الجزيرة:
2025-08-03@17:59:00 GMT

هل تنزلق بريطانيا إلى المواجهة مع إيران؟

تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT

هل تنزلق بريطانيا إلى المواجهة مع إيران؟

لندن- في الوقت الذي تنعطف فيه الحرب بين إيران وإسرائيل لمستويات غير مسبوقة، يراقب البريطانيون عن كثب تطورات تلك المواجهة من دون امتلاك الجرأة على حسم الموقف من حجم التأييد لإسرائيل أو درجة العداوة مع إيران.

وتواترت تصريحات المسؤولين في حكومة حزب العمال البريطانية منذ بداية التصعيد في المنطقة، التي لم تستبعد -وإن بحذر- الانخراط في تقديم الدعم لإسرائيل، في حين انضمت لدعوات التهدئة وجهود البحث عن قنوات للوساطة.

ترقب للقرار الأميركي

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في وقت سابق إن المملكة المتحدة تعزز قواتها في الشرق الأوسط، من دون أن ينفي احتمال انخراطها في تقديم الدعم لإسرائيل عند الحاجة وحين يقتضي ضمان أمن حلفائه ذلك.

وبينما كانت مزيد من طائرات التايفون البريطانية وأخرى تشق طريقها إلى المنطقة، كان ستارمر إلى جانب القادة الأوروبيين في اجتماع مجموعة السبع بكندا يحاولون بيأس إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتوقيع على مسودة بيان يدعو لخفض التصعيد.

ورغم محاولات بريطانية وألمانية وفرنسية لفتح قنوات اتصال مع إيران بوساطات خليجية، فإن ترامب أصر على مغادر القمة، داعيا في المقابل سكان العاصمة طهران لإخلائها، في حين كانت تعزيزات عسكرية أميركية أخرى أيضا في طريقها إلى شرق المتوسط.

هذا الموقف الأميركي من الحرب هو ما كان رئيس الوزراء البريطاني ستارمر يوحي بأن بلاده تعتزم مراقبته عن كثب والتصرف بناء على التطورات التي ستترتب عليه.

وبلهجة ستارمر الملتبسة نفسها، أكدت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز أن ضخ مزيد من العتاد العسكري للشرق الأوسط إجراءٌ احترازي لطمأنة الحلفاء في ظل ارتفاع منسوب التهديد، في حين أصرت أن الخطوات المقبلة التي ستتخذها حكومتها مرهونة بحالة الطوارئ والتغيرات على الأرض.

واختارت بريطانيا التدخل عام 2024 لصد هجمات إيرانية على أهداف إسرائيلية، بينما تعد القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص نقطة ارتكاز أساسية لدعم سلاح الجو الإسرائيلي، حيث توفر الطائرات البريطانية طلعات للمراقبة ومركزا حيويا لجمع المعلومات الاستخباراتية والتنسيق.

تبادل التوجيهات والإشارات بين الحلفاء لتحسين التحكم في إطلاق النار للأنظمة الدفاعية (الجيش الإسرائيلي) الاصطفاف البريطاني

ويرى شاشانك جوشي محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة إيكونوميست، في حديث للجزيرة نت، أن السياق الحالي الذي تخوض فيه إسرائيل مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات مع إيران، يختلف عن الوضع الذي شجع بريطانيا العام الماضي نحو صد الصواريخ الإيرانية ضد إسرائيل.

إعلان

ويضيف الخبير العسكري البريطاني أن هدف المواجهة الجارية نسف المشروع النووي الإيراني أو تغيير نظام الحكم في طهران، مما يدفع بريطانيا لعدم إبداء حماسة واضحة وتردد أكبر في التدخل لتوفير الدعم لإسرائيل، في الوقت الذي كانت ترى فيه أن دفاعها عن إسرائيل العام الماضي بعد اغتيال قادة من حماس في طهران له ما يبرره.

في المقابل، يشير جيلبرت الأشقر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، أن العلاقات الخاصة التي تربط بريطانيا بالولايات المتحدة ستدفعها للالتحاق بأي مواجهة إذا قرر الحليف الأميركي ذلك.

