كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة التحالف، ومستوى التجاهل المريب الذي تمارسه قيادات المرتزقة في القيام بواجباتها أمام هذه الكارثة التي تهدد حياة الملايين من المواطنين الذين يواجهون مصير الموت المحقق نتيجة انعدام مقومات الحياة وغياب كافة سبل المعيشة.

الثورة / مصطفى المنتصر

حذرت 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة من انعدام الأمن الغذائي في مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي منذ مطلع العام 2016م.

وأكد بيان مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، أن “انعدام الأمن الغذائي يهدد أكثر من نصف السكان في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال السعودي الإماراتي جنوبي اليمن، مبينا أن الأمن الغذائي في تلك المناطق حرج للغاية حيث يكافح الأهالي للحصول على وجبتهم التالية.

وأظهر آخر تحديث جزئي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “IPC” – صورة قاتمة للمحافظات الجنوبية، مشيرا إلى أن 4 ملايين و95 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بين مايو –وأغسطس المقبل.

وبين أن الأزمة ترقى إلى مستوى ما هو أسوأ “المرحلة 3 من التصنيف”، بينما 1.5 مليون شخص في حالة طوارئ ضمن “المرحلة 4 من التصنيف” والذي من المتوقع أن يستمر تدهور الوضع الغذائي في المحافظات الجنوبية بين سبتمبر 2025 وفبراير 2026م، بالإضافة إلى 420 ألف شخص إلى المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو ما هو أسوأ، خاصة إذا لم يتم تقديم المساعدات بصورة عاجلة ومستدامة.

الأسباب والمخاطر

ولفت البيان الصادر عن المنظمات الأممية إلى استمرار تدهور الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة تحالف العدوان من شأنه أن يرفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المحافظات الجنوبية المحتلة إلى 5 ملايين و38 ألف شخص، أي أكثر من نصف السكان لاسيما مع عدم وجود أي حلول او معالجات للأزمة.

وبحسب البيان فإن الأزمات المتداخلة والمتعددة تسببت في زيادة مستوى انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك التدهور الاقتصادي المستمر، وانخفاض قيمة العملة في المحافظات الجنوبية، والصراع المحتدم بين المليشيات المتناحرة في تلك المناطق بالإضافة إلى إقدام حكومة المرتزقة التابعة للتحالف على طباعة 5 ترليونات و320 مليار ريال يمني دون غطاء نقدي عقب نقل إدارة البنك المركزي من صنعاء إلى عدن نهاية العام 2016م والذي اعتبره بعض المحللين أحد أكبر أسباب الانهيارات الكارثية التي أصابت الاقتصاد اليمني.

استمرار الانهيار وغياب الحلول

وتعيش المحافظات المحتلة منذ تسعة أعوام حالة غير مسبوقة من الانهيار والفوضى وسط فشل حكومات المرتزقة المتعاقبة من تقديم أي حلول أو إصلاحات اقتصادية للحد من الانهيار المستمر للاقتصاد والأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يعيشها المواطن نتيجة انهيار سعر الصرف والذي تجاوز سعر بيع الدولار الأمريكي 3000 ريال ناهيك عن انعدام الخدمات الأساسية منها الكهرباء والمياه وانقطاع المرتبات.

وتسعى المليشيات المسلحة التابعة للتحالف من توسيع نطاق الخطر وتضييق الخناق على ما تبقى من المواطنين عبر ممارساتها الإجرامية وأساليبها العدوانية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات العارمة التي اجتاحت المدن والمناطق المحتلة طيلة السنوات الماضية في عدن وتعز ولحج وأبين وبقية المحافظات الجنوبية والزج بالعشرات من المشاركين فيها بالسجون والمعتقلات السرية، مع استمرار الدعوات الشعبية المتكررة إلى الخروج للمطالبة بتوفير الخدمات والحياة الكريمة.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جفاف غير مسبوق يهدد الأمن الغذائي في سوريا

دمشق"أ ف ب": في ظل جفاف غير مسبوق منذ عقود يهدد أكثر من 16 مليون سوري بانعدام الأمن الغذائي، تواجه سوريا تحديات كبيرة في إنتاج القمح هذا العام، تضررت حوالي 2.5 مليون هكتار من المساحات المزروعة بالقمح بسبب الظروف المناخية القاسية، وفق منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، ما دفع البلاد إلى الاعتماد بشكل متزايد على الاستيراد، بعد أن كانت تحقق اكتفاء ذاتياً من القمح قبل عام 2011.

