أعلنت وزارة الدفاع في النيجر، الخميس، مقتل 34 من جنودها وإصابة 14 آخرين في هجوم واسع نفذه مئات المسلحين على بلدة بانيبانغو الواقعة غرب البلاد قرب الحدود مع مالي، في أحدث تصعيد للعنف في المنطقة التي تشهد نشاطاً مكثفاً لجماعات متطرفة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

وقالت الوزارة في بيان بثه التلفزيون الرسمي إن «عصابة من مئات المرتزقة استقلوا 8 سيارات وأكثر من 200 دراجة نارية شنّت هجوماً جباناً ووحشياً على البلدة»، مشيرة إلى أن القوات المسلحة تمكّنت من قتل «عشرات الإرهابيين» خلال التصدي للهجوم، في حين أُرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وأُطلقت عملية برية وجوية لتعقب منفّذي الاعتداء.

ويأتي الهجوم ضمن سلسلة هجمات متكررة تتعرض لها النيجر، التي يحكمها مجلس عسكري منذ نحو عامين بعد انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المنتخبة، وتتزامن هذه التطورات مع انسحاب القوات الفرنسية والأميركية التي كانت منخرطة في مهام مكافحة الإرهاب، وتسليم الولايات المتحدة قاعدة كبرى للطائرات المسيّرة للسلطات المحلية في مارس 2024.

وتقع بلدة بانيبانغو في منطقة تيلابيري، على المثلث الحدودي المشترك بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهو معقل رئيسي للجماعات الجهادية، كما تشهد النيجر أيضاً تهديداً مستمراً من جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «الدولة الإسلامية – ولاية غرب أفريقيا» في الجنوب الشرقي، بمحاذاة بحيرة تشاد ونيجيريا.

ويتبنى المجلس العسكري الحاكم في نيامي سياسة “سيادية” تتضمن تقليص التعاون الأمني مع القوى الغربية، في خطوة يرى مراقبون أنها قد تؤدي إلى فراغ أمني تستفيد منه الجماعات المسلحة.

وتزيد الهجمات الأخيرة من تعقيد المشهد الأمني في غرب إفريقيا، وسط تحذيرات دولية من تمدد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، مستفيدة من هشاشة الأنظمة السياسية وانسحاب القوى الدولية من ساحات المواجهة.

باكستان تحذر من تصاعد أنشطة الانفصاليين على حدودها مع إيران في حال انهيار الاستقرار

حذرت باكستان من تداعيات أمنية خطيرة قد تنجم عن تزعزع استقرار إيران، مشيرة إلى احتمال تصاعد أنشطة الجماعات الانفصالية والمتشددة على طول الحدود المشتركة بين البلدين، في حال انهيار السلطة في طهران، جاء ذلك خلال اجتماع جمع قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض هذا الأسبوع.

وقال ترمب عقب لقائه منير: “إنهم غير راضين عن كل شيء”، في إشارة إلى الموقف الباكستاني المتوجس من تصاعد وتيرة الصراع بين إسرائيل وإيران، لا سيما بعد القصف الإسرائيلي المكثف للمنشآت النووية الإيرانية. وأكد بيان صادر عن الجيش الباكستاني أن الطرفين شددا على أهمية إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.

وتخشى إسلام آباد من أن يؤدي الفراغ الأمني المحتمل في إيران إلى تحفيز جماعات متمردة مثل “جيش العدل”، وهي حركة بلوشية مسلحة مناهضة لطهران تنشط انطلاقاً من الأراضي الباكستانية، لاستغلال الاضطرابات والتوسع في عملياتها.

وفي بيان أصدرته الجماعة منتصف يونيو، وصفت الحرب بين إسرائيل وإيران بأنها “فرصة عظيمة”، داعية الأقليات الإيرانية للانضمام إلى ما سمته “صفوف المقاومة”.

ويقول محللون إن الجماعات البلوشية على جانبي الحدود قد توحد جهودها في حال تصاعد التوتر، ضمن ما يشبه مشروع “بلوشستان الكبرى”، وهو ما حذر منه المحلل السياسي الباكستاني سيمبال خان، الذي أشار إلى أن هذه الجماعات “ستقاتل جميعاً إذا انفجر الوضع”.

من جهتها، نددت وزارة الخارجية الباكستانية بالهجمات الإسرائيلية على إيران واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي، مؤكدة أن التطورات الأخيرة “تمثل تهديداً خطيراً للهياكل الأمنية الإقليمية وتؤثر بشكل مباشر على باكستان”.

وتعد الحدود الممتدة لأكثر من 900 كيلومتر بين البلدين بؤرة اضطراب تقليدية، حيث تتقاطع فيها مصالح جماعات انفصالية تنشط منذ سنوات، خصوصاً في إقليم بلوشستان على الجانب الباكستاني ومنطقة سستان وبلوشستان على الجانب الإيراني، وهما منطقتان تقطنهما أقلية البلوش التي تتهم الحكومتين بالتهميش والتمييز.

