شهد سور وميدان العقر بمحافظة الداخلية فعالية "سوقنا تراث ووعي"، التي نظمتها إدارة حماية المستهلك بمحافظة الداخلية بالتعاون مع شركة بوارق نزوى الدولية، وأقيمت الفعالية وسط أجواء تراثية وتفاعل جماهيري كبير من مختلف مناطق المحافظة، حيث جمعت بين عبق التاريخ وروح التوعية الحديثة، وجاء تنظيم الفعالية في هذا الموقع التراثي -الذي يُعد من أبرز الوجهات السياحية في سلطنة عُمان- تعزيزًا لرسائل الوعي الاستهلاكي وسط بيئة تحتفي بالتراث وتحظى بحضور جماهيري واسع.

وهدفت الفعالية إلى نشر ثقافة حماية المستهلك وترسيخ مفاهيم الشراء الآمن والمسؤول، عبر برنامج متنوع يستهدف مختلف الفئات العمرية، ويعكس التفاعل المؤسسي المجتمعي بين الجهات الرسمية والقطاع الخاص في خدمة المستهلك.

وشهد ركن الطفل إقبالًا واسعًا لما قدّمه من عروض مرئية تثقيفية، وأفلام توعوية مبسطة، إلى جانب أنشطة ترفيهية مثل لعبة السلم والثعبان المصممة بأسلوب توعوي، وألعاب شعبية وتلوين ومسابقات مرحة، مع توزيع الهدايا والجوائز التي أضفت أجواء من البهجة والحماس.

أما ركن السلع المسحوبة، فاستعرضت عينات من الضبطيات التي لا تتوافق مع مواصفات الجودة، لتوعية الزوار بخطورة استخدام المنتجات المغشوشة أو المنتهية الصلاحية، ورفع وعيهم بآليات التمييز بين السلع السليمة والمخالفة.

وشكّل ركن "دكان حارتنا" تجربة تفاعلية تحاكي التسوق الواقعي، إذ تعلّم الزوار من خلالها كيفية قراءة الفواتير بدقة، والتأكد من صحة البيانات التجارية والعروض الترويجية، مما يعزز مهارات الشراء الواعي بطريقة مبسطة وقريبة من الواقع؛ كما جذب ركن المسابقات للكبار اهتمام الزوار من خلال فعاليات حركية وسحوبات فورية، رُصدت لها جوائز رمزية تحمل في طيّاتها رسائل توعوية محفزة.

وتأتي فعالية "سوقنا تراث ووعي" ضمن سلسلة المبادرات التي تنفذها إدارة حماية المستهلك بالداخلية، والتي تسعى إلى بناء علاقة متوازنة بين المستهلك والمزود، وتعزيز ثقة المجتمع بدور الهيئة في حماية الحقوق وضمان بيئة تجارية آمنة ومستقرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حمایة المستهلک

إقرأ أيضاً:

إعفاء منتجات أميركية من شهادة الحلال بمصر.. تسهيل للتجارة أم مجازفة بثقة المستهلك؟

في خطوة مفاجئة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الشعبية والاقتصادية والدينية، أعلنت الحكومة المصرية إعفاء دائما لمنتجات الألبان المستوردة من الولايات المتحدة من شرط الحصول على شهادة "الحلال" عند دخولها إلى السوق المصرية.

وبينما برّرت الحكومة القرار بأنه جزء من حزمة تيسيرات لتعزيز التجارة وجذب الاستثمارات، حذّر معارضون من مخاطره على ثقة المستهلك المسلم وسمعة مصر في سوق المنتجات الحلال عالميا.

خلفية القرار وتفاصيله

وجاء الإعلان عن القرار على لسان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال المنتدى الاقتصادي المصري الأميركي الذي عُقد في مايو/أيار الماضي، حيث أوضح أن الإعفاء سيكون دائما ويستمر حتى نهاية عام 2025 دون أي رسوم، على أن تُفرض رسوم بقيمة 1500 دولار لكل حاوية بدءا من عام 2026.

ووفق تصريحات حكومية، فإن القرار يهدف إلى دعم توسع الشركات الأميركية في السوق المصرية وتخفيف الأعباء الإدارية والمالية عن المستوردين.

الهيئات الرقابية تؤكد أن الإعفاء لا يشمل اللحوم ويقتصر على مشتقات الألبان فقط (الجزيرة) موقف الجهات الرقابية والتنظيمية

وصرح مصدر مسؤول في الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة -طلب عدم ذكر اسمه- بأن "علامة حلال" تُدرج بوصفها مطلبا فنيا في بعض المواصفات القياسية، لكنها ليست شرطا قانونيا عاما، بل تُطبق أساسا على الأغذية ذات المصدر الحيواني.

