أحمد الأميري: القارئ شريك أساسي في كتابة الرواية
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
الكتابة الأدبيّة لا تقف عند الموهبة فقط، بل تحتاج إلى ثقافة واحتكاك يومي بالناس وتفاصيلهم، وقراءة للمستجدات الإنسانيّة، ومع الزمن يستطيع الكاتب أن يصنع له اسماً بين الأدباء وأصحاب القلم في مجال القصّة والرواية والشعر. والكاتب الإماراتي أحمد الأميري، الذي برز أديباً في مطلع العشرينات من عمره، أدرك مبكّراً أهمية ذلك، فتعلّم اللغات الإنجليزية والفرنسيّة والألمانيّة، إلى جانب لغته الأمّ، كما أنّه درس في جامعة السوربون بفرنسا، وتحصّل على ما يفيده في كتابة الرواية، التي أنجز منها ستة أعمال، منها رواية «جثّة في الصحراء»، حيث يجمع بين البساطة والعمق كأسلوب يتبعه في رواياته.
يرى الأميري أنّ التجربة كفيلة بالعطاء الأدبي، ومع أنّه بدأ مبكّراً، إلا أنّ الإبداع لا بدّ وأن يتواصل بالتراكمات وقراءة الإنسانيّات والنظر في الظواهر قيد الكتابة بشيء من التأمل، ولهذا، فهو ينصح بألا تنغلق تجربة الكتّاب الشباب على أنفسهم، إذا لابدّ من القراءة لأكبر عدد من الروائيين، ليصنع الكاتب فيما بعد صوته الخاص، مؤكّداً أنّ الأديب يتأثر في البدايات بكاتب معيّن، لتكون له بصمته الإبداعيّة بعد ذلك.
يؤلّف الكاتب الأميري ما بين الفكرة والأحاسيس ولغة الكتابة، مؤمناً بأهميّة المتلقي القارئ كشريك وعنصر فاعل في توسيع رقعة الكاتب ومساحته القرائيّة، فاهتمامات الناس يمكن أن يلبّيها الروائي أو الأديب بشكل آخر يروق لمن يبحثون عن مواضيع معيّنة وفق معالجات وتقنيات إبداعيّة تتنوّع بين هذا الأديب أو ذاك.
ويستجلي الأميري كلام الناس وردود فعلهم وانسجامهم في الحياة، كما يعتقد بأنّ الصمت أيضاً ملهمٌ كبير للكاتب لكي يعبّر عن أجواء رائعة بأسلوب فلسفي أو تناولات جميلة تؤشّر على كلام كثير من خلال هذا الصمت.
ويرى أنّ للمدرسة دوراً مهماً في لفت أنظار المعلمين إلى الموهبة وتغذيتها، نحو مستقبل روائي جيّد، وهو ما حصل معه شخصياً في كتاباته الأولى، التي يستذكرها اليوم بشيء من الشغف بالبدايات والطموح إلى تحقيق نجاحات أكبر.
أحمد الأميري نموذج إماراتي لأديب مهتمّ بقضايا الشباب وهويّتهم الوطنية والإنسانيّة وآفاقهم، ومؤمن بالترجمة من الآداب الأخرى وإليها، ودور معارض الكتاب في نشر الأعمال الأدبيّة. وكتقنيات أدبيّة، يثق الأميري بدور الخيال كعنصر أدبي في الاحتفاء بالأفكار وصناعة عالم جميل من خلالها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشعر فرنسا الرواية الشارقة القراءة جامعة السوربون
إقرأ أيضاً:
من كتابة شعارات إلى تصوير قواعد عسكرية.. هكذا جنّدت إيران جاسوسًا داخل إسرائيل
وجّهت السلطات الإسرائيلية تهمًا بالتجسس إلى أور بيلين، شاب يبلغ من العمر 27 عامًا من تل أبيب، بتهمة تنفيذ مهام لصالح عميل في الاستخبارات الإيرانية، مقابل مبالغ مالية تلقاها بالعملة المشفّرة. اعلان
وقد أُلقي القبض على بيلين في 22 حزيران/يونيو، وهو اليوم نفسه الذي تم فيه توقيف رجلين آخرين بتهم مماثلة.
