الأردن يستأنف إرسال القوافل الإغاثية إلى قطاع غزة
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
#سواليف
تنفيذاً للتوجيهات الملكية ، استأنفت #الهيئة_الخيرية_الأردنية الهاشمية بالتنسيق مع #القوات_المسلحة، اليوم، إرسال #القوافل_الإغاثية إلى قطاع #غزة.
وقالت الهيئة في بيان لها الأربعاء، إن قافلة مكونة من 40 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية الأساسية عبرت باتجاه قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP)، في إطار الجهود الإنسانية المتواصلة للمملكة الأردنية الهاشمية لدعم أهلنا في القطاع.
وسيتم توزيع المساعدات في شمال القطاع، لضمان وصول الدعم الغذائي إلى الأسر الأكثر تضررًا، وذلك بالتنسيق مع الشركاء المحليين في الداخل.
مقالات ذات صلة الموعد المتوقع لإعلان نتائج التوجيهي 2025 في الأردن 2025/07/09ويأتي استئناف القوافل في ظل استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية في غزة، ما يجعل من المساعدات الإنسانية الأردنية ركيزة أساسية للدعم والصمود، حيث تُعد من بين المساعدات الأكثر فاعلية وانتظامًا، وتحظى بتقدير واسع من قبل الأهالي في القطاع نظرًا لأثرها الكبير والمباشر على حياتهم اليومية.
وأكد أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، الدكتور حسين الشبلي، أن عودة تسيير القوافل تُجسد التزام الأردن الثابت، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وشدد على أهمية التعاون مع برنامج الغذاء العالمي في تعزيز الأمن الغذائي في غزة، مبينا أن الهيئة كانت تعمل بشكل يومي خلال الفترة الماضية على تنفيذ المشاريع الغذائية داخل القطاع من خلال المخابز والتكايا وتوزيع الطعام والمياه النقية.
وتستمر الهيئة في تنسيق جهودها مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والمنظمات الدولية، لضمان استمرارية إيصال المساعدات الإغاثية بما يتوافق مع الاحتياجات الميدانية، وبما يسهم في التخفيف من معاناة الأشقاء في القطاع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الهيئة الخيرية الأردنية القوات المسلحة القوافل الإغاثية غزة
إقرأ أيضاً:
إسقاط الشأن الإقليمي على الحالة الأردنية: خلطٌ مضر وتحديات خطاب الهوية التاريخية
صراحة نيوز-بقلم/ د.فاطمة العقاربة
علاقات دولية وادارة سياسية
مستشارة تخطيط استراتيجي
في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي وتحوّلات السياسات الدولية تجاه قضايا الشرق الأوسط، نشهد في الداخل الأردني محاولات متزايدة لإسقاط هذه الأزمات على الواقع المحلي، وخاصة من خلال تضخيم الهويات الفرعية وتسييس الانتماءات الاجتماعية. هذا النهج لا يكتفي بإرباك الرأي العام، بل يشوّه مفاهيم الاستقرار، ويقوّض خطاب الهوية التاريخية، رغم أن الأردن تاريخيًا قام على وحدة النسيج الاجتماعي وتكامل المكونات المختلفة في دولة ذات هوية
تتسم الدولة الأردنية بتعدد عرقي وثقافي محدود مقارنة بدول الإقليم المتشظي إثنياً كالعراق أو لبنان أو سوريا. لكن هذه التعددية الأردنية لم تكن في يومٍ ما عامل تفكك، بل كانت مصدر إثراء، ساهم في تشكّل هوية وطنية متماسكة تحت مظلة الحكم الهاشمي ومبادئ المواطنة. إلا أن بعض الخطابات الموجهة تسعى، بحسن نية أحيانًا أو بسوء نية غالبًا، إلى تأويل هذا التنوع على أنه انقسام إثني أو مناطقي شبيه بالحالات المنهارة في الإقليم.
استيراد خطاب الأزمات الإقليمية – من الطائفية، أو الانقسام القومي، أو الصراع على الشرعية – وإسقاطه على الحالة الأردنية يؤدي إلى إرباك المزاج العام، ويزرع الشك في وحدة المصير الوطني. هذا الخطاب يخلق قوالب جاهزة يحاول إسقاطها على مجتمع متماسك أساسًا، فيُفتت الثقة بين المكونات، ويحوّل الاختلاف الطبيعي إلى تناقض مفتعل.
يتعامل البعض مع الهوية الأردنية وكأنها قيد التشكيل، ويطالبون بخطاب “وحدة هوية” كما لو أن الهوية لم تُبْنَ بعد. وهذا خلل مفاهيمي. الهوية الأردنية قائمة وثابتة منذ تأسيس الدولة، ومبنية على مبادئ واضحة من الانتماء، والمواطنة، والتاريخ المشترك، والولاء للقيادة. التحدي الحقيقي ليس في صناعة هوية بل في تفعيلها وممارستها في مواجهة محاولات الإضعاف والإزاحة والخلط.
الحديث عن “خطاب هوية تاريخية” يجب ألا يتحول إلى مشروع قسري أو شعار فوقي يُفرض على المواطنين، بل ينبغي أن يُبنى على أسس المشاركة السياسية، والتكافؤ الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية. فالدفاع عن الهوية الوطنية لا يكون بإقصاء الهويات الفرعية، بل بإدماجها في مشروع جامع يستوعب الجميع دون تخويف أو تهميش.
تلعب النخبة السياسية والثقافية والإعلامية دورًا حاسمًا في تشكيل الوعي العام. لكن عندما تُستسهل مقارنات الأردن بدول تعاني تفككًا إثنيًا، فإن ذلك يفتح الباب لخطابات التشظي والتظلم المصطنع. من الضروري أن تتجه هذه النخب نحو خطاب عقلاني، واقعي، يعترف بالاختلاف دون تضخيمه، ويرسّخ الهوية التاريخية دون إنكار الجزئيات.
الأردن ليس نسخة مصغّرة من أي دولة في الإقليم، بل له خصوصيته التاريخية والسياسية والاجتماعية التي يجب صونها من محاولات الإسقاط غير الموضوعي. الهوية الوطنية الأردنية ليست محل نزاع، بل هي ركيزة قائمة تُواجه تحديات بحاجة إلى وعي نخبوي، وإرادة سياسية، وشراكة مجتمعية. ومن العبث محاولة إدخال الأردن في صراعات الهويات المتضاربة في الإقليم بحجة المقارنة أو التحذير؛ لأن مثل هذا الخطاب قد يتحول من تحذير إلى تنبؤ ذاتي التنفيذ.