الجزيرة:
2025-08-09@06:05:21 GMT

فيلم ريستارت.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء

تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT

فيلم ريستارت.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء

افتتح فيلم "ريستارت" مع فيلم "المشروع إكس" موسم الصيف السينمائي المصري لهذا العام، ليصبحا بالتبعية فيلمين عيد الأضحى، على الرغم من عرضهما قبل فترة وجيزة من العيد، وذلك في ظل تأخر عرض عدة أفلام مصرية أخرى موزعة على شهور الصيف القادمة، مثل "درويش" و"أحمد وأحمد".

"ريستارت" من بطولة تامر حسني، هنا الزاهد، محمد ثروت، باسم سمرة، وإخراج سارة وفيق، وتأليف أيمن بهجت قمر.

وكان آخر أفلام تامر حسني السينمائية "تاج" في 2023، والذي كان أيضًا من إخراج سارة وفيق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيلم "المخطط الفينيقي".. كم تدفع لتصبح غنيا؟list 2 of 2حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلامend of list الهلع من مواقع التواصل الاجتماعي

يبدأ فيلم "ريستارت" بتقديم شخصياته الرئيسية ضمن بيئة اجتماعية محددة، حيث نتعرّف على 3 عائلات فقيرة تعيش في شقق متجاورة ومتصلة، تشكّل فيما بينها ما يشبه العائلة الممتدة. من بين هؤلاء محمد (تامر حسني)، مهندس لا يعمل في مجاله ويكتفي بوظائف متواضعة، تجمعه علاقة عاطفية بعفاف (هنا الزاهد)، التي كانت تعمل في صالون تجميل قبل أن تتجه لتجارة الملابس النسائية عبر حساب على أحد مواقع التواصل.

تتطور الأحداث حين يُستدعى محمد لحضور حفل تكريم لأصحاب "الأفكار المميزة"، دون أي توضيح للجهة المنظمة أو معايير الاختيار. يصطحب عفاف معه، متأملا أن تسهم فكرته في تحقيق التكافل الاجتماعي عبر التبرعات -وهي فكرة يُظهرها الفيلم كأنها إنجاز استثنائي-  في تغيير مصيره. لكن سرعان ما يكتشف أن مجرد امتلاك فكرة جيدة لا يكفي. الجوائز تذهب لمن يملكون شهرة واسعة على مواقع التواصل، لا لمن يسعون لحلول واقعية لمشكلاتهم اليومية، بما في ذلك حلم الزواج من الحبيبة.

يعود محمد إلى منزله، وتقرر عفاف وباقي أفراد الأسرة الانتشار على مواقع التواصل بأي طريقة ولفت الانتباه، حتى وإن كان بشكل سلبي، الأمر الذي ينجحون فيه ويجذب أنظار الجوكر (باسم سمرة)، وهو مسؤول عن شركة لاستغلال مشاهير مواقع التواصل. يبدو الجوكر من أول وهلة وكأنه الشيطان، الذي يقايض أبطال القصة على أرواحهم، فعليهم طاعته بلا مناقشة، وفي المقابل سينالون الثراء الذي حلموا به طويلا.

إعلان

يقاوم محمد الجوكر ويهاجم عفاف وباقي أفراد الأسرة لموافقتهم على العمل معه، لكنه في الدقيقة التالية يوافق على العمل معه، ويبدأ في تنفيذ كل ما يُطلب منه بلا مناقشة، حتى وإن كانت الأوامر سخيفة أو مهينة أو غير منطقية، فيفقد احترامه لنفسه تدريجيًا.

يكرس "ريستارت" لأفكار الطبقة الوسطى والعليا حول استخدام الفقراء لمواقع التواصل من أجل الترقي المادي والاقتصادي، حيث يتحول هؤلاء المهمشون بسبب "التريند" إلى مشاهير وأغنياء بشكل سريع جدًا. لكن، من وجهة نظر هذه الطبقة، يتحولون إلى مسوخ لا تأبه بأي قيم من أجل هذا الثراء السريع، في حين أن النمو على هذه المواقع بطريقة طبيعية يتطلب الكثير من الوقت والجهد، الأمر الذي يصيبهم بالإحباط، ويشبه الأمر في النهاية غيرة طبقية واجتماعية.