ويأتي اعتقاله في سياق موجة من التحقيقات بقضايا تجسس مرتبطة بإيران، والتي ارتفعت بنسبة 400% خلال عام واحد فقط، وفق تقرير صادر عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" في كانون الثاني/يناير 2024.
انطلاقًا من "تلغرام"..اعتمدت إيران، وفق السلطات الإسرائيلية، على التواصل المباشر مع بيلين عبر تطبيق "تلغرام"، وعرضت عليه تنفيذ مهام مقابل عملة مشفّرة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2024 وشباط/فبراير 2025.
ووفقًا لصحيفة "جيروساليم بوست"، باشر بيلين بكتابة شعارات على الجدران داخل إسرائيل، بعضها ينتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأخرى مؤيدة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مقابل 70 إلى 100 شيكل عن كل عبارة.
وفي إحدى المرات، طلب منه العميل شراء كاميرتي مراقبة وتثبيتهما في مواقع محددة، ثم إرسال تسجيلات لتقييم جودتهما مقابل 150 شيكل. وفي 25 و26 تشرين الثاني/نوفمبر، استفسر عن شراء طائرة مسيّرة لاستخدامها في مهمة محددة، وأرسل صورة لها، لكنه لم يُكمل العملية.
وفي مهمة بارزة، ارتدى بيلين زيًا عسكريًا إسرائيليًا، وصوّر نفسه وهو يحرق الزي، مرفقًا الصورة برسالة تقول: "هذه الملابس كانت مقدسة يومًا ما، واليوم أصبحت مجرد لعبة بيد السياسيين" ، ونال مقابلها 1000 شيكل.
مع مرور الوقت، انتقل العميل الإيراني من المهام الرمزية إلى طلبات أكثر خطورة. ففي المرحلة الأخيرة، وبعد تراجع بيلين عن تنفيذ الأوامر، طالبه العميل بإشعال حرائق في سيارات وحاويات نفايات، وتوثيق مواقع عسكرية واستراتيجية، بل ومحاولة تعلّم تصنيع متفجرات، وتركيب كاميرات مراقبة خفية.
وفي 11 شباط/فبراير، وثّق بيلين نفسه وهو يُخفي بطاقة SIM اشتراها خصيصًا لتنفيذ إحدى المهام. بالمجمل، حصل على ما مجموعه 8,974 دولارًا أمريكيًا من العملات المشفّرة.
وقد عرضت النيابة الإسرائيلية، التي طلبت تمديد توقيفه حتى انتهاء الإجراءات القانونية، أدلة تشمل هواتف نقالة وكاميرات خفية عُثر عليها في منزله، إلى جانب تقارير من منصات رقمية تثبت استلامه الأموال.
ورغم أن بيلين حاول في البداية إنكار التهم، عاد وأقر لاحقًا بمعرفته الكاملة بما كان يفعله، مع الإصرار على أنه "لم يكن يريد إيذاء الدولة"، من دون أن يقدّم "تفسيرًا منطقيًا" لسلوكه، بحسب ما ورد في لائحة الاتهام.
Related شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاعل مع صفحات ترتبط بإسرائيلاختراق أمني حتى النخاع؟ الإعدام شنقا بحق إيراني متهم بالتجسس لصالح الموسادفنلندا تتهم إيران بالتجسس وتصف نشاطها بـ"العدائي"استراتيجية تجنيد منهجيةيبدو أن ما كشفته هذه القضية جزء من استراتيجية أوسع تعتمدها إيران لتجنيد مواطنين إسرائيليين عبر الإنترنت. وبحسب صحيفة "جيروساليم بوست"، تستخدم الاستخبارات الإيرانية ما يُعرف بـ"التصيد الإلكتروني" عبر منصات واتساب وفايسبوك وتويتر ولينكد إن وتيليغرام وإنستغرام.
ولا يحتاج هذا النوع من التجنيد إلى خلايا نائمة أو عمليات معقدة، بل يراهن على شريحة من الإسرائيليين تعاني من ضائقة مالية أو ضعف في الانتماء الوطني. وتُعرض على هؤلاء مكافآت مالية مقابل مهام ظاهرها بسيط – كالرسم على الجدران أو جمع معلومات – دون الكشف منذ البداية عن صلة هذه المهام بإيران.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة