البحث عن جلادي الأسد.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
شهدت منصات التواصل الاجتماعي السورية تفاعلات واسعة، عقب إصدار محكمة ألمانية، يوم الاثنين، حكما بالسجن مدى الحياة بحق طبيب سوري أدين بتعذيب معتقلين أثناء فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك بعد محاكمة طويلة استمرت لأكثر من 3 سنوات في مدينة فرانكفورت.
وخلال النطق بالحكم، أكد القاضي كريستوف كولر أن الطبيب "قتل شخصين وألحق إصابات خطيرة بـ9 آخرين"، مشددا على أن هذه الجرائم وقعت في عامي 2011 و2012، وتندرج ضمن إطار "الرد الوحشي لنظام الأسد الدكتاتوري والظالم" على المظاهرات الاحتجاجية السلمية ضده.
تأتي هذه القضية في سياق تطبيق ألمانيا لمبدأ الولاية القضائية العالمية، الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم الجسيمة بغض النظر عن مكان ارتكابها أو جنسية الضحايا والجناة.
وكان دور فيلم "#البحث_عن_جلادي_الأسد" محور اهتمام المغردين، حيث أفضى الفيلم إلى اعتقال الطبيب السوري علاء موسى.
وكتب أحدهم: "بعد3 سنوات ونصف من محاكمة مشحونة بالتوتر، أصدر القضاء الألماني حكما تاريخيا بسجن الطبيب السوري علاء موسى مدى الحياة، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حمص.
سجن المؤبد بحق الطبيب السوري علاء موسى والتهم:
القتل والتعذيب
وجرائم ضد الإنسانية لا احد يفلت من العدالة الالهيه pic.twitter.com/1cUokfoZ4O
— raneen k (@dafna23j) June 17, 2025
وأضاف آخرون قائلين إن تعذيب موسى الوحشي للمعتقلين تسبب في مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين بجروح بالغة. هذا الحكم الرائد يمثل انتصارا للعدالة، وجاء نتيجة تحقيق مشترك بين شبكة الجزيرة ومجلة دير شبيغل، كُشف من خلاله عن فظائع موسى في فيلم #البحث_عن_جلادي_الأسد، ممهدا الطريق لاعتقاله".
وأشار المغرد إلى إشادة القاضي بدور التحقيق الصحفي، موجها الشكر أيضا لـ"زمان الوصل" ولكل من أسهم في كشف القضية.
حُكم على الطبيب السوري علاء موسى بالسجن مدى الحياة من قبل المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت بألمانيا، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بين عامي 2011 و2012 داخل مستشفيات ومراكز احتجاز تابعة لنظام الأسد في سوريا. تأتي هذه القضية ضمن تطبيق ألمانيا لمبدأ الولاية القضائية…
— ghaleb alomar (@Ghaleb__Alomar) June 17, 2025
إعلانكما نوه آخرون إلى أن نحو 50 شاهدا وصفوهم الشجعانً ساعدوا في إثبات الاتهامات، لتوجيه ضربة قوية لسياسة الإفلات من العقاب، مؤكدين أن أهوال نظام الأسد لن تُنسى ولن تمر دون حساب.
ووصف كثير من المغردين الحكم بأنه "تاريخي"، معتبرين أن محاكمة الطبيب الذي وصفوه بـ"السادي والمجرم" علاء موسى في ألمانيا تعد مثالا راسخا على العدالة، ومطالبين بمحاكمات مماثلة لجميع مجرمي الحرب في محاكم وطنية ومعلنة وشفافة في سوريا، ليصبح العدل هو أساس الحكم بالبلاد.
محاكمة الطبيب السادي والمجرم علاء موسى في ألمانيا تعتبر محاكمة تاريخيّة وأكبر مثال على العدل في اوربا
نريد ان نشهد محاكمات مماثلة لكل مجرمي الحرب في محاكمات تاريخيّة كبيرة ومعلنة ومتلفزة في سوريا الحبيبة
لنجعل العدل هو أساس الحكم pic.twitter.com/Frnz8d6XCs
— Fadel Moghrabi (@FadelMogh) June 17, 2025
وأكد مدونون أن الحكم يكرس مبدأ عدم الإفلات من العقاب، ويثبت أن مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية يمكن أن يحاسبوا حتى بعد سنوات، وفي أي مكان في العالم.
وأضاف ناشطون أن العدالة ستظل تلاحق مجرمي الحرب أينما كانوا، ولو بعد حين.
وعلق آخرون قائلين: "حين يكون الطبيب هو الجلاد، فإنه حقًا يستحق أكثر من السجن المؤبد".
وفي سياق متابعة أصداء الحكم، تواصلنا مع الزميل محمود الكن، معد فيلم "البحث عن جلادي الأسد"، الذي تحدث للجزيرة نت عن دور الفيلم في الكشف عن دور الطبيب علاء موسى وكيفية تتبع خيوط القضية.
وقال الكن: "أعتقد أن فيلم البحث عن جلادي الأسد شكّل وثيقة تاريخية مهمة في مجال الصحافة الاستقصائية. بحثت مطولا عن واقعة مماثلة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يقود فيلم صحفي إلى محكمة وينتهي بإدانة جنائية، ولم أجد حالة مماثلة، لا سيما من الناحية الحقوقية".
وأوضح الكن أن فكرة الفيلم انطلقت برصد وملاحقة أشخاص متهمين بارتكاب جرائم حرب وفارين إلى أوروبا، ومندسين بين اللاجئين عبر قاعدة بيانات ضخمة ووفق معايير دقيقة تشمل وجود أدلة حقيقية وشهود. هذه المعايير لم تتوفر في كثير من القضايا، لكن في قضية علاء موسى برز شاهد يُدعى محمد وهبي، الذي نشر منشورا على فيسبوك كان نقطة البداية.
