حيل شركات الاتصالات.. عندما تتآكل الثقة ويضيع حق المستهلك
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
أصبحت الممارسات التسويقية لبعض شركات الاتصالات في المملكة تثير قلقًا متزايدًا، وتُلقي بظلال من الشك على مدى التزامها بمبادئ الشفافية وحماية حقوق المستهلك. هذه الممارسات، التي تتستر وراء عروض جذابة، غالبًا ما تُفضي إلى رفع التكاليف بشكل غير مباشر على المشتركين، وتُفقدهم الثقة في هذه الشركات على المدى الطويل.
من خلال متابعتي الدقيقة لسوق الاتصالات، لاحظتُ أن هناك عدة طرق تلتف بها الشركات لزيادة الأرباح على حساب جيب المستهلك. أولاً، تقليص مدة الباقة من 30 يومًا إلى 28 يومًا، وهي حيلة بسيطة لكنها تعني أن العميل يدفع فعليًا قيمة 13 شهرًا في السنة بدلاً من 12. ثانيًا، إزالة بعض التطبيقات الشائعة الاستخدام من باقات الشبكات الاجتماعية، مما يجبر المستخدم على استهلاك بياناته الأساسية أو شراء باقات إضافية. ثالثًا، تطبيق سياسة الاستخدام العادل بشكل قد يكون مبالغًا فيه، وتقسيم سعة الباقات بطريقة لا تتناسب مع احتياجات المستخدمين، فعلى سبيل المثال، قد تُعرض باقة بسعة 10 جيجابايت، ليتضح لاحقًا أنها مقسمة إلى 5 جيجابايت للإنترنت و5 جيجابايت لشبكات التواصل الاجتماعي. وأخيرًا، عدم إمكانية ترحيل المتبقي من ميزات الباقة للشهر التالي (Roll-Over)، وهو ما يُعد حرمانًا للمشترك من حقه في الاستفادة الكاملة مما دفعه.
هذه الحيل، وإن كانت تُحقق أهدافًا قصيرة المدى للشركات من حيث العمولات وتحقيق الأهداف التسويقية، إلا أنها تضرب عمق الثقة التي يجب أن تسود بين مقدم الخدمة والمستهلك. الإعلان نفسه عن الباقة وتسعيرها في كثير من الأحيان، أعتبره مضللاً.
لقد واجهتُ شخصيًا أحد هذه الأمور، بل وتجاوز الأمر مجرد تضليل في الباقات. فقد تعرضتُ لاحتيال من قبل إحدى شركات الاتصال، عبر برنامجهم للولاء، حيث تم الإعلان عن إمكانية رفع شريحة الولاء إلى “شريحة ماسية” مقابل نقاط معينة. قمتُ بشراء النقاط، ولكن الشركة لم توفِ بما أعلنت عنه. للأسف، عندما قدمتُ شكوى إلى هيئة الاتصالات، لم يتم البت فيها بحجة “عدم الاختصاص” لأنها تتعلق بـ”الاحتيال المالي”، وهو ما أراه قصورًا في نظام التعامل مع شكاوى المستهلكين. تهربت الشركة من كافة الشكاوى التي قدمتها ورفضت فتح أي شكوى رسمية. وفي نهاية المطاف، اضطررت لتقديم شكوى في هيئة الاتصالات تحت مسمى “عدم الوفاء بخدمة مقدمة رغم سداد المقابل المالي” عبر إنشاء تذكرة، ولكن يبدو أن هذا النظام يعاني من عطل، فإلى يومنا هذا، لم أستلم أي رقم للشكوى، ولم أتلقَ أي اتصال من الشركة المعنية أو الشركات الأخرى التي أواجه معها مشاكل مماثلة.
إن ما حدث لي يسلط الضوء على ثغرات جدية في نظام حماية المستهلك. فإذا كانت هيئة الاتصالات، وهي الجهة المخولة بحماية حقوقنا، لا تستطيع التعامل مع شكاوى الاحتيال المالي من شركات الاتصالات أو ضمان متابعة الشكاوى بشكل فعال، فمن يحمي المستهلك إذًا؟
في هذا الصدد، أجد من الضروري الإشارة إلى نظام الاتصالات في المملكة، الذي يهدف في أساسه إلى حماية مصالح المستخدمين. على سبيل المثال، تنص المادة الخامسة من نظام الاتصالات الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/12 وتاريخ 12/3/1422هـ على أن “تهدف الهيئة إلى تنظيم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة بما يكفل حماية مصالح المستخدمين”. كما تؤكد المادة السادسة على ضرورة “عدم قيام مقدم الخدمة بتقديم أية معلومات مضللة أو غير صحيحة للمستخدمين”. هذه المواد، وغيرها في النظام، تضع إطارًا واضحًا لحماية حقوق المستهلك، ولكن التطبيق الفعال والرقابة الصارمة هما ما نفتقر إليه في نظري.
