ابتكار علمي يحوّل البول إلى مادة لزراعة العظام والأسنان
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
الولايات المتحدة – طوّر فريق من الباحثين الدوليين تقنية فريدة لتحويل بول الإنسان إلى مادة “هيدروكسي أباتيت” التي تُستخدم على نطاق واسع في زراعة العظام والأسنان، إضافة إلى تطبيقات صناعية أخرى.
ويعرف “هيدروكسي أباتيت” بأنه مركب غير عضوي من فوسفات الكالسيوم، ويعد المكوّن الأساسي للنسيج العظمي والأسنان في جسم الإنسان والحيوانات.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت يُنظر فيه إلى البول كمشكلة بيئية، لكونه مصدرا غنيا بالمغذيات التي تثقل شبكات الصرف الصحي وتلوث المياه، خصوصا عند تراكمه بكميات كبيرة.
وطوّر الباحثون، بقيادة فريق من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، نظاما بيولوجيا يعتمد على سلالة هندسية من الخميرة تُعرف باسم “الخميرة العظمية”، تعمل على محاكاة وظيفة خلايا بناء العظام في الجسم، وذلك بالتعاون مع باحثين من اليابان ومؤسسات أميركية أخرى.
وتقوم هذه الخميرة بتحليل اليوريا في البول، ما يرفع درجة الحموضة (pH) ويؤدي إلى ترسيب الكالسيوم والفوسفات داخل تجاويفها، ثم تحويلها إلى بلورات “هيدروكسي أباتيت” (Hydroxyapatite – HAp) تُطلقها لاحقا إلى خارج الخلية. ونجح الفريق في إنتاج غرام واحد من HAp لكل لتر واحد من البول.
وقال البروفيسور ديفيد كيسايلوس، الأستاذ في علوم وهندسة المواد بجامعة كاليفورنيا والمشارك في الدراسة، إن النظام الجديد “يحل مشكلتين في آن معا؛ فهو يقلل من تلوث الصرف الصحي، وينتج مادة عالية القيمة تُستخدم طبيا وصناعيا”.
وأشار إلى أن التقنية لا تتطلب معدات معقدة أو طاقة عالية، إذ يمكن تنفيذها بتكلفة منخفضة في ظروف بسيطة. وهذا يجعلها مناسبة بشكل خاص للبلدان النامية والمناطق محدودة الموارد.
ولا تقتصر استخدامات HAp على المجال الطبي، بل تُستخدم أيضا في ترميم الآثار وإنتاج المواد الحيوية والصناعات المعمارية الخفيفة. وتوقعت الدراسة أن تبلغ قيمة سوق “هيدروكسي أباتيت” العالمية نحو 3.5 مليار دولار بحلول عام 2030.
ويعمل الفريق حاليا بالتعاون مع مختبر لورنس بيركلي والبروفيسور ياسو يوشيكوني على تطوير مواد إضافية باستخدام الخميرة العظمية، تشمل الطباعة ثلاثية الأبعاد والمواد متعددة الوظائف.
نُشرت نتائج المشروع في مجلة Nature Communications.
المصدر: interesting engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
بعد الأربعين.. فيتامينات ضرورية للمرأة لجسم صحي وقوي
مع بلوغ سن الأربعين، تبدأ المرأة بملاحظة تغيرات هرمونية وجسدية قد تؤثر على طاقتها، صحة عظامها، بشرتها، ومزاجها، مما يدفع كثيرات إلى اللجوء للمكملات الغذائية، لكن خبراء التغذية يؤكدون أن الفيتامينات ليست علاجًا سحريًا، بل أداة مساعدة ضمن نمط حياة صحي ومتوازن.
وأشارت الدراسات إلى أن عددًا محدودًا من الفيتامينات والمعادن يصبح أكثر أهمية للنساء في منتصف العمر، بينما قد يؤدي الإفراط في تناول المكملات دون إشراف طبي إلى نتائج عكسية، بحسب الغارديان البريطانية.
الفيتامينات والمعادن الأساسية
فيتامين د: صديق العظام والمناعة
يُعد “فيتامين د” ضروريًا بعد الأربعين لدوره في تقوية العظام والمناعة. ومع قلة التعرض للشمس ونمط الحياة العصري، يوصي الأطباء بإجراء فحص دوري لمستوياته وتناول مكملات معتدلة عند الحاجة، كما يساعد في امتصاص الكالسيوم والحفاظ على قوة العضلات.
الكالسيوم والمغنيسيوم
الكالسيوم ضروري للوقاية من هشاشة العظام، بينما يسهم المغنيسيوم في امتصاصه وتنظيم ضغط الدم وتحسين النوم. ينصح الخبراء بالحصول عليهما من الأطعمة الطبيعية مثل منتجات الألبان، الخضراوات الورقية، والمكسرات قبل اللجوء إلى المكملات.
فيتامين B12
مع التقدم في العمر تقل قدرة الجسم على امتصاص فيتامين B12 من الطعام، ما قد يؤدي إلى التعب وضعف التركيز أو الذاكرة، خصوصًا لدى النباتيات أو من تتبع حميات منخفضة البروتين الحيواني.
أوميغا-3: لدعم الدماغ والمزاج
تلعب أحماض أوميغا-3 الدهنية دورًا مهمًا في صحة القلب والدماغ وتنظيم المزاج خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
تتواجد هذه الأحماض في الأسماك الزيتية مثل السلمون والسردين والماكريل، أو في مكملات مستخلصة من الطحالب للنباتيات.
التوازن هو المفتاح
رغم أهمية هذه الفيتامينات والمعادن، يحذر الخبراء من الانسياق وراء التسويق المفرط للمكملات، فالغذاء المتنوع، النوم الكافي، والنشاط البدني المنتظم، هو الطريق الحقيقي للصحة.
وأكدت خبيرة التغذية البريطانية سارة شينكمان: "الفيتامينات تُكمل النظام الغذائي لكنها لا تعوّضه، التوازن هو أساس العافية في منتصف العمر، وليس الإفراط في الأقراص".
كما حذر المتخصصون من تناول أكثر من مكمل في الوقت نفسه دون استشارة طبية، مشددين على أن الجرعات الزائدة من فيتامينات مثل D أو A أو الحديد قد تسبّب ضررًا بدلاً من الفائدة.
وفي نهاية المطاف، يبقى أفضل نهج للمرأة بعد الأربعين هو الاستماع لجسدها، إجراء الفحوص الدورية، والحفاظ على نظام غذائي متنوع ومعتدل يعزز العافية من الداخل قبل اللجوء إلى عبوات المكملات.