بعد ذلك، جرى تتبع شهود آخرين وتحليل البيانات الجغرافية لتحديد أماكن تواجدهم، بمساعدة فريق استقصائي دولي وتعاون وثيق مع دير شبيغل، الذي أسهم في تحديد أماكن عمل الطبيب ومسار تحركاته.
وأشار الكن إلى أن التحقيق المشترك بين الجزيرة ودير شبيغل وفريق من الصحفيين أدى إلى تحريك الادعاء العام الألماني بعد بث الفيلم الوثائقي، حيث أظهرت دير شبيغل أدلة جديدة بعد عرض الفيلم تسببت في ظهور شهود إضافيين.
وتابع الكن: "كان من اللافت في الحكم أن كثيرا من الجرائم المروعة التي اقترفها الطبيب، وبعضها تم توثيقه في الفيلم، مثل القتل بحقن مميت، وحرق أعضاء تناسلية لأطفال بالكحول، وتعذيب بطرق وحشية دون تخدير، تم إثباتها عبر شهادات نحو 50 شاهدا في القضية، مما أدى إلى صدور حكم المؤبد".
إعلانوختم الكن حديثه قائلا إن هذه الحالة تشكل سابقة تاريخية في الصحافة الاستقصائية، إذ قاد فيلم وثائقي إلى تحريك قضية جنائية وانتهى بإدانة جنائية حقيقية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جرائم ضد الإنسانیة
إقرأ أيضاً:
الناشط علاء الدين اليوسف يروي قصة مشاركته في الثورة السورية
يعود اليوسف بذاكرته إلى الأيام الأولى للثورة السورية، ويقول إنه خرج للتظاهر في جبل الزاوية في قرية كفر عويد في إدلب (شمال غربي سوريا) رفقة إخوته وأولاد عمه، وكان عددهم 11 فقط، لكنهم هتفوا "حرية"، وأحدهم هتف بـ"لا أعذار ولا تبرير حتى يسقط الخنزير"، وكان الناس يراقبونهم ويصورونهم بهواتفهم.
ويضيف لحلقة (2025/12/6) من البرنامج (ويمكن مشاهدتها كاملة عبر هذا الرابط) أن قرار الخروج في مظاهرات جاء بعد أن اعتقل النظام المخلوع الأطفال وقتلهم في محافظة درعا جنوبي سوريا.
ويذكر اليوسف أنه كان من الداعمين للمظاهرات في كل الوطن العربي، في تونس وفي مصر، وكان يجتمع مع إخوته وأولاد عمه في بيته وكانوا يرددون: هل يمكن أن نخرج؟ كما كانوا يغلقون نوافذ السيارة التي يستقلونها ويقولون مثلا "يسقط الأسد"، في إشارة إلى الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وبسبب مشاركته في أولى المظاهرات التي عرفتها إدلب، يقول الناشط السوري إنه أصبح معارضا ومطلوبا من الأمن، ورغم نصيحة أعمامه المقربين بالتوقف عن التظاهر، صمم يوسف على موقفه، لأنه اعتبر أن الموضوع صار شخصيا بينه وبين النظام.
ويكشف لبرنامج "مع تيسير" -الذي يقدمه الإعلامي السوري تيسيرعلوني- أن عناصر الأمن ذهبوا وقتها لرئيس البلدية التي يقطن فيها وطلبوا أسماء المشاركين في المظاهرة.
وتجدر الإشارة إلى أن علاء الدين اليوسف اشتغل في فترة من الفترات سائقا، وعاش في ليبيا وحصل على شهادة البكالوريا هناك، وعندما عاد إلى سوريا التحق بالجيش مباشرة، ويقول إنه تعذب كثيرا خلال الخدمة العسكرية.
ويصف فترة العمل في الجيش بالقاسية جدا، حيث لم تكن هناك إجازات ولا أكل، والمرتب قليل (38 ليرة في الشهر)، ولم يكن يكفي حتى لشراء سجائر، كما يذكر.
التاريخ لا يرحموعن دوره في مظاهرات الثورة السورية، يوضح اليوسف أنه بدأ كناشط بارز في المظاهرات، يسيّرها ويحث الناس في مختلف القرى والمناطق على الخروج، ويقول إن الناس دعمتهم بقوة وحتى بعض رجال الأمن والشرطة كانوا يحاولون التقرب إليهم.
كما يكشف أنه حصل على جهاز ثريا من شخص كان خارج سوريا لم يكن يعرفه، وكان يحرص على إخفاء الجهاز لأنه كان ممنوعا.
ورغم العذاب والملاحقات التي تعرض لها من قبل النظام المخلوع، يقول الناشط السوري إنه وأهله دفعوا ضريبة إذ دُمّر بيته وعاش الفقر والجوع، لكنه كان صادقا مع نفسه، ويتابع يوسف "التاريخ لا يرحم الصامتين، وأنا اخترت أن أكون مع الصارخين بالحق"، مشددا على أنه لم يندم رغم كل ما خسره من أصدقاء وأقارب.
يذكر أن علااء الدين اليوسف، ظهر بصوته وصورته واسمه الحقيقي على وسائل الإعلام العالمية في الوقت الذي كان فيه جميع الناشطين يحرصون على إخفاء هوياتهم خوفا من بطش أجهزة النظام أيام الثورة.
Published On 6/12/20256/12/2025|آخر تحديث: 21:56 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:56 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