪ فقط من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يثقون في أنشطة المؤسسات المالية في أوقات الأزمات. وأفاد المشاركون في استطلاع Bain and Company أيضًا أن الخدمات المالية التي تقدمها شركات التكنولوجيا أكثر جدارة بالثقة. وعلى صعيد آخر، في تقرير Capgemini's World Fintech، قال أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين في استطلاع أنهم يثقون في بنكهم لدعم احتياجاتهم المالية وتقديم المشورة.
إذن كيف يمكن للبنوك حل هذا التناقض في الرأي، والاستفادة من ثقة العملاء في استراتيجيات العميل أولاً، وجعلها عاملًا تنافسيًا حقيقيًا؟
قياس مدى الثقة في البنوك
إن حسن الإدارة والممارسات التجارية الأخلاقية التي تتسم بالشفافية باتت أمور غاية في الأهمية بالنسبة للبنوك للحفاظ على العملاء. تكسب البنوك التي تستثمر في التقنيات والعمليات الفعالة ثقة العملاء. فعلى سبيل المثال، أظهرت الأزمة المالية في عام 2008 مدى تأثير قلة المرونة المالية على الثقة المكتسبة في القطاع بصفة عامة.
تنبع الثقة في الخدمات المصرفية من مزيج بين الثقافة والمرونة التشغيلية والتكنولوجيا. يمكن للبنوك التي تتمتع بالمرونة في هذه المجالات الثلاثة تعزيز علامتها التجارية وسمعتها، والتي بدورها تعزز الثقة.
ثقافة البنك لها أهمية قصوي، حيث يعمل البنك على تبني ثقافة الثقة بالموظفين لتلبية احتياجات العملاء. والقيام بالإجراءات التي تؤدي الي كسب ثقة العملاء و أيضا دمج الأدوات والتطبيقات وتطبيق استراتيجية العميل أولاً والاستثمار في الموظفين.
كما تعد المرونة التشغيلية ضرورية أيضًا للحفاظ على الثقة مع العملاء وذلك من خلال تعزيز العمليات وقنوات الاتصال والبرامج التي تعدها البنوك للاستعداد للهجمات والتصدي لها.
كما تلعب التكنولوجيا دورًا هامًا في كسب الثقة لأن تجربة العميل تعتمد على مدى كفاءة التكنولوجيا. على سبيل المثال، في حالة تعطل الموقع الإلكتروني لأحد البنوك أو تعرض المؤسسة لهجوم إلكتروني، يتأثر العملاء ويفقد البنك ثقتهم. فإن التكنولوجيا الجيدة لا تعتمد على كونها تعمل جيدًا فحسب. فبالطبع تزداد ثقة العملاء عندما تستثمر البنوك في التكنولوجيا لتحديث البنية التحتية أو العمليات وتعزيز تجربة العميل وتقديم الخدمات المصممة خصيصًا للعملاء.
قيمة الأمن السيبراني في تعزيز الثقة
يعتمد بناء الثقة وإعداد استراتيجية مصرفية ناجحة تركز على العملاء على الأمن السيبراني في المقام الأول. في السوق الحالية، يعتبر نهج security-by-design استثمارًا استراتيجيًا يحقق أكبر قدر من الأرباح، ويمكن أن يضمن تعزيز تنافسية البنوك. يتضمن ذلك دمج الأمان في عملية صنع القرار.
