قال عميد معهد القيادة اليهودية في القدس، وزير "الشتات" والناطق العسكري الإسرائيلي سابقًا، نحمان شاي، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كان في "حالة نشوة في الـ48 ساعة الأولى، والآن حين جاء إلى بات يام، تغيّر وجهه، فهو والجمهور كله رأوا الوجه الآخر للحرب، والحملة العسكرية، التي استعدّت لها إسرائيل على مدى نحو 30 سنة، خرجت إلى حيّز التنفيذ".



وأضاف في مقال له نشرته صحيفة "معاريف" أن "الساعات الأولى والأيام الأولى تشير إلى نجاح كبير وإلى إنجازات نادرة، وضمن أمور أخرى ضرب مواقع نووية، وتصفية قادة كبار في الجيش والحرس الثوري، وبالطبع تحييد الدفاع الجوي وتدمير مخزونات الصواريخ، المُسيّرات ومصانع إنتاجها".

وأوضح: "حتى هنا كل شيء طيب، والقلب يخفق لمن هم في البزّات وفي غير البزّات، ممن أظهروا التزامًا وتمسكًا بالهدف، وبالرأس اليهودي الذي اخترع لنا بالفعل ابتكارات، والمهم هو أن يسمحوا له بأن يخلقها".


وذكر أن "أيام القتال حقّقت منذ الآن نتائج مختلفة، وفي أساسها الضربة في البيت وفي جبهتنا الداخلية، وحتى عندما يكون كل شيء متوقعًا ظاهرًا، والرد الإيراني يأتي بالفعل، تتراكم الإصابات في المعركة على البيت، والمفاجأة كبيرة وقاسية".

وأضاف: "هذه ستكون حربًا طويلة، قال عن حق رئيس الوزراء فور بدئها، ورئيس الأركان زمير أضاف مُساندًا له: هذه حرب تستند إلى أسباب موضوعية ومهنية، وخلفية أقوال الرجلين واضحة ومفهومة، كلاهما، وليس فقط هما، توقّعا من الجمهور الإسرائيلي الممزّق والمنقسم أن يتّحد، حتى وإن كان لزمن قصير، كما هو دارج في بداية الحرب، لكن بعد ذلك ينبغي الافتراض بأنه سرعان ما تثور الأسئلة التي تُطرح دومًا: هل هذه بالفعل حرب الخيار أو حرب اللا خيار؟".

وتساءل الكاتب: "هل يحاول نتنياهو إنقاذ نفسه من ضائقة 7 أكتوبر، أم ربما حقًا كان الإيرانيون يوشكون على اختراق نووي وإسرائيل تدخّلت في اللحظة الأخيرة، مثلما فعل في حينه في العراق وفي سوريا؟".


وأكد أن "هذه أسئلة ذات صلة ولا يمكن تفاديها، بالعكس، يجب ذكرها ومواجهتها. الطريق الصحيح هو ليس فقط الإجابة، بل والمواجهة أيضًا. يجدر بنا مرة أخرى أن نذكر السنتين الأخيرتين اللتين مرّتا على المجتمع في إسرائيل، بعضها في صراع جماهيري لم يكن له مثيل، وبعضها في حرب في غزة وفي جبهات أخرى، إلى جانب مواجهة اجتماعية – سياسية قاسية".

وأشار إلى أنه "في ضوء الحماسة للابتكارات، الإبداعية والخيال، لمن يقومون بالمهمة، ينبغي فحص كم من الطاقة وظّفها المجتمع الإسرائيلي في هاتين السنتين في شؤونه الداخلية، وكم أهمل الأمن ومن يحملونه على ظهرهم – الجيش، الشاباك، وحتى الموساد".

وقال: "إلى أن نزلت علينا 7 أكتوبر، وكشفت كيف أهملت إسرائيل شؤونها الأمنية. بدلًا من رفع مستوى قدراتنا، تلك التي نالت الآن الثناء من الكثيرين، غرقنا في حروب أهلية مليئة بالكراهية والعداء. من جهة حكومة تحاول تحييد إحدى سلطات الحكم، ومن جهة أخرى مئات آلاف الإسرائيليين الذين احتجّوا على ذلك، تظاهروا في عدد لا يُحصى من المظاهرات، وانطلقوا للدفاع عن إسرائيل الديمقراطية، دولة القانون والنظام".

وبيّن الكاتب أن "هذه المواجهة لم تنتهِ الآن، هي فقط أزيحت للحظة صغيرة عن جدول الأعمال، وانتقل الاهتمام الجماهيري إلى حرب إيران – إسرائيل الأولى. هكذا بالضبط حصل في أكتوبر – لزمن قصير هدأ الاحتجاج، وبالتوازي أبطأت الحكومة وتيرة التشريع. في إسرائيل ساد فهم بأن "هذا ليس الوقت" لتشريع كيدي يُقسّم الجمهور، وبالتأكيد ليس في ذروة ضائقة وطنية على هذا القدر من الشدة".


واعتبر أنه "الآن، مع نشوب الحرب، يُطرح السؤال: ماذا سيكون في "اليوم التالي"، حين يعود الهدوء – وهو سيعود؟ هل مرة أخرى سنسمع عن المستشارة القانونية؟ مرة أخرى ستعود إلى جدول الأعمال "الدولة العميقة"؟ مرة أخرى سيسعى رئيس الوزراء لأن يتهم "الكابلانيين"؟ أم ربما، على سبيل التغيير، نضع من خلفنا هذه الخلافات، ونفهم أنها ضارة ولا داعي لها؟ ليس فقط لزمن قصير، بل بشكل عام".

