ضابط استخبارات إسرائيلي: الشرق الأوسط الجديد غير واقعي لأن الفلسطينيين باقون
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
رغم النشوة التي تعيشها دولة الاحتلال بعد الضربات القاسية التي وجهتها للمشروع النووي الإيراني، والآمال التي بنتها بأن تؤدي هذه "الإنجازات" ضد إيران لتغيير عميق في الشرق الأوسط، لكنها سرعان ما بدت آمالا كاذبة، لأن هذه "الإنجازات" في الحملة ضد طهران لا تغير الحقيقة البسيطة، وهي أن الفلسطينيين هنا باقون بحسب أحد الخبراء الإسرائيليين.
الضابط الكبير داني سيترينوفيتش، الذي خدم 25 عامًا في جهاز الاستخبارات العسكرية، وتنقل بين وحدات جمع المعلومات والأبحاث، ويعمل حاليًا زميلا في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أنه "حتى قبل أن تنتهي الحملة ضد إيران، وقبل أن يُعرف ما إذا كانت نجحت حقاً بالقضاء على طموحاتها النووية، بدأ الاحتلال يحلم بـ"شرق أوسط جديد تفرج فيه حماس عن الأسرى، وترغب فيه السعودية بالتطبيع، لكنها مع مرور الوقت اتضحت أن هذه التطلعات ليس لها أساس من الواقع في الوقت الحاضر".
وأضاف في مقال نشره موقع زمان إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن إيران التي تعرضت لضربة شديدة لن تذهب لأي مكان، فيما ركز الاحتلال في الأيام الأخيرة على محاولة "إعادة تشكيل التهديدات في الدائرة الثالثة، انطلاقاً من الاعتقاد الخاطئ بأن إضعافها سيؤدي حتماً لتطورات إيجابية في الدائرة الأولى، أي غزة والضفة الغربية، بالشكل الذي يخدم مصالحه، خاصة في سياق الحملة ضد حماس، مع أن الفكرة القائلة بأن حل الدائرة الثالثة سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات مع دول الخليج، تتجاهل تماماً المشكلة الفلسطينية، التي لن تذهب لأي مكان هي الأخرى".
وأكد أن "القضية الفلسطينية تمثل جذر المشكلة في العلاقات مع دول الخليج، لأنها تشعر بقلق بالغ إزاء توسع الحملة على إيران إلى أراضيها، وقد أصبحت هذه القضية محط اهتمام العالم العربي بعد السابع من أكتوبر، وبدون حل واضح، فمن المشكوك فيه للغاية أن تكون السعودية أو الأردن أو مصر أو غيرها من الدول على استعداد لتجاهلها بسبب الإنجازات التي تم تحقيقها ضد إيران".
وأوضح أنه "رغم سياسة إيران السلبية في الشرق الأوسط، لكنها لا تمتلك تأثيراً سحرياً على ما يحدث في الساحة الفلسطينية، وإن محاولة نسب كل ما يحدث في الضفة الغربية وغزة إليها يتجاهل حقيقة بسيطة مفادها أن هناك أسباباً أخرى تؤدي للطريق المسدود في الساحة الفلسطينية، ولذلك، مهما حدث لإيران، فإن هذه الأسباب لن تتغير".
وأشار أنه "في الماضي، عقد الاحتلال آماله في تغيير السلوك الفلسطيني بعد اتفاقيات التطبيع، أو المفاوضات في سوريا، أو التقارب مع السعودية، وكلها محاولات محكوم عليها بالفش لأنها شكلت محاولات للالتفاف على جذور القضية الفلسطينية، وإلصاقها بأسباب خارجية لا علاقة لها بالساحة الفلسطينية، وهذا السبب في أن الفكرة القائلة بأن إضعاف إيران سيؤدي حتماً لانهيار حماس، والموافقة على صفقة الرهائن دون وقف الحرب، خاطئة تماماً".
وأضاف أن "نفوذ إيران على ما يحدث في حماس محدود، ولدى الحركة أسباب كثيرة لمواصلة الحرب بغض النظر عن الحملة في إيران، وبشكل عام، يجب أن نتذكر أنها خرجت لهذه المعركة لأسباب فلسطينية، وليس إيرانية، رغم أن إيران لديها مصلحة أساسية ببقاء حماس عاملاً مهماً في غزة، ومن هنا يتبين أن أي صفقة لا تتضمن بند وقف الحرب ستضع هذه المصلحة الأساسية المشتركة بين إيران وحماس في خطر كبير".