إذن، ما هي الصفات التي تنصح البنوك بالبحث عنها عند تقييم شريكها الأمني الاستراتيجي؟ ما هو الشريك الذي يمكنه توفير قدرات أمنية مبتكرة تحد من المخاطر التي تتعرض لها البنوك؟
تنصح البنوك باختيار شريك أمني تتسق قيمه واستراتيجياته الأساسية مع بعضها البعض. فيجب على البنوك تبني نهج أمني يشمل المجالات الرئيسية الثلاثة: الأفراد والعمليات والتكنولوجيا. وللحد من المخاطر التي تتعرض لها البنوك، تنصح البنوك بعقد شراكات مع منصات للأمن السيبراني لتعزيز الأمان. وفي ظل وجود شريك أمني موثوق به يمكن للبنوك:
ضمان أن موظفي البنك على دراية بالأمن وتثقيفهم في أساسيات سلامة الأمن الإلكتروني
تعزيز المرونة من خلال العمليات المصممة لضمان حماية الأصول الهامة وبيانات العملاء، وفي حالة حدوث مشكلة، يضمن البنك استعادة الخدمات والأنظمة الهامة واستمرار تشغيلها
توظيف تقنيات الأمن السيبراني لمنع اختراق البيانات والهجمات الإلكترونية. ولا يلزم أن يرى أو يعرف العملاء الطرق المستخدمة لتعزيز الأمن؛ فكل ما يهم العميل مدى كفاءة تلك الأدوات. كما يجب أن تكون البنوك منفتحة بشأن المخاطر الأمنية وتثقيف العملاء حول كيفية حماية أنفسهم.
كسب الثقة والحفاظ عليها
إن للثقة جوانب مادية وجوانب أخرى معنوية. فمن الجوانب المعنوية أن جزء كبير من الثقة في الخدمات المصرفية يعتمد على تجربة العميل. فعندما تدلل البنوك على مدى مصداقيتها من خلال العمليات والأفراد والتكنولوجيا التي يمكن للعملاء رؤيتها والتفاعل معها، تُعزز ثقة العملاء وتزداد
يعد الأمن السيبراني عنصرًا أساسيًا يدعم ثقة العملاء لأن البنوك بحاجة إلى حماية البيانات والتطبيقات التي تعزز تجارب العملاء. كما تساعد تقنيات أمن المعلومات الفعالة على ضمان تقديم أفضل التقنيات و التطبيقات وحماية سلامة البيانات المهمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخدمات المصرفية الأمن السیبرانی ثقة العملاء العملاء فی من خلال
إقرأ أيضاً:
مشاركون في «أسبوع أبوظبي المالي 2025» لـ«الاتحاد»: أبوظبي أنموذج عالمي في قيادة التحولات المالية
حسام عبد النبي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد مشاركون في فعاليات أسبوع «أبوظبي المالي 2025» لـ«الاتحاد» أن أبوظبي باتت تشكّل أنموذجاً عالمياً في قيادة التحولات المالية، عبر وضع منظومة شاملة تحدد الأولويات والطموحات، وتتخذ خطوات سبّاقة لوضع حلول مبتكرة ومتفرّدة على المستوى العالمي. وقالوا: إن أبوظبي تمتلك زمام القيادة عالمياً في مجالات الثقة الرقمية وتطوير التقنيات السيادية، في العصر الجديد من الابتكار على مستوى الدول، مشيرين إلى أن المؤسسات المالية في أبوظبي اتّخذت بالفعل خطوات جادة وسبّاقة لقيادة التحولات العالمية.
أولويات وطموحات
وأكد محمد عبد الباري، الرئيس التنفيذي لمجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي، أن أبوظبي قادرة على قيادة التحولات المالية العالمية، عبر وضع منظومة شاملة تحدد الأولويات والطموحات، وتتخذ خطوات سبّاقة لوضع حلول مبتكرة ومتفرّدة على المستوى العالمي.
وقال: إن استضافة حدث عالمي بحجم «أسبوع أبوظبي المالي 2025» يُعد خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف حيث يتيح للعاملين في القطاع المالي الالتقاء بقادة القطاع في العالم والاطلاع على أحدث المستجدات والتطورات في القطاع المالي والمصرفي ومشاركة الخبرات، ومن ثمَّ ابتكار حلول ترتكز على الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن مصرف أبوظبي الإسلامي وضع رؤية استراتيجية للعام 2035 ترتكز على 3 محاور هي كيفية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، بحيث يتم توظيف حلول الذكاء الاصطناعي ليكون متداخلاً في جميع أنشطة ومعاملات المصرف على مدار السنوات العشر المقبلة، وابتكار الحلول المتقدمة لتلبية تطلعات العملاء، وتطوير وتبنى أفضل الممارسات في مجالات الحوكمة المؤسسية والشفافية، معرباً عن ثقته في قدرة المؤسسات المالية في دولة الإمارات والمصارف الإماراتية بشكل خاص على مواكبة التطورات العالمية وابتكار الحلول الذكية، التي تكون نموذجاً لتطور العمل المصرفي وخدمة العملاء.
