تطورات متلاحقة.. من حوادث مأساوية إلى تحركات أمنية واتفاقيات دولية
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
شهد العالم خلال الساعات الماضية سلسلة أحداث متلاحقة أثرت في عدة مناطق وجوانب مختلفة من الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية، من مصر، حيث لقي رجل الأعمال السوداني عمر محمد عثمان مصرعه في حادث مأساوي بسقوطه من الطابق العاشر في الهرم، إلى مسقط التي كشفت فيها الشرطة عن تفكيك شبكة كبيرة للاتجار بالبشر وممارسة أعمال منافية للآداب بمشاركة عدة جنسيات، مروراً بحوادث حرائق متعمدة استهدفت عشرات الشاحنات في برلين، وتصاعد التوتر البحري في مياه بحر عمان قرب مضيق هرمز، حيث أُجلي طاقم ناقلة نفط بعد تصادم خطير أثار مخاوف أمن الملاحة البحرية الدولية، في الوقت نفسه، عززت بريطانيا عقوباتها على روسيا بإضافة أفراد وسفن جديدة، فيما وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقاً لخفض الرسوم الجمركية مع بريطانيا، في خطوة تدعم التبادل التجاري بين البلدين وسط تحديات اقتصادية عالمية متزايدة.
رجل أعمال سوداني شهير يلقى مصرعه بحادث سقوط مروع من الطابق العاشر في الهرم
لقي رجل الأعمال السوداني عمر محمد عثمان مصرعه مساء الأحد في حادث مأساوي بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة في مصر، إثر سقوطه من الطابق العاشر في منور المصعد داخل إحدى العمارات السكنية.
وقعت الحادثة أثناء توجه الضحية لأداء صلاة العشاء، حيث حاول استخدام المصعد الكهربائي، فوجد باب المصعد مفتوحًا دون وجود كابينة المصعد في مكانها، ما أدى إلى سقوطه من ارتفاع يقارب عشرة طوابق.
وأفاد قسم شرطة الهرم بأنه تلقى بلاغًا من الأهالي عن سقوط شخص من طابق علوي، وانتقلت قوة من رجال المباحث إلى موقع الحادث، حيث تبين أن المتوفى هو رجل الأعمال عمر محمد عثمان.
يُذكر أن الجالية السودانية في مصر تُعد من أكبر الجاليات الأجنبية، ويقيم مئات الآلاف من السودانيين في القاهرة والجيزة، خاصة بعد تصاعد النزاع في السودان منذ أبريل 2023.
مسقط.. ضبط شبكة للاتجار بالبشر وممارسة أعمال منافية للآداب تضم عدة جنسيات
أعلنت شرطة عمان السلطانية، اليوم الثلاثاء، عن تفكيك شبكة متورطة في الاتجار بالبشر وممارسة أعمال منافية للأخلاق والآداب العامة، وذلك خلال عملية أمنية نُفذت في العاصمة مسقط بالتعاون بين قيادة شرطة محافظة مسقط وقيادة شرطة المهام الخاصة.
ووفق بيان رسمي، تم القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه بتورطهم في إدارة الشبكة، بينهم مواطن عماني واثنان من الجنسية المصرية. كما تم توقيف 47 امرأة من جنسيات متعددة بتهم تتعلق بممارسة أنشطة مخالفة للآداب، وهن: 21 مصرية، و10 إيرانيات، و8 باكستانيات، و4 تايلنديات، و2 أوزبكستانيتين، و2 مغربيتين، فيما تستكمل الجهات المختصة الإجراءات القانونية بحقهم.
ويأتي هذا التطور بعد سلسلة عمليات أمنية نفذتها شرطة عمان خلال مايو الماضي، شملت ضبط شخصين من الجنسية المصرية والسودانية بحوزتهما أكثر من 20 كغم من مادتي الكريستال والحشيش في ولاية العامرات، بالإضافة إلى توقيف 8 مصريين تورطوا في عمليات احتيال مالي عبر الترويج لتبديل عملات أجنبية مزورة.
يُذكر أن القوانين العمانية تفرض عقوبات صارمة على من يثبت تورطه في أعمال منافية للآداب، تصل إلى السجن ثلاث سنوات وغرامات قد تصل إلى 1000 ريال عماني، وتشدد العقوبات على من يدير أو يهيئ أماكن للبغاء أو الفجور، أو يعاون على ذلك بأي شكل.
