أوقفت قوات الأمن التابعة لسلطات شرق ليبيا، صباح اليوم الجمعة، قافلة "الصمود" المتجهة نحو مدينة بنغازي دعمًا لغزة، عند مدخل مدينة سرت، بحجة "انتظار الموافقة الأمنية" من القيادة في بنغازي، في خطوة وُصفت بأنها قد تعرقل واحدة من أكبر التحركات الشعبية الليبية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.

وقالت تنسيقية العمل المشترك من أجل غزة، في بيان رسمي، إن "قوات الأمن والجيش في شرق ليبيا أوقفت القافلة عند مدخل سرت، متعللة بالحاجة إلى الحصول على تعليمات من بنغازي للسماح بالمرور".

وعلى خلفية هذا الإجراء، قررت هيئة تسيير القافلة التخييم على مشارف المدينة إلى حين اتضاح الموقف، مؤكدة في الوقت ذاته أن جميع المشاركين بخير، وموجهة تطمينات لأهاليهم.

وبحسب مصادر محلية، فإن خلافات داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية بشرق البلاد تقف وراء تعطيل مرور القافلة. وأشارت المعلومات إلى وجود معارضة من فصيل عسكري سلفي متشدد، في حين تسعى قوة أمنية أخرى لمنع الشباب الليبيين المرافقين فقط، خشية اندلاع مواجهات مع تشكيلات مسلحة موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر على الطريق المؤدي إلى بنغازي.

وكان السماح المبدئي بمرور القافلة قد تم بتفاهم بين صدام حفتر، نجل اللواء حفتر، وأحد القادة العسكريين في مدينة مصراتة، لكن مصادر رجّحت أن أجنحة متشددة داخل معسكر حفتر تحاول إفشال الاتفاق.

وأعربت تنسيقية القافلة عن أملها في أن تُجسد سلطات بنغازي موقفها المرحّب بالمبادرة، كما ورد في بيان وزارة الخارجية الليبية مساء أمس، مؤكدة أن "الشعب الليبي لا يفرّق بين شرق وغرب حين يتعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية".

وناشدت التنسيقية جميع الأطراف التدخل العاجل لتسهيل مهمة القافلة، التي وصفتها بأنها "شعبية وسلمية وذات رسالة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار والتجويع والإبادة التي يتعرض لها أهالي غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي".

وكانت القافلة قد انطلقت من تونس، وتضم نحو 1500 مشارك من جنسيات مغاربية، بينهم ناشطون من الجزائر وموريتانيا، مع توقع انضمام المزيد من المتطوعين من ليبيا. وتقدمت القافلة حتى مدينة زليتن غرب ليبيا، حيث حظيت باستقبال شعبي كبير في محطتها الثالثة.

وتتألف القافلة من قرابة 20 حافلة وأكثر من 350 مركبة، وتحمل رسالة تضامن مع نحو 2.4 مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة منذ أشهر.

وتأتي هذه المبادرة وسط تصاعد المبادرات الشعبية والدولية لكسر الحصار المفروض على غزة، وتزايد الدعوات لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار حربه الدموية على القطاع، والتي خلّفت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين.

ويواصل الاحتلال، بدعم أميركي كامل، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، وسط شلل دولي، رغم صدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند قوات حفتر تمنع قافلة الصمود من متابعة مسيرها شرقي ليبيا هل نجح الاحتلال في شل القيادة الإيرانية؟ مقتل أبرز القادة والعلماء في غارة فجرية مدمّرة إتيكيت المشي للرجال والنساء الجيش الإسرائيلي: إيران تخطط لغزو بري من عدة جبهات والمواجهة بلغت نقطة اللاعودة كلام حلو عن يوم الجمعة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًأسعار العملات المشفرة مقابل الدولار

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

إقرأ أيضاً:

قافلة الصمود تتوقف في ليبيا.. عراقيل أمنية تعرقل مسار التضامن مع غزة

أعلنت تنسقية العمل المشترك من أجل فلسطين، المشرفة على سير "قافلة الصمود"، أنّ: "قوات الأمن والجيش بسلطات شرق ليبيا قد قامت بإيقاف سير القافلة عند مدخل مدينة سرت، بمبرّر ضرورة انتظار الحصول على تعليمات بالموافقة من بنغازي من أجل المرور".

وأكدت هيئة القافلة، في بيان عاجل لها، منذ قليل، أنه: "إزّاء هذا الموقف المفاجئ بعدم المغادرة، والصفّ على يمين الطريق والتخييم على عين المكان هذه الليلة إن لزم الأمر".

