شراكة نووية بين فرنسا وبريطانيا..وماكرون يدعو لإنهاء التبعية لأمريكا والصين
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
في أول زيارة دولة لرئيس فرنسي إلى بريطانيا منذ عام 2008، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى شراكة أقوى بين باريس ولندن لمواجهة التحديات العالمية، محذرًا من الاعتماد المفرط على كل من الولايات المتحدة والصين، ومشدّدًا على ضرورة بناء استقلالية أوروبية استراتيجية.
وخلال خطاب نادر ألقاه بالإنجليزية أمام مجلسي البرلمان البريطاني، دعا ماكرون إلى تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والمناخ والهجرة والتجارة، مؤكدًا أن وحدة الصف بين بريطانيا وفرنسا يمكن أن تُحدث فرقًا عالميًا.
وقال ماكرون: "علينا أن نظهر للعالم مجددًا أن تحالفنا قادر على صنع الفارق"، مضيفًا أن الطريق الوحيد لمواجهة أزمات العصر هو "العمل المشترك والتعاون الوثيق". كما أشار إلى أن حماية أوروبا تستدعي تقليل التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة والصين، محذرًا من "مخاطر هذه التبعية المزدوجة على المجتمعات الأوروبية".
وتأتي زيارة ماكرون في ظل سعي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إلى تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر عقب خروج بريطانيا من التكتل. ويُنظر إلى زيارة ماكرون بوصفها خطوة رمزية في اتجاه إعادة بناء جسور الثقة والتعاون مع الحلفاء الأوروبيين.
وفي الشأن الدولي، شدد ماكرون على استمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا، متعهّدًا بالعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار تمهيدًا لبدء مفاوضات سلام دائمة. وقال: "لن نتخلى عن أوكرانيا، وسنواصل دعمها حتى اللحظة الأخيرة".
ويشارك ماكرون وستارمر، الخميس، في رئاسة اجتماع "تحالف الراغبين"، وهو تحالف يضم دولًا تعهّدت بدعم القدرات الدفاعية لأوكرانيا، بما في ذلك تشكيل قوة ردع تمنع روسيا من استئناف هجماتها بعد أي هدنة محتملة.
وفيما يتعلق بالحرب المستمرة في قطاع غزة، دعا الرئيس الفرنسي إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط"، قائلاً: "نحن كأوروبيين لا نكيل بمكيالين. نريد وقفًا لإطلاق النار دون نقاش". وأكد أن حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية هما السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم.
اقتصاديًا، أعلن قصر الإليزيه أن شركة الطاقة الفرنسية الحكومية ستستحوذ على حصة 12.5% في محطة الطاقة النووية البريطانية المزمع إنشاؤها شرق إنجلترا، في خطوة ترمز إلى التعاون المتجدد بين البلدين في قطاع الطاقة.
ومن المرتقب أن تُعقد قمة ثنائية بين الجانبين يوم الخميس، تركز على ملفات الدفاع ومكافحة الهجرة غير النظامية، حيث وعد ماكرون بنتائج "ملموسة" على مستوى التنسيق الأمني والسياسي.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
ماكرون وستارمر يتفقان على رادع جديد لقوارب الهجرة
يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة الدولة الأولى له إلى المملكة المتحدة، حيث التقى اليوم الأربعاء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر واتفق معه على تطبيق "رادع جديد" لوقف قوارب الهجرة من فرنسا إلى بريطانيا، دون ذكر تفاصيل.
والتقى الزعيمان على مأدبة غداء في داونينغ ستريت، تمهيدا لعقد قمة ثنائية غدا الخميس، وتعد هذه أول زيارة دولة لزعيم أوروبي منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020.
وقال مكتب ستارمر في بيان صدر بعد اللقاء إن "الزعيمين اتفقا على أن مجابهة تهديد الهجرة غير النظامية وعبور القوارب الصغيرة هي أولوية مشتركة تتطلب حلولا مشتركة".
وأضاف أنهما اتفقا على ضرورة "تحقيق تقدم نحو حلول جديدة ومبتكرة، بما في ذلك رادع جديد لتحطيم نموذج عمل هذه العصابات".
ولم يذكر البيان تفاصيل هذا الرادع، لكن وسائل إعلام بريطانية قالت إن نقاشات تُجرى بشأن نظام تبادل بصيغة واحد مقابل واحد تعيد بريطانيا بموجبه المهاجرين غير النظاميين إلى فرنسا على أن تقوم الأخيرة بإرسال طالبي اللجوء إلى بريطانيا.
وكشف رئيس الوزراء البريطاني قبل أسابيع عن سياسات جديدة للهجرة، وتعهد باستعادة السيطرة على حدود البلاد.
وقد واجه ستارمر انتقادات حادة بسبب خطابه في هذه القضية، حيث قال إن المملكة المتحدة ستكون "جزيرة من الغرباء" إذا لم تفرض قيودا جديدة على المهاجرين.
ووفقا لأرقام الحكومة البريطانية، عبر أكثر من 12 ألفا و500 شخص القنال الإنجليزي (بحر المانش) من فرنسا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة منذ بداية عام 2025.
وكان الملك تشارلز الثالث قد استقبل ماكرون في قصر ويندسور أمس الثلاثاء، حيث احتفى بـ"الوئام" بين البلدين.
وألقى الرئيس الفرنسي بعد ظهر أمس الثلاثاء خطابا أمام البرلمان البريطاني دعا فيه فرنسا والمملكة المتحدة إلى العمل معا لحماية النظام العالمي الذي أرسيت دعائمه بعد عام 1945، بدءا بدعم أوكرانيا وتعزيز الروابط بين لندن والاتحاد الأوروبي.
إعلان