لذلك، فإنني أدعو إلى توسيع صلاحيات هيئة الاتصالات في الرقابة، ومنحها قوة أكبر في التنفيذ لضمان حفظ حقوق المستهلكين. فالثقة بين المستهلك ومقدم الخدمة هي الركيزة الأساسية لنمو أي سوق، وبدونها، ستظل شركات الاتصالات تفقد مصداقيتها يومًا بعد يوم، ويظل المستهلك هو الحلقة الأضعف في هذه المعادلة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: شرکات الاتصالات هیئة الاتصالات
إقرأ أيضاً:
ضبط 2.5 طن زيت طعام.. حماية المستهلك: السلع المضبوطة تمثل خطرًا جسيمًا
استمرارًا لدوره في ملاحقة المنتجات مجهولة المصدر والضارة بصحة وسلامة المواطنين، وقبل تداولها بالأسواق، وضمن جهود الدولة في التصدي للكيانات الوهمية؛ شنَّ جهاز حماية المستهلك حملة رقابية موسعة بمحافظة الدقهلية، استهدفت الحملة عددًا من كُبرى المخازن بنطاق مركز ومدينة ميت غمر، وضبط 41 طنًا من زيوت السيارات المُعاد تدويرها من خامات ومواد مجهولة المصدر، معدة للتداول في الأسواق، وذلك بالمخالفة لاشتراطات الأمن والسلامة ودون أي بيانات مدونة عليها.
كما تم ضبط الأدوات المُستخدمة في التعبئة والتغليف النهائي، والتي تُستخدم في إيهام المستهلكين بجودة المنتج، رغم تأثيره المباشر على سلامة قائدي المركبات، ما يُشكل خطرًا جسيمًا على الأمن والسلامة العامة.
كما شن جهاز حماية المستهلك حملة رقابية موسعة بمحافظة القليوبية، استهدفت عددًا من كُبرى المخازن بنطاق مركز ومدينة الخانكة، وذلك في إطار التصدي لمحاولات إعادة تدوير الزيوت والسلع الغذائية التالفة.
2.5 طن من زيوت الطعام و1.5 طن من الطحينةأسفرت الحملة عن ضبط 2.5 طن من زيوت الطعام و1.5 طن من الطحينة المُعاد تدويرها باستخدام زيوت تالفة مضاف إليها مواد كيميائية ومحسنات، تمهيدًا لطرحها في الأسواق دون الالتزام باشتراطات الصحة والسلامة، ودون وجود أي بيانات مدونة على العبوات، بالمخالفة للقوانين المنظمة لتداول السلع الغذائية، وتُعد هذه الممارسات خطرًا داهمًا على صحة وسلامة المواطنين، فضلًا عن كونها تداولًا لسلع مجهولة المصدر تُهدد صحة وسلامة المواطنين فضلا عن الإضرار بالكيانات الإقتصادية الموجودة داخل الدولة المصرية .
وأشار إبراهيم السجيني، إلى أن هذه الضربات النوعية جاءت استنادًا إلى التحريات المُكثفة والمعلومات الواردة للإدارة العامة للتحريات بجهاز حماية المستهلك، والتي كشفت عن وجود منشآت غير مرخصة تعمل في إعادة تدوير الزيوت والمواد الغذائية التالفة.
ففي نطاق مركز ومدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، تم رصد منشأة غير مرخصة تقوم بإعادة تدوير زيوت السيارات باستخدام زيوت تالفة، مع إضافة مواد كيميائية ومحسنات، ثم إعادة طرحها بالأسواق على أنها جديدة، كما تم رصد منشأة أخرى غير مرخصة بنطاق مركز الخانكة بمحافظة القليوبية، تقوم بإعادة تدوير زيوت الطعام من الزيوت التالفة، وإضافة مواد كيميائية ومحسنات بغرض إعادة تعبئتها وطرحها بالأسواق، بالمخالفة لكافة اشتراطات الصحة والسلامة.
