راشد بن حميد الراشدي

 

حرب شرسة ظالمة يشنها الكيان المحتل بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية لإسقاط إيران تحت هيمنتهما تحقيقًا لمصالحهما العليا.
احتلال وإذلال للأوطان والشعوب بدون رادع وبحرية مطلقة وبحجج واهية، كلها من أجل إخضاع كل من يعترض هذين البلدين اللذين أرهبا العالم بفعالهما الخبيثة.


جرائم إبادة جماعية لشعب أعزل في غزة وفلسطين، وتغيير أنظمة في المنطقة، وتدمير شعوب كاملة كالعراق وليبيا وسوريا والسودان ولبنان واليمن، من أجل مصالحهما الحيوية، وأهمها نهب الثروات والسيطرة على العالم في غرور وطمع لا حدود له.
فمنذ عقود، ونحن نشاهد تلك الخطط الصهيو-أمريكية تُحاك في منطقتنا، والثمن الشعوب؛ فمنذ زراعة ذلك الكيان اللقيط، وقبله مارس العدو إجرامه من أجل استعباد الشعوب وتغيير خارطة المنطقة التي تدعيها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها الكيان المحتل الظالم في سعي حثيث لتحقيق مصالحهما، معتبرَين أن الشعوب لن تستطيع أن ترفع رأسها وتقاوم، من خلال شنّ تلك الحروب الفاجرة التي أتت على الأخضر واليابس وحصدت ملايين البشر.
اليوم نشاهد تكشّف واقع مرير آخر، بعد أن صمتت الشعوب على همجية شياطين الأرض، وتركتهم يعيثون فسادًا في الأرض، بعد أن أمِنَا العقوبة، فانطلقا في مخططاتهما الظالمة نحو أهدافهم المعلنة والخفية لتحقيق مآربهم؛ فهما وجهان لعملة واحدة.
تخصيب اليورانيوم وامتلاك القنابل النووية هو حكرٌ على دول معينة يجب أن تطيعهم، أما دون ذلك، فالويل كل الويل لمن يتجرأ حتى في التفكير في الأمر. فقبل حقبة بسيطة، دُمّر العراق بذريعة النووي، وكذلك ليبيا، واليوم إيران، وكأن الوصاية على هذه الدول بيد العدو وليس بيد الدول الأحرار؛ فمن منطقهم يجب ألا ترفع أي دولة رأسها إلا بموافقة أمريكا وذراعها الغاشم في المنطقة.
اليوم تتكشف حقائق قوى الشر والحليف المطلق للكيان؛ فهو مهما تجرأ على القيام بأي فعل في التعدي على الأمم ومهاجمتها والتخطيط الخبيث للإطاحة بها وتدميرها، لا يُحاسَب، ولا يمكن الاعتراض عليه. فهناك مباحثات سلمية تقودها سلطنة عُمان، وجولات شكليًا بدأت تحقق تقدمًا ونجاحًا ملحوظًا، يُؤمَّل من خلاله نجاح الحلول السلمية وهدوء التوتر في المنطقة، لتُفاجَأ بإعطاء المعتدي الضوء الأخضر لضرب إيران. فما أخبث السياسة المارقة، وما أعظم المكر؛ فكيف تُدار الأمور والوعود تُنكث، وخبث العداء جليٌّ كالشمس في رابعة النهار.
أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة منذ ميلاد الكيان الغاشم وإلى أن تقوم الساعة، لا مراهنة على ذلك. فيجب على الشعوب والأمم في المنطقة أن تستيقظ وتدرك ذلك، وتبحث عن عزّتها ومصالحها، كما تفعل اليوم هذه الدول الغاشمة كل شيء من أجل مصالحها. فهم أمم تقتات على دماء البشرية منذ مئات السنين، وفي كل بقاع الأرض، فاليهود ومن شايعهم في بقاع الأرض، هذا منهجهم للعلو، ولكن الله سينكس رؤوسهم قريبًا بإذنه تعالى؛ فالله غالب على أمره.
لن يهدأ بال الكيان إلا بإضعاف كل الدول من حوله، ولكن هيهات له ذلك؛ فللكون ربٌّ يدبّر أمره، والأيام دُوَل، طال الزمان أو قصر. فمن رفع الفيتو ضد حقن دماء الأطفال وعجزهم، لا عهد له ولا ميثاق، ولا أمان يُرتجى منه.
ألا لعنة الله على الظالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مُستقبل لا تُقرره البوارج بل الشعوب

 

 

منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها اليمن موقفه المبدئي والثابت في نصرة الشعب الفلسطيني، لم يكن ذلك مجرد بيان تضامني عابر، بل انطلاق مسيرة فعلية تعكس ترجمة عملية لوعد قطعه اليمنيون على أنفسهم بأن يكونوا في طليعة المواجهة، ضمن محور المقاومة.
ومع مرور الشهور وتوالي الأحداث، تبيّن أن اليمن لم يدخل هذه المعركة بردّة فعل عاطفية ودوافع دينية وإنسانية وحسب، بل بخطة تصعيدية واعية، بلغت ذروتها مع دخول المرحلة الرابعة من الحصار البحري.
المرحلة الرابعة من الضغط على الكيان الصهيوني ليست مجرد تكتيك عسكري، بل هي خطوة استراتيجية تعكس فهماً عميقاً لطبيعة المعركة مع كيان يقوم اقتصاده على موانئ وشبكات شحن حساسة، ومع أن العدو كان يراهن على قدرة واشنطن وحلفائها في تأمين “ظهره البحري”، إلا أن اليمن استطاع عبر تنكيله النوعي بالبوارج والقطع البحرية الأمريكية واستهداف دقيق للمصالح والشركات المتعاملة مع الكيان، أن يقلب معادلات القوة، ويجعل الملاحة الدولية تعيد حساباتها.
هذا التحول أجبر عشرات الشركات على إعادة النظر في علاقاتها مع “تل أبيب”، وأدى فعلياً إلى شلل كبير في ميناء “أم الرشراش” (إيلات)، الذي كان يمثل شرياناً حيوياً للتجارة الصهيونية، وما يحصل اليوم هو أبعد من استهداف لمرفق أو سفينة، إنه إطباق تدريجي على اقتصاد الاحتلال، كشف هشاشته الداخلية، وأجبر مستوطنيه على الشعور بثقل الحرب وهم بعيدون عن ساحة القتال. لم يعد الصراع محصوراً في غزة أو لبنان، بل أصبح البحر الأحمر جبهة مفتوحة، واليمن رقماً صعباً فيها.
المعادلة الجديدة التي فرضها اليمن أربكت ليس فقط كيان العدو، بل أيضاً الإدارة الأمريكية التي وجدت نفسها أمام مقاومة لا تخضع للابتزاز، ولا تخاف من التهديدات، بل تزداد حضوراً وقوة كلما اشتد الحصار واشتعلت المواجهة.
واشنطن التي استنفدت أوراقها العسكرية في عملية “حارس الازدهار” لم تجد نفعاً، وعادت تبحث عن أدوات قديمة كتحريك الجبهات الداخلية أو اللعب على تناقضات التحالفات، لكنها اصطدمت بخطاب ثوري متوعد يقيم الحجة على الجميع قبل ارتكابهم المزيد من الحماقات، وبواقع سياسي يمني أكثر تماسكاً من أي وقت مضى.
واللافت أن اليمن، رغم ما حققه من إنجازات استراتيجية، لا يزال يتعامل بحكمة وتحفّظ، ولم يستخدم حتى الآن كامل قدراته، فالهجمات النوعية لا تعكس سقف القوة المتاحة، بل ما تسمح به الحاجة والتوقيت، وهذا “الغموض المحسوب” يضع العدو في حالة استنفار دائم، ويجعل من أي مغامرة ضد اليمن مقامرة مكلفة قد تطال خطوط الإمداد الأمريكية في المنطقة.
لكن الأهم من كل ذلك، أن اليمن لا يخوض هذه المعركة لمجده الوطني، بل يحمل راية قضية مركزية اسمها فلسطين، الانتصارات اليمنية لا تُكتب في صنعاء فقط، بل تُسجَّل أيضاً في غزة والقدس وكل أرض عربية تحت أقدام الاحتلال، إنها معركة أمة بأكملها، اختار فيها اليمن أن يكون في طليعتها، لا على هامشها.
لقد أثبتت صنعاء، بحنكة قيادتها الثورية المباركة وبأس رجالها، أنها شريك فاعل في معركة الكرامة، وصانع لتحوّلات حقيقية في توازن الردع، وفي ظل هذا الواقع المتغير، بات السؤال الملحّ لدى العدو قبل الصديق: إلى أين يمكن أن يصل اليمن؟، والجواب الوحيد: إلى حيث يجب أن يصل، من أجل غزة والمقدسات، ومن أجل كسر الهيمنة، ومن أجل مستقبلٍ لا تقرره البوارج، بل الشعوب.

مقالات مشابهة

  • موسى عن تظاهرة تل أبيب: يتحدثون عن المقاومة ويلتقطون الصور مع المحتل
  • دميرطاش: تحقيق السلام أهم من الإفراج عني
  • مُستقبل لا تُقرره البوارج بل الشعوب
  • بعد زلزال روسيا الأخير.. هل تؤثر موجات التسونامي على المنطقة العربية؟
  • إيران تنفي اتهامات امريكية غربية بمحاولات اغتيال وخطف
  • وقفات في الداخل المحتل رفضاً بالعدوان الإسرائيلي والتجويع على غزة
  • إيران: الاتهامات الأمريكية بشأن مخططات الخطف والاغتيال مضحكة
  • فلسطينيو الداخل المحتل يتظاهرون أمام السفارة المصرية في تل أبيب
  • خبراء للجزيرة نت عن زلزال روسيا التاريخي: أدركنا همسات الأرض بأثر رجعي
  • إيران تطالب أمريكا بتعويضات عن خسائرها خلال الحرب مع جيش الإحتلال