من إيران إلى نيجيريا وباكستان.. موجة اضطرابات جديدة تهدد الاستقرار الإقليمي
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
أعلنت وزارة الدفاع في النيجر، الخميس، مقتل 34 من جنودها وإصابة 14 آخرين في هجوم واسع نفذه مئات المسلحين على بلدة بانيبانغو الواقعة غرب البلاد قرب الحدود مع مالي، في أحدث تصعيد للعنف في المنطقة التي تشهد نشاطاً مكثفاً لجماعات متطرفة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».
وقالت الوزارة في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن «عصابة من مئات المرتزقة استقلوا 8 سيارات وأكثر من 200 دراجة نارية شنّت هجوماً جباناً ووحشياً على البلدة»، مشيرة إلى أن القوات المسلحة تمكّنت من قتل «عشرات الإرهابيين» خلال التصدي للهجوم، في حين أُرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وأُطلقت عملية برية وجوية لتعقب منفّذي الاعتداء.
ويأتي الهجوم ضمن سلسلة هجمات متكررة تتعرض لها النيجر، التي يحكمها مجلس عسكري منذ نحو عامين بعد انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المنتخبة، وتتزامن هذه التطورات مع انسحاب القوات الفرنسية والأميركية التي كانت منخرطة في مهام مكافحة الإرهاب، وتسليم الولايات المتحدة قاعدة كبرى للطائرات المسيّرة للسلطات المحلية في مارس 2024.
وتقع بلدة بانيبانغو في منطقة تيلابيري، على المثلث الحدودي المشترك بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهو معقل رئيسي للجماعات الجهادية، كما تشهد النيجر أيضاً تهديداً مستمراً من جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا» في الجنوب الشرقي، بمحاذاة بحيرة تشاد ونيجيريا.
ويتبنى المجلس العسكري الحاكم في نيامي سياسة “سيادية” تتضمن تقليص التعاون الأمني مع القوى الغربية، في خطوة يرى مراقبون أنها قد تؤدي إلى فراغ أمني تستفيد منه الجماعات المسلحة.
وتزيد الهجمات الأخيرة من تعقيد المشهد الأمني في غرب إفريقيا، وسط تحذيرات دولية من تمدد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، مستفيدة من هشاشة الأنظمة السياسية وانسحاب القوى الدولية من ساحات المواجهة.
باكستان تحذر من تصاعد أنشطة الانفصاليين على حدودها مع إيران في حال انهيار الاستقرار
حذرت باكستان من تداعيات أمنية خطيرة قد تنجم عن تزعزع استقرار إيران، مشيرة إلى احتمال تصاعد أنشطة الجماعات الانفصالية والمتشددة على طول الحدود المشتركة بين البلدين، في حال انهيار السلطة في طهران، جاء ذلك خلال اجتماع جمع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض هذا الأسبوع.
وقال ترمب عقب لقائه منير: “إنهم غير راضين عن كل شيء”، في إشارة إلى الموقف الباكستاني المتوجس من تصاعد وتيرة الصراع بين إسرائيل وإيران، لا سيما بعد القصف الإسرائيلي المكثف للمنشآت النووية الإيرانية. وأكد بيان صادر عن الجيش الباكستاني أن الطرفين شددا على أهمية إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.
وتخشى إسلام آباد من أن يؤدي الفراغ الأمني المحتمل في إيران إلى تحفيز جماعات متمردة مثل “جيش العدل”، وهي حركة بلوشية مسلحة مناهضة لطهران تنشط انطلاقاً من الأراضي الباكستانية، لاستغلال الاضطرابات والتوسع في عملياتها.
وفي بيان أصدرته الجماعة منتصف يونيو، وصفت الحرب بين إسرائيل وإيران بأنها “فرصة عظيمة”، داعية الأقليات الإيرانية للانضمام إلى ما سمته “صفوف المقاومة”.
ويقول محللون إن الجماعات البلوشية على جانبي الحدود قد توحد جهودها في حال تصاعد التوتر، ضمن ما يشبه مشروع “بلوشستان الكبرى”، وهو ما حذر منه المحلل السياسي الباكستاني سيمبال خان، الذي أشار إلى أن هذه الجماعات “ستقاتل جميعاً إذا انفجر الوضع”.
من جهتها، نددت وزارة الخارجية الباكستانية بالهجمات الإسرائيلية على إيران واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي، مؤكدة أن التطورات الأخيرة “تمثل تهديداً خطيراً للهياكل الأمنية الإقليمية وتؤثر بشكل مباشر على باكستان”.
وتعد الحدود الممتدة لأكثر من 900 كيلومتر بين البلدين بؤرة اضطراب تقليدية، حيث تتقاطع فيها مصالح جماعات انفصالية تنشط منذ سنوات، خصوصاً في إقليم بلوشستان على الجانب الباكستاني ومنطقة سستان وبلوشستان على الجانب الإيراني، وهما منطقتان تقطنهما أقلية البلوش التي تتهم الحكومتين بالتهميش والتمييز.