وتساءل أيضًا: "هل سنتمكن، بعد أصوات الحرب، أن نعيد إلى حياتنا بعضًا من سوْيَة العقل الذي نريده جميعنا ونؤمن به جميعنا؟ جميعنا، وكل شيء يعود إلى رئيس الوزراء. الآن، بينما هو يعيش لحظاته العظمى، هو مُلزم بأن يُعلن من طرف واحد بأن من ناحيته "انتهى الانقلاب النظامي"، استنفد نفسه".

وأكد أنه "في هذه اللحظة لا يوجد إلا هدف واحد، هدف أعلى: هزيمة إيران، نزع الخيار النووي منها، وإضعاف قدراتها على إشعال الحرائق في الشرق الأوسط وفي إسرائيل. هكذا فقط تتحد الجبهة الداخلية ويبدأ المجتمع الإسرائيلي مسيرة الشفاء. ولهذا الغرض، يتعيّن على رئيس الوزراء أن يعود ليراجع كتابات تشرشل، الذي درج على أن يقرأها في ساعات فراغه. هو سيتعلّم كيف اتّحدت بريطانيا في صراعها ضد العدو النازي، وكيف تحقق بالفعل وعد تشرشل بـ"الدم، والعرق، والدموع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي الاحتلال الإيراني غزة اليوم التالي إيران إسرائيل غزة الاحتلال اليوم التالي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء مرة أخرى

إقرأ أيضاً:

ناد ألماني يتراجع عن ضم لاعب إسرائيلي بسبب منشورات مثيرة للجدل حول غزة

تراجع نادي فورتونا دوسلدورف الألماني، الناشط في دوري الدرجة الثانية، عن إتمام صفقة التعاقد مع المهاجم الإسرائيلي شون وايزمان، لاعب غرناطة الإسباني، بعد جدل واسع أثارته منشورات سابقة له على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بالحرب على غزة.

ووفقا لصحيفة "بيلد" الألمانية، فإن وايزمان كان قد اجتاز الفحوصات الطبية وكان قاب قوسين أو أدنى من توقيع العقد، قبل أن يصدر النادي بيانا عبر منصة "إكس"، جاء فيه: "تمت دراسة الصفقة بعناية، وقررنا في النهاية عدم المضي قدما في التعاقد مع اللاعب".

استمرار عملية قيد اللاعبين في اليوم الأخير إلى 12 مساء.. تفاصيلالبطاقة الدولية لـ خوان ألفينا تصل لاتحاد الكرة تمهيدا لقيده في الزمالكاتحاد الكرة يشترط تقديم العقود ورخص التدريب قبل إصدار الكارنيهات الجديدة للأجهزة الفنية|تفاصيلمحمد صلاح يستعرض حذاءه الجديد بتصميم وطني يحمل اسمه وعلم مصر

ورغم أن البيان لم يوضح الأسباب، أكدت الصحيفة أن القرار جاء على خلفية احتجاجات جماهيرية حادة عبر الإنترنت، عقب تداول منشورات سابقة لوايزمان يعود تاريخها إلى ما بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، دعا فيها بشكل صريح إلى "محو غزة" من الوجود، وطالب بإلقاء "200 طن من القنابل" عليها.

وايزمان حذف تلك المنشورات لاحقا واعتذر عنها، معتبرا أنها صدرت في "لحظة غضب" ووصفها بـ"الخطأ"، لكن جماهير النادي طالبت بإلغاء الصفقة ووصفت تصريحاته بـ"المهينة وغير المتوافقة مع قيم النادي".

وكان من المقرر إصدار بيان مشترك بين النادي واللاعب يتضمن اعتذارا رسميا بعد توقيع العقد، إلا أن الضغط الجماهيري دفع إدارة فورتونا لاتخاذ قرار نهائي بعدم إتمام الصفقة.

يذكر أن وايزمان، البالغ من العمر 29 عاما، يملك 33 مشاركة دولية مع منتخب إسرائيل، وسبق أن واجه احتجاجات مماثلة من جماهير ناديه الحالي غرناطة بسبب مواقفه السياسية.

طباعة شارك فورتونا دوسلدورف الألماني مهاجم الإسرائيلي المهاجم الإسرائيلي شون وايزمان شون وايزمان غرناطة الإسباني غزة

مقالات مشابهة

  • رئيس حكومة العراق يتحدث عن عرقلة سياسية للتعديل الوزاري ويحيل 4 وزراء للقضاء
  • سوريا.. توغل إسرائيلي في ريف القنيطرة وإنشاء حاجز قرب طريق رئيس
  • تركيا.. وفاة عمدة بلدية سابق بسبب سقوط المصعد
  • ارتدي فستان زفافك في اليوم التالي.. قصة مصممة غيّرت قواعد فساتين الزفاف
  • اليوم.. الحكم على المتهمين بقتل نجل سفير سابق في الشيخ زايد
  • وزير الإعلام اللبناني: الحكومة تقر بسط سلطة الدولة وحصر السلاح تمهيدًا لترسيم الحدود مع إسرائيل
  • مقرر سابق للأمم المتحدة: الدعم الأمريكي يمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيًا للتحرك دون مساءلة
  • مقرر أممي سابق: إسرائيل تسعى لبسط سيطرتها الإقليمية عبر المجال الجوي
  • وزير النقل الدكتور يعرب بدر يتحدث لـ سانا حول مشروع مترو دمشق
  • ناد ألماني يتراجع عن ضم لاعب إسرائيلي بسبب منشورات مثيرة للجدل حول غزة