دعوة إسرائيلية للانسحاب الكامل من غزة والتخلي عن أفكار التهجير
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
دعا كاتب إسرائيلي، إلى الانسحاب الكامل من قطاع غزة بعد أكثر من 21 شهرا على حرب الإبادة الجماعية، وذلك تزامنا مع الذكرى العشرين لخطة "الانفصال أحادي الجانب"، التي تبنّاها رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أريئيل شارون.
وأوضح المحرر بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية سيفر بلوتسكر، أنّه "قبل عشرين عاماً في الأيام الأولى من شهر يوليو 2005، اكتملت الاستعدادات لتنفيذ خطة فك الارتباط التي طرحها شارون، وهدفت للانسحاب الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك إخلاء جميع المستوطنات".
وأضاف بلوتسكر في مقال ترجمته "عربي21" أنه "في إطار التحضير للانسحاب، أعد البنك الدولي ومنظمات الإغاثة الدولية مشاريع للاستثمار في البنية الأساسية للاتصالات والطاقة والنقل والتعليم في غزة، وتضمنت الخطط إنشاء مناطق للتجارة الحرة، وتسريع التصنيع، والتنمية الزراعية المتقدمة، وبناء ميناء بحري ومطار، وتعزيز الدراسات ذات التكنولوجيا العالية، وقد جرت عملية الإخلاء بحد ذاتها بقدر محدود للغاية من العنف من جهة المستوطنين، ما أثار دهشة الجميع، ولم يحدث أي شرخ لا يمكن إصلاحه في إسرائيل".
وأشار إلى أن "أحلام إقامة "سنغافورة في غزة" لم تتحقق، لأنه في الأشهر الأولى بعد فك الارتباط، سيطرت حماس على الدفيئات الزراعية والمشاتل، وحولتها إلى معسكرات تدريب مسلحة، فيما كانت السلطة الفلسطينية ذات السيادة في غزة، غارقة في صراعات داخلية أدت لزيادة قوة حماس، ونفوذها، وبعد خمسة أشهر من الانسحاب، أصيب شارون بسكتة دماغية خطيرة ثانية، وتوقف عن العمل".
وأوضح أنه "في غياب شارون، الذي رأى في السلام مع الفلسطينيين "مهمة حياته"، كما قال في خطابه التاريخي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، توقفت النخبة السياسية عن الاهتمام بما كان يحدث في غزة، وفي يونيو 2007، شاهدت الأوساط الاسرائيلية بلا مبالاة، بل وبارتياح معين سيطرة حماس السريعة والعنيفة للقطاع، حيث ردّت على الأحداث بفرض حصار عليها؛ وأدى هذا لظهور مفهوم خاطئ مفاده أن الحركة يمكن كبح جماحها، وترويضها من خلال تشديد الحصار، وتخفيفه، والسماح بدخول الأموال للقطاع".
وأكد أنه "رغم هجوم السابع من أكتوبر، والأشهر الطويلة من القتال المضني، فإن المفهوم نفسه لا يزال قائماً بين صناع القرار، ومن هنا تنبع الخطط الإسرائيلية لإدارة حياة 2.2 مليون فلسطيني في غزة، وهي الإدارة التي تعني السيطرة الإمبريالية على واحدة من أفقر المناطق، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، وأكثرها يأساً وعنفاً في العالم، وهي فكرة مجنونة".
وأضاف أنه "اليوم، وبعد مرور عشرين عاماً على الانسحاب، أي بعد جيل كامل من الزمن، أصبحنا بحاجة لإعادة استيعاب المفهوم الأساسي الذي تبنّاه شارون، ومفاده أن إسرائيل لن تتمكن من فرض وجودها لفرض النظام الذي تريده على سكان غزة، ولذلك، ليس أمامنا خيار سوى الانسحاب منها، انسحاباً كاملاً، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، وإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود بيننا وبينها، بعيدا عن الخطط السخيفة والخطيرة لتهجير الفلسطينيين، ودون إقامة حكم عسكري في جزء من القطاع".
وأكد أن "رغبة حماس بالسيطرة على غزة بعد انسحابنا مسألة متوقعة، لكن دعوها تحاول، فلتأتِ حماس المتعبة المستنزفة، التي تختبئ في الأنفاق، بميزانيات لإعادة إعمار القطاع المدمر، تصل إلى 25 مليار دولار، ولتوفّر الغذاء والمأوى والتعليم والصحة للنازحين، وهكذا دواليك".