وتعقّد الصراع الجيوسياسي أكثر بسبب علاقات الهند الوثيقة مع إيران، إذ لم تُصدر نيودلهي أي إدانة للهجمات الإسرائيلية، ما يثير قلق إسلام آباد من تغير التوازنات الإقليمية. يُذكر أن باكستان وإيران تبادلتا العام الماضي ضربات جوية واتهامات بدعم الجماعات البلوشية المسلحة.
وفي سياق متصل، عبّرت الصين عن قلقها من الوضع الأمني في بلوشستان، حيث تستثمر بكثافة في مشاريع البنية التحتية ضمن “مبادرة الحزام والطريق”، بما في ذلك ميناء جوادر الاستراتيجي الذي سبق أن تعرض لهجمات من قبل جماعات مسلحة معارضة للوجود الصيني.
وتواجه باكستان تحديات أمنية معقدة على حدودها الأخرى أيضاً، سواء مع أفغانستان الخاضعة لحكم حركة طالبان أو مع الهند، الخصم النووي التقليدي، ومع تصاعد التوترات الإقليمية، تسعى إسلام آباد لتجنب تحول حدودها مع إيران إلى جبهة اضطراب إضافية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إيران وإسرائيل باكستان باكستان وأفغانستان باكستان وإيران نيجيريا
إقرأ أيضاً:
يشبه أجواء كورونا .. فيروس شيكونغونيا جائحة جديدة تهدد العالم | ما القصة؟
عادت مشاهد الإجراءات الصحية الصارمة مجددا وذلك بعد تفشي فيروس "شيكونغونيا" الذي ينقله البعوض، منذ ظهوره الأول قبل نحو عقدين.
ظهور فيروس جديدوسجلت مدينة فوشان الصينية بمقاطعة غوانغدونغ أكثر من 7 آلاف إصابة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط تحركات حكومية سريعة للحد من انتشار المرض.
لمواجهة هذا التفشي، لجأت السلطات الصينية إلى حزمة من التدابير المألوفة التي اعتُمدت خلال جائحة كورونا، بما في ذلك الفحوصات الجماعية، وعزل المصابين، وتطهير الأحياء السكنية.
كما تم تخصيص عشرات المستشفيات لعلاج المرضى، ورفع عدد أسرة العزل المقاومة للبعوض إلى أكثر من 7 آلاف سرير.
حلول مبتكرة لمكافحة البعوضبالتوازي مع ذلك، اعتمدت الحكومة الصينية أساليب غير تقليدية لمكافحة البعوض الناقل للفيروس، مثل إطلاق أسماك تتغذى على يرقات البعوض في البحيرات والمستنقعات، واستخدام نوع من البعوض يُعرف بـ"بعوض الفيل" لا يلدغ البشر، بل يهاجم بعوض الزاعجة المسؤول عن نقل المرض.
ما هو فيروس "شيكونغونيا"؟وفق منظمة الصحة العالمية، يعد فيروس "شيكونغونيا" مرضاً ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات البعوض.
تبدأ أعراض الإصابة عادةً بعد 4 إلى 8 أيام من اللدغة، وتشمل الحمى، وآلام المفاصل الحادة، والإرهاق، والغثيان، وقد تستمر آلام المفاصل لدى بعض المرضى لأشهر أو حتى سنوات ويشتق اسم المرض من لغة "كيماكوندي" في تنزانيا، ويعني "الانحناء"، في إشارة إلى وضعية المرضى المتألمين.
ورغم أن الفيروس لا ينتقل من شخص لآخر، إلا أن خطورته تكمن في انتشاره السريع عبر البعوض، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وتُعتبر فئات مثل الرضع وكبار السن الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات شديدة، فيما لا يوجد علاج محدد للمرض حتى الآن، ويُنصح باستخدام مسكنات مثل الباراسيتامول لتخفيف الأعراض.
موجات تفشي متكررة حول العالمظهر الفيروس للمرة الأولى في تنزانيا عام 1952، وسجلت لاحقا حالات في أفريقيا وآسيا، حيث تفشى في تايلاند عام 1967، وفي الهند خلال سبعينيات القرن الماضي، ثم مجدداً بشكل واسع في 2006.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت عدة دول تفشيات متكررة، من بينها سريلانكا وسنغافورة وتايلاند، كما سجلت جزيرة لا ريونيون الفرنسية انتشاراً واسعاً للمرض العام الماضي.
أما في الولايات المتحدة، فقد رُصدت أولى الحالات في ولايات فلوريدا وتكساس وجزر الكاريبي عام 2014.
ووفق بيانات المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض، تم تسجيل نحو 240 ألف حالة إصابة بفيروس "شيكونغونيا" هذا العام، بينها 90 حالة وفاة، وكانت أميركا الجنوبية الأكثر تضرراً.