وعلى الفور، وعقب تقنين الإجراءات القانونية، انطلقت حملة رقابية موسعة من مأموري الضبط القضائي بجهاز حماية المستهلك لاستهداف المنشآت المشار إليها، وبمواجهة القائمين على تلك المنشآت بشأن التراخيص القانونية، أقرّوا بعدم وجود أي تراخيص، كما اقروا بملكيتهم للمنشآت والمضبوطات، وبقيامهم بإعادة تدوير زيوت السيارات وزيوت الطعام باستخدام زيوت تالفة وإضافة مواد كيميائية ومحسنات، ثم طرحها في الأسواق، كما تبيّن تداول سلع مجهولة المصدر مدوّن عليها بيانات مضللة تخالف الحقيقة، في مخالفة صريحة للقوانين المنظمة، ما يُشكل خطورة بالغة على صحة وأمن المواطنين، فضلًا عن الأضرار الجسيمة التي تُلحق بالاقتصاد القومي.
وأسفرت جهود الحملة الرقابية التي نُفذت اليوم، عن ضبط 41 طن زيوت سيارات مُعاد تدويرها بمحافظة الدقهلية ، وضبط 2.5 طن زيت طعام و 1.5 طن طحينة مُعاد تدويرها بمحافظة القليوبية، فضلا عن ضبط الأدوات المستخدمة في إعادة التعبئة والتغليف النهائي وإحالة الوقائع للنيابة العامة.
ويأتي ذلك،تنفيذا لتوجيهات معالي دولة رئيس مجلس الوزراء بشأن تكثيف جهود الدولة في ضبط الأسواق وملاحقة الكيانات الوهمية غير القانونية ومنع أية ممارسات سلبية ضارة بصحة وسلامة المستهلك، فضلًا عن التصدي لكافة مظاهر الغش التجاري ومنع تداول السلع مجهولة المصدر والغير مُطابقة للمواصفات الضارة بأمن وسلامة المواطنين، وإنفاذ القانون حِيال المخالفين.
وأكد السيد/ إبراهيم السجيني – رئيس جهاز حماية المستهلك – استمرار تشديد الضربات الرقابية النوعية بمختلف محافظات الجمهورية، بهدف تحقيق الانضباط في الأسواق، وضبط أية ممارسات تجارية غير منضبطة، مشيرا إلى أن الجهاز ماضٍ بقوة في التصدي لكافة مظاهر الغش التجاري، ومنع تداول السلع مجهولة المصدر أو غير المطابقة للمواصفات داخل الأسواق، مع إحكام الرقابة على جميع الأنشطة التجارية بمختلف قطاعاتها.
وشدد السجيني على أن الجهاز يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الترويج لمنتجات مجهولة المصدر تُهدد صحة وسلامة المواطنين، مؤكدًا على استمرار التنسيق والتعاون الكامل مع مختلف الأجهزة الرقابية بالدولة، لتحقيق مزيدًا من الانضباط والاستقرار في السوق المصري.
وأكد السيد/ إبراهيم السجيني – رئيس جهاز حماية المستهلك – أن هذه الوقائع تُعد مخالفة صارخة لأحكام قانون حماية المستهلك، وقانون مكافحة الغش التجاري، الذي يُجرّم تداول السلع مجهولة المصدر، لما فيها من تضليل وإيهام للمستهلكين على غير الحقيقة، مُشددا على أنه تم على الفور التحفظ على المضبوطات، وإحالة الواقعة إلى النيابة العامة لإعمال شؤونها واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية حيال المخالفين.
وأضاف أن الجهاز لن يتهاون في اتخاذ أي إجراءات رقابية استباقية من شأنها منع تداول السلع غير المشروعة أو مجهولة المصدر بالأسواق، حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين، مؤكدًا أن حماية المستهلكين تمثل أولوية قصوى في استراتيجية الجهاز الرقابية.
ويجدد الجهاز دعوته لجموع الواطنين ، التعاون مع الأجهزة الرقابية وكافة مؤسسات الدولة المعنية، والإبلاغ عن أية ممارسات تجارية مضللة أو تداول لسلع مجهولة المصدر من خلال الخط الساخن للجهاز ( 19588 ) من الخط الأرضي، أو من خلال تطبيق الهاتف المحمول للهواتف الذكية أو من خلال الموقع الرسمي للجهاز https://cpa.gov.eg/ar-eg/