زمام القيادة
من جهته قال محمد رجب، مدير استراتيجيات التسويق في مؤسسة «إيه دي آي» وهي شركة تكنولوجيا مقرها أبوظبي تعمل على تمكين الحكومات والمؤسسات من خلال بنية تحتية تعتمد على تقنية البلوك تشين: إن أبوظبي تمتلك زمام القيادة عالمياً في مجالات الثقة الرقمية وتطوير التقنيات السيادية، في العصر الجديد من الابتكار على مستوى الدول.
وأكد أن أبوظبي توفّر قاعدة انطلاق مثالية لتحقيق أهداف الشركات العالمية. وأضاف أن «أبوظبي المالي العالمي» يتيح إطاراً تنظيمياً متطوراً وحوكمة قوية، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى الكفاءات العالمية واستقرار اقتصادي متميز في موقع يربط بين الشرق والغرب.
وأوضح أن المؤسسة تستعد لإطلاق شبكة إيه دي آي تشين (ADI Chain) على الشبكة الرئيسية، والتي طوّرت لتكون أسرع بنية تحتية لشبكات البلوك تشين على مستوى العالم مدعومة بتقنيات معالجة الرسوميات، في إنجاز غير مسبوق في مجال التكنولوجيا اللامركزية، وصُمّم هذا المشروع في أبوظبي.
وكشف رجب عن إطلاق عملة مستقرة مدعومة بالدرهم الإماراتي (DDSC) تم تطويرها من قبل مجموعة «آي إتش سي» وبنك أبوظبي الأول، وستُستضاف على شبكة إيه دي آي تشين، إضافةً إلى إطلاق أكاديمية «التقنيات المستقبلية 4.0» بالتعاون مع سوق أبوظبي المالي العالمي وعدد من الجامعات، حيث سيتم تدريب أكثر من 10 آلاف متخصّص في تقنيات Web3، بما يعزّز منظومة الخبرات الرقمية في أبوظبي.
شراكة
من جهة أخرى، أكد دونغ-وون كيم، الرئيس العالمي لشركة هانوها لايف، الكورية أهمية الشراكة بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودور القطاع المالي في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كاشفاً عن رؤية الشركة لبناء جيل جديد من النظام المالي العالمي بالتعاون مع أبوظبي والخطط المستقبلية للاستثمارات المشتركة. وأكد أهمية التعاون العملي والمستدام مع أبوظبي: «نسعى معاً، وبالاستفادة من البنية التحتية المتقدمة لأسواق أبوظبي، إلى بناء نظام مالي جديد. ونتوقع أن يشمل التعاون المستقبلي مجالات مالية رئيسية، مثل الاستثمارات المشتركة في الأصول الحقيقية، وتمويل سلاسل الإمداد، والبنية التحتية للمدفوعات العابرة للحدود، إضافة إلى تطوير منصات الأصول الرقمية. ونطمح لأن تتحول هذه الشراكة إلى نموذج عالمي للجيل القادم من التمويل، مع التزامنا بالعمل عن كثب مع دولة الإمارات كشريك رئيسي في التحولات المالية المقبلة».
وأشار دونغ-وون كيم، في كلمته في قمة الأسواق العالمية ضمن أسبوع أبوظبي المالي 2025، إلى أن التعاون بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات يشهد توسعاً متواصلاً، مؤكداً أن شركة هانوها المالية تعمل بما ينسجم مع مسار «شراكة المئة عام» بين البلدين.
شريك رئيسي
تشارك الشركات المالية الأربع التابعة لهانوها المالية، وهي هانوها لايف، وهانوها للتأمين العام، وهانوها لإدارة الأصول، وهانوها للاستثمار والأوراق المالية، في أسبوع أبوظبي المالي 2025، كشريكٍ رئيسي، وهو الحدث الأكبر في الشرق الأوسط في مجال المال، إذ يشكّل منصة يلتقي فيها قادة القطاع المالي حول العالم لبحث خطط وفرص التعاون التي ترسم ملامح مستقبل التمويل.