إحصائية مروعة للمنظمات الأممية:4 ملايين مواطن مهددون بالجوع في مناطق سيطرة تحالف العدوان
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة التحالف، ومستوى التجاهل المريب الذي تمارسه قيادات المرتزقة في القيام بواجباتها أمام هذه الكارثة التي تهدد حياة الملايين من المواطنين الذين يواجهون مصير الموت المحقق نتيجة انعدام مقومات الحياة وغياب كافة سبل المعيشة.
الثورة / مصطفى المنتصر
حذرت 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة من انعدام الأمن الغذائي في مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي منذ مطلع العام 2016م.
وأكد بيان مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، أن “انعدام الأمن الغذائي يهدد أكثر من نصف السكان في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال السعودي الإماراتي جنوبي اليمن، مبينا أن الأمن الغذائي في تلك المناطق حرج للغاية حيث يكافح الأهالي للحصول على وجبتهم التالية.
وأظهر آخر تحديث جزئي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “IPC” – صورة قاتمة للمحافظات الجنوبية، مشيرا إلى أن 4 ملايين و95 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بين مايو –وأغسطس المقبل.
وبين أن الأزمة ترقى إلى مستوى ما هو أسوأ “المرحلة 3 من التصنيف”، بينما 1.5 مليون شخص في حالة طوارئ ضمن “المرحلة 4 من التصنيف” والذي من المتوقع أن يستمر تدهور الوضع الغذائي في المحافظات الجنوبية بين سبتمبر 2025 وفبراير 2026م، بالإضافة إلى 420 ألف شخص إلى المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو ما هو أسوأ، خاصة إذا لم يتم تقديم المساعدات بصورة عاجلة ومستدامة.
الأسباب والمخاطر
ولفت البيان الصادر عن المنظمات الأممية إلى استمرار تدهور الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة تحالف العدوان من شأنه أن يرفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المحافظات الجنوبية المحتلة إلى 5 ملايين و38 ألف شخص، أي أكثر من نصف السكان لاسيما مع عدم وجود أي حلول او معالجات للأزمة.
وبحسب البيان فإن الأزمات المتداخلة والمتعددة تسببت في زيادة مستوى انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك التدهور الاقتصادي المستمر، وانخفاض قيمة العملة في المحافظات الجنوبية، والصراع المحتدم بين المليشيات المتناحرة في تلك المناطق بالإضافة إلى إقدام حكومة المرتزقة التابعة للتحالف على طباعة 5 ترليونات و320 مليار ريال يمني دون غطاء نقدي عقب نقل إدارة البنك المركزي من صنعاء إلى عدن نهاية العام 2016م والذي اعتبره بعض المحللين أحد أكبر أسباب الانهيارات الكارثية التي أصابت الاقتصاد اليمني.
استمرار الانهيار وغياب الحلول
وتعيش المحافظات المحتلة منذ تسعة أعوام حالة غير مسبوقة من الانهيار والفوضى وسط فشل حكومات المرتزقة المتعاقبة من تقديم أي حلول أو إصلاحات اقتصادية للحد من الانهيار المستمر للاقتصاد والأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يعيشها المواطن نتيجة انهيار سعر الصرف والذي تجاوز سعر بيع الدولار الأمريكي 3000 ريال ناهيك عن انعدام الخدمات الأساسية منها الكهرباء والمياه وانقطاع المرتبات.
وتسعى المليشيات المسلحة التابعة للتحالف من توسيع نطاق الخطر وتضييق الخناق على ما تبقى من المواطنين عبر ممارساتها الإجرامية وأساليبها العدوانية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات العارمة التي اجتاحت المدن والمناطق المحتلة طيلة السنوات الماضية في عدن وتعز ولحج وأبين وبقية المحافظات الجنوبية والزج بالعشرات من المشاركين فيها بالسجون والمعتقلات السرية، مع استمرار الدعوات الشعبية المتكررة إلى الخروج للمطالبة بتوفير الخدمات والحياة الكريمة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بخبرة 30 عامًا… ريتشاردسون تتسلم منصبًا قياديًا في البعثة الأممية بليبيا
الأمم المتحدة تعيّن السويدية ريتشاردسون نائبة للمبعوثة الأممية ومنسقة مقيمة في ليبيا
ليبيا – عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، السويدية إنغيبورغ أولريكا أولفسدوتر ريتشاردسون، نائبة جديدة لممثلته الخاصة في ليبيا، ومنسقة مقيمة في البلاد، خلفًا لزيمبابوية إينيس شوما. ويأتي القرار في توقيت حرج تواجه فيه البعثة الأممية تحديات سياسية وأمنية معقدة، بالتزامن مع استعداد الممثلة الخاصة هانا تيتيه لتقديم خريطة طريق لمجلس الأمن في 21 أغسطس.
خبرة واسعة في التنمية والعمل الإنساني
تتمتع ريتشاردسون بخبرة تتجاوز 30 عامًا في مجالات التنمية والمساعدات الإنسانية والتعافي بعد النزاعات وحقوق الإنسان، وعملت في مناطق عدة شملت غرب ووسط أفريقيا، والبحر الكاريبي، وغرب البلقان، وجنوب شرق أوروبا. وشغلت مناصب بارزة، بينها نائبة الممثل الخاص لمكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي، والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في هايتي منذ 2022، إضافة إلى عملها منسقة مقيمة في كوسوفو. وتحمل درجة الماجستير في اقتصاديات التنمية من جامعة غوتنبرغ، وليسانس العلوم الاجتماعية من جامعة لوند، وتتقن الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية إلى جانب لغتها الأم السويدية.
نهج أممي جديد لمعالجة الأزمة الليبية
يرى مراقبون أن تعيين ريتشاردسون يأتي في إطار مسعى غوتيريش لتجديد الدماء وضخ نهج جديد في عمل البعثة، التي تعرضت لانتقادات بسبب ضعف التقدم في حل الأزمة. ويعكس مسارها المهني توجه الأمم المتحدة لاعتماد مقاربة شاملة تجمع بين الجهود السياسية ومعالجة القضايا الإنسانية والتنموية، بما في ذلك التنمية المستدامة وإعادة الإعمار.
خطة تيتيه ونهج تصاعدي من القاعدة الشعبية
تستند خريطة الطريق المرتقبة لهانا تيتيه إلى “نهج اجتماعي تصاعدي” يمنح شرعية الحل السياسي من القاعدة الشعبية وصولًا إلى النخب، استنادًا إلى لقاءات موسعة مع مكونات المجتمع الليبي واستطلاع رأي شارك فيه أكثر من 15 ألف مواطن. إلا أن هذه الخطة تواجه عقبات كبيرة، من أبرزها غياب سياسة مالية موحدة، وانهيار المؤسسة المصرفية المركزية، وانتشار المرتزقة الأجانب، ما قد يهدد قدرتها على تحقيق اختراق سياسي حقيقي.
أهمية الدور التنموي والإنساني في إنجاح الجهود السياسية
يُنتظر أن يكمّل دور ريتشاردسون في تنسيق الشؤون الإنسانية والتنموية الجهود السياسية، من خلال معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تمس حياة الليبيين وبناء الثقة، بما يخلق بيئة أكثر ملاءمة للحوار. لكن نجاح هذه المقاربة يظل مرهونًا بقدرة البعثة على التوفيق بين الأهداف التنموية والسياسية والتغلب على التحديات الأمنية والمالية.