الصحة السودانية: ارتفاع إصابات الكوليرا وتزايد الحالات بين العائدين من جنوب السودان
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
ارتفع العدد التراكمي لإصابات الكوليرا إلى 84,531 إصابة و2,145 حالة وفاة، توزعت على 110 محليات في 17 ولاية. فيما أشارت الوزارة إلى تزايد حالات الإصابة وسط العائدين من دولة جنوب السودان إلى ولايات سنار، النيل الأبيض والنيل الأزرق.
الخرطوم: التغيير
أكدت وزارة الصحة السودانية تسجيل 603 إصابات جديدة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، من بينها 8 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 84,531 إصابة و2,145 حالة وفاة، توزعت على 110 محليات في 17 ولاية.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدوري لمركز عمليات الطوارئ الاتحادي المنعقد اليوم بالخرطوم، والذي استعرض الأوضاع الصحية في البلاد والجهود الجارية لاحتواء الأوبئة.
كما أوضح تقرير الوضع الوبائي أن الإصابات التراكمية بحمى الضنك بلغت 13,314 حالة بينها 21 وفاة، موزعة على 45 محلية في 10 ولايات. بينما بلغ عدد حالات الإصابة بالحصبة 2,547 حالة، بينها 6 حالات وفاة، في 38 محلية تابعة لـ11 ولاية.
من جانبه، استعرض المعمل القومي للصحة العامة (ستاك) تقارير حول فحوصات عينات حمى الضنك وزراعة عينات الكوليرا من ولايات البحر الأحمر، النيل الأزرق، سنار والقضارف. وأعلن عن إرسال إمدادات طبية وصفها بالكافية إلى 7 ولايات تشمل الخرطوم، القضارف، الشمالية، كسلا، الجزيرة، سنار والنيل الأزرق.
وثمّن وكيل وزارة الصحة المفوض الجهود المبذولة لاحتواء وباء الكوليرا بولاية الخرطوم، مشيدًا بالتراجع الكبير في أعداد الإصابات نتيجة تلك التدخلات.
ووجهت اللجنة بإعداد تقرير أسبوعي مفصل عن حالة الملاريا، إلى جانب بقية الأوبئة، مع التشديد على تعزيز الإجراءات الاحترازية بالمناطق الحدودية مع دولة جنوب السودان، تحسبًا لتفشي المزيد من الأمراض العابرة للحدود.
الوسومآثار الحرب في السودان الكوليرا في السودان حمى الضنك وزارة الصحة السودانيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الكوليرا في السودان حمى الضنك وزارة الصحة السودانية جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
السودان يتحسّب لتطورات عسكرية في حدوده مع إثيوبيا
الخرطوم- كشفت مصادر رسمية سودانية للجزيرة نت، أن السودان يتحسّب لفتح جبهة عسكرية جديدة في شرقه بعدما سمحت إثيوبيا المجاورة بفتح معسكر لتدريب قوات الدعم السريع ومرتزقة أجانب تابعين لها لمهاجمة إقليم النيل الأزرق المتاخم لحدودها.
وأوضحت المصادر الحكومية -التي طلبت عدم كشف هويتها- أن السلطات الإثيوبية لديها تنسيق عسكري مع قوات الدعم السريع عبر قوى إقليمية تساندها، حيث تم الاتفاق على خطوط إمداد وبناء معسكرات تدريب وتجهيز مهابط طائرات.
وحسب المصادر ذاتها فقد بدأت حركة إمداد ووصول مركبات قتالية ومنظومات مدفعية وأجهزة تشويش عبر مدينة أصوصا عاصمة إقليم بني شنقول قمز في الشمال الغربي من إثيوبيا المتاخم لإقليم النيل الأزرق في السودان، ويوجد به سد النهضة.
تدريب وإمداد
كما كشفت المصادر الحكومية أن هناك تنسيقا استخباريا للجيش الإثيوبي مع الدعم السريع والجيش الشعبي، وهو الذراع العسكرية للحركة الشعبية-شمال في إقليم النيل الأزرق بقيادة جوزيف توكا التابع للحركة بزعامة عبد العزير الحلو، حيث تنتشر قوات توكا في جيوب بالإقليم وتنشط في الشريط الحدودي بولاية أعالي النيل في دولة جنوب السودان.
وأوردت منصات قريبة من السلطات السودانية تفاصيل أخرى عن التطورات الجديدة المرتبطة بالحرب في البلاد، وذكرت أن معسكر التدريب الإثيوبي المخصص للدعم السريع يستوعب أكثر من 10 آلاف مقاتل، في منطقتي منقي والأحمر بمحلية أوندلو، ويشرف عليه الجنرال الإثيوبي غيتاتشو غودينا بتنسيق مع ضباط أجانب تقف دولهم خلف القوات.
