شبكة انباء العراق:
2025-06-27@19:13:53 GMT

بالحسين نثبت.. وبالهوية ننهض

تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT

بالحسين نثبت.. وبالهوية ننهض

بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

يعيش العراقي في صراع طويل بين ماضيه المجيد وحاضره المتغير، بين الهوية التي يحاول البعض طمسها باسم العولمة أو الطائفية أو المصالح الضيقة، وبين انتمائه العميق لأرضه وتاريخه وشعائره الدينية والوطنية التي تغرس فيه معاني الثبات والتجذر. ولعل السؤال الذي يفرض نفسه اليوم متى يندمج العراقي مع هويته وتاريخه وعاداته، فيحقق التوازن بين وطنيته العميقة وبين انفتاحه الواعي على محيطه العربي والعالمي؟
الهوية العراقية ليست مجرد مصطلح أكاديمي أو شعار سياسي، بل هي إحساس عميق بالانتماء إلى حضارات سومر وبابل وأشور، إلى كربلاء والنجف وبغداد، إلى الفرات ودجلة والجنوب والجبال.

إنها تلك اللحظة التي تدمع فيها عيناك وأنت تسمع نداءات يا حسين في أيام محرم، وتشعر بأنك امتداد لتاريخ من الصبر والكرامة والثورة على الظلم. الشعائر الحسينية ليست فقط طقساً دينياً، بل هي مدرسة تربوية وإنسانية تُعلّم العراقي كيف يكون حرّاً حتى في أقسى الظروف، وتغرس فيه بذور المروءة والتضحية من أجل الآخر.
إن طمس الهوية لا يأتي فقط من الخارج، بل أحياناً من الداخل أيضاً، حين يتم تغييب اللغة، أو تشويه التاريخ، أو تحويل الشعائر إلى طقوس فارغة من المعنى. لكن رغم كل ذلك، ما زال العراقي الأصيل يربط بين محبته لعائلته واحترامه لعاداته وبين إدراكه لحاجته إلى الانفتاح على العالم. فليس من التعارض أن يكون ابن الرافدين عاشقاً للطمية ويقرأ نعي كربلاء، ويعمل في شركة عالمية، ويتقن لغة أجنبية، ويسافر للدراسة، ويعود ليخدم وطنه.

الاندماج مع الهوية لا يعني الانغلاق، بل هو ما يمنح الإنسان العراقي الثقة في التعامل مع الآخر دون أن يذوب فيه. وحين يعي العراقي أن تاريخه مصدر قوة لا ضعف، سيصبح أكثر قدرة على بناء علاقات متوازنة مع محيطه العربي، ومع العالم أجمع، من موقعه الحضاري والثقافي، لا من موقع التبعية أو التقليد.
المطلوب اليوم هو مشروع وطني ثقافي يعيد الاعتبار للهوية العراقية الجامعة، من خلال مناهج التعليم، والإعلام، والفنون، والشعائر الدينية التي تعزز قيم الوحدة والعدالة والتسامح. يجب أن نُربّي الأجيال الجديدة على أن حبّ الحسين عليه السلام لا يتناقض مع حب الوطن، وأن زيارة الأربعين ليست ضد المدنية، وأن القيم الدينية يمكن أن تكون وقوداً للتنمية لا عائقاً أمامها.

وفي النهاية حين يصل العراقي إلى هذه المرحلة من التصالح مع ذاته وتاريخه، سيكون قادراً على العبور إلى المستقبل برأس مرفوع، دون أن ينسى ماضيه، ودون أن يخاف من العالم. في تلك اللحظة فقط، يمكن القول إن العراقي اندمج حقاً مع هويته، وأصبح رقماً صعباً في معادلة العالم.

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

رئاسة الشؤون الدينية تُطلق خطة موسم العمرة لعام 1447هـ

المناطق_واس

أطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، خطة موسم العمرة لعام 1447هـ أمس بمقر الرئاسة بمكة المكرمة؛ لإثراء تجربة القاصدين والمعتمرين والزائرين، وتهيئة الأجواء التعبدية لهم.