اشتباه بحريق متعمد يطال 36 شاحنة في حوادث منفصلة ببرلين.. والشرطة تحقق
اندلعت صباح الثلاثاء حرائق متزامنة في منطقتي بريتس وليشتنبرغ بالعاصمة الألمانية برلين، استهدفت 36 شاحنة في حادثين منفصلين يشتبه في كونهما متعمدين.
وأفادت صحيفة “تاغشبيغل” بأن أول بلاغ وصل قبل الساعة الثالثة فجراً بالتوقيت المحلي، حيث هرعت فرق الإطفاء وقامت بحشد نحو 100 عنصر تمكنوا من السيطرة على النيران وإخمادها في الموقعين.
وتعرضت 17 شاحنة تابعة لشركة اتصالات للحريق في حي ليشتنبرغ، بينما التهمت النيران 19 شاحنة تعود لشركة توصيل طرود في حي بريتس المجاور. وأكدت الشرطة فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادثين وتحديد وجود أي صلة بينهما، مع تأكيد عدم وقوع إصابات بشرية.
وتأتي هذه الحرائق في ظل موجة من الحرائق المشبوهة التي تضرب العاصمة الألمانية في الآونة الأخيرة، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحوادث حتى الآن.
خفر السواحل الإماراتي يخلي طاقم ناقلة نفط بعد تصادم في بحر عمان
أخلت قوات خفر السواحل الإماراتية، الثلاثاء، طاقم ناقلة النفط “ADALYNN” بعد حادث تصادم بحري وقع في مياه بحر عمان، على بعد نحو 24 ميلاً بحرياً من سواحل الدولة.
وذكرت وسائل إعلام إماراتية أن الحرس الوطني نفذ عملية إجلاء ناجحة لـ24 فرداً من طاقم الناقلة المتضررة، مستخدماً زوارق البحث والإنقاذ، وتم نقلهم بسلام إلى ميناء خورفكان.
وتزامن الحادث مع تقارير نشرتها “رويترز” حول واقعة بحرية قرب مضيق هرمز، فيما أفادت شركة “أمبري” البريطانية المتخصصة في الأمن البحري بتلقي معلومات عن حادث وقع على بعد نحو 22 ميلاً بحرياً شرق خورفكان، مؤكدة في وقت لاحق أن الحادث “ليس ذا طابع أمني”.
وتداولت بعض وسائل الإعلام صوراً تظهر اندلاع حريق في ثلاث سفن أو ناقلات نفط بمياه بحر عمان، دون تأكيد رسمي حول مدى ارتباطها بالحادث أو وقوع إصابات.
ويأتي الحادث في منطقة استراتيجية تشهد حركة ملاحية مكثفة نظراً لقربها من مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية العالمية لتصدير النفط.
حادث بحري قرب مضيق هرمز يثير قلقاً دولياً بشأن أمن الملاحة
أفادت وكالات أنباء، الثلاثاء، بوقوع حادث بحري قرب مضيق هرمز، أحد أبرز الممرات الحيوية لنقل النفط عالمياً، وسط توترات متصاعدة في المنطقة. وأشارت “رويترز” إلى تقارير عن وقوع حادثة بحرية على بعد 22 ميلاً بحرياً شرق مدينة خورفكان الإماراتية، بينما ذكرت شركة “أمبري” البريطانية المتخصصة في الأمن البحري أنها تلقت معلومات عن الواقعة، التي جرت على مسافة نحو 40 كيلومتراً من خورفكان، قرب مدخل الخليج.
وتداولت وسائل إعلام صوراً تُظهر حريقاً في ثلاث سفن أو ناقلات نفط في مياه بحر عُمان، قبل اقترابها من مضيق هرمز، دون أن تصدر حتى الآن أي تأكيدات رسمية بشأن الأسباب أو الجهات المسؤولة.
وأكدت شركة “أمبري” في وقت لاحق أنها “على علم بالحادث”، لكنها نفت أن يكون له طابع أمني، في محاولة لتهدئة المخاوف من عمل عدائي في المنطقة.
يوأتي الحادث في توقيت حساس، إذ تشهد المنطقة تصعيداً خطيراً بين إيران وإسرائيل، ما يزيد المخاوف من احتمال تأثر حركة الملاحة في مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من النفط المنقول بحراً عالمياً. وأي اضطراب في هذا الممر الاستراتيجي ينعكس فوراً على أسواق الطاقة العالمية، وعلى أمن الإمدادات لدول تعتمد بشكل كبير على النفط الخليجي.