وتشمل العناصر الأجنبية المتدربة مرتزقة من دولة جنوب السودان، وآخرين من دول بأميركا اللاتينية أبرزهم مقاتلون كولومبيون، إضافة إلى عناصر من الدعم السريع، كانوا قد فرُّوا من جبهات القتال في السودان وتم تجميعهم وترحيلهم من دارفور.
إعلانوأفادت تلك التقارير، أن الإمدادات اللوجيستية للمعسكر، تصل عبر مينائي بربرة الصومالي ومومباسا الكيني قبل نقلها إلى داخل إثيوبيا.
وأضافت أن جوزيف تكا الذي يتخذ من منطقة يابوس السودانية الحدودية معسكرا رئيسيا لقواته تسلّم أخيرا طائرات مسيرة استخدمت خلال الأيام الماضية واستهدفت مدينتي الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق والكرمك القريبة من الحدود الإثيوبية انطلاقا من مناطق يابوس ومكلف وبليلة.
وكشفت أن الأسلحة والمعدات القتالية والإمداد اللوجيستي يعبر عن طريق حاضرة إقليم بني شنقول إلى قرى أبورامو وشرقولي وأهوفندو ثم قشن التي تبعد نحو 30 كيلومترا من مدينة يابوس السودانية، لتُسلّم إلى الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية التي لها عدة معسكرات في تلك المنطقة، كما يُنقل إمداد الطائرات المُسيّرة جوا.
ويعتقد الاستاذ الجامعي المهتم بالشأن الأفريقي، إسماعيل الأمين، أن التطورات الأخيرة بإقامة معسكر لتدريب مقاتلين من الدعم السريع بالأراضي الإثيوبية، يكشف عن تحول خطر في نمط التدخلات الإقليمية في الأزمة السودانية.
وإذا لم يُواجه بتحرك سوداني وإقليمي ودولي فاعل -يضيف الأمين للجزيرة نت- فإن الحرب ستدخل مرحلة جديدة أكثر دموية، وتهدد الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي، حيث إن السودان وإثيوبيا أكبر دول الإقليم بجانب موقعهما الجيوسياسي.
ويرى أنه في ظل الضغوط الاقتصادية والتوتر في بعض أقاليم إثيوبيا يبقى من غير المرجح أن تمتلك أديس أبابا المقدرة المالية لخوض حرب كبيرة جديدة، وسيكون انخراطها عسكريا في الأزمة السودانية مصدرا محتملا لمزيد من عدم الاستقرار داخل إثيوبيا، إذ تمتلك الخرطوم أوراق ضغط يمكن أن تؤذي جارتها أمنيا للتداخل الحدودي وانتشار جماعات مسلحة معارضة لها قرب الحدود.
"شد الأطراف"من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي يوسف عبد المنّان، إن ما يحدث في حدود السودان الشرقية هو سياسة "شد الأطراف"، حيث يمر الإمداد العسكري واللوجيستي للدعم السريع عبر الحدود مع شرق ليبيا وأفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان وأخيرا إثيوبيا.
ويشبّه عبد المنّان في تصريح للجزيرة نت، التطورات الجديدة بما جرى في منتصف التسعينات، حين سعت واشنطن لإسقاط نظام الرئيس السابق عمر البشير عبر عملية "الأمطار الغزيرة"، حيث شاركت أوغندا وإثيوبيا وإريتريا في دعم قوات الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق وشنّت هجوما متزامنا على حدود السودان الجنوبية والشرقية انطلاقا من الدول الثلاث لتغيير نظام الحكم أو حمله لتوقيع اتفاق سلام مع المتمردين.
ومنذ الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب في السودان، اتسم موقف إثيوبيا بتقارب بقيادة الدعم السريع وقوى سياسية متحالفة معها، واستضافت مسؤولين من القوات والقوى المعارضة خلال قمة زعماء دول المنظمة الحكومية للتنمية "إيغاد" في يوليو/تموز 2023 التي انسحب منها الوفد السوداني احتجاجا على ذلك.
وقد أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، آنذاك، غضب الخرطوم، حين ادّعى أن السودان يعاني من فراغ في القيادة، وطالب بنشر قوات أفريقية وبفرض منطقة حظر طيران في البلاد.
إعلانوزار آبي أحمد بورتسودان في يوليو/تموز 2024 وأجرى مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، لإذابة الجليد بينهما، والتوسط لاحتواء التوتر بين الخرطوم وأبوظبي، كما زار مدير المخابرات الإثيوبي رضوان حسين بورتسودان في يوليو/تموز الماضي في مهمة لم تُعلن نتائجها.