‏‎وأوضح معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس, أن خطة موسم العمرة لعام 1447هـ؛ تهدف لتعزيز مكامن القوة في موسم العمرة، مع تعظيم مفهوم خدمة المعتمر والعناية به، وإثراء تجربته الإيمانية كونه شعارًا محوريًا، وتعزيز الأدوار التكاملية مع منظومة العمرة، والتناغم مع الجهات الحكومية كافة وشركاء النجاح.

أخبار قد تهمك رئاسة الشؤون الدينية تطلق مبادرة “توعية قاصدينا شرف لمنسوبينا” بموسم العمرة 14 يونيو 2025 - 4:38 مساءً “رئاسة الشؤون الدينية” تستعد لموسم العمرة بحزمة من البرامج والمبادرات الإثرائية 12 يونيو 2025 - 9:56 مساءً

وأكد رئيس الشؤون الدينية أن مدة الخطة التشغيلية لموسم العمرة في الحرمين تستغرق 8 أشهر، تنقسم لـ 3 مراحل، وتنتهي بنهاية شهر شعبان عام 1447هـ، وتنطلق بعدها خطة شهر رمضان المبارك لعام 1447هـ.

‏ ‎وأبان معاليه أن الرئاسة ستستثمر المسار الإثرائي الذكي لتعزيز الأثر الإيماني للمعتمرين والزائرين في المسجد الحرام والمسجد النبوي، مشيرًا إلى أن العمل في الرئاسة مستمر وقائم على مدار العام بلا توقف، لإثراء تجربة القاصدين والزائرين والمعتمرين، وضيوف الرحمن لحظيًا وعلى مدار الساعة، وفق أعلى معايير الخدمات الإثرائية المقدمة، تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة، لإيصال رسالة الحرمين الوسطية للعالم، وتكريس قيم التسامح والاعتدال.

‏‎وبيّن الشيخ السديس أن الرئاسة أعدت حزمًا إثرائية متنوعة من الدروس والمحاضرات العلمية والتوجيهية التي يشارك بها أصحاب المعالي والفضيلة من هيئة كبار العلماء، ومدرسو المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وتهدف خطط الرئاسة وبرامجها ومبادراتها في موسم العمرة إلى أن تكون تجربة المعتمر حافلة بالمحطات الإثرائية، وزاخرة بكل ما يعينه على أداء المناسك بيسر وسهولة، وتطبيق أعلى معايير الجودة والتميز والإتقان، وتدشين أكبر برنامج للإهداءات الدينية، مع استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي، ورقمنة البرامج الإثرائية، وتسخير التطبيقات الإلكترونية في مختلف المجالات خدمةً للقاصدين، ومخاطبتهم باللغات العالمية؛ لتسهيل نُسكهم وإثراء تجربتهم.

 

مقالات مشابهة

  • النقلة "Move 37": اللحظة التي تجاوزت فيها الذكاء الاصطناعي الحدود البشرية
  • انتشال جثة مجهولة الهوية من نهر غربي أربيل
  • رئاسة الشؤون الدينية تُطلق خطة موسم العمرة لعام 1447هـ
  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • علاء عوض: المقارنة بيني وبين والدي محمد عوض «مرفوضة تمامًا».. فيديو
  • نتنياهو يقرّ: الحرب ليست وسيلة لإسقاط النظام الإيراني
  • قيمة المكافأة التي حصل عليها الترجي التونسي من مشاركته في مونديال الأندية
  • مفتي الجمهورية: دار الإفتاء تسعى إلى بناء جسور التعاون مع المؤسسات الدينية حول العالم
  • خبير استراتيجى: إسرائيل ليست دولة ديمقراطية .. والحكومة الدينية المتطرفة تسيطر عليها