وفي السياق نفسه، دعت هيئة القافلة، سلطات بنغازي، إلى: "تجسيد موقفها المرحب بالمبادرة الشجاعة، كما ورد في بيان وزارة الخارجية، عشية أمس الأربعاء، واستقبال القافلة".

كذلك، طالبت الهيئة، "كل الاطراف ذات الصلة بالتدخل من أجل تسهيل مهمة القافلة ذات الرسالة النبيلة المعلومة والوحيدة وهي المساهمة شعبيا في فك الحصار والتجويع والإبادة عن أهل غزة".

وطمأنت الهيئة، أهالي المشاركين في القافلة، بأنّ: "جميع أفرادها بخير ومجتمعون بمكان واحد بضعة كيلومترات قبل سرت. وأن عدم الرد على الاتصالات يعود الى انقطاع شبكات الهاتف في مكان التوقف".

وفي سياق متصل، كشف المتحدث باسم قافلة الصمود المتجهة من تونس إلى معبر رفح، وائل نوار، لـ"عربي21" عن خط سير القافلة وموقفهم من الاتهامات الموجهة لهم من قبل الحكومة المصرية وموالوها.


وقال في تصريحات خاصة إنّ: "الاتهامات التي تروج في الساحة المصرية ويرددها موالون للحكومة هناك بأننا إسلاميون نسعى إلى تقويض الأمن المصري وغيره هي اتهامات لا أساس لها، ومردود عليها، فنحن قافلة شعبية مستقلة، معلومة الانتماء بل وأكثر من ذلك".

وأكد نوار لـ"عربي21" أنّ: "المتحدثون الرسميون للقافلة وكذا هيئة تشهيرها ومنسقيها معلومو الانتماء، وهو انتماء يختلف جذريا عن التيارات الإسلامية"، مردفا أنّ: "القافلة في معظمها وفي أغلبها قافلة شعبية مواطنية مستقلة، ليس لها انتماءات سياسية".

وأضاف: "خطواتنا واضحة وخطابنا واضح وملف القافلة واضح أيضا، ولدينا التزام منظر في البلدية يلتزم به كل مشارك بالحياة السياسية بعدم استعمال العنف وغيره".

وبخصوص موقفهم من قرار الحكومة المصرية منع القافلة، قال نوار، وهو ناشط تونسي: "إذا منعتنا مصر رسميا، سنقدم طلبات جديدة للحصول على تأشيرات وموافقات أمنية تسمح لنا بالدخول، سنرسل الطلبات وننتظر، والقانون يسمح لنا أن نصل إلى معبر السلوم حيث الحدود المصرية".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أنه من الناحية القانونية: "القافلة لها الحق في التحرك داخل كل أراضي ليبيا دون أي ترخيص، والمنع المصري في حالة عدم وجود تأشيرات عبور يبدأ في معبر السلوم".

وأكّد: "سنتقدم إلى حيث يسمح لنا القانون بالتقدم ثم نعيد إرسال المطالب مرة أخرى إلى السلطة المصرية وننتظر على عين المكان إجابتها على هذه المطالب".


يشار إلى أن القافلة التي انطلقت فجر الاثنين، من العاصمة تونس، مرورا بليبيا يشارك بها أكثر من ألف ناشط من مختلف الانتماءات بينهم أطباء ومحامون ونشطاء من دول تونس، ليبيا والجزائر، وينتظر أن يلتحق بها نشطاء من دول أوروبية جوا.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، حرب إبادة جماعية على كامل قطاع غزة المحاصر، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

مقالات مشابهة

  • منظمو "قافلة الصمود" يعلنون توقيف مسارها في ليبيا
  • قافلة الصمود تتوقف في ليبيا.. عراقيل أمنية تعرقل مسار التضامن مع غزة
  • سلطات بنغازي توقف قافلة الصمود على مشارف سرت
  • عاجل | قوات الأمن والجيش بشرق ليبيا توقف قافلة الصمود عند مدخل سرت
  • قوات الأمن والجيش في ليبيا توقف قافلة الصمود عند مدخل سرت
  • قوات حفتر توقف قافلة الصمود عند بوابة سرت وتنتظر التعليمات من بنغازي
  • «قافلة الصمود» تنتظر الضوء الأخضر من بنغازي
  • قافلة الصمود تواصل طريقها شرق ليبيا..هل تسمح لها مصر بالعبور؟
  • قافلة الصمود تكمل مسيرها لكسر الحصار عن غزة