وأكدت مساعدة ممثل الفاو في سوريا، هيا أبو عساف، أن الظروف المناخية القاسية التي شهدها الموسم الزراعي الحالي تعد "الأسوأ منذ نحو 60 عاماً". وقد أثرت هذه الظروف على نحو 75% من الأراضي المزروعة والمراعي الطبيعية التي تستخدم للإنتاج الحيواني.

وشهد الشتاء في سوريا موسماً قصيراً وانخفاضاً في معدلات الأمطار، ما أثر بشكل خاص على القمح البعل، حيث تضرر حوالي 95% منه، فيما سيعطي القمح المروي إنتاجاً أقل بنسبة 30 إلى 40% من المعدل المعتاد.

هذا الانخفاض في الإنتاج سينتج عنه فجوة تتراوح بين 2.5 إلى 2.7 مليون طن من القمح، مما يهدد أكثر من 16 مليون شخص في سوريا بانعدام الأمن الغذائي خلال العام الجاري.

وقبل عام 2011 كانت سوريا تنتج حوالي 4.1 مليون طن من القمح سنوياً، مما وفر اكتفاء ذاتياً للبلاد. لكن النزاع المستمر وتداعياته أدت إلى تراجع الإنتاج إلى مستويات قياسية، مما اضطر الحكومة إلى الاستيراد لتلبية احتياجات السكان.

سياسات شراء القمح ودعم المزارعين

وفي ظل تدني الإنتاج أعلنت الحكومة السورية عن أسعار تشجيعية لشراء محصول القمح من المزارعين، بهدف دعمهم وتحفيزهم على تسليم محاصيلهم إلى المؤسسة العامة للحبوب.

وقد تم تحديد سعر شراء طن القمح بين 290 و320 دولاراً حسب النوعية، مع إضافة مكافأة تشجيعية بقيمة 130 دولاراً، وفق قرار رئاسي، لتعزيز قدرة المزارعين على الاستمرار في الإنتاج.

وتتوقع وزارة الزراعة السورية حصاد ما بين 300 إلى 350 ألف طن من القمح في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وتخطط المؤسسة العامة للحبوب لشراء 250 إلى 300 ألف طن منها.

وأكد مدير المؤسسة العامة للحبوب، حسن عثمان، أن "الاكتفاء الذاتي غير محقق، لكننا نعمل على توفير الأمن الغذائي عبر استيراد القمح من الخارج وطحنه في مطاحننا."

واقع المزارعين وتأثير الجفاف

في ريف شمال شرق سوريا، يعاني المزارع جمشيد حسو (65 عاماً) من انخفاض إنتاجية محصوله رغم الجهود الكبيرة، إذ سقى حقله المروي عدة مرات باستخدام المضخات المائية، التي اضطرت إلى النزول إلى أعماق كبيرة بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية، وقال حسو إن حجم السنابل كان قصيراً وحبات القمح صغيرة، مما يعكس تأثير الجفاف الكبير الذي تشهده البلاد.

وأشارت منظمة الفاو إلى انخفاض كبير جداً في مستوى المياه الجوفية، وهو مؤشر "مخيف" يعكس عمق الأزمة.

ويضاف إلى ذلك تأثير الجفاف على المحاصيل الأخرى وقطاع الثروة الحيوانية، مما يزيد من حدة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السوريون بعد أكثر من 14 عاماً من النزاع، وتلعب المداخيل الزراعية دوراً رئيسياً في الاقتصاد المحلي، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين مستوى معيشة السكان، خاصة في المناطق الريفية.

ويختم حسو بالقول: "ما لم يُقدّم لنا الدعم، لن نستطيع الاستمرار. لن يكون بمقدورنا حراثة الأرض وريّها مجدداً لأننا نسير نحو المجهول ولا يوجد بديل آخر. سيعاني الناس من الفقر والجوع."

مقالات مشابهة

  • اليمن.. سائقو شاحنات الغاز يعلقون حركتهم في المحافظات الجنوبية احتجاجًا على ابتزاز نقاط أمنية
  • جفاف غير مسبوق يهدد الأمن الغذائي في سوريا
  • إحصائية عدد شهداء غزة
  • انعدام الأمن الغذائي يهدد أفغانستان والأمم المتحدة تطالب بمساعدات عاجلة
  • الجفاف يعرّض 16 مليون سوري لانعدام الأمن الغذائي وتلف محاصيل القمح
  • الفاو: انعدام الأمن الغذائي يهدد 16 مليون سوري
  • شبكة دولية: نحو 4.8 مليون يمني مهددون بفقدان المساعدات الغذائية
  • الأمم المتحدة تحذر: أكثر من نصف سكان جنوب اليمن مهددون بانعدام الأمن الغذائي
  • مسلحون يستولون على 70 شاحنة مساعدات بمناطق سيطرة الاحتلال