عودة جواد الزيات إلى رئاسة الرجاء... هل تُنذر بولادة جديدة للنسر الأخضر؟
تاريخ النشر: 8th, July 2025 GMT
وسط ترقب جماهيري كبير، عاد جواد الزيات إلى رئاسة الرجاء الرياضي، بعد انتخابه في وقت متأخر من ليلة أمس الإثنين، جراء حصوله على 91 صوتا في المرحلة الأخيرة، مقابل حصول عبد الله بيرواين، على 43 صوتا، علما أن الأول حصل على 67 صوتا في المرحلة الأولى، مقابل حصول الثاني على 40 صوتا، فيما تحصل سعيد حسبان على 34 صوتا، مغادرا السباق من أوله.
عودة الزيات إلى كرسي الرئاسة تختلف عن سابقاتها، في ظل تفعيل الشركة الرياضية، وقدوم مستثمر مؤسساتي، تمت الموافقة عليه بالإجماع خلال الجمع العام، الذي أقيم أمس الإثنين، بأحد فنادق مدينة الدار البيضاء.
فهل يُمكن للزيات أن يقود الرجاء مجدداً نحو المجد المحلي والقاري، في ظل هذه التغييرات؟ وهل يمتلك ما يكفي من الصلاحيات، ومن الرؤية، ليواكب هذا التحول العميق؟ وما الذي تغيّر تحديداً داخل الرجاء؟
تجربة سابقة وواقع جديد
في ولايته السابقة (2018-2020)، قاد الزيات الرجاء إلى تحقيق العديد من الإنجازات، أبرزها التتويج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية 2018 والبطولة الاحترافية سنة 2020، فضلا عن التتويج بلقب السوبر الإفريقي، مع تحقيق تميز في التسيير المالي رغم الأزمة، وهدوءاً نسبياً في محيط النادي.
كما أن الزيات يُعتبر من الوجوه التي تجمع بين الشرعية الرياضية والخبرة المقاولاتية، مما قد يساعده على فهم منطق التسيير بالشكل الجديد، القائم على الاستثمارات والحوكمة.
نقاط قوة الزيات
يمتلك الزيات عدة مؤهلات تجعله قادراً على التكيف مع واقع « النادي ـ الشركة »، من بينها، خبرته في التسيير المقاولاتي، وهو ما يتماشى مع منطق الشركات والحوكمة، ناهيك عن علاقته الإيجابية والجيدة بالجمهور، وهو ما يُساعد في تهدئة الأجواء وخلق تعبئة جماعية، دون نسيان سجله الإيجابي السابق الذي يمنحه الثقة داخل دوائر القرار والشارع الرجاوي.
من جمعية إلى شركة… تحوّل جذري
خلال العقود الماضية، كان الرجاء نادياً تسيره جمعية تعتمد على الانخراطات، والرئيس فيها يمتلك سلطات واسعة في كل ما يتعلق بالتسيير المالي والتقني والإداري، لكن أمام الأزمة المالية والتقنية المتراكمة، تم اتخاذ قرار بتحويل النادي إلى شركة رياضية، وهو مسار اختياري أصبح إلزامياً بموجب قانون التربية البدنية والرياضة 30.09.
هذا التحول أسفر عن دخول مستثمر رئيسي يمتلك جزءاً كبيراً من رأسمال الشركة، مع تأسيس مجلس إدارة له الكلمة الفصل في التوجهات الكبرى، ناهيك عن تقليص سلطات الرئيس لصالح العمل الجماعي والمحاسبة.
الزيات اليوم لا يعود إلى رئاسة مطلقة، بل إلى موقع رئيس مجلس إدارة أو رئيس تنفيذي ضمن منظومة شركة، ما يُلزمه بالتنسيق مع المساهمين والجهات المالية والقانونية.
ويمثل هذا المشروع حسب البلاغ، نقلة نوعية من نموذج قائم على العمل الجمعوي التطوعي، إلى نموذج مؤسساتي واحترافي يضمن الاستدامة الرياضية المالية والإدارية، ويعزز تنافسية النادي وطنياً، قارياً وعالمياً.