ويضيف الأشقر، في حديث للجزيرة نت، أن الاصطفاف البريطاني في هذه المواجهة إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن حجبه من قبل الحكومة البريطانية بعبارات مترددة أو التستر عليه بدعوات خفض التصعيد.

دعم مثير للجدل

وكان الدعم البريطاني لإسرائيل مثار انقسام حاد في صفوف النخبة والرأي العام البريطاني منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، حيث يطالب نواب برلمانيون ومنظمات حقوقية حكومتهم بوقف إمداد إسرائيل بالأسلحة.

ومع وصول حزب العمال للسلطة الصيف الماضي، قرر فرض حظر جزئي على تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل، في وقت تواصل فيه بريطانيا توريد 15% من قطع الغيار لتصنيع طائرات "إف-35" التي تعتمد عليها ترسانة سلاح الجو الإسرائيلي للحفاظ على تفوق قدرته على الردع في المنطقة.

واتهم تحالف "أوقفوا الحرب" البريطاني -في بيان- رئيس الوزراء ستارمر ومعه الحكومات الغربية بالسماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بالإفلات من العقاب، مما جعل الطريق سالكة أمامه لفتح جبهة مواجهة أخطر على استقرار الشرق الأوسط.

ويعتبر الصحفي جوشي أن الانخراط في توفير الدعم الجوي العسكري المباشر لإسرائيل يتجاوز إرسال تعزيزات عسكرية لحماية القواعد البريطانية، وهو ما يعني أن الحرب على إيران انتقلت حينها إلى مستوى آخر اتُخذ على إثره قرار بريطاني بالانضمام للمواجهة.

علاقات صعبة

وفي الأثناء، يحاول البريطانيون تدبير علاقاتهم الصعبة مع كل من الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية اليمينية، إذ كشف ستارمر عن أنه بعد بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران أجرى أول اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي دار في أجواء "بناءة للغاية"، على حد قوله.

في حين صرحت السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا تسيبي حوتوفيلي بأن حكومتها لم تناقش مع حكومة حزب العمال البريطانية الهجوم على إيران، ولم تنسق كل من تل أبيب وواشنطن مع لندن قبل اتخاذ القرار ببدء الهجوم على طهران.

وتحاول بريطانيا بحذر إدارة علاقتها بالرئيس الأميركي الذي لا يبدو معنيا منذ عودته للبيت الأبيض بتعزيز التحالف مع الدول الغربية، في حين يصر رئيس الوزراء البريطاني على أن تحركات بلاده المقبلة في الشرق الأوسط ستكون محكومة بالدفاع عن مصالح الحلفاء والتشاور معهم.

وتوترت العلاقات بين حكومة البريطانية والحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع الماضية، بعد انضمام بريطانيا إلى حملة غربية للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، إذ هاجم نتنياهو بريطانيا وفرنسا وكندا بعد فرضها عقوبات على إسرائيل بسبب استمرارها في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

إعلان

غياب الرؤية

وترى صحيفة إندبندنت البريطانية أن إسرائيل لم تعد مجرد حليف تاريخي لبريطانيا، ولكنها قد تتحول إلى عبء إستراتيجي عليها إذا انخرطت إلى جانبها في الحرب ضد إيران.

وتحذر الصحيفة -في مقال لمحررها لشؤون الدبلوماسية سام كيلي- من أن الاصطفاف إلى جانب إسرائيل في الحرب سيكون مكلفا لبريطانيا، في الوقت الذي يمكن أن تلعب فيه أدوارا أخرى كالاستمرار في تأمين طرق الملاحة في البحر الأحمر رغم ما تنطوي عليه هذه المهمة من مواجهة مباشرة مع الحوثيين.

في المقابل، يرى جوليان بارنز داسي، مدير برنامج الشرق الأوسط في المركز الأوروبي للسياسات الخارجية، أن تقديم الدعم لإسرائيل سواء كان عبر الانخراط في عمليات ردع أو إمدادات أسلحة، سيكون ذا رمزية ولن يؤثر تأثيرا كبيرا على مواردها من العتاد العسكري، لكنه سيمنح إسرائيل غطاء إضافيا لمواصلة المقامرة بأمن المنطقة والتأثير على المصالح الإستراتيجية البريطانية والأوروبية.

