نقيب المحامين يترأس جلسة استثنائية لحلف اليمين القانونية بمحافظات الدلتا
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
ترأس عبدالحليم علام، نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب، في سابقة تُعد الأولى من نوعها،اليوم الإثنين، جلسة حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد بنقابات طنطا، والمحلة، وكفر الشيخ، وذلك بمقر نادي محامي طنطا، في خطوة تهدف إلى تخفيف مشقة السفر عن شباب المحامين.
وخلال كلمته، عبّر النقيب عن سعادته بلقاء المحامين الجدد، مؤكدًا أن لحظة حلف اليمين تُعد محطة فارقة في حياة كل محامٍ، تظل محفورة في الذاكرة، مشددًا على أن هذه الجلسة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ النقابة، التي اعتادت على عقد جلسات الحلف بمقرها الرئيسي في القاهرة.
وأكد نقيب المحامين أن هذه المبادرة تأتي في إطار دعم شباب المحامين والاقتراب منهم، مضيفًا: «أنتم مستقبل النقابة، وعليكم تقع مسؤولية الارتقاء بالمهنة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تلقي بظلالها على العمل القانوني».
وفي سياق حديثه عن أزمة الرسوم القضائية، حذر النقيب من تداعياتها، واصفًا إياها بأنها "خطر على السلم والأمن القومي"، نظرًا لأنها تُقصي المواطن عن قاضيه الطبيعي، داعيًا إلى سرعة إيجاد حل يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي.
كما أشار الأستاذ عبدالحليم علام إلى أن الجمعية العمومية للنقابة ستُعقد في 21 يونيو الجاري، مشددًا على أن المحامين لا يعارضون الدولة، بل يطالبون بحقوق مشروعة، وأن احترام القانون يبدأ من أهله.
واختتم كلمته بالإشارة إلى مشاركة النقابة الفعالة في مناقشات مشروع القانون داخل مجلس النواب، واصفًا استماع النواب لرؤى النقابة وطلباتها بأنه موقف تاريخي سيظل محفورًا في ذاكرة العمل النقابي.
وشهدت الجلسة حضور عدد من قيادات النقابة، منهم الأستاذ محسن لطفي، أمين الصندوق المساعد، والأساتذة حسام سعيد ومحمود تفاحة، أعضاء مجلس النقابة العامة، إلى جانب نقباء شرق وغرب طنطا، ونقيب كفر الشيخ، وأعضاء مجالسهم الفرعية.
1000424909 1000424908 1000424907 1000424904 1000424905 1000424906
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النقابة العامة العرب اليوم مجلس النواب نقيب المحامين عبدالحليم المحامين العرب اتحاد المحامين العرب اتحاد المحامين المحامين الجدد مجلس النقابة العامة جلسة استثنائية حلف اليمين القانونية
إقرأ أيضاً:
اللغة القانونية وتأثيرها في الوعي الجمعي
عيسى الغساني
القانون أيًّا كان موضوعه، يتكون من مجموعة نصوص قانونية يطلق عليها مواد أو بنود قانونية، وهذه النص يحمل في جوهرة فكرة يسعي النص الي تبليغها الى عقل ووعي المخاطب بها وكل من له صلة او اطلاع او تأثر او تأثير، فكما هو معلوم، ان نصوص القانون أداة لبناء الوعي وتشكيل السلوك الفردي والجمعي. وبمعني اخر تجيب على تساؤل ماهي صورة القانون في الوعي الجمعي؟ وما الطريقة التي يفهم بها المجتمع العدالة، والحق والتزام.
الكلمة القانونية تختزل قوة مضاعفة وهي قوة النص وقوة الجهة المصدرة للنص فعندما يقال يجب، يلتزم فان اللغة هنا تتجاوز الدلالة اللفظية لتصنع توجيها سلوكيا بوجدان الفرد والمجتمع الذي بمرور الوقت يكون العادة وعند ثبات العادة تصبح ثقافة.
ولعلة من المدرك والمعلوم أن اللغة القانونية تبني وتزرع أهم قيمة معنوية للوعي الجمعي وهي مفهوم وصورة العدالة، والكلمة والوعي ثنائي مترابط، ذلك أن الكلمة خيال وصورة وشعور فعند وضوح الكلمة تتضح الدلالة، هذه المقدمة تقتضي بالضرورة وضوح النص القانوني وبعدة عن الغموض او البعد عن الواقع، فالغموض القانوني يُشوِّه العدالة، وهذا شرط اجتماعي ونفسي ليس لإنتاج الثقة؛ بل لصحة النص القانوني.
كيف يكون النص القانوني غامضا؟ يقاس النص القانوني بالغموض عندما يكون للنص اكثر من تفسير بحيث يوجه نحو غايات واهداف بعيدة عن غايات التشريع او القانون او اللائحة التي ينتمي اليها هذا النص. وأقرب مثال لذلك نفس الحالة القانونية الاولى تعامل بالإيجاب والأخرى بالسلب دون سبب معلوم هنا يتولد الغموض المعطل لبناء لثقة في النص القانوني. وهذا الغموض يولد الخوف من التعامل مع القوانين، وهن الثقة، دور أكبر للوسطاء، وعنصر نفسي هو تقلص الشعور بالمساواة امام القانون.
بيمنا اللغة القانونية والنص القانوني الواضح تجعل القانون متاحا أكثر انتشارًا وقبولًا، وهناك ثلاث مسافات لغوية للصياغة القانونية، أولًا: مسافة القاموس: استخدام مصطلحات صعبة لا توجد في الثقافة الاجتماعية وغير مفهومة وهذا غموض غير منتج اذ يشكل فراغ بين القانون والمتلقي. ثانيًا: مسافة الطبقة وهي احتكار المشتغلين بالقانون لحق المعرفة ولفهم وانهم الوحيدون فقط من لهم حق فهم وتفسير القانون وهذا ينشي الانفصام بين النص القانوني والمتلقي والمخاطب، وهنا ينشي الفراغ المعرفي يملي بأدوات اخري نفسية واجتماعية لا تنسجم مع اهداف وغايات القانون ومنها محاولة بناء أدوات سلوك التحايل على القانون. وثالثًا: مسافة الواقع وهي ابتعاد القانون عن الواقع المعاش وكلما زادت هذه المسافة قل ارتباط المجتمع بالقانون.
والقاعدة هي أن القانون يتحدث والمجتمع يستقبل؛ فالكلمات القانونية تمثل تأثيرًا خفيًا على الوعي، فعندما يسمع الناس كلمات مثل النظام العام والمصلحة العامة والخير العام تتشكل صورة أن القانون جزء من النظام الاجتماعي وأحد مكونات الرعاية والتماسك الاجتماعي والضبط الاجتماعي.
اللغة القانونية ليست مجرد لغة؛ بل أداة تقنية تبني الثقة او تهدما، تخلق القبول او الرفض، تقرب القانون من المجتمع او تبعده عنهم، والاهم تحول العدالة من نص مكتوب الى تجربة اجتماعية وواقع معاش.
وأخيرًا.. هل يمكن قياس النص القانوني قبل صدوره؟ الجواب أن هناك العديد من الأنظمة القانوني تستخدم اختبار الصدمة لقياس مدى الأثر قبل صدور القانون بحيث يُعدَّل النص ويُطوَّر قبل صدوره لتقليل أي أثر سلبي وتعزيز عناصر قوة القانون؛ فاللغة القانونية ليست حيادية؛ بل فاعل اجتماعي، ووعي المجتمع بالقانون يبدأ من وعيه بلُغته.
رابط مختصر