وسيتم تفعيل الشركة الرياضية لنادي الرجاء الرياضي عبر دخول الشركة المؤسساتية المستثمرة برأسمال الشركة عن طريق الزيادة في رأسمالها من 300.000 درهم إلى 250.000.000 درهم.
وستقوم الجمعية الرياضية لنادي الرجاء الرياضي بالمساهمة في رأس مال الشركة الرياضية بمبلغ قدره 100.000.000 درهم (أي قيمة الأصول المحولة)، حيث ستساهم الشركة المؤسساتية المستثمرة بمبلغ 150.000.000 درهم تُدفع على مدى ثلاثة مواسم.
وستكون نسبة توزيع رأسمال الشركة الرياضية كالتالي: %60 للشركة المؤسساتية المستثمرة، %40 لجمعية نادي الرجاء الرياضي، كما سيتم إبرام عقد تدبير بين الجمعية الرياضية والشركة الرياضية يحدّد آليات اشتغال الشركة، مدة العقد، والعائدات التي سيتم تحويلها للجمعية، طبقا لمقتضيات القانون 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة.
وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى الجمع بين الخبرة التقنية الرياضية للجمعية والمهارات الإدارية والمالية للمستثمر، ومن خلال هذا التكامل، سيتم اعتماد أجهزة حكامة قارة ومستديمة، مما يشكل قفزة نوعية مقارنة بالتسيير الجمعوي التقليدي.
بين « الرمزية » و »الفاعلية »
الزيات يحمل رمزية معينة لدى شريحة من الرجاويين، خصوصاً أنه غادر النادي من الباب الكبير دون صراعات، لكن العودة الرمزية لا تكفي، ما لم تُترجم إلى أفعال ملموسة داخل الواقع الجديد.
فاليوم، الرجاء في حاجة إلى رؤية واقعية وشجاعة، تحترم منطق الشركة، وتعيد بناء الثقة مع الجمهور، وتُوازن بين الأهداف الرياضية والنجاعة الاقتصادية، فالرجاء لم يعد فقط نادياً شعبياً، بل أصبح مؤسسة رياضية استثمارية، تتطلب إدارة مالية صارمة، تسويقاً احترافياً، جهازاً تقنياً عالي الكفاءة، واستراتيجية واضحة تجمع بين التطوير الرياضي والعائد الاقتصادي.
وختاما الزيات لم يعد إلى نفس الفريق الذي تركه من سنين بل إلى رجاء أصبح كيانا مؤسساتيا بشروط جديدة ولغة جديدة، تتطلب تسييراً بعقلية المقاولة والنتائج معاً، وإن كان الزيات يمتلك المؤهلات، فإن نجاحه مشروط بمدى قدرته على الانخراط في مشروع جماعي حقيقي، لا مجال فيه للارتجال أو القرارات الفردية.
ويبقى السؤال مفتوحاً، هل يستطيع الزيات قيادة الرجاء في زمن الشركات والاستثمار؟ أم أن التحديات ستفرض واقعاً جديداً يتجاوز الأسماء؟
كلمات دلالية الرجاء الرياضي جواد الزياتالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الرجاء الرياضي جواد الزيات الشرکة الریاضیة الرجاء الریاضی الزیات ی 000 درهم
إقرأ أيضاً:
بند خطير في عقد الزمالك مع الشركة الوسيطة لملابس الفريق
أكد الإعلامي أمير هشام، أن هناك بند في تعاقد نادي الزمالك مع الشركة الوسيطة التي قامت بالاتفاق لجلب ملابس فريق الكرة بالزمالك.
وقال عبر برنامجه بلس 90 الذي يبث على قناة النهار الفضائية: هناك بند في العقد أن الزمالك لابد أن يحقق مبيعات بإجمالي 3 مليون دولار، وفي حالة عدم تحقيقها يدفع الزمالك المبلغ المتبقى للشركة.
وأضاف: نتمنى أن تقوم جماهير الزمالك بشراء قميص الفريق ودعم النادي.