ضربة غير حاسمة| هل فشلت واشنطن في إنهاء البرنامج النووي الإيراني؟
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
لا تزال الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيران النووية تثير جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والاستخباراتية، وسط تضارب واضح في الروايات بين الجهات الرسمية والتقارير الاستخباراتية. وبينما تؤكد واشنطن على “نجاح الضربة”، تشير تقارير مسربة من الكونغرس إلى نتائج ميدانية أقل تأثيراً مما كان متوقعاً.
قالت مديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابرد إن بعض وسائل الإعلام “الدعائية”، على حد وصفها، تعمدت تسريب تقييمات سرية بشكل غير قانوني بهدف تقويض إدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أن تلك التسريبات تتعلق بمستوى الدمار الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية.
وبينما تؤكد غابرد أن المعلومات التي وصلت إليها تشير إلى “تدمير كامل” للمنشآت الإيرانية، فإن تقارير أخرى رسمية وشبه رسمية صادرة عن الكونغرس تعارض هذه الرواية بشكل مباشر.
كشفت مصادر مطلعة، نقلت عنها شبكة “NBC” الأمريكية، أن التقييم الاستخباراتي الصادر عن الكونغرس يشير إلى أن الضربة الأمريكية “لم تحقق أهدافها بشكل كامل”. وذكر التقرير أن “أجزاء رئيسية من البرنامج النووي الإيراني لا تزال سليمة”، وهو ما وصفه مسؤولون بأنه “مؤشر سيء” يعكس محدودية نتائج العملية العسكرية.
من جانبه، قال الباحث في الشؤون الإيرانية هاني سليمان إن المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان تعرضت بالفعل إلى “تدمير كبير”، لكنه أشار إلى أن المسألة لا تتعلق فقط بحجم الدمار، بل بقدرة إيران على مواصلة برنامجها النووي رغم ذلك.
وأوضح سليمان أن إيران ما زالت تمتلك كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وقد تم نقلها من منشآت فوردو إلى “أماكن غير معلومة”، ما يعزز فرضية استمرار النشاط النووي خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف أن بعض التقديرات الاستخباراتية تشير إلى إمكانية إعادة ترميم المنشآت المتضررة خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، مما يعكس هشاشة تأثير الضربة على المدى الطويل، رغم الصدمة الأولية.
يرى سليمان أن إيران لن تتوقف عن تطوير قدراتها النووية، بل إنها قد تتجه نحو نهج أكثر سرية واستقلالاً، بعيداً عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويشير إلى إمكانية لجوء طهران إلى منشآت غير معلن عنها أو توسيع قدراتها في مواقع جديدة يصعب تتبعها.
ويتوقع سليمان أن تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل صعوبات متزايدة في تعقب البرنامج النووي الإيراني، ما لم تُعَد صياغة قواعد جديدة للمفاوضات أو يتم وضع استراتيجيات رقابة فعالة تتماشى مع الديناميكية الجديدة التي قد تتبناها طهران.
ضربة لم تُنهِي المشروع… بل قد تُسرّعه
رغم الطابع الحازم الذي حاولت الولايات المتحدة أن تضفيه على ضربتها، إلا أن الوقائع على الأرض والتقييمات الاستخباراتية تكشف عن واقع أكثر تعقيداً. فأيران لم تُسقط بعد من يدها ورقة البرنامج النووي، بل تبدو وكأنها تستعد لجولة جديدة أكثر حذرًا ودهاءً.
صدى البلد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: البرنامج النووی
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية: دعوة إيران وإسبانيا لحضور قمة شرم الشيخ حول غزة
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنّه تم توجيه دعوات لعدد من الدول، من بينها إيران وإسبانيا، لحضور قمة شرم الشيخ حول غزة.
وذكر متحدث باسم الرئاسة المصرية، يوم السبت، أن مصر ستستضيف قمة دولية في مدينة شرم الشيخ على البحر الأحمر، يوم الاثنين، لإتمام اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
وأضاف المتحدث في بيان أن القمة سيشارك فيها أكثر من عشرين زعيمًا، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع عدد من قادة الدول العربية والأوروبية، إلى جانب ممثلي منظمات إقليمية ودولية.
وأوضحت الرئاسة في بيانها أن القمة تهدف إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة، وتعزيز جهود تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفتح مرحلة جديدة من الأمن الإقليمي.
ويعكس اللقاء رؤية الرئيس الأمريكي ترامب المعلنة لتحقيق السلام في المنطقة، ومساعيه المستمرة لحل النزاعات حول العالم.
وفي وقت سابق من يوم السبت، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتوجه إلى شرم الشيخ يوم الاثنين لدعم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإجراء محادثات بشأن المرحلة التالية من تنفيذه.
كما بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، الاستعدادات الجارية للقمة، بما في ذلك التنسيق حول تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
وتأتي القمة في أعقاب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الجمعة، منهياً حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة على مدار عامين، بعد أربعة أيام من المحادثات المكثفة بين وفدي إسرائيل وحماس في شرم الشيخ.