وتعقّد الصراع الجيوسياسي أكثر بسبب علاقات الهند الوثيقة مع إيران، إذ لم تُصدر نيودلهي أي إدانة للهجمات الإسرائيلية، ما يثير قلق إسلام آباد من تغير التوازنات الإقليمية. يُذكر أن باكستان وإيران تبادلتا العام الماضي ضربات جوية واتهامات بدعم الجماعات البلوشية المسلحة.

وفي سياق متصل، عبّرت الصين عن قلقها من الوضع الأمني في بلوشستان، حيث تستثمر بكثافة في مشاريع البنية التحتية ضمن “مبادرة الحزام والطريق”، بما في ذلك ميناء جوادر الاستراتيجي الذي سبق أن تعرض لهجمات من قبل جماعات مسلحة معارضة للوجود الصيني.

وتواجه باكستان تحديات أمنية معقدة على حدودها الأخرى أيضاً، سواء مع أفغانستان الخاضعة لحكم حركة طالبان أو مع الهند، الخصم النووي التقليدي، ومع تصاعد التوترات الإقليمية، تسعى إسلام آباد لتجنب تحول حدودها مع إيران إلى جبهة اضطراب إضافية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إيران وإسرائيل باكستان باكستان وأفغانستان باكستان وإيران نيجيريا

إقرأ أيضاً:

قنبلة مائية تهدد الحياة البحرية: حموضة المحيطات ترتفع بشكل مخيف!

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

أفاد علماء بأن صحة محيطات العالم باتت في وضع أسوأ مما كان يُعتقد، محذرين من أن مؤشراً رئيسياً يُظهر أننا نقترب من «نفاد الوقت» اللازم لحماية النظم البيئية البحرية، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وتحدث حموضة المحيطات، التي تُعرف غالباً باسم «التوأم الشرير»، أزمة المناخ عندما يتم امتصاص ثاني أكسيد الكربون بسرعة من الغلاف الجوي إلى المحيط، حيث يتفاعل مع جزيئات الماء، مما يؤدي إلى انخفاض في مستوى الرقم الهيدروجيني (PH) لمياه البحر، ويتسبب هذا الأمر في إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية وغيرها من موائل المحيطات، وفي الحالات القصوى يمكن أن يؤدي إلى إذابة أصداف الكائنات البحرية.

وحتى وقت قريب، لم يكن يُعتقد أن حموضة المحيطات تجاوزت ما يُعرف بـ«الحدود الكوكبية» الخاصة بها. والمقصود بـ«الحدود الكوكبية» هو الحدود الطبيعية للأنظمة الحيوية الأساسية في كوكب الأرض، مثل المناخ، والمياه، وتنوع الحياة البرية (التنوع البيولوجي)… وإذا تم تجاوز هذه الحدود، فإن قدرة الأرض على دعم الحياة والحفاظ على التوازن البيئي تصبح مهددة.

وفي العام الماضي، أوضح العلماء أن ستة من أصل تسعة من هذه الحدود قد تم تجاوزها بالفعل.

ومع ذلك، وجدت دراسة جديدة أجراها مختبر «بليموث البحري» (PML) في المملكة المتحدة، و«الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» في الولايات المتحدة، و«المعهد التعاوني لدراسات الموارد البحرية» التابع لجامعة ولاية أوريغون، أن «حموضة المحيطات قد بلغت (حدها الأقصى) بالفعل قبل نحو خمس سنوات».

وقال البروفسور ستيف ويديكومب من مختبر «بليموث البحري»، وهو أيضاً الرئيس المشارك للشبكة العالمية لرصد حموضة المحيطات، إن «حموضة المحيطات ليست مجرد أزمة بيئية، بل هي بمثابة قنبلة موقوتة تهدد النظم البيئية البحرية والاقتصادات الساحلية».

مقالات مشابهة

  • بغداد وواشنطن تبحثان التنسيق المشترك لتعزيز الاستقرار الإقليمي
  • مصرع 9 مهاجرين أفارقة جراء موجة البرد القارس بالقرب من الحدود المغربية - الجزائرية
  • أزمة تأشيرات تهدد مشاركة إيران في كأس العالم 2026
  • وزير الخارجية يحذر من خطورة تصاعد عنف المستوطنين
  • موجة جديدة من الانقلابات العسكرية بأفريقيا تحت مجهر مؤتمر الجزيرة للدراسات
  • بين الغضب والمفاوضات.. أزمة مصدق تهدد الاستقرار الفني والمالي للزمالك
  • بيان جديد لمبعوث ترامب: الجماعات المسلحة تهدد العراق
  • صحيفة عبرية: مليشيات عراقية تهدد بالوصول إلى إسرائيل عبر الأردن
  • قنبلة مائية تهدد الحياة البحرية: حموضة المحيطات ترتفع بشكل مخيف!
  • وزارة المالية تدشن مرحلة جديدة لإصلاح محاسبة الجماعات الترابية