وأوضح أن شهادة الحلال مطلوبة رسميا في استيراد اللحوم والدواجن فقط، إذ تشترط وزارة الزراعة أن تكون الشحنات مصحوبة بشهادة صادرة من جهة إسلامية معتمدة ومعترف بها من دار الإفتاء، بينما يُترك طلب الشهادة في منتجات الألبان لتقدير الجهات الرقابية تبعا لطبيعة المنتج والسوق المستهدفة.

وحسب الموقع الرسمي للهيئة، تتولى 4 جهات إصدار شهادات "الحلال" في مصر:

هيئة المواصفات والجودة بصفتها الجهة القانونية الوحيدة المخوّلة بإصدار العلامة. دار الإفتاء لاعتماد الجهات الإسلامية الخارجية. هيئة الخدمات البيطرية للإشراف على استيراد المنتجات الحيوانية. هيئة الرقابة على الصادرات والواردات لمراجعة مستندات الشحنات المستوردة. تيسير الاستثمار وخفض الأسعار

ورأى رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية أحمد الوكيل أن إعفاء منتجات الألبان ومشتقاتها من شرط شهادة الحلال يُعد خطوة عملية في مواجهة غلاء الأسعار، وسيدعم حضور الشركات الأجنبية في مصر من خلال تسهيل الإجراءات وتقليص التكاليف.

وأكد في حديثه للجزيرة نت أن شهادة الحلال أصبحت "بيزنس عالميا" تديره "مافيات" معقدة، مشيرا إلى أن دولا إسلامية حاولت سابقا توحيد آلية إصدار الشهادة عبر غرف التجارة، لكنها اصطدمت بتعقيدات سياسية ودينية.

إعلان

ودعا الوكيل إلى توحيد الشروط والمعايير الخاصة بشهادة الحلال على مستوى العالم الإسلامي، موضحا أن بعض الشركات كانت مضطرة لتحمل نفقات إضافية لا تتناسب مع طبيعة المنتج، مما يرفع من السعر النهائي للمستهلك دون مبرر واقعي.

ويتفق معه الدكتور هاني فهيم، أستاذ القانون التجاري الدولي، الذي أشار إلى أن قرار إلغاء شرط شهادة "حلال" لبعض السلع يُخفف الأعباء عن المستوردين، ويخدم المصالح التجارية لمصر، خاصة أن إجراءات الحصول على الشهادة معقدة ومكلفة وتشمل إشرافا خارجيا دينيا، مما يتسبب أيضا في إطالة زمن الاستيراد دون جدوى مباشرة.

تحفظات وشكوك دينية وثقافية

ورغم التبريرات الاقتصادية، فإن القرار يثير تساؤلات دينية وثقافية، إذ يُشير فهيم إلى أن مصر تعتمد على شهادات الحلال من جهات خارجية نتيجة عدم قدرتها على فحص كل المنتجات المستوردة، وهو ما يجعل الاعتماد على جهات معتمدة ضرورة تنظيمية لضمان التزام السلع بالشريعة. ويؤكد أن الاستغناء عن تلك الشهادات يفتح الباب للريبة، حتى وإن كانت الفوائد الاقتصادية واضحة.

من جهته، عبّر محمود العسقلاني، رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، عن مخاوفه من أن يمتد الإعفاء مستقبلا إلى منتجات أخرى ذات طابع شرعي أكثر حساسية، مثل اللحوم. وأوضح للجزيرة نت أن قرار الإعفاء لا يثير حساسية مباشرة بالنسبة لمنتجات الألبان، لكنه حذّر من أن تعميم النهج على المذبوحات قد يُضعف ثقة المستهلك المصري، كما قد يضر بسمعة مصر في أسواق الدول الإسلامية.

وأكد العسقلاني أن الضوابط الرقابية هي الضمان الوحيد لطمأنة المستهلك المسلم، وأن الاستغناء عنها أو التساهل في تطبيقها قد يؤدي إلى تآكل هذه الثقة، خاصة في ظل غياب منظومة موحدة لإصدار شهادة الحلال في مصر.

مقالات مشابهة

  • حماية المستهلك في السوق الرقمي
  • إعفاء منتجات أميركية من شهادة الحلال بمصر.. تسهيل للتجارة أم مجازفة بثقة المستهلك؟
  • عبد الرحمن المرشد: على المستهلك الإبلاغ فورًا عن أي تجاوز ..فيديو
  • فعالية توعوية في إب بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات
  • السيارات الصينية وثقة المستهلك السعودي !!
  • الغمرى يكشف تفاصيل خطة الإخوان لنشر الفوضى في مصر
  • 280 فعالية.. تفاصيل احتفال وزارة الثقافة بذكرى ثورة 30 يونيو
  • اليوم العالمي للتبرع بالدم | الصحة تنظم حملات توعوية وميدانية بالغربية
  • «طاقة للتوزيع» تنظم جلسات توعوية حول مركز إدارة الصهاريج