يلجأ محمد وأصدقاؤه لمواقع التواصل كحل سريع للثراء، وهو ما يقودهم لفقدان هويتهم واحترامهم لأنفسهم، فيعودون إلى الفقر صاغرين، مع خطاب واضح حول كراهية هذا النوع من الثراء، يشبه إلى حد كبير الخطاب السينمائي في فترة ما قبل 1952، الذي حث الفقراء على الاستمتاع بفقرهم وعدم السعي للثراء، لأن الثراء يأتي معه الكثير من المسؤوليات أو المصائب، كما في أفلام مثل "لو كنت غني" إنتاج 1942.

فيلم لا ينقذه تامر حسني

يتبنى فيلم "ريستارت" رسالة أو فكرة أخلاقية، حول الطريقة التي تسيطر بها مواقع التواصل الاجتماعي على المؤثرين فتغير حياتهم للأسوأ، على عكس ما يتوقعون. وتصبح هذه الفكرة بمثابة خارطة طريق للفيلم، فما أن يبتعد عنها حتى يعود إليها مرة أخرى. غير أن صناع الفيلم أهملوا الكثير من التفاصيل الضرورية، وعلى رأسها بناء الشخصيات ومنطقية أفعالها.

شخصيات "ريستارت" مبسطة جدا، فمحمد شاب مكافح، وعفاف فتاة طموحة، وعلاء (محمد ثروت) ذو شخصية ضعيفة يسهل التأثير عليه، والجوكر هو شرير مستغل لا يراعي معايير أخلاقية، وهكذا مع باقي الشخصيات الثانوية.

الدافع الرئيسي لهذه الشخصيات جميعها هو البحث عن الثراء السريع، وهو الأمر الطبيعي في هذا السياق. غير أن الشخصية الرئيسية -أي محمد- على وجه الخصوص فاقدة لمنطقها الخاص. فعلى سبيل المثال، يرفض محمد في البداية التعامل مع الجوكر، ويضرب خطيبته في الشارع عندما يعلم بتوقيعها العقد معه، ثم في المشهد التالي مباشرة يوقع على العقد، دون توضيح السبب وراء هذا التغيير، ويتكرر هذا الأمر عدة مرات على مدار الفيلم.

وبينما يسير الفيلم باتجاه نقد السعي وراء الشهرة على مواقع التواصل، يغير من بوصلته بشكل مفاجئ، ويدفع ببطله لمحاولة قطع الإنترنت في العالم، وما يصاحب ذلك من نتائج كارثية، ليقدم نحو ثلث ساعة تقريبًا بلا هوية حقيقية، هل الفيلم في صالح الإنترنت أم ضده، أم  تلك المشاهد فقط لملء فراغ العمل وعدم تطور شخصياته أو حبكته؟ بل إن جوكر نفسه، شرير الفيلم، يبرئه الفيلم من تهمة الاستغلال الجنسي في اللحظات الأخيرة لأسباب غير مفهومة.

بالإضافة إلى هذه الفوضى في التأليف والإخراج، نجد أداء تمثيليا متواضعا جدا، وأغان مقحمة بشكل لا يتسق مع الأحداث، بل فقط تسهم في الترويج للفيلم مع اعتبار أن بطله أحد أشهر المغنين المصريين في العصر الحالي وأكثرهم شعبية.

إعلان

يحتل فيلم "ريستارت" حتى الآن المرتبة الثانية في إيرادات السينما المصرية بعد "المشروع إكس"، ويبدو أنه لن يتجاوزها قريبًا، ليثبت أن أفلام الأكشن لا تزال النوع المفضل للجمهور، حتى وإن كان بطل الفيلم المنافس هو تامر حسني. فعلى الرغم من عيوب فيلم "المشروع إكس" الفنية، فإن صانعيه أخلصوا على الأقل في تفاصيله، رغم قصورهم في بعض المواضع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مواقع التواصل تامر حسنی

إقرأ أيضاً:

كيف يواجه القانون المصري الأفعال الخادشة عبر مواقع التواصل؟

شهدت الساعات الماضية حالة من الجدل بعد ضبط عدد من البلوجرز عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “ تيك توك ” و “فيسبوك” بهدف جذب المشاهدات من خلال الخروج عن القيم الأخلاقية والمعايير المجتمعية، وذلك بغرض تحقيق أرباح مالية عبر منصات السوشيال ميديا.