وختم بالقول إن "كل ذلك يؤكد أنه ليس هناك أمل بأن تتولى حماس، في وضعها الحالي، مهمة السيطرة وإدارة قطاع غزة المدمر، ولن يكون أمامها خيار سوى الطلب من السلطة الفلسطينية والحكومات العربية المعتدلة التي ستأتي لإدارتها في مكانها، ما يؤكد أن الآن هو الوقت المناسب لإتمام خطة شارون السابقة، وهي الخروج الكامل من الجحيم على الأرض المسمى قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، والانسحاب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الانسحاب غزة غزة الاحتلال الانسحاب التهجير حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکامل من قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسحاق بريك .. النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة غير واقعية
#سواليف
هاجم اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي #إسحاق_بريك بشدة أداء وحدة المتحدث باسم الجيش، متهمًا إياها بتضليل الجمهور الإسرائيلي عبر نشر معلومات مضللة، بهدف خلق صورة زائفة عن قوة #الجيش_الإسرائيلي وانتصاراته، في حين أن الواقع الميداني يختلف تمامًا.
وفي مقال جديد نشرته صحيفة معاريف، أكد بريك -الذي شغل عددًا من أعلى المناصب بالجيش الإسرائيلي- أن #النجاحات التي يتحدث عنها #الجيش_الإسرائيلي في قطاع #غزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض.
ويرى بريك أن وحدة المتحدث باسم الجيش تحوّلت منذ سنوات إلى أداة دعائية هدفها تعزيز صورة الجيش، حيث تُختلق نجاحات وتُخفى إخفاقات، مما يؤدي إلى #تضليل_الرأي_العام، وخلق ثقة مفرطة بقدرات الجيش، وهي ثقة لا تستند إلى الواقع، وقد تكون لها تبعات خطيرة، كما حدث في #كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مقالات ذات صلةوأشار الكاتب إلى أن ” #ثقافة_الكذب ” هذه لم تنشأ من فراغ، بل تحظى بدعم مباشر من القيادة العسكرية العليا، بمن في ذلك رئيس الأركان.
وشدد على أن تصريحات الجيش عن تدمير قدرات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– وقتل آلاف من عناصرها لا تتوافق مع تقارير الجنود والضباط في الميدان الذين يؤكدون أنهم بالكاد واجهوا مقاتلين من حماس، وأن العدو يواصل القتال عبر أنفاق وكمائن، ويستخدم تكتيكات حرب العصابات من دون مواجهة مباشرة.
وأوضح الجنرال -الذي خدم سابقا قائدا لسلاح المدرعات، ونائبا لقائد القوات البرية، وقائدا للكليات العسكرية- أن قوة حماس لم تنهَر، بل استعادت عافيتها، ولا تزال تمتلك 40 ألف مقاتل متمركزين في مئات الكيلومترات من الأنفاق.
شركاء التضليل
وانتقد بريك أيضًا الصحفيين والمحللين العسكريين الذين يكررون رواية المتحدث باسم الجيش من دون تمحيص، ويعتبرهم شركاء في تضليل الشعب الإسرائيلي، إذ ينقلون معلومات غير دقيقة ويمنحون الشرعية لاستمرار الحرب في غزة من دون جدوى حقيقية.
ويرى الكاتب أن الجيش لا يعترف بفشله في تحقيق أهدافه المركزية، وهي: تدمير حماس وتحرير جميع الأسرى، بل يواصل خداع الجمهور بأن “الضغط المستمر سيؤدي إلى تحقيق الأهداف، بينما الحقيقة هي أن معظم الأنفاق لا تزال تحت سيطرة حماس، والأسرى قد لا ينجو منهم أحد”.
وحذر بريك من أن هذا النمط من القيادة -الذي يتجاهل الحقيقة لمصلحة الاستعراض- يقود الجيش والدولة نحو كارثة إستراتيجية.
ودعا إلى إعادة هيكلة وحدة المتحدث العسكري بالكامل، لتقوم على أساس “الصدق، والأخلاقيات، وقيم الجيش الإسرائيلي”. كما طالب بوقف القتال عبر اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى، والبدء بعملية ترميم شاملة للجيش والاقتصاد والمجتمع.
ودرج الجنرال الإسرائيلي على انتقاد الحكومة وقيادة الجيش بسبب الفشل في تحقيق أهداف الحرب، مرجعا ذلك إلى عدم جاهزية الجيش بتركيبته الحالية لتحقيق الانتصارات في الحروب على جبهات عدة بل حتى في جبهة غزة وحدها.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.