في تصعيد غير مسبوق للحرب الكلامية والميدانية بين طهران وتل أبيب، أطلقت إيران مساء الأحد تحذيرًا شديد اللهجة، وصفه المراقبون بأنه الأخطر منذ بداية المواجهة الأخيرة بين الطرفين. 

وأعلنت القوات المسلحة الإيرانية، عبر وسائل إعلامها الرسمية وشبه الرسمية، أن الأراضي المحتلة ستتحول قريبًا إلى "أرض غير صالحة للسكن"، مطالبة سكانها بمغادرتها فورًا حفاظًا على حياتهم.

التحذير جاء بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة بين الجانبين، بلغت ذروتها بإطلاق إيران أكثر من 270 صاروخًا باليستيًا ومئات الطائرات المسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. 

وعلى الرغم من نجاح منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" في اعتراض نسبة كبيرة من المقذوفات، إلا أن بعض الصواريخ تمكنت من اختراق الدفاعات وأحدثت خسائر بشرية ومادية، بحسب ما أكدته وزارة الدفاع الإسرائيلية ووسائل إعلام دولية.

لأول مرة .. ايران تعترف باستخدام صواريخ جديدة لتدمير عمق إسرائيلالمعاملة بالمثل.. إيران تحرق عقل إسرائيل النووي

وفي المقابل، شنت إسرائيل عملية هجومية موسعة أطلقت عليها اسم "عملية الأسد الصاعد"، استهدفت خلالها مواقع استراتيجية داخل إيران، من بينها منشآت نووية ومراكز قيادة عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ باليستية، بالإضافة إلى أهداف داخل العاصمة طهران ومحيطها. وأدت هذه الضربات إلى وقوع أعداد من القتلى والجرحى في صفوف العسكريين والمدنيين الإيرانيين.

لكن التصعيد الإيراني الأخير اتخذ منحى مختلفًا هذه المرة. فبدل الاكتفاء بالرد العسكري المباشر، وجهت طهران تحذيرها العلني للسكان الإسرائيليين أنفسهم، واصفة الملاجئ بأنها لن توفر لهم الأمان من الردود الإيرانية المقبلة، في حال استمر التصعيد الإسرائيلي. وجاء في نص التحذير الإيراني:

"نحذر سكان الأراضي المحتلة: إما أن تغادروا فورًا وإما أن تتحملوا نتائج تحول المنطقة إلى منطقة غير صالحة للحياة".

يرى محللون أن هذا النوع من الخطاب الإيراني يهدف إلى ممارسة ضغط نفسي هائل على الداخل الإسرائيلي، وقد يسهم في خلق حالة من القلق المجتمعي، خصوصًا في المستوطنات القريبة من حدود غزة والضفة الغربية، وفي عمق مدن المركز مثل تل أبيب والقدس.

كما يعكس التصعيد الأخير انتقال المواجهة بين إيران وإسرائيل من مجرد ضربات عسكرية متبادلة إلى حرب أعصاب شاملة تستهدف المدنيين بالدرجة الأولى، مع ما يحمله ذلك من مخاطر توسع النزاع إلى ساحة إقليمية أوسع، وسط مخاوف حقيقية من انهيار مساعي التهدئة التي تقودها عدة أطراف دولية وإقليمية في الوقت الراهن.

وفي ظل استمرار التحذيرات المتبادلة، يبقى مستقبل هذا التصعيد مفتوحًا على كل الاحتمالات، خاصة في حال قررت إيران تنفيذ تهديدها بنقل المعركة إلى العمق السكاني الإسرائيلي بشكل مباشر، وهو سيناريو قد يضع المنطقة بأكملها أمام واحدة من أخطر أزماتها الأمنية منذ عقود.

طباعة شارك طهران وتل أبيب إيران القوات المسلحة الإيرانية الأراضي المحتلة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية إسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طهران وتل أبيب إيران القوات المسلحة الإيرانية الأراضي المحتلة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية إسرائيل

إقرأ أيضاً:

من فيلادلفيا إلى سان أنطونيو.. احتجاجات واسعة تندد بسياسات ترامب وتطالب بعزله فوراً

شهدت مدن أمريكية عدة موجة احتجاجات واسعة ومتنوعة، رفضًا لسياسات الرئيس دونالد ترامب وسط تصاعد الغضب الشعبي والانقسام السياسي والاجتماعي، حيث انطلقت التظاهرات في لوس أنجلوس، واشنطن، نيويورك، فيلادلفيا، سان أنطونيو، ألكسندريا، وسولت ليك سيتي، وتخللتها مواجهات أمنية وأحداث متعددة الأوجه.