تتنافى مع الشرعية الدولية .. إدانة حزبية وبرلمانية لقرار إسرائيل باحتلال غزةبرلماني: الرئيس يتحرك بمسؤولية تاريخية ومصر تقود جهود استقرار السودانبرلماني: وصول مصر لـ91% إنتاج دوائي محلي يعكس إرادة سياسية واعية بأهمية الأمن الصحينواب البرلمان: إنتاج 91% من أدوية المصريين محليًا إنجاز استراتيجي يعزز السيادة الصحية

بالتزامن مع حالات القبض المستمرة، تدور التساؤلات حول العقوبات التي يضعها القانون المصري لمواجهة مثل هذه الأفعال المسيئة، خاصة تلك التي تتم عبر تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي.

ونص المشرع المصري على عدد من المواد القانونية التي تعد رادعة لكل من يتعمد نشر أو بث محتوى خادش للحياء، سواء بالفعل أو القول، أو عبر الوسائل الإلكترونية.

جرمت المادة 178 من قانون العقوبات نشر أي مواد إباحية على مواقع التواصل، وتعتبر ذلك جريمة تحريض على الفسق والفجور، ويُعاقب مرتكبها بالحبس لمدة لا تزيد على سنتين، وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه.

وفقا للمادة 269 مكررا ينص القانون على أن "كل من وُجد في طريق عام أو مكان مطروق يحرض المارة على الفسق بإشارات أو أقوال يُعاقَب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر"، وتُشدد العقوبة لتصل إلى سنة حبس وغرامة تصل إلى ثلاثة آلاف جنيه في حال تكرار الجريمة خلال عام. كما يتم وضع الجاني تحت مراقبة الشرطة لنفس مدة العقوبة.

وعاقبت المادة 306 مكررا "أ" بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين، وغرامة من 500 إلى 2000 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من تعرض لشخص على نحو يخدش حياءه، سواء بالفعل أو القول أو الإشارة، في طريق عام أو عبر الهاتف أو وسائل الاتصال السلكية أو اللاسلكية.

وأكد القانون أن ثبوت الجريمة يستلزم توافر القصد الجنائي، أي أن تكون هناك نية صريحة من الجاني لارتكاب الفعل بشكل علني وبعلمه أن ذلك من شأنه خدش الحياء العام.

طباعة شارك مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منصات السوشيال ميديا القيم الأخلاقية

مقالات مشابهة

  • كيف يواجه القانون المصري الأفعال الخادشة عبر مواقع التواصل؟
  • شاهد بالفيديو.. جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان يسخر من الفنان محمد بشير بعد إحيائه حفل “ختان” بالعاصمة المصرية القاهرة
  • مروج الرحيلي في آخر ظهور لها من إجازتها الصيفية.. صورة
  • بجنيه واحد.. تامر حسني يدعو لتطبيق فكرة جديدة لعلاج الفقراء
  • أول تعليق من البلوجر أم خالد بعد أنباء القبض عليها
  • آخر ظهور لـ أم خالد قبل القبض عليها بدقائق
  • بعد القبض عليها .. 8 معلومات عن أم خالد ضحى
  • بعد تعرضه لأزمة صحية.. رسالة دعم مؤثرة من تامر حسني للفنان محمد صبحي
  • بعد النجاح الساحق لـ «ريستارت».. تامر حسني لـ سارة وفيق: قدمتي فيلما يجسد الواقع
  • تامر حسني يوجه رسالة دعم إلى محمد صبحي بعد تعرضه لوعكة صحية