ويشير داسي -في حديث للجزيرة نت- إلى غياب رؤية أوروبية واضحة تجاه التطورات في المنطقة، واستمرار الأوروبيين ومعهم البريطانيين في تبرير سعي إسرائيل الدائم لفتح جبهات للصراع ولو على حساب مصالحهم الإستراتيجية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدعم لإسرائیل رئیس الوزراء الشرق الأوسط مع إیران فی حین

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. مرتزقة كولومبيون على مشارف الفاشر.. والتمويل إماراتي

متابعات- تاق برس- أصدرت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بيانًا صحفيًا بشأن الهجوم الغادر الذي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر.

وأكد البيان مشاركة مرتزقة من عدة دول في الهجوم، من بينهم مرتزقة من جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وكينيا، بالإضافة إلى أكثر من 80 مرتزقًا من جمهورية كولومبيا.

وقالت القوة أنه تم تحييد عدد كبير من المرتزقة الكولومبيين، والذين كانوا مكلفين بتشغيل الطائرات المُسيّرة وتنسيق عمليات القصف المدفعي.

 

https://www.tagpress.net/wp-content/uploads/2025/08/storage_emulated_0_Android_data_com.fawazapp.blackhole_files_DCIM_blackhole_X8SJ1SHEDS170AQ3YDZT.mp4

 

وأضافت أن المعركة الأخيرة كشفت عن استعانة الدعم السريع بمليشيات عبد العزيز الحلو في صفقة مدفوعة الأجر، لاستهداف كل من يحاول الخروج من مدينة الفاشر، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في انتهاك سافر لكل القوانين الإنسانية.

ودعا البيان حكومات الدول التي ينتمي إليها هؤلاء المرتزقة إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والتواصل الفوري مع الجهات السودانية الرسمية لوقف هذا الانزلاق الخطير الذي يورطها في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تُرتكب بحق الشعب السوداني الأعزل.

وأكد البيان أن هناك مؤامرة تُحاك ضد وطننا، تقودها أطراف تسعى للسيطرة على مواردنا، وتهجير شعبنا، واستبداله بجيوش من الغرباء. هذه لحظة فارقة في تاريخ بلادنا، تستدعي منا جميعًا تجاوز الخلافات والاصطفاف خلف قواتنا المسلحة وقيادتنا الوطنية، ونبذ كل أشكال الكراهية والعنصرية والجهوية، لأن الوطن في خطر، ومجابهة هذا الخطر واجب وطني مقدس.

وأشار العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، إلى أن ما يحدث في السودان ومدينة الفاشر على وجه الخصوص ليس مجرد هجوم لمليشيا الجنجويد، بل محاولة ممنهجة لإسقاط السودان كدولة بتحالفات تحول الحرب إلى سلعة والشعب ضحيتها.

من جانبهم قالت مجموعة أنصار هيئة العمليات أنه وفي خضم المعارك المتصاعدة بمدينة الفاشر غرب السودان، برز تطور لافت تمثل في رصد وجود مقاتلين أجانب ناطقين بالإسبانية ضمن صفوف مليشيا الدعم السريع.

وأضافت أن مصادر عسكرية ومحلية متقاطعة رجّحت أنهم مرتزقة كولومبيون، استُقدموا لتعويض النقص الحاد في القوة البشرية بعد الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها الدعم السريع في معارك الخرطوم. التحقيقات الإقليمية والدولية تشير إلى تورط مباشر لدولة الإمارات العربية المتحدة في تمويل هذا النشاط، ضمن سلسلة طويلة من التدخلات العسكرية والأمنية في عدة دول عربية وإفريقية.

 

 

 

وأردفت: منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تدهورت البنية القتالية للدعم بشكل سريع. آلاف القتلى، موجات فرار، وتفكك تنظيمي دفع القيادة إلى البحث عن بدائل غير تقليدية؛ أبرزها الاعتماد على المرتزقة الأجانب، وخاصة من كولومبيا.

وأشارت إلى أن مدينة الفاشر، التي تمثل رمزية تاريخية وعسكرية، باتت مسرحًا لتجريب هذه الصيغة الجديدة من الحرب بالوكالة.

