فقدت إسرائيل مصداقيتها الدولية بسبب جرائمها في غزة، وتسعى الآن إلى استعادة تعاطف الغرب وتسويق نفسها كضحية مرة أخرى عبر التصعيد ضد إيران، وفق مقال نشرته صحيفة غارديان.

وقالت كاتبة العمود بالصحيفة نسرين مالك إن الدعم الغربي لإسرائيل كان قائما على افتراض أن قادتها لا يشنّون الحروب إلا بدافع حماية المواطنين الإسرائيليين، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خرق هذه الثقة" باستخدامه الحرب لـ"تعزيز شعبيته السياسية".

وأوضحت نسرين مالك أن الضغط الشعبي المتصاعد في الغرب ضد حرب غزة كان قد بدأ يؤتي ثماره، مما دفع إسرائيل إلى فتح جبهة جديدة في محاولة لاستعادة دعم حلفائها وثقة شعوبهم بها.

وذكرت الكاتبة أن الحرب الجديدة صرفت انتباه الإعلام الغربي عن المجاعة في غزة، وعن قتل إسرائيل الفلسطينيين عند مراكز المساعدات، مما أدى لتراجع الضغط الدولي على إسرائيل، ليحل محله الخطاب الفارغ المألوف منذ بدايات الحرب حول "ضبط النفس" دون أي إجراءات حقيقية.

ولفت المقال إلى أن إسرائيل استندت في هجمتها الاستباقية إلى "دروس من حرب أميركا على العراق"، مؤكدة أن الهجوم على إيران كان ضروريا للتعامل مع تهديد حقيقي ومباشر.

وتساءلت الكاتبة عن مدى صحة حجم التهديد النووي الإيراني الذي قدمته إسرائيل للعالم، مشيرة إلى ازدواجية معايير الغرب الذي يدين برنامج إيران النووي وانسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي، ويتجاهل حقيقة أن إسرائيل لم توقع حتى على المعاهدة.

زعزعة استقرار المنطقة

وترى الكاتبة أن الحرب على غزة فضحت وهم حيادية إسرائيل وأخلاقياتها، ولكن مع دخول إيران وحلفائها -مثل حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين– إلى الحرب، شعرت إسرائيل بأن لديها الحرية المطلقة لفعل ما تريد دون محاسبة.

وأكدت نسرين مالك أن إسرائيل تخوص حربين، إحداهما على الأرض والأخرى دعائية، بهدف تقويض شرعية إيران وتفكيك قوتها.

إعلان

وأضافت أن حكومة نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– زعزعت الاستقرار الإقليمي الهش في المنطقة، وفرضت واقعا جديدا لا يمكن تبريره ولا السيطرة عليه.

وأشار المقال إلى أن الحرب وضعت دول الخليج في موقف حرج، إذ تربط بعض الدول علاقات براغماتية مع إيران بهدف تحقيق نوع من الاستقرار الإقليمي، بينما يوالي بعضها الآخر إسرائيل، وأصبحت هذه الدول الآن عالقة بين طرفين، ثالثهما الولايات المتحدة، مما يزيد من تعقيد السلام الإقليمي المصطنع.

وخلص المقال إلى أن إسرائيل "تعامل الشرق الأوسط كملعب لتطبيق أجندتها السياسية وتجاربها الأمنية"، متجاهلة أن هذه المنطقة "ليست حديقتها الخلفية"، بل هي وطن لشعوب أخرى لها سياساتها وتاريخها وسكانها واحتياجاتها الأمنية، التي باتت -بشكل متزايد- خاضعة لدولة قررت أن مصالحها هي الوحيدة التي تهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

البحرية الإيرانية تعترض مدمرة بريطانية وتجبرها على التراجع.. وتصدر تحذيرات

أعلن الجيش الإيراني أن قوات البحرية تصدّت لمدمّرة بريطانية في بحر عمان وأجبرتها على التراجع بعد رصد دام لـ24 ساعة.

وقالت العلاقات العامة للمنطقة البحرية الأولى في القوات البحرية الإيرانية، مساء السبت، إن «أنظمة الاستطلاع التابعة لقواتنا رصدت الليلة الماضية مدمِّرة بريطانية دخلت شمال المحيط الهندي»، وأكدت في بيان صادر عنها أن المدمِّرة كانت تخطط «لإرشاد صواريخ إسرائيل».

وأشار البيان إلى أن "الطائرات المسيّرة القتالية التابعة للقوات البحرية وجّهت إنذارات مباشرة ومنعت تقدم المدمرة البريطانية نحو مياه الخليج وأجبرتها على تغيير مسارها".



وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في وقت سابق أن "بريطانيا بصدد إرسال معدات إلى الشرق الأوسط في خضم التوترات بين إيران وإسرائيل".

وقال إن بريطانيا تنقل أصولا عسكرية إضافية، منها طائرات مقاتلة، إلى الشرق الأوسط لتقديم الدعم الطارئ في أنحاء المنطقة، في حين أكدت البحرية الإيرانية أنها تصدت لمدمرة بريطانية اقتربت من إيران لمساعدة إسرائيل.

وأضاف قبل توجهه إلى اجتماع دول مجموعة السبع في كندا "نحن ننقل أصولا إلى المنطقة، منها طائرات مقاتلة، وذلك لتقديم الدعم في حالات الطوارئ في المنطقة".

وكانت وكالة رويترز نقلت عن وسائل إعلام إيرانية رسمية السبت أن إيران حذرت كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أن قواعدها وسفنها في المنطقة ستكون مستهدفة إذا ساعدت في التصدي لهجمات طهران على إسرائيل.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإيراني أن الهجمات الصاروخية على إسرائيل ستكون 20 ضعفا مقارنة بالهجمات السابقة، في حين قال مصدر عسكري إيراني إن الحرب ستتوسع في قادم الأيام لتشمل القواعد الأمريكية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • هدف الحرب على إيران.. النووي أم رأس النظام؟
  • إيران تندد بانحياز الغرب لإسرائيل واتصالات دولية لخفض التصعيد
  • أحمد موسى: إيران أنفقت مليارات الدولارات على برنامجها النووي دون أن تستفيد منه
  • بريطانيا تدعو رعاياها في إسرائيل للتسجيل لدى الخارجية بسبب الحرب مع إيران
  • مقال في هآرتس: أي حرب مع إيران لن تمحو جرائم إسرائيل بغزة
  • أكاديمي سعودي: إسرائيل ترفض السلام وتحتكر النووي بدعم غربي
  • أحمد موسى: إسرائيل لم تعد تستهدف البرنامج النووي الإيراني فقط
  • البحرية الإيرانية تعترض مدمرة بريطانية وتجبرها على التراجع.. وتصدر تحذيرات
  • إيران تحذر الغرب من التدخل وتهدد بتوسيع الهجمات ضد إسرائيل