ففي لوس أنجلوس، بدأ اليوم الأحد بمواجهات بين مئات المحتجين وقوات الشرطة التي استخدمت الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين تحدوا حظر التجول، وأغلق المتظاهرون الطرقات وجابوا شوارع المدينة بمسيرات احتجاجية، ما دفع الشرطة إلى التدخل وقطع مساراتهم، مع اعتقالات وتوترات متصاعدة إثر تقارير عن حملات ضد المهاجرين غير النظاميين، وكانت التظاهرات أمام مبنى البلدية الأكبر في الولاية منذ بداية الأسبوع، حيث تجمع الآلاف ورفضوا مغادرة المكان رغم فرض حظر التجول.

وفي فيلادلفيا، شارك نحو 14 ألف شخص في مسيرة ضخمة جابت شوارع المدينة، رافعين شعارات مثل “هكذا تبدو الديمقراطية” و”ترامب ارحل”، وشبه بعض المتظاهرين الوضع الحالي في الولايات المتحدة بألمانيا النازية، في حين وصفوا ترامب بـ”المسيح الدجال”. كانت التظاهرة سلمية رغم كثافتها.

وشهدت واشنطن تجمعات أمام مقر قناة “فوكس 5” في الضواحي، حيث رفع المتظاهرون لافتات مثل “لا للملوك” و”العزل فوراً”، واحتشد المئات في مسيرات باتجاه البيت الأبيض وسط حراسة أمنية مشددة، ورفع المحتجون شعارات حادة ضد ترامب مطالبين باستقالته، واحتشدوا قرب مقر إقامته في ساحة لافاييت. جاءت هذه التظاهرات بالتزامن مع عيد ميلاد ترامب وعرض عسكري نظمته العاصمة.

وشهدت نيويورك وقفة احتجاجية لحوالي 500 شخص على طول الجادة الخامسة في مانهاتن، ما تسبب بازدحام مروري، ورفع المحتجون لافتات ترفض الديكتاتورية وانتقدوا الاحتفال الرسمي بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي الذي أُقيم في واشنطن.

وفي ألكسندريا (فيرجينيا)، خرجت تظاهرة كان من المتوقع أن يلقي فيها النائب الديمقراطي دون باير كلمة، بمشاركة أعضاء من مجلس الشيوخ المحلي، تعبيرًا عن رفض سياسات ترامب.

وشهدت سان أنطونيو مسيرة سلمية ضخمة وسط المدينة، قابلتها الشرطة بإغلاق الشوارع الرئيسية، مع تفرق تدريجي للحشود.

وشهدت في سولت ليك سيتي (يوتا)، التظاهرات حادثة إطلاق نار أدت لإصابة شخص بجروح خطيرة، وتم القبض على المشتبه به لاحقًا، فيما جاء الاحتجاج في إطار الاعتراض على سياسات ترامب وإدارته.

هذه الموجة الاحتجاجية اتسمت بتنوع مواقف المتظاهرين، بين السلمية والمواجهات المحدودة، ورافقتها شعارات تطالب برحيل ترامب، وتصفه بـ”الملك” و”المسيح الدجال”، مع استخدام لغة حادة ضد سياساته التي تعتبرها المعارضة استبدادية.

آخر تحديث: 15 يونيو 2025 - 15:35

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان الجيش الإيراني: سننفذ عمليات عقابية قريبًا وعلى المستوطنين مغادرة حيفا وتل أبيب فورا
  • الصين تتهم ترامب بـ”صب الزيت على النار” في التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران
  • الحرس الثوري يحذر الاسرائيليين ويطالبهم بمغادرة الأراضي المحتلة فورا
  • خبير علاقات دولية يصف التصعيد الإيراني الإسرائيلي بـ الخروج عن المنطق
  • بريطانيا تترقب ارتفاعًا في أسعار الوقود بسبب التصعيد الإسرائيلي ـ الإيراني
  • القوات المسلحة الإيرانية: على الإسرائيليين المغادرة فلن تكون هناك مناطق صالحة للسكن قريبا
  • عاجل ـ متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية: على المستوطنين الصــهاينة مغادرة الأراضي المحتلة فلن تكون صالحة للسكن قريبا
  • الجيش الإيراني: على الإسرائيليين المغادرة فلن تكون هناك مناطق صالحة للسكن
  • من فيلادلفيا إلى سان أنطونيو.. احتجاجات واسعة تندد بسياسات ترامب وتطالب بعزله فوراً