المرتزقة الكولومبيون ليسوا غرباء عن الصراعات الدولية. فبعد عقود من الخدمة في الجيش الكولومبي في حروب العصابات الداخلية، تحوّل المئات منهم إلى سوق “المرتزقة الدوليين”. أبرز الساحات التي شاركوا فيها اليمن ضمن قوات التحالف بقيادة الإمارات. وليبيا إلى جانب قوات حفتر بترتيب وتمويل إماراتي.

 

 

وفي هاييتي شارك بعضهم في عملية اغتيال الرئيس جوفينيل مويس (2021).

وأفادت: “وفقًا لتحقيقات صحفية غربية (نيويورك تايمز، الغارديان)، يتم تجنيد هؤلاء المقاتلين عبر شركات أمنية خاصة في الإمارات، ويتم نقلهم إلى مواقع النزاع بوسائل خاصة، أحيانًا بجوازات سفر مزورة أو تحت غطاء عقود حراسة أمنية”.

ولفتوا إلى أن الإمارات تلعب دورًا محوريًا في هندسة وتسهيل عمليات التجنيد هذه؛ من أبرز أدواتها شركات أمنية خاصة أشهرها Black Shield Security Services وHorizon Security Services.

وقالت إن هذه الشركات جندت مرتزقة من كولومبيا والسودان واليمن، وتورطت سابقًا في خداع شباب سودانيين عبر عقود وهمية، ثم نقلهم للقتال في ليبيا.

كما تدفع الإمارات أجور المرتزقة بشكل مباشر أو عبر وسطاء، وتؤمّن لهم مسارات نقل محمية دبلوماسيًا أو لوجستيًا، عبر قواعد عسكرية أو مطارات مملوكة لها في دول إفريقية مجاورة.

في 2019، وُثّقت واحدة من أخطر عمليات الخداع: مئات الشباب السودانيين خُدعوا بعقود للعمل كحراس أمنيين في منشآت مدنية بالإمارات، لكنهم فوجئوا بتجنيدهم لصالح قوات خليفة حفتر في ليبيا. قضية أثارت ضجة إعلامية كبرى، ولا تزال تداعياتها ماثلة حتى اليوم. نفس النمط يبدو أنه يُعاد تطبيقه اليوم، لكن بصيغة مختلفة: مرتزقة محترفون مقابل المال، لا روابط لهم بالسودان ولا التزام بقواعد الحرب.

وبرزت تقارير موثوقة عن انخراط قوات عبد العزيز الحلو (الحركة الشعبية شمال) في جبهة الفاشر، بطلب وضغط مباشر من الجانب الإماراتي. الهدف: تعويض النقص البشري الحاد في صفوف مليشيا الدعم السريع، والتي تعرّضت لنكسة كبرى بعد معارك الخرطوم، وتشتّت بقاياها غربًا. هذا التحالف يعكس طبيعة الحرب الحالية: تحالفات متبدلة، مدفوعة التمويل، بلا مبدأ ثابت أو رؤية وطنية.

ما يجري في الفاشر اليوم ليس مجرد امتداد لصراع داخلي سوداني، بل هو صورة مكتملة الأركان لخصخصة الحرب.

أنصار هيئة العملياتالفاشرالقوة المشتركة

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. مرتزقة كولومبيون على مشارف الفاشر.. والتمويل إماراتي
  • سي إن إن: تراجع كبير في دعم الديمقراطيين لإسرائيل
  • إيران تهدد برد يشلّ إسرائيل خلال 48 ساعة من أي هجوم محتمل!
  • بريطانيا:إيران دولة مارقة لن تلتزم بأي إتفاق نووي
  • إيران تحث المجتمع الدولي على وقف جرائم إسرائيل في غزة
  • وزير الخاجري البريطاني :هناك أصواتًا تسعى لفرض واقع يقوم على فكرة “إسرائيل الكبرى”
  • الجيش البريطاني: إسرائيل تقصف غزة أعنف من الحرب العالمية الثانية
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • رئيس الوزراء البريطاني يبحث مع زيلينسكي مستجدات الحرب ودعم التعاون العسكري
  • اليوم.. سلة العراق في المواجهة الختامية أمام قطر في لوسيل