وأوضح أن "أي فكرة إسرائيلية لتجاوز القضية الفلسطينية فشلت في الماضي، ومن المتوقع أن تفشل مستقبلا، لذا من المهم عدم تعزيز التوقعات في هذا السياق، وإن محاولة إيجاد حل براءة اختراع يساعدنا على التعامل مع الساحة الفلسطينية دون اتخاذ قرارات صعبة بشأن علاقاتنا مع الفلسطينيين فشلت في الماضي، ومن المرجح أن تفشل في المستقبل، مما يضع حدودا لمحاولة إسقاط الإنجازات العملياتية في إيران على ساحة غزة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة غزة الاحتلال المقاومة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي يستعرض ثلاث فرضيات خاطئة للتعامل مع غزة
نشر موقع "ويللا" العبري، مقالا، جاء فيه أنّ: "الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، غيورا آيلاند، من الأسماء الاسرائيلية الأكثر شيوعا في حرب الإبادة الجارية ضد غزة، وارتبط اسمه بخطة الجنرالات لإخلاء شمال القطاع".
وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "آيلاند، في مناسبات أخيرة، بدأ يدعو لإبرام صفقة تبادل مع حماس، لإنقاذ مئات الجنود من مصير القتل، ومنع مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، متهماً الحكومة باختيار الفشل بدلًا من النصر".
وأبرز أنه "تعرّض خلال الأسبوع الماضي، وبشكلٍ لا يبدو مصادفةً، لهجمات منسقة على عدد من القنوات التلفزيونية، ومفادها أنني قدّمت نصيحةً خاطئة، قبلتها الجيش والحكومة، فشنّ الجيش عملية "عربات غدعون"، وكانت النتيجة فشلًا عسكريًا وانهيارًا سياسيًا، مع أنه منذ الثامن من أكتوبر 2023، استندت استراتيجية الحكومة والجيش إلى ثلاثة افتراضات، جميعها خاطئة".
وأشار إلى أنّ: "الافتراض الأول هو أن الضغط العسكري وحده كفيلٌ بتحقيق الإنجاز، مع أنّه يقتل الفلسطينيين جميعاً، المسلحين والمدنيين معاً، ويدمّر المباني والبنية التحتية؛ لكنه غير كفيل بدفع قيادة حماس للاستسلام، أو حتى تقديم التنازل".
وأوضح أن "الافتراض الخاطئ الثاني أن احتلال الأراضي في غزة، وتطهيرها، والسيطرة عليها سيُشكل ضغطًا على حماس، مع أنه منذ حرب فيتنام في الستينيات والسبعينيات، والحرب الروسية في أفغانستان في الثمانينيات، وبقاء الجيش الإسرائيلي في لبنان بين عامي 1982-2000 وتجربة البريطانيين والأمريكيين في العراق وأفغانستان، اتضح أن بقاء قوات الاحتلال العسكرية لفترة طويلة وثابتة وسط سكان معادٍ سيؤدي دائمًا لهجمات عنيفة".
وأكد أنّ "هذا الرأي ينطبق بشكل مضاعف على غزة، فإضافة للكثافة السكانية العالية فيها، فإنها تتميز بميزة فريدة، وهي وجود الأنفاق تحت الأرض، لذلك، كان مسار العمل الذي اختاره الجيش قبل وبعد "عربات غدعون" خاطئًا تمامًا".
وأضاف أن "الافتراض الخاطئ الثالث لمجلس الوزراء، وليس للجيش، فكان إمكانية الفصل بين الفلسطينيين وحماس، لذلك، إذا أنشأنا مراكز توزيع طعام للسكان و"مدينة إنسانية" في جنوب القطاع، يُمكننا عزل حماس، وتجنّب إيذاء المدنيين".
ولفت أنه "منذ الأسبوع الأول من الحرب، أدركتُ خطأ الافتراضات الثلاثة التي اعتمدت عليها دولة الاحتلال؛ في نهاية عام 2023، كان عدد سكان غزة بأكملها 300 ألف نسمة فقط، وحين أُجبِر مليون نسمة منهم على المغادرة للجنوب، كانت هذه فرصة لاتخاذ الخطوة الحاسمة في الحرب لتحويل تطويق المنطقة إلى حصار".
وزعم بالقول: "اقترحت تحويل محور نتساريم إلى الحدود الجنوبية المؤقتة لدولة الاحتلال مع قطاع غزة، ثم تقديم إنذار نهائي واضح لحماس بأنه إذا لم توافق على صفقة شاملة للأسرى، فستخسر ثلثًا مهمًا من القطاع إلى الأبد، الأمر الذي كان كفيلا بإثارة غضب قيادتها، لكن الفكرة تم رفضها من الحكومة والجيش، فيما أيّدها جنرالات آخرون، والعديد من الضباط الكبار".
إلى ذلك، أوضح أنّ "رفض خطة الجنرالات أدى لسلسلة من النتائج الكارثية المتمثلة بمقتل وإصابة مئات الجنود بجروح بالغة في معارك غير ضرورية للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة في بيت حانون والشجاعية وجباليا وباقي أحياء شمال القطاع".