حتى اللحظة، لم تصدر سلطات الدول المعنية أو المنظمات البحرية الدولية بياناً يوضح ملابسات الحادث أو آثاره المحتملة.
بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على روسيا بإدراج 10 أفراد و20 سفينة وإدارة بوزارة الدفاعوسعت بريطانيا قائمة العقوبات المفروضة على روسيا، بإضافة 10 أفراد و20 سفينة، بالإضافة إلى فرض عقوبات على إحدى الإدارات التابعة لوزارة الدفاع الروسية.
وتم نشر الوثيقة التي تضمنت هذه الإضافات على موقع الحكومة البريطانية اليوم الثلاثاء.
وجاء في الوثيقة: “تمت إضافة 10 مدخلات جديدة و20 تعريفا جديدا يتعلق بالسفن في إطار نظام العقوبات على روسيا”.
كما فرضت بريطانيا عقوبات على “الإدارة الرئيسية للبحوث المعمقة” التابعة لوزارة الدفاع الروسية، حيث أُضيف اسم الإدارة ضمن الوثيقة الجديدة المنشورة على الموقع الإلكتروني الرسمي.
ترامب يوقع اتفاقاً لخفض الرسوم الجمركية مع بريطانياوقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس اتفاقاً رسمياً لخفض بعض الرسوم الجمركية على الواردات من بريطانيا، في وقت تواصل فيه الدولتان العمل نحو التوصل إلى اتفاق تجاري رسمي.
وأعلن ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاتفاق على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، والذي يشمل تحديد حصص ومعدلات التعريفات الجمركية على السيارات البريطانية، بالإضافة إلى إلغاء التعريفات الجمركية على قطاع الطيران في المملكة المتحدة، مع بقاء قضية الصلب والألمنيوم دون حل حتى الآن.
وصف ترامب العلاقة مع بريطانيا بأنها “رائعة”، ورفع يده معبراً عن توقيعه الاتفاق، قائلاً: “وقعنا عليها وانتهى الأمر”.
من جانبه، وصف ستارمر هذا اليوم بأنه “يوم جيد للغاية لكلا بلدينا، وعلامة حقيقية على القوة”.
يُعتبر هذا الاتفاق أول اتفاق تجاري يوقع عليه ترامب بعد إعلان “يوم التحرير” في مايو، حيث تم إعلان حالة طوارئ وطنية في الولايات المتحدة بسبب “العجز التجاري الكبير والمستمر”، مما أدى إلى فرض رسوم جمركية أثارت صدمة في الأسواق، قبل أن يؤجل الرئيس الأمريكي تنفيذها لمدة 90 يوماً.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: ألمانيا الإمارات السودان حوادث حول العالم عمان مصر مضيق هرمز قرب مضیق هرمز أعمال منافیة على روسیا بحر عمان
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني لو أغلقت إيران مضيق هرمز الإستراتيجي؟
وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر بين إيران وإسرائيل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، أن بلاده تدرس “بجدية” خيار إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، في خطوة من شأنها أن تشكل تصعيدا خطيرا في الأزمة، وتضع الاقتصاد العالمي أمام تحديات جسيمة.
ويأتي التهديد الإيراني عقب الهجمات الإسرائيلية، فجر الجمعة، التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، وأدت إلى مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني وعلماء بارزين في برنامجها النووي، وردَّت إيران بشن هجمات صاروخية وموجات من الطائرات المسيَّرة اتجاه إسرائيل، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص على الأقل في تل أبيب وإصابة العشرات، بالإضافة إلى تدمير وإخلاء مبانٍ سكنية.
مضيق هرمز.. عنق الزجاجة العالمي للطاقة
يقع مضيق هرمز عند الطرف الشرقي للخليج العربي، ويربطه بخليج عُمان والمحيط الهندي، وتحده من الشمال والشرق إيران، ومن الجنوب سلطنة عمان.
ويُعَد المضيق أهم ممر بحري لصادرات النفط في العالم، ويمر عبره يوميا أكثر من 21 مليون برميل من النفط الخام، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
ويبلغ عرض المضيق في أضيق نقاطه نحو 56 كيلومترا، بينما لا يتجاوز عرض الممرات الملاحية الآمنة فيه 10.5 كيلومترات في كل اتجاه، مما يجعله نقطة اختناق جيوسياسية واقتصادية.
ويُعَد المضيق شريانا حيويا للدول الخليجية، إذ تعتمد عليه بشكل كامل كل من العراق والكويت وقطر والبحرين، بينما تستخدمه السعودية والإمارات مسارا رئيسيا لصادراتهما النفطية رغم امتلاكهما طرقا بديلة محدودة. وتُصدَّر معظم شحنات النفط الخليجي إلى أسواق آسيا، في حين يذهب الجزء المتبقي إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.
تداعيات التهديد الإيراني
التهديد الإيراني بإغلاق المضيق يُعَد تطورا خطيرا، إذ إن أي تعطيل لحركة الملاحة فيه قد يُحدث صدمة في أسواق النفط العالمية. وقد ارتفعت الأسعار بنسبة 7% في يوم واحد، وهو أكبر ارتفاع منذ بداية الحرب في أوكرانيا عام 2022، بسبب مخاوف المستثمرين من اتساع رقعة المواجهة بين إيران وإسرائيل لتشمل تعطيل صادرات الطاقة من الشرق الأوسط.
في هذا السياق، حذرت القوة البحرية المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة من أن احتمال اندلاع صراع إقليمي آخذ في الارتفاع، رغم تأكيدها أن المضيق لا يزال مفتوحا وأن الملاحة مستمرة.
كما أظهرت وثائق نُشرت أخيرا أن حكومتي بريطانيا واليونان نصحتا السفن التجارية بتفادي المرور عبر خليج عدن، وطالبتا بتسجيل أي عبور لمضيق هرمز، في إجراء احترازي يعكس القلق المتصاعد من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة.
حسابات إيران الاستراتيجية
رغم التصعيد فإن تهديد طهران بإغلاق المضيق يُنظر إليه على أنه ورقة ضغط استراتيجية، قد تستخدمها للردع أو للرد على الهجمات الإسرائيلية في حال استمرارها. لكن تنفيذ هذا التهديد سيُدخل إيران في مواجهة مفتوحة مع القوى الدولية، خصوصا الولايات المتحدة، التي تعتبر حماية حرية الملاحة في المضيق جزءا من أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.
وقد سبق لطهران أن لوّحت بإغلاق المضيق في فترات توتر سابقة، لكنها لم تُقدم على ذلك فعليا. لكن الوضع الحالي، المرتبط مباشرة بضرب منشآت نووية وقتل علماء بارزين، يمثل نقطة تحوُّل قد تدفع إيران إلى إجراءات أكثر حدة، خصوصا إذا فشلت الضغوط الدبلوماسية في وقف الهجمات الإسرائيلية.
السيناريوهات المحتملة
الإغلاق الكامل للمضيق: سيؤدي إلى توقف نحو خُمس الإمدادات النفطية العالمية، وهو سيناريو قد يرفع الأسعار بشكل جنوني، ويدفع الدول الصناعية الكبرى إلى الرد عسكريا أو عبر عقوبات قاسية.
الإغلاق الجزئي أو المضايقات البحرية: عبر استهداف ناقلات أو تعطيل المرور مؤقتا، وهو ما يمكن أن يُستخدم أداة ضغط دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.
التراجع تحت الضغط الدولي: في حال نجاح المساعي الدبلوماسية لاحتواء التصعيد، قد تستخدم إيران التهديد ورقة تفاوضية دون تطبيقه فعليا.
هل العالم مستعد؟
التهديد الإيراني يعيد إلى الأذهان أهمية تأمين طرق الملاحة الدولية، وقد يدفع الدول الكبرى إلى إعادة تقييم جاهزيتها، خصوصا مع اشتداد المنافسة الجيوسياسية عالميا. فالمضيق ليس فقط ممرا للطاقة، بل أيضا اختبار لقدرة النظام الدولي على حفظ الاستقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات إلى ضبط النفس، يبدو أن مصير مضيق هرمز سيكون مرآة دقيقة لانزلاق الصراع إلى أبعاد إقليمية ودولية أوسع، أو احتوائه عبر مفاوضات عاجلة تعيد التوازن إلى منطقة